الرئيسية / شرح: رفع الالتباس عن خطر رفع العلم عن الناس (تفريغ) / الجزء (3) رفع الالتباس عن خطر رفع العلم عن الناس: شرح بقية أحاديث رفع العلم (تفريغ)
2025-12-25
الجزء (3) رفع الالتباس عن خطر رفع العلم عن الناس: شرح بقية أحاديث رفع العلم (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن اختلاس العلم ورفعه من قلوب الناس أو قلته أو ذهابه بالكلية بسبب إعراضهم عن طلب العلم وإعراضهم عن هذا الدين.
وهذا الحديث والأحاديث التي سوف تأتي في الحقيقة مخيفة جدا على الناس، لأن هذا الأمر إن وقع لبلد أو منطقة أو فرد أو جماعات أو أفراد رفع عنهم العلم أو حرموا منه فهلكوا.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يبين هذه الأحاديث لهذه الأمة تحذيرا من هذا الأمر، من أن يتصف العبد بذلك أو يحرم من العلم.
والله سبحانه وتعالى بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليبين لهذه الأمة، فبين النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء، ما في شيء يقربهم إلى الله إلا بينه النبي صلى الله عليه وسلم، وما في شيء يبعدهم من الله سبحانه وتعالى إلا بينه النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
ولذلك إذا سمعت مثل هذه الأحاديث فعليك بطلب العلم قبل أن يرفع عنك وقبل أن تحرم، واجتهد وجاهد نفسك كما تجاهد لأجل دنياك ولأجل أهلك ولأجل أولادك ولأجل أموالك ولأجل مستقبلك، وكما يقال من أجل مستقبل الأولاد والأهل وما شابه ذلك.
والناس يرتحلون ويسافرون هنا وهناك من أجل طلب الدنيا وعلم الدنيا وعلوم الدنيا من هندسة وتجارة وإدارة وكذا وكذا.
فهذا العلم -العلم الشرعي- أهم بكثير. وفي الحقيقة العلم الدنيوي أو العلوم الدنيوية هذه لا تساوي ولا فلسا تحت العلم الشرعي والعلوم الشرعية.
هذه فانية وهذه باقية، وهذه حاجات يفعلها العبد لكي يحيا ويعيش، لا يتركها بالكلية فيأخذها على قدر حاجته، لكنه لا يعكف عليها فيهلك ويترك العلوم الشرعية.
فعليه أن ينكب على العلوم الشرعية قبل أن يحرم أو يرفع منه بالكلية أو يقل فيه العلم فيتخبط في عبادة الله سبحانه وتعالى.
وهذا الذي للأسف وقع فيه كثير من الناس في البلدان الإسلامية، قل فيهم العلم وحرموا منه فهلكوا فوقعوا في المهلكات، فكل واحد منهم حاطب ليل، يأخذ أفعى يظن أنها حطبة وحطب فيهلك، فيركن إلى هذا المبتدع ويركن إلى هذا الجاهل ويظن أن هذا عالم وأن هذا فقيه وهم أجهل الناس.
فلذلك لابد على العبد إذا رأى مثل هذه الأحاديث وسمعها عليه أن يجتهد ليحصل على العلم الشرعي الذي يضيء له في الدنيا وفي قبره ويوم الآخرة، أما العلوم أو العلم الدنيوي فليس له شأن إلا في الدنيا، ولعله يضره في قبره ويضره يوم القيامة.
فلذلك على العبد أن يجتهد في تحصيل العلم الشرعي، وإذا لا يمكن أن يحصل العلم الشرعي على التفصيل يأخذه في الإجمال ويعرف الشيء الصحيح، هذا أقل فيه، يأخذ الشيء الصحيح ويعرف الشيء الصحيح في الأصول والفروع، فيحصل أدنى العلم الصحيح، فإن شاء الله سبحانه وتعالى يعني ينجو من الهلاك.
أما أدنى من ذلك –أدنى من العلم الصحيح في الإجمال- فهذا هالك، سواء كان ملتزما أو عاميا أو غير ذلك، فهذا الالتزام وإطلاق اللحى وتقصير الثياب لا ينجيه عن ذلك حتى يحصل على العلم، وإلا انظر إلى أهل البدع وأصحاب الأهواء، أصحاب لحى وثياب قصيرة، لكن منهم من هلك ومنهم من ينتظر هلاكه، ولأن هؤلاء -والعياذ بالله- بدلوا دين الله سبحانه وتعالى وركنوا إلى الدنيا وتركوا العلم الشرعي وأعرضوا عنه فهلكوا، فلا تنتظر هلاكك أنت مع هؤلاء.
فالأمر خطير جدا، فعلى الناس أن يجتهدوا، والشخص يجتهد على قدر استطاعته، {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16]، «وإذا أمرتكم بشيء، فأتوا منه ما استطعتم»، لكن أدنى ذلك بدون اجتهاد بدون مبالاة وإعراض، فلا يكفي في ذلك الالتزام.
وعندنا في هذا الدرس نتكلم عن حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: «هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء». فقال زياد بن لبيد الأنصاري: يا رسول الله، وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه، ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا يغني عنهم؟» قال جبير بن نفير: فلقيت عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قلت ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته بالذي قال. قال: صدق أبو الدرداء، إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا.
حديث حسن، أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار»، والبغوي في «مصابيح السنة»، والطبراني في «الأوائل»، والترمذي في «السنن»، والحاكم في «المستدرك»، والدارمي في «المسند»، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة»، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى»، وإسناده حسن في المتابعات.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال الحاكم: إسناده صحيح، وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة»، والمزي في «تحفة الأشراف»، والحديث حسنه البغوي في «مصابيح السنة» (ج1 ص178).
فهذا كذلك الحديث يبين حديث الأشجعي الذي بيناه في الدرس الذي سلف، وأن العلم يختلس من قلب العبد وهو لا يشعر، فبعد ذلك يتخبط في الظلمات، لأن بينا أن العلم نور، فالعلم نور في القلب، إذا وقر العلم في قلب بني آدم تنور في حياته وميز بين الحق والباطل، لأن لا يخفى عليكم أن أهل الفتن كثر وعندهم مغريات وأمور يحبونها الناس، خاصة العامة من الصناعات والتجارات والسيارات والنقود والنساء وغير ذلك من المغريات، فالذي لم يوجد في قلبه العلم فيفتتن ولابد، يفتتن فيما أيديهم.
ولذلك انظر كم من شخص وقع مع الداعشية بسبب ما عندهم من الدنيا والنساء والأموال وبزعمهم دلة؛ يعني دولة -الدلة هذه كناية عن الدنيا يعني- كم من شخص وقع مع الإخوانية بسبب الأموال وغير ذلك، كم من شخص وقع مع التراثية، كم من شخص وقع مع الصوفية، كم شخص وقع مع الرافضية، كم شخص وقع مع الإباضية، وهؤلاء كان مرادهم الدين لكنهم لم يأخذوا العلم بقوة، فصادفوا هؤلاء وما عندهم من المغريات فوقعوا معهم وصاروا معهم مبتدعة هالكون، فهؤلاء يتمتعون إلى حين.
فلا تغتر أنت بتقلب أهل البدع في البلاد، لا تغتر، متاع قليل. فهؤلاء عندهم مغريات، فهؤلاء لم يكن في قلوبهم من العلم الكافي الذي ينور لهم أمر هؤلاء، فكانوا هؤلاء في ظلمات فوقعوا معهم. فأما الذي في قلبه العلم ففي قلبه نور، فمهما يعرض عليه ومهما يرى ما عند أهل الكفر في الخارج وأهل البدع في الداخل من المغريات الدنيوية فلا يقع ولا يهتم، أموال هؤلاء وأمور هؤلاء ودنيا هؤلاء لا تسوى فلسا عنده، لأن الله سبحانه وتعالى نور قلبه واكتفى بما في قلبه من الإيمان.
لذلك أكبر دليل في بداية دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم، أهل الكفر عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أموالا ونساء جميلات، فلم ير النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور شيئا لما في قلبه من الإيمان والعلم والدين والنسك والعبادة، هذه أهم عند النبي صلى الله عليه وسلم، وصدع بالحق والتبيين.
كذلك الصحابة رضي الله عنهم عرضوا عليهم الأموال والنساء وأشياء كما لا يخفى عليكم، ومنهم كعب بن مالك رضي الله عنه، ملك الروم عرض عليه الدنيا عندما النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهجره ومعه صاحبيه، فرمى هذه الرسالة في التنور وأحرقها، ورغم أن هذا الأمر محنة كبيرة عليه رضي الله عنه، النبي صلى الله عليه وسلم هجره والناس هجروه وأقاربه وزوجته، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتعد عنها، فانظر إلى المحنة، هذه المحن ما تمر عليك مرار الكرام كأنها قصة مسلية، لا هذه لابد أن يعتبر الناس.
{أفلا يتدبرون القرآن} [النساء: 82]؟ فكل واحد يتدبر القرآن وقصص القرآن والأنبياء والرسل والصحابة والأئمة والحفاظ ويشد على نفسه هذه الأمارة بالسوء، تريد الركون وتريد النوم وتريد الراحة وتريد الدنيا وتريد الجلوس وتريد الأكل والشرب وما شابه ذلك، كل واشرب ونم.. لكن العلم لابد أن يكون له نصيب في نفسك حتى هذه النفس تتعود على العلم الشرعي.
ولله الحمد دون هذا العلم الآن في الكتب والأشرطة والهواتف، ففي كل مكان أنت تحت يديك هذا العلم، أي مكان، حتى في بيتك في غرفتك في سيارتك في طريقك في سوقك كل مكان، فاقرأ وذاكر وراجع واسأل وناقش واحضر واكتب ومارس التخريج وما شابه ذلك. وكل هذه الأمور يعني التقريبية هذه للناس من باب إقامة الحجة على الناس، فليس للتسلية.
فالعبد ينظر بهذا قبل أن يختلس العلم من قلبه فيهلك، فأقل الشيء كما قلت لكم أن يعرف الأحكام الصحيحة في الأصول والفروع، يعرف ذلك في الجملة، هذا إذا خلاص ما يستطيع أن يجاهد نفسه في طلب العلم ليحصل علم المسائل والفتيا والتأليف والكتابة وما شابه ذلك، يعرف الأمور الصحيحة وما يستطيع التدريس للناس أو للطلبة لمراكز التعليم وما شابه ذلك، فهذا عليه أن يعرف الأحكام الصحيحة لكي ينجو في الدنيا وفي قبره ويوم القيامة.
لذلك ليس وجود القرآن كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أن يحصل العبد على العلم، لأنه هو معرض عن القرآن فكيف يحصل العلم؟ لأن العلم في هذا القرآن فيعرض عنه فكيف يحصل؟ هو معرض عن السنة فكيف يحصل العلم؟ لأن العلم في السنة.
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم لفت زياد بن لبيد عن أمر مهم جدا، عندما قال له أن القرآن أمامنا ونحن نقرأ القرآن وهذا أبناؤنا يقرؤون القرآن، فكيف أن لا نتعلم ولا نعرف القرآن؟ فبين له النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة».
فالذي لا يفهم القرآن على حقيقته ذهب عليه الفقه، فلا يكون هذا فقيها ما دام لم يفهمه.
وألفت النبي صلى الله عليه وسلم إليه الأمر المهم جدا، فضرب له مثالا على هذا الأمر، ودائما أهل السنة يضربون الأمثال، انظر إلى اليهود كيف ضلوا، وانظر إلى النصارى كيف انحرفوا، وانظر إلى الإخوانية كيف ضلوا والتراثية وأهل البدع كيف انحرفوا، هذا من هذا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا يغني عنهم؟». ما دام هم معرضون عن التوراة والإنجيل ولم يتعلم هؤلاء ما في الإنجيل من علم والتوراة من علم، فلا يغني عنهم وجود التوراة والإنجيل، كذلك القرآن. فليس القرآن أنزل للقراءة مثلا أو التجويد أو المسابقات أو الحفظ فقط، أنزل للعمل، للعمل به، وكيف العبد يعمل به وهو لا يعلم ما في القرآن؟ وهو معرض عنه؟ فلا يغني عنه هذا القرآن ما دام لم يتعلم هذا القرآن.
فلذلك عليك أن تتعلم ولا تعرض عن القرآن أشد مما ذهبت عليك هذه الأيام والأسابيع والشهور والسنوات، وهذه السنوات كما ترون تطوى عليك ما تستطيع أنت أن تمسك هذا الوقت، فلا تضيع وقتك أكثر من ذلك فإن الأمر خطير عليك، فلا يذهب يوم إلا متعلم مسائل وأحكام، لماذا؟ لوجود هذه الوسائل الحديثة التي تجعلك تعرف مسائل كثيرة في وقت قصير، ممكن كتاب التوحيد في ساعة، تعرف أشياء ومسائل العقيدة في ساعتين والفقه وكذا، وموجود كل شيء في هذه الوسائل والأجهزة، أين هذه الآية وأين هذه الآية وماذا تعني هذه الآية، وكذلك المسائل الفقهية، ما ترجع إلى هذه الأجهزة ترجع بكتب كثيرة في الفقه في التفسير في الحديث، فتعرف أشياء كثيرة.
فاجتهد على نفسك في هذا الأمر، والا العبد إذا ركن إلى الفتور فيفتر شيئا فشيئا ولا يستطيع بعد ذلك الرجوع إلى العلم، وممكن حتى هذه الحلقات ما يستطيع أن يحضرها بسبب هذا الفتور، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الكسل -الذي هو الفتور هذا- فالأمر خطير جدا، والنفس تأخذوك ليلا ونهارا عن هذه الحلقات وعن قراءة القرآن وعن قراءة السنة ومعرفة العلم ومعرفة المسائل وقراءة الكتب.
وهذه الكتب ميسرة وفيها الأحاديث الصحيحة ومتعوب عليها وكتيبات موجودة ومطويات يعني عملناها في المراكز وهي ميسرة، فليقرأ طالب العلم فيها وليحفظ هذه المسائل.
ترى الشخص يسأل عن المسألة الواحدة في السنة عشر مرات ويظن أنه لم يسأل عنها، فينسى، فيحفظ لكي يعرف أن هذه المسألة سأل عنها وقرأها وكذا، لكن لأنه ما يحفظ فيظن أنه لم يسأل عن هذه المسألة، ففي كل درس يسأل عنها، فلذلك لابد من حفظ العلم والاجتهاد فيه، مسائل كثيرة تكلمنا عنها في السنوات التي مضت وكذلك إلى الآن نسأل عنها ونكرر ونعيد يا يزيد.
والحديث الثالث: وعن زياد بن لبيد رضي الله عنه رجع الحديث إلى زياد من الأشجعي إلى أبي الدرداء إلى زياد يعني الآن أصبح الحديث هذا من مسند زياد فكان من مسند مالك بن عوف الأشجعي ثم إلى مسند أبي الدرداء ثم رجع إلى مسند زياد بن لبيد وهو المتحدث الآن وإلا هو كان في أثناء القصة وعن زياد بن لبيد رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، فقال: وذاك عند أوان ذهاب العلم، قال: قلت: يا رسول الله كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ونسائنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟، قال: «ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا يفقهون مما فيهما شيئا».
وفي رواية: «أوليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل، ولم ينتفعوا بشيء».
وفي رواية: «أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما».
حديث حسن، أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار»، وابن أبي شيبة في «المصنف»، وأحمد في «المسند»، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة»،، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني»، وابن الأثير في «أسد الغابة» - هذا ليس أسد الغابة.. أسد الغابة، يعني جمع، لأنه إذا غير مشكل سوف يقرأ الناس أنه أسد الغابة، لكن على الهمزة ضمة، أسد الغابة (جمع) - وابن الجوزي في «جامع المسانيد»، والمزي في «تهذيب الكمال»، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة»، وابن قانع في «معجم الصحابة»، والطبراني في «المعجم الكبير»، والبخاري في «الأوسط» تعليقا، وفي «التاريخ الكبير»، وابن ماجه في «سننه»، وأبو خيثمة في «العلم»، والحاكم في «المستدرك»، والطيالسي في «المسند»، وهذا إسناده رجاله ثقات وهو حسن في المتابعات، والحديث صححه ابن كثير في «تفسير القرآن»، والشيخ الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه»، وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة»، والسيوطي في «الدر المنثور».
فهذا يعني الحديث يبين هذا الأمر كذلك، أن وجود القرآن والناس لا يعملون به ما يستفيدون، فوجود القرآن ما يغني للشخص شيئا ما دام معرضا عنه ولا يتعلم علوم القرآن.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا يفقهون مما فيهما شيئا». فقراءة القرآن وحفظ القرآن وتجويد القرآن وفعل المسابقات ما يفيد هؤلاء شيئا، ما دام هؤلاء لا يفقهون مما في القرآن شيء، فلا يستفيدون، ولذلك يضلون. وأكثر هؤلاء ضلوا بسبب أنهم يقرؤون سورة الكهف فقط يوم الجمعة، فإذا خرجوا من يوم الجمعة خلاص ما يدرون بالقرآن، الجمعة الجاية بيفتحون القرآن بيقرؤون سورة الكهف. وكذلك ما يقرؤون سورة الكهف على الصحيح، مثل الجرايد، ورأيت رجلا يقرأ سورة الكهف هكذا، يدور رأسه على الآيات وعينه على الآيات وصك المصحف.. كيف هذا؟
فلذلك هذا في الحقيقة ما يحصل له أجر، والإثم أقرب إليه، ما أخذ شيء، فمصيبة. هذا كيف؟ هذا في يده الآن القرآن، لكن ما يفقه شيئا، ما يفيده ذلك، فهذا ضال مثل البهيمة. فلذلك الأمر خطير جدا.
ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أوليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والإنجيل، ولم ينتفعوا بشيء». فأكثر هؤلاء الآن، أكثر هؤلاء العامة لم ينتفع بالقرآن، لأنهم ما يفقهون شيئا بهذا القرآن؛ فلذلك لابد من دراسة القرآن والسنة.
وكذلك الأمر الثاني: أولا: أنهم لا يفقهون القرآن.
الأمر الثاني: أنهم لمينتفعوا بالقرآن.
الأمر الثالث: «أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا يعملون بشيء مما فيهما».
الأمر الثالث في حرمان العلم وعدم الانتفاع بهذا القرآن أنهم لا يعملون بالقرآن.
هذه ثلاثة أمور وقع فيها اليهود والنصارى فحرموا العلم، وضلوا ضلالا بعيدا، وتتجارى بهم الأهواء، انظر وصلوا إلى الإلحاد والزندقة والإباحية، وما زالوا إلى البعد من دينهم.
فكذلك يعني هؤلاء الناس وهؤلاء المسلمون وقعوا في هذه الأمور الثلاثة، فلم ينتفعوا بالقرآن، فالله حرمهم من الفقه -فقه القرآن- وما فيه من علم، وحرمهم الله سبحانه وتعالى من الانتفاع به، وحرمهم الله سبحانه وتعالى من العمل به؛ بسبب أن هؤلاء أعرضوا عن القرآن. فلا يصيبك هذا الأمر، فهذا من رفع العلم ومن اختلاس العلم ومن قلة العلم في قلوب هؤلاء.
فأنت إذا أعرضت كما أعرض هؤلاء العامة تقع في هذه الأمور الثلاثة:
عدم الفقه وتنشر جهل على أنه فقه.
وعدم الانتفاع وتنشر ضرر في الأمة وتظن أنه نفع.
والأمر الثالث: لا تعمل بالقرآن وتعمل بغيره على أنك تعمل بالقرآن.
هذه الأمور وقع فيها أهل التحزب وأهل البدع، ما عندهم فقه وينشرون جهالات ويظنون أنه فقه القرآن والسنة، لم ينتفعوا بما عندهم من العلم، ونشروا ضرر كبير في الأمة ويظنون أنه نافع للأمة، ولم يعملوا بهذا القرآن ويظنون أنهم يعملون بالقرآن، وهم يعملون بأعمال رؤوسهم الضلالة، يعملون بكتب كتبوها دعاة الضلالة، رؤوس الضلالة الذين يتبعونهم هؤلاء.
فهذه الأمور تصيبك أنت، ولا تشعر حتى تموت وأنت على هذا الجهل المركب المهلك، فلذلك عليك بهذا الأمر.
ولعل هنا نقطة مهمة جدا في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا أوان يرفع فيه العلم»، إنما هو إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى وقت يرفع فيه العلم، وهذا الوقت يكون بعده صلى الله عليه وسلم، لأن هذا إنما هو كلمة يشار بها إلى الأشياء.
من ذلك قول الله تعالى: {هذا يومكم الذي كنتم توعدون} [الأنبياء: 103].
وقول الله سبحانه وتعالى: {هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ} [ق: 32].
فيكون الزمان الذي يرفع فيه العلم أو يقل العلم بسبب الإعراض عنه من قبل أكثر الناس لقلة أتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فيحرم الناس العلم، من الذين أعرضوا عن اتباعه صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا،، وانظر: «مشكل الآثار» للطحاوي (ج 1 ص280).
وهذا الذي بينه الحافظ الطحاوي في مشكل الآثار، أن هؤلاء وقعوا في هذا الأمر المهلك لأنهم لم يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم لا في قوله ولا في فعله، يعني لم يقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، هؤلاء اقتدوا بحسن البنا، بعبد الرحمن عبد الخالق، بسيد قطب، بكذا بكذا، بدعاة الضلالة، بربيع المخربي، فهلكوا ولم يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يظنون أنهم يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الهلاك، هذا هو اختلاس العلم منهم. فلا يصيبك هذا الأمر فتهلك.
الأمر الثاني: وعلامات زمان رفع العلم أو قلة العلم في الناس هو الزمان الذي لا خشوع فيه مع الناس في صلاتهم في المساجد وبيوتهم، وإذا لم يكن معهم الخشوع كانت معهم القسوة والاستكبار والعجب -نعوذ بالله من ذلك-.
ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} [البقرة: 45].
فمن علامات زمان رفع العلم -إذا أردت أن تعلم أن الزمان الذي رفع فيه العلم وقلة العلم في الناس- هو الزمان الذي لا خشوع فيه في الصلاة. تدخل المسجد حتى في أشكال الناس ما في خشوع ولا في تدين، تدين ما فيهم، فكيف يكون فيهم خشوع في صلاتهم؟ كيف ذلك؟ ففي أشكالهم ما في دين، فما بالك بصلاتهم وما بالك بما في قلوبهم؟
فاعلم أن في قلوب هؤلاء غل وحقد واستكبار وعجب، ما دام انتفى العلم من قلوبهم والخشوع والتدين الصحيح، فاعلم أنهم يستبدلون -والعياذ بالله- بهذه الصفات السيئة والأخلاق السيئة: الاستكبار والعجب. لا تكلم أحدا في أمر وحكم أن هذا غلط والصحيح كذا إلا استكبر عليك وأصر وغضب عليك، فهذا يدل أن هؤلاء الذين في المساجد مستكبرون، لماذا؟ لأن ما عندهم من العلم والخشوع.
ولا يلزم -قلت لكم من قبل- أن الشخص ممكن أن ينشغل في صلاته بشيء وأشياء، فهذا لا ينافي الخشوع ما دام جوارحه ساكنة ويصلي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقرأ القراءة الصحيحة وما عنده من العلم الصحيح والاعتقاد الصحيح، فهذا هو الخشوع.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالقرب أشياء فيها أشكال كان النبي صلى الله عليه وسلم ينشغل، وهو إمام أهل الخشوع، حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها كما في صحيح البخاري: «أميطي عني هذا، شغلني عن الصلاة»، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاتي باطلة، ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أعيد الصلاة، فهو خاشع صلى الله عليه وسلم لكنه ينشغل الشخص، وهذا لا ينافي الخشوع.
لكن الذي حاله حال هؤلاء العوام، لا ترى يستطيع أن يقف، لا يعرف يقف في صلاته، فلا يسد الفرج، ولا يعرف كيف يضع يده اليمنى على اليسرى، وتراه يتحرك يمنة ويسرة، ولا يعرف يقرأ الفاتحة ولا القرآن ولا التشهد ولا غير ذلك. فإذا كان يصلي صفة صلاة النبي العبد ويسد الفرج ويحرص بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو الخشوع، لأن ما دام كذلك فلابد أن يخشع، حتى لو ينشغل بشيء من أشكال السجاد أو المسجد أو كذا أو كذا ما ينافي هذا الخشوع، لأن النبي صلى الله عليه وسلم شغله.
فلينتبه الناس في ذلك، ما دام الشخص يصلي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وملتزم بالدين وعالم بالكتاب والسنة فاعلم أنه خاشع، والخشوع في الناس درجات.
ولذلك ترى الشخص عنده ما عنده من الفقه وينتسب إلى العلم، لكن ما تراه يسد الفرج، يقف كوقوف العامي ولا يتحرك، فرجة عن يمينه وفرجة عن يساره.
وترون هؤلاء الذين يؤمون الناس وقراء وينتسبون إلى العلم، يده اليمنى على اليسرى على بطنه هنا، انظر هؤلاء الأئمة الآن والقراء المشهورين والذين ينتسبون إلى العلم، صورهم يؤمون الناس في التواصل المرئي، لكن ما يعرف كيف يضع يده، ما عنده صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع اليمنى على اليسرى فوق بطنه فوق سرته في أي مكان.
ورأيت إماما وضع يده اليمنى على اليسرى في قلبه هنا، ماذا يسوي في قلبه هنا؟ ما في أحد قال بهذا.
فبحثت في المسألة هذه عن هؤلاء الذين يضعون اليد اليمنى على اليسرى على القلب، يزعمون أن عمر بن الخطاب كان يضع يده هكذا، وهذا افتراء، والذين يسدلون والذين كذا، هذه ما عندهم صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يخشعون؟
وهؤلاء ينتسبون إلى العلم، كذلك فقيه تشرح الكتب وتشرح كذا ما تعرف كيف تضع يدك؟ نفس الشيء يده اليمنى على اليسرى على بطنه على أي مكان، ولا ترى يعني أنه يتراص ويسوي صفه، هذه كلها تساهل في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذلك السلف كانوا إذا قدم عليهم شخص قال: انظروا هل يحسن الصلاة؟ وإلا ما يكتبون عنه، يخلونه يولي، ولا يكتبون عنه شيئا، ما دام ما يعرف يصلي ما يكتبون عنه، هذا كان الفاصل، هذه من الفواصل يعني بين أهل السنة وبين أصحاب الأهواء، والكتابة عليهم، إذا حضر بلد قالوا: حضر فلان الفقيه، قالوا: انظروا إلى صلاته، أيحسن الصلاة؟ إن أحسن الصلاة أقبلوا عليه، وإذا ما يعرف يصلي مثل هؤلاء اللي عندنا خلاص ولا يقبلون عليه، يبه يصفق نعاله ويمشي يرد بلده. ليس مثل الآن الهمج والرعاع يقبلون عليهم حتى في الحدائق، الجهال هؤلاء أصحاب الشوارع وأصحاب الحدائق يوعظون الناس ويقبلون عليهم الغجر والرعاع يصيدونهم بالجوائز ومبالغ وكذا، لأن بعد المحاضرة في الحديقة جوائز ومبالغ، الله سبحانه وتعالى مسلط عليهم هؤلاء الجهلة، وإلا عند السلف لا، أهل الحديث يخلونه يصفط نعاله ويمشي حافي يرجع بلده، ليس مثل الآن يرجع بأموال وجوائز وذهب من البلد، يدل أنهم منتهين.
فلذلك هذا الأمر لابد على الناس أن ينتبهوا جيدا.
وفي حديث ابن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا».
وفي رواية: «فأفتوا بالرأي فضلوا وأضلوا».
وهذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، والترمذي في «سننه»، وغيرهم.
فهذا الحديث يبين أمر دعاة الضلالة ووعاظ الحدائق والشوارع أنهم جهال، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، ضلوا هؤلاء وأضلوا الذين يأتونهم من جهتهم من العامة، فالأمر خطير جدا.
فإذا رفع عنك العلم وقل العلم في قلبك، لم تميز بين أهل الحق والباطل، فلابد أن تجعل لك رأسا ضالا جاهلا تستفتي في دينك، لابد ما في، لابد، ولذلك إذا ما تعبد الله لابد تعبد مخلوق، أي شيء حتى فأر تعبد، لابد، بني آدم هكذا.
فإذا ما تجعل في قلبك العلم حتى تجعل لك عالما وعلماء السنة قادة لك، فإذا لم يكن كذلك فلابد أن تجعل لك رأسا كالجبيلان وأشكاله من دعاة الضلالة، فهذا عالم هذا شيخ تجعل لك يقودك إلى الضلالة وإلى النار، دعاة على أبواب جهنم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «هم هؤلاء»؛ كما في حديث حذيفة في صحيح البخاري ومسلم.
هؤلاء هم يدعون الآن إلى نار جهنم، وأكبر دليل أن الله حرمهم من المساجد إلى الحدائق مع العصاة والاختلاط وما شابه ذلك في الفنادق وما فيها من الخمور وغير ذلك، فترى نفسك فإذا أنت مع هؤلاء، فالأمر خطير جدا.
ولذلك في حديث أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد». أخرجه البخاري في «صحيحه»، وفي «خلق أفعال العباد»،، ومسلم في «صحيحه»، والترمذي في «سننه»، وغيرهم.
هذه من أشراط الساعة، يعني هذا الزمان وقلة العلم وانتشار الزنا وقلة الرجال وكثرة النساء، هذا من أشراط الساعة. وهذا -يعني الحديث- يبين لنا أن الساعة اقتربت، فشد المئزر واجتهد على نفسك، والتزم بالدين جملة وتفصيلا، لا تفتر، لا تغفل، تكون من الغافلين وتخوض مع الخائضين، فلا تغفل نهائيا، كن مستيقظا، والموت يأتي بغتة، ما يدرك العبد، ما يستطيع يفعل شيئا، فالأمر خطير جدا.
فمن أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل، ما في كثرة الجهل من هذا الزمان، إذا السلف يشكون من كثرة الجهال والذين من بعدهم، في قرن الإمام أحمد وقرن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن رجب والآجري وغير هؤلاء يشكون كثرة الجهل مع كثرة العلماء وكثرة الحفاظ، ابن القيم في زمانه يشكو كثرة الجهال والعداوات وكثرة أهل البدع، ما بالك في هذا الزمان؟ كيف لو أدرك هؤلاء العلماء زماننا فماذا قالوا؟ وماذا يقال؟ فالأمر خطير جدا.
ويظهر الزنا والعياذ بالله، هذه كلها من علامات الساعة، ترى هذه الأشياء هذه بكثرة الساعة اقتربت، وماذا يراد منك باقتراب الساعة؟ أن تجتهد، طائفة في الدين، أمة الإجابة أن تجتهد لأن الساعة قد اقتربت، وأكثر الناس هالكون، فلذلك عليك أن تجتهد.
وعن أبي وائل قال: كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى رضي الله عنهما فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة أياما، يرفع فيها العلم وينزل فيها الجهل». أخرجه البخاري في «صحيحه»، وفي «خلق أفعال العباد»، ومسلم في «صحيحه»،، والترمذي في «سننه»، وغيرهم.
* «إن بين يدي الساعة أياما، يرفع فيها العلم»، فلا يرفع عنك العلم ويذهب عنك، بعد ذلك تهلك، ويكثر الجهل، ينزل الجهل والعياذ بالله في الناس، جهل ما بعده جهل، ومع هذا يفعلون أنفسهم علماء وأذكياء وأنهم يقودون الأمة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن».
وفي رواية: «ينقص العلم».
أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، وغيرهم.
* «يتقارب الزمان»؛ يعني: ينتهي شيئا فشيئا لاقتراب الساعة لحساب الناس، فمنهم من يدخل الجنة ومنهم من يدخل النار والعياذ بالله.
* «ويقبض العلم»، في هذه الفترة يقبض العلم من الناس لإعراضهم وبسبب ذنوبهم، وإلا هؤلاء الجهلة في سوريا على كثرتهم ما في واحد عنده علم يكشف عرعور؟ قادهم عرعور إلى الهلاك، ولم يكشفوا أن هذا جاهل ما يعرف شيء، هذا يدل على يعني انتشار الجهل في هؤلاء، ما في واحد منهم في ذاك الوقت يوم كان عرعور هذا يدعوهم إلى الهلاك وإلى الخروج والثورة ما في واحد كشفه أنه شيطان وإبليس يئز الناس إلى الهلاك؟ ما في واحد قال له: يا قرقور كف لسانك عن الناس وتحريض الناس، وخاف الله سبحانه وتعالى في هؤلاء الناس والأطفال والنساء والشيوخ، كف لسانك وكف شرك عنهم، ما في ولا واحد. وهذا يدل أن هؤلاء هلكى، وأهلك هؤلاء الخوارج والصوفية في سوريا، هلكوا بسبب هؤلاء الجهلة، اتخذوا رؤوسا ضلالا جهالا فهلكوا بهم.
ولذلك الآن تبرأ منهم وتركهم، لأن شيطان، هكذا أي شيطان يلقي الناس في الضلالات ويتبرأ مثل إبليس، فهذا عرعور وأشكاله هكذا.
فالأمر خطير جدا.
وفي رواية: «ينقص العلم»، فلا ينقص عنك العلم.
وفي هذه الأحاديث في رفع العلم من الناس بسبب ذنوبهم وإعراضهم عن العلم والركون إلى الجهل -نعوذ بالله من الخذلان- فالأمر خطير جدا.
لماذا هؤلاء قل فيهم العلم ورفع العلم واختلس من قلوبهم ومن أنفسهم ومن أهاليهم وأولادهم وآبائهم وأمهاتهم؟ لماذا؟ لأن هؤلاء كسبوا سيئات من قبل وذنوب وأعرضوا عن العلم وركنوا إلى الجهل فهلكوا، ولابد.
ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم.
الأسئلة:
السؤال: غير مسموع.
الجواب: هذا بالنسبة عن سؤال عن البنت المتشبهة بالرجال، هذا يعني تكلمنا عنه كثيرا والكل يعرفه في البنات، يعني سواء في الخارج أو الداخل يتشبهون بالرجال، وهذا أمر محرم، وهذا كذلك بسبب ماذا؟ قلة العلم ورفع العلم من قلوب هؤلاء الناس، وكذلك اختلاس العلم والركون إلى الجهل، بسبب هذه الذنوب، فيخرج في الناس من النساء والبنات يتشبهن بالرجال، ولابد، وهذه كله بسبب الذنوب.
والنبي صلى الله عليه وسلم لعن يعني النساء اللاتي يتشبهن بالرجال، فهذه البنت ملعونة وهذه المرأة ملعونة التي تتشبه بالرجال، وهذا بسبب ماذا؟ أن هؤلاء اتخذوا رؤوسا ضلالا وجهالا، فيؤزونهم على هذه الأشياء المنكرة والشيطانية، وإبليس وعد الناس أن يعني يغيروا خلق الله سبحانه وتعالى في أشياء كثيرة منها ذلك، فالأمر خطير جدا، فلابد من تنبيه البنات عن هذا الأمر.
السؤال: غير مسموع.
الجواب: فبالنسبة للحرية هذه، الذي يدعون إلى الحرية كما الآن، وهل يكون الذي يدعو إلى ذلك كافرا بعينه أو نكفر قوله وفعله؟
الذي يدعو إلى الحرية -الحرية الشيطانية- هذا يدعو إلى ترك الدين كما هو حال العلمانيين والملحدين والشيوعيين، هذا بلا شك كافر، لأنه يدعو إلى خلاف الدين وإلى ضد الدين، وهذا عدو لله سبحانه وتعالى وعدو للنبي صلى الله عليه وسلم وعدو للمؤمنين، ولا يقال أن قوله كفر أو فعله كفر كما تقول المرجئة، كربيع المخربي وأتباعه الضلال، والذين على شاكلة هؤلاء، كما في كتب الريس وأشكاله وفي كتب ربيع وأشكاله.
فالتكفير المعين ثابت في الكتاب والسنة، وبينا هذا كثيرا، وبين أهل السنة العلماء هذا الأمر، وأنه يكفر بعينه.
ولذلك لو رأى المرجئة شخصا يسجد لصنم أو يركع لقبر أو يطوف عليه يقولون لا نكفره بعينه! عند أهل السنة يكفر بفعله هذه، والحجة قائمة عليه، الذي يسمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ويصل إليه القرآن وفي دار الإسلام هذا الحجة قائمة عليه، هذا يكفر، لا يقول لك لابد تقوم عليه الحجة، ولا، ولا بد يفهم الحجة.
الآن أهل الجاهلية، أهل الجاهلية لم يأتهم نبي وليس لهم كتاب، الله كفرهم، لأن الحجة قائمة عليهم، يعلمون بالدين الصحيح وتركوه وأتوا لهم بأصنام وعبدوها. فكيف أمة أرسل إليها نبي وبيديها كتاب لا يكفر الشخص بعينه ولا يكفرون هؤلاء إذا وقعوا في نواقض الإسلام والكفر؟ ما دام هذا الرجل وقع في مكفر وكفره الله سبحانه وتعالى وكفره النبي صلى الله عليه وسلم نكفره بناء على أن الله كفره وأن النبي صلى الله عليه وسلم كفره بأدلة الكتاب والسنة.
ولذلك هؤلاء المرجئة منهم كطارق سويدان وأشكاله يريدون أن يلغوا أحكام الردة بناء على هذا، لكي لا يكفرون أحدا.
ولذلك هذا المدعو محمد العوضي هذا الذي في الكويت لا يكفر المجوس ولا يكفر اليهود ولا النصارى، وهذا قوله موجود، يقول لا نكفر هؤلاء ولا نستطيع نكفر هؤلاء، وانظر إلى سويدان وأشكاله لا نكفر الرافضة. فهؤلاء دعاة الحرية بلا شك كفار، لأن يدعون إلى كفر وإلى نار جهنم، وهذا فكر العلمانيين والشيوعيين.
فلذلك الأمر خطير جدا، فهؤلاء دعاة الحرية يدعون إلى الإباحية، ولا ينظرون إلى كتاب ولا سنة. فالأمر خطير جدا.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
ﭑ ﭑ ﭑ