القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح: رفع الالتباس عن خطر رفع العلم عن الناس (تفريغ) / الجزء (1) رفع الالتباس عن خطر رفع العلم عن الناس: المقدمة (تفريغ)

2025-12-25

صورة 1
الجزء (1) رفع الالتباس عن خطر رفع العلم عن الناس: المقدمة (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ولعل في هذه الليلة نتكلم عن رفع العلم من قلوب الناس، من كتاب «رفع الالتباس عن خطر رفع العلم عن الناس وقلته بطريقة الاختلاس من إبليس الخناس»، وهذا الأمر لابد على طالب العلم أن يعرف هذا الموضوع جيدا؛ لكي لا يكون من أمثال هؤلاء الجهلة، الجهل المركب أو الجهل البسيط.

والناس أقسام: فمنهم من وقع في الجهل المركب، ومنهم من وقع في الجهل البسيط. والجهل المركب أشر من الجهل البسيط.

والنبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الأمر، ولعل نشرح حديث: «هذا أوان يرفع العلم من قلوب الناس» بالكلية، يرفع من قلوب الناس العلم بالكلية، أو يكون هذا العلم في قلوب الناس قليل، أو يكون العلم في قلوب الناس مخلط بين حق وباطل، ويكون في قلوب الناس الباطل أكثر من الحق. وهؤلاء يدعون أن عندهم العلم.

والنبي صلى الله عليه وسلم بين أمر هذه الأصناف، وأن هؤلاء من علامات الساعة، وأن في آخر الزمان -الذي هو نحن فيه- يرفع العلم من قلوب الناس، أو يقل، أو يكون في قلوبهم علم مخلط.

ولذلك ترى أكثر الناس قد وقعوا في هذا الأمر، وقلة من كان في قلبه العلم الصحيح (علم الكتاب والسنة والآثار)، طائفة وهم أهل الحديث في كل زمان، وأما ما تبقى من الناس فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أمرهم -والعياذ بالله-.

فلكي لا يقع طالب العلم مع هؤلاء ويتصف بصفة الجهل ويظن أنه عنده علم؛ فلابد من معرفة هذا الأمر. وهذا مما يجب على المسلم الحذر منه، أي: رفع العلم من قلبه أو قلته فيه وهو لا يشعر؛ فإن ذلك هو آفة العلم والعمل، بل هو الضلال المبين الذي هلك بسببه الجهال قديما وحديثا، ظلمات بعضها فوق بعض.

لذلك على المسلم أن يطلب العلم على الجادة ليرفع الجهل عن نفسه؛ لأن الأصل في المرء الجهل.

ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا} [النحل: 78]، لا لفظ، ولا كلمة، ولا حرف، ما في أحد يعلم شيئا، فالأصل في الإنسان الجهل.

فإذا كان هذا الأمر، فالأمر خطير عليه، فلابد أن يرفع عن نفسك هذا الجهل المهلك الذي هلك بسببه الأمم السالفة، وهلكت اليهود والنصارى بسببه، وخلق من أمة النبي صلى الله عليه وسلم هلكوا بسبب الجهل، فمأواهم النار وبئس المصير لما أحدثوا من الشرك والبدع والمعاصي والمحرمات، وأهملوا العلم وأعرضوا عنه. ولا تكاد ترى شخصا يطلب العلم على الأصل، فمكتفي بجهله، وراض بجهله، ومعرض عن العلم، ويعلم أنه جاهل ويعلم أنه عامي، ومع هذا يجادلك في باطله! فتقدم له الكتاب ويجادل، وتقدم له السنة ويجادل، وتقدم له الآثار ويجادل، {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} [الكهف: 54]، فيجادل لماذا؟ لأنه جاهل، ما في شيء ثاني. ومع هذا يفعل نفسه أنه «أبو العريف»! ما يصير، إما جاهل أو عالم. جاهل وعالم نفس الشيء؟ ما يصير، ما في بين ذلك.

فالذين بين ذلك هو العامي الجاهل، لأنه ما في إلا عالم وطالب علم، بين ذلك جاهل.

فكيف كان هذا عالم؟ لأنه اجتهد وطلب العلم ووفق.

وكيف هذا صار طالب علم؟ لأنه اجتهد وطلب العلم.

لماذا هذا بقي بين العالم وطالب العلم جاهلا؟ لأنه لم يطلب العلم، فأعرض. ظلمات بعضها فوق بعض، هذه حال أكثر الناس كما ترون؛ يظنون أن الدين صلاة، وإذا جاء رمضان يظنون صوما، وإذا جاء وقت الحج حجا. لكن كيف يؤدون هذه الصلاة؟ على خلاف صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. كيف يؤدون صيام رمضان؟ لا يؤدون صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم. وإذا حجوا لا يحجون صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم. فهم جهال، أعرضوا عن العلم فلم يوفقوا، وإلا الله سبحانه وتعالى موفق الناس إلى العلم إذا طلبوه، أما إذا أعرضوا فلا، حتى لو صلوا وصاموا وحجوا. ومع هذا الله سبحانه وتعالى لم يوفق أكثر هؤلاء، يصلون بجهل ويصومون بجهل ويحجون بجهل، بل ويدعون إلى الله بجهل، ويجاهدون في سبيل الله بجهل؛ لماذا؟ لأن هؤلاء أعرضوا عن العلم.

فكيف يكون عند هؤلاء علم؟ أخذوه من الجامعات، أو من الوعاظ، أو من القصاص، أو من الكتب، أو من الأشرطة. فيدل أن هذا العلم الذي عندهم مخلط.

فلذلك على طالب العلم أن ينتبه، فأصل الإنسان الجهل، فإذا كان كذلك فلابد عليه أن يرفع عن نفسه الجهل.

يقول شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في «العلم»: (أن ينوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه وعن غيره لأن الأصل في الإنسان الجهل). انتهى كلامه رحمه الله.

ويقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى في «حلية طالب العلم»: (فكن طالب علم على الجادة تقفو الأثر وتتبع السنن، تدعو إلى الله على بصيرة عارفا لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم).

فعلى المرء أن يطلب العلم ويرفع عن نفسه الجهل لأن أصله جاهل، ويطلب العلم على الجادة.

انظر ماذا قال: على الجادة، ليس أي علم، وليس على أي أحد، لابد على العالم الرباني العارف بعلم أهل الأثر، هذا هو الأصل وإلا ما في علم. والواقع يبين لك ذلك؛ حال كثير من الذين أعرضوا عن العلماء الكبار وعلماء الأثر وانزووا إلى الجامعات بما تسمى بالماجستير والدكتوراه وإلى آخره، ما ترى عندهم أي علم. فهذا يدل أن هؤلاء لم يحصلوا على العلم على الجادة. لو كانوا أخذوا العلم على الجادة لتوصلوا إلى علم الكتاب والسنة والآثار، توصلوا إلى علم السلف، توصلوا إلى علم أهل الحديث، لكن في الحقيقة توصل هؤلاء إلى علم حسن البنا الجاهل، والسيد قطب، وعبد الرحمن عبد الخالق، وأشكال هؤلاء من الوعاظ والقصاص.

وهذا الأمر بينه النبي صلى الله عليه وسلم.

إذا: فلا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، ما يستوي، ما يستوي العالم والجاهل مستحيل.

فلذلك عليك أن تطلب العلم على الجادة وتقفو الأثر في ذلك والسنن لكي تحصل على علم، وإلا سوف تموت وتظن أنك حصلت على علم، لكن للأسف فأنت «حاطب ليل» في الدين، وحاطب الليل يحتطب في الليل، لكن ممكن أن يأخذ أفعى وتضره أو شيء آخر، ويظن أنه يعرف، هذا مثل هؤلاء الجهلة من الوعاظ والقصاص ويظنون أنهم يعرفون.

فلا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم كما لا يستوي الحي والميت، ولا يستوي الأعمى والبصير، ولا تستوي الظلمات والنور، العلم نور يهتدي به المرء ويخرج به من الظلمات إلى النور، فالجهل ظلمات والعلم نور. وبين ذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في كتابه «العلم» (ص14 و 26).

فما يستوي الحي والميت كما هو معلوم، وهؤلاء يعلمون أنه ما يستوي الحي والميت، إذا تعلمون ذلك فكيف تستوي أنت يا الجاهل، يا القاص، يا الواعظ، يا الخطيب، يا الإمام، يا الجاهل، كيف تساوي نفسك مع العلماء؟!

ولذلك أكبر دليل أنه إذا بينت عن ضلالات السيد قطب يقول لك: النووي عنده ما عند السيد قطب، وابن حجر عنده ما عند السيد قطب! فيساوي -انظر إلى هذا الجاهل- يساوي بين هذا الجاهل وبين هؤلاء العلماء! ما يصير، تساوون بين الحي والميت؟ هذا السيد قطب هذا ميت وضال مضل، فكيف تساوون بهؤلاء العلماء؟ فكيف أنت يا القرني أنت تساوي نفسك مع العلماء؟ وأنت يا العودة؟ وأنت يا سفر؟ وأنت يا عبد الرحمن عبد الخالق؟ وأنت يا عرعور؟ وغير هؤلاء، كيف يسمونهم الجهلة أنهم دعاة وأنهم علماء؟ فكيف يساوون هؤلاء بالعلماء؟ ما يصير.

فلا يستوي الحي ولا الميت، ولا يستوي الأعمى ولا البصير، ما يصير تساوون بين الأعمى والبصير، الذي يرى والذي لا يرى. هؤلاء عميان -الذين ذكرناهم وغيرهم- عميان في الدين، ضالين مضلين، فكيف تساوون هؤلاء بالنووي وابن حجر والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني وغيرهم من دعاة السنة؟ أن هؤلاء درسوا على الشيخ ابن باز، الشيخ ابن عثيمين، ولم نرهم أصلا! فلا تساوون بين هؤلاء ولا هؤلاء، ولا تستوي الظلمات ولا النور. اخرج أنت في الظلام وانظر نفسك في الظلام كيف تمشي وكيف تسير، واذهب في النور وانظر إلى نفسك كيف تمشي وتسعى، ما تستوي الظلمات ولا النور.

فهؤلاء الجهلة أصحاب الإذاعات -القرآن- والوعاظ والخطباء وأئمة المساجد وغير ذلك يلمعون هؤلاء الجهلة من الدكاترة وغيرهم دعاة الضلالة، رؤوس الجماعات الحزبية، يسوونهم بالعلماء، كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، ويسوونهم بالسلف وإلى آخره، فكيف تسوون هؤلاء؟ هؤلاء جهلة ووعاظ، رؤوس ضلالة أصلا، فالعلم نور وهؤلاء في ظلمات، فكيف تساوون بين الظلمات والنور؟

فلا نسوي بين دعاة الهدى وبين دعاة الضلالة، هؤلاء دعاة الضلالة وهم كثر في هذا الزمان، وإن كان عندهم علم لكنه علم مخلط ما أخذوه على الجادة. فالعلم عندهم قليل، ومنهم من رفع منه العلم بالكلية، ما يعلم شيئا ولا يفهم شيئا، حتى لا تراه يصلي ولا يفعل شيئا من العبادات، ومع هذا لو يحاضر في مؤتمر على أنه مثلا دكتور أو طبيب أو ما شابه ذلك يعظمونه، ويقال له «الأستاذ» وإلى آخره، وهو لا يصلي ولا يسوي فلسا في ديننا! فهؤلاء يعظمون هؤلاء، فيسوون بين هؤلاء القصاص وبين العلماء.

ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور} [الرعد: 16]؟ فلا يستوي ذلك.

ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظلمات ولا النور (20) ولا الظل ولا الحرور (21) وما يستوي الأحياء ولا الأموات} [فاطر: 19-22].

فهؤلاء ما يستوون، فلا نسوي بين الوعاظ الجهلة وبين العلماء أهل النور وأهل الهدى، فلا نقول أن هؤلاء دعاة، لأن الدعاة هم علماء السنة، هم علماء الحديث، وهؤلاء دعاة ضلالة.

ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9]؟ هؤلاء جهال أصلا، وإن كان العامة يظنون أن عندهم علم، وهذا علمهم مخلط وفيه ضلالة وبدع.

ولذلك أهل السنة إذا سألوهم الناس عن هؤلاء قالوا: هؤلاء جهال، يعني ما عندهم علم، فليس كل خطيب خطب عنده علم، ولا كل رجل ألف كتابا عنده علم، ولا كل رجل وعظ الناس عنده علم، أو درس في الجامعة، أو وضع في إذاعات القرآن أو في القنوات، أو وضع مفتيا أو إلى آخره أن عنده علم؛ فإن هؤلاء جهال، هؤلاء جهال.

فاعرف هذا الأمر أن هؤلاء من علامات الساعة، والنبي صلى الله عليه وسلم بين أن أشكال هؤلاء يرفع منهم العلم أو يقل أو يكون مخلط في قلوبهم، كل بحسبه.

ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} [المائدة: 15].

الله سبحانه وتعالى أنزل كتاب فيه نور، فإذا تكلم الشخص خرج منه نور، ويستدل بنور، ويدعو بنور، ويتعبد الله سبحانه وتعالى بنور، ما تجد عليه شيئا من البدع، من الشرك، من الضلالة، لأن يتكلم بنور، الله سبحانه وتعالى جاء بهذا النور، ما يصير ينقلب هذا النور إلى ظلمات، وهؤلاء ما عندهم هذا الكتاب، عندهم كتب ألفوها لأتباعهم، وكتبتها أيديهم، وفيها ما فيها من الضلالات.

هذه الكتب من عند أنفسهم كتبوها لأتباعهم، والله سبحانه وتعالى جاء بهذا النور، فالمتمسك بالكتاب عنده نور، وهذا يدل أن هؤلاء ليس عندهم نور، عندهم ضلالة، لماذا؟ لأنهم لم يتمسكوا بهذا الكتاب، لأن الله سبحانه وتعالى بين أن هذا الكتاب نور، وإلا كيف هؤلاء وقعوا في الظلمات؟ لأنهم ليس عندهم هذا الكتاب، كتاب الله سبحانه وتعالى. عندهم كتب حسن البنا، وكتب السيد قطب، وكتب ربيع المخربي، وكتب عرعور، وغير هؤلاء، فضلوا بهذه الكتب، وهي كتب ضلالة وظلمات، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} [المائدة: 15]، فمادام الشخص تمسك بالكتاب فهو متمسك بالنور، فكيف يضل؟ ما ضل إلا ليس عنده كتاب الله سبحانه وتعالى. هؤلاء عندهم كتب القوم.

ولذلك يقول الإمام مالك رحمه الله تعالى: (العلم نور يجعله الله حيث يشاء). وفي رواية: العلم نور يهدي الله به من يشاء). وفي رواية: (إنما العلم نور يجعله الله تعالى في القلب).

أثر صحيح أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء»، وأبو عمرو بن منده في «الفوائد»، وابن وهب في «العلم»، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن»، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل»، وابن عدي في «الكامل»، والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي»، والجوهري في «مسند الموطأ»، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم»، والقاضي عياض في «الإلماع»، وإسناده صحيح، وذكره القاضي عياض في «ترتيب المدارك»، والذهبي في «السير»، والسيوطي في «الدر المنثور»، وابن كثير في «تفسير القرآن».

فالله سبحانه وتعالى يضع هذا العلم في قلب بني آدم، ما يتزحزح نهائيا، يبقى إلى أن يموت الشخص، وإذا بقي في قلب هذا الإنسان فلا يرفع منه. كيف رفع من قلبه؟ لأنه معرض، ذاك معرض. وكيف قل في قلبه العلم؟ لأنه معرض. وكيف وقع في قلبه علم مخلط؟ لأنه معرض. أما هذا لا، عنده علم لأنه رباني، فيبقى في قلبه.

ولذلك نور، هذا العلم حتى بعد موت العالم يبقى للناس، يستفيدون من علمه ومن هذا النور، فعلم العالم يبقى.

ولذلك ما نرى لهؤلاء علم يبقى، تتجارى بهم الأهواء من ظلمات إلى ظلمات، لا يأخذ على أيديهم شخص علم إلا يضل. فهؤلاء يضلون الناس، لكن نرى أتباع أهل السنة والجماعة على علم لأن أخذوا العلم على هذا العالم، وهذا العلم نور، فيبقى في قلوبهم هذا العلم وهذا النور، فلا يضلوا بعده أبدا حتى لو مات.

وانظر إلى صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وبقوا على هذا النور، وردت عليهم فتن وبلاوي ومحن لا لها أول ولا آخر، ومع هذا بقي الصحابة على هذا النور لم يتزحزحوا نهائيا، لماذا؟ لأنهم أخذوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم أخذ هذا النور، وهم أخذوا من النبي صلى الله عليه وسلم، وبقوا في هذا النور إلى أن ماتوا. لكن انظر إلى المنافقين، ما أخذوا من نور النبي صلى الله عليه وسلم، بقوا في الظلمات وماتوا على الضلالة، على الضلالة؛ لأنهم أخذوا الضلالة، ظلمات بعضها فوق بعض.

فأنت كيف تبقى على هذا النور حتى لو مات العلماء؟ فتأخذ هذا العلم وتنميه في قلبك وتخلص لله سبحانه وتعالى فيه وتدعو الله سبحانه وتعالى، وأبشر بعد ذلك بهذا الخير إلى أن تموت، فتحيا على السنة وتموت على السنة، فتحيا على العلم وتموت على العلم.

حتى الذين في الجاهلية الذين بقوا على دينهم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بقوا على النور الذي هم فيه، بقايا من النصارى -كورقة بن نوفل- مات على دينه الصحيح، ويوجد أناس لم يعبدوا الأصنام، كانوا يعبدون الله سبحانه وتعالى في أيام الجاهلية، ظلمات بعضها فوق بعض، كيف هؤلاء ثبتوا قبل أن يأتي الإسلام وماتوا على الدين الصحيح؟ بقايا في آخر العهد هذا عهد الجاهلية، لأن هؤلاء بقوا على النور.

 

فكيف أنت في الإسلام تموت على الجهل وعلى الضلالة؟ هذا يدل على أن العيب فيك أنت، أناس في الجاهلية ليس لهم كتاب ولا أرسل إليهم رسول يموتون على الدين الصحيح، وأنت بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن بين يديك والسنة والآثار وتحيا ضالا مضلا وتموت ضالا مضلا! فهذا يدل أن ليس عندك النور الذي ذكره الله سبحانه وتعالى، نور الكتاب نور السنة نور الآثار.

هذا يدل أنك معرض -يا الحزبي- عن كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف تدعي أنك على الكتاب والسنة وأنك من أهل السنة والجماعة وأنك من السلفيين وأنت تدعو إلى السلفية والسنية وأنت ضال مضل؟! كيف يكون ذلك؟ ما يستوي لا الحي ولا الميت ولا الظلمات ولا النور، ولا يستوي الجهل ولا العلم. فهذا يدل أنك على ضلالة، على تجهم، وعلى إرجاء، وعلى ضلالة، وتدعي أنك على السلفية وعلى السنية، وأنك تدعو إلى منهج السلف، وأنت تدعو إلى منهج الخلف يا المتخلف!

(فمن أراد الله به خيرا أعطاه من ذلك النور). مادام هذا يريد الخير الله سبحانه وتعالى يعطيه هذا النور. لكن يدل أن هؤلاء أرادوا الشر فالله ابتلاهم بالشر، وإلا المريد للخير الله يعطيه إياه، يعطيه هذا النور. لكن لما أعرض هؤلاء أعرض الله عنهم.

وانظر في حديث ابن عباس في صحيح البخاري في الثلاثة النفر الذين جاؤوا يريدون أن يأخذون من نور العلم من النبي صلى الله عليه وسلم؛ الأول وجد في الأمام مكانا فجلس، والآخر في الوسط، والأخير أعرض فأعرض الله عنه، أعرض عن هذا النور، أحد يعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم!

وانظر إلى الجهلة والعامة والمميعة الذين يدعون الالتزام وأنهم يردون على المرجئة وإلى آخره معرضون عن العلم، فهؤلاء معرضون عن العلم أصلا، فبقوا على الجهل، ما عندهم إلا يدافعون عن المبتدعة، فالذي عندهم غلو أن السلفيون غلاة في الجرح في كذا في كذا، وهم أهل الجهل وهم أهل التساهل.

أصلا السلفيون لم يتكلموا إلا بعلم في كل شيء؛ في الأحكام، في التوحيد، في العقيدة، في الجرح، في التعديل، في التصحيح، في التضعيف للأحاديث، في الدعوة، في كل شيء يتكلمون بعلم. وهو في الحقيقة علم، علم الكتاب والسنة، ليس بتشدد، يقول لك: لا هذا متشدد، هؤلاء متشددة. يعني الذي عندهم العلم مخلط هذا وتمييع الدين هذا هو الدين الصحيح!

وهذا فتنة العصر، التمييع الآن في الدين فتنة العصر، يريد يدعو إلى التوحيد لكن لابد بالتمييع، يدعو إلى العقيدة لابد بالتمييع، يشرح كتب الفقه الصلاة الصيام الحج إلى آخره لكن لابد بالتمييع، يريد أن يدعو إلى الله لكن ما يستطيع أن يلتزم بالكتاب والسنة، فلابد أن يقع في التمييع، يريد أن يكون مفتيا قاضيا إلى آخره لكن لابد بالتمييع، أنفس هؤلاء ما تستطيع أن تلتزم بالدين على الجادة، فتذهب هذه الأنفس إلى الأهواء وإلى التمييع، وهؤلاء كثر، ولابد أن يقع هؤلاء في التناقض.

انظر إلى عبد المحسن العباد، هذا من دعاة التمييع، تسمع أشرطة الرجل: السنة والسلفية وإلى آخره وكذا وكذا، تقول هذا خلاص، هذا إمام من أئمة أهل السنة والجماعة، فإذا رأيت أفعال الرجل ما يستطيع أن يطبق مذهب أهل السنة والجماعة، ولا يستطيع أن يطبق السلفية.

فلذلك لابد مع التمييع، مذهب أهل السنة مع التمييع، السلفية مع التمييع، فتراه يثني على أهل السنة وفي نفس الوقت يثني على أهل البدعة! فانظر إلى التمييع، فأشكال هذا كثر.

ولذلك ترى شرح هؤلاء لصحيح البخاري ويشرحون كتاب شرح السنة للبربهاري ويشرحون أصول السنة للإمام أحمد وغير الكتب هذه، إذا تقرأ كتب هؤلاء وشروح هؤلاء تقول هؤلاء علماء سنة، لكن عند التطبيق والعمل والفعل خلاف ما يكتبون، تمييع.

ولذلك تراهم يذهبون عند أهل البدع، يقيمون عندهم ويلقون عندهم الدروس والدورات بزعمهم العلمية، ثلاثة أيام، أسبوع، أسبوعين. فانظر إلى شرح هؤلاء لكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وانظر إلى أفعال هؤلاء مع أهل البدع، وكيف جلوس هؤلاء مع أهل البدع ودعاة الضلالة. فيدل أن هؤلاء ما يطبقون، عندهم القول لكن الفعل ما يستطيعون.

ولذلك بينت لكم قديما أن بيننا وبين هؤلاء العمل والتطبيق، أهل السنة يطبقون، يقولون ويطبقون، هؤلاء يقولون ولا يطبقون ولا يفعلون، وإلا كيف هؤلاء يقولون ما يقولون عن التوحيد والعقيدة وشرح السنة وإلى آخره ثم يقعون مع المبتدعة ويلمعون المبتدعة كالقرني وسلمان العودة وسفر وأشكال هؤلاء! فهذا يدل أن هؤلاء كثر، وأتباع هؤلاء كثر.

ولذلك إذا أتوا إلى بلد يلقون دروسا ومحاضرات عند أهل البدعة ولا يزورون أهل السنة! كيف؟ ما يستوي الأحياء ولا الأموات، فكيف تساوون بين هؤلاء أهل التحزب وبين أهل السنة في البلد الواحد ولا تعطون لأهل السنة بالا ولا زيارة ولا شيئا؟ كيف يكون ذلك؟! كيف تدعون أنكم من أهل السنة وأنتم تزورون أهل البدعة؟!

ما سبق كله عليهم، فالله بين لهم، فبين الله سبحانه وتعالى ما يستوي الأعمى والبصير والظلمات والنور والأحياء والأموات والجاهل والعالم.

فأنتم الآن تتكلمون في السنة وأهل السنة والعلم وإلى آخره وأن لابد أن نحترم أهل السنة ونعظم أهل السنة ونزور أهل السنة، ثم تعظمون أهل البدعة وتزورون أهل البدعة! فتساوون بين أهل السنة وأهل البدعة! ما يصير، تساوون بين الأعمى والبصير والعالم والجاهل؟ ما يصير. فأنتم على التمييع، والتميع سيلان الشيء، سايحين يعني بالقوم سايحين؛ مع الجهمية، مع الأشعرية، مع التراثية، مع الإخوانية، مع الصوفية، ومع أهل السنة، ومع أهل التوحيد، وهكذا، ما يصير.

فلذلك هؤلاء لم يدرسوا العلم على الجادة، وتراهم يكفرون داعش ويرمونهم بالعظائم، ويقولون أن هؤلاء على باطل ودولتهم باطلة وإلى آخره، فتراهم بعد فترة مع الداعشية القعدية في بلد من البلدان! الشيخ الفلاني أو الدكتور الفلاني دورة في بلد كذا، فإذا هو مع الداعشية، كيف يدخل هذا في المخ هذا؟ وكيف أهل السنة يعطونكم وزن وأنتم على هذا التناقض الباطل وعلى التمييع؟ بالأمس تكفر الداعشية الثورية ثم تجلس مع الداعشية القعدية! ما يصير.

يعني هل يعقل الآن أن البلد التي أتيت إليها ما في أهل السنة تدرسهم وتنفعهم؟ هؤلاء كلهم المميعة الآن واقعين في هذا الشيء، واقعين في هذا الشيء، هذا الشثري واقع في هذا الشيء، يكفر الداعشية ويأتي عندنا إلى الداعشية القعدية يلقي عندهم دروسا وما شابه ذلك، كيف يستوي هذا؟ هذا هو التمييع.

هذا عبد المحسن العباد يرمي أهل الإرهاب بكل العظائم، ومسألة التفجير لا يجوز وحرام وفعل هؤلاء حرام، ثم يثني على الثوريين القعدة في جمعية إحياء التراث والإخوانية والسرورية والقطبية والمرجئة، يثني عليهم! هؤلاء ثورية قعدية، شر من الثوار المعروفين.

وهذا ابنه عبد الرزاق مائع محترق في التميع، يذهب إلى الإرهابيين في كل مكان، ويريد أن هؤلاء يفجرون.. في ناس تفجر في ناس قعدة، فهما يذهبون إلى الإرهابيين القعديين.

هؤلاء شر من الذين تنكرون عليهم أنتم، هؤلاء كثر، هؤلاء لم يطلبوا العلم على الجادة. وإلا كيف يا عبد الرزاق العباد أنت تجالس المبتدعة في كل مكان وتلقي عندهم دروسا وهم خوارج وإرهابيين؟ هذا هو التمييع. هؤلاء لم يدرسوا العلم على الجادة، هؤلاء درسوا علم الجامعات، فهذا ليس بعلم. ويدل أن هؤلاء ليس على النور الذي جاء به الله سبحانه وتعالى وإلا كيف وقعوا مع دعاة الضلالة والظلمات؟ لأن هؤلاء من أهل الظلمات من أهل الضلالة وليسوا من أهل السنة، والذي يسمي هؤلاء أو يجعلهم يصنفهم مع أهل السنة أصلا من دعاة التمييع، من المميعة.

هذا ابن جبرين خارجي إخواني ثوري إرهابي، المميعة يلقون عليه أنه من أهل السنة والجماعة، من المؤيدين للثوريين من أشكال بن لادن وغيره، ويشجعهم ويعلم أن هؤلاء يقتلون رجال الأمن ويقتلون المسلمين ومع هذا يؤيدهم ويشجعهم، وإذا مات من الإرهابيين واحد يعزيه ويعزي أهله، وهذا يدل أن هذا مجرم منهم من الإرهابيين. فكيف هذا ابن جبرين تدعون أنه يرد على الإرهابيين والخوارج وهو منهم؟ ويشجع الشباب الخارجي، إلى أن مات وكلهم يعلمون الذين حوله والذين من بلده يعلمون من المشايخ ما فيه، ومع هذا ما رأينا ردودا منهم على هذا الخارجي الإخواني ابن جبرين، وهو يعلم أن هؤلاء يقتلون المسلمين ويقتلون رجال الأمن ومع هذا يشجعهم.

يعني هذا ابن جبرين كان السبب في قتل المسلمين والتفجير في بلدان المسلمين والسبب في قتل العساكر، ولم نر نكير على هذا الرجل، ولا شيئا من ذلك إلا أسد السنة الذي هو الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى الذي قمعه، قمع ابن جبرين هذا وأمر بفصله، وأتى به أمام هيئة كبار العلماء في ذاك العهد، وتاب نفاقا أمام العلماء، لم يتب أصلا، وادعى أنني لست مع سلمان العودة ولا سفر ولا هؤلاء ولا هؤلاء، خاف، فكان له قامع، فخاف وخنس هذا الشيطان في عهد الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى، لكن عندما توفي الشيخ ابن باز وتوفوا العلماء المعروفين كشيخنا، أظهر نفاقه ومنهجه الخارجي وإرهابه، يشجع هؤلاء الشباب الإرهابي ويعزيهم ويؤيد بنشر كتب السيد قطب وحسن البنا، فيؤيد دعاة الضلالة وكتب هؤلاء.

وكان يطعن في الشيخ ابن باز علني ما في أحد رد عليه، وكان يطعن في علماء السنة ولا في أحد رد عليه، بل المميعة هناك معه وأنه من أهل السنة، فكيف أنتم تدعون أنكم تحبون الشيخ ابن باز ولا في واحد منكم تكلم؟ وإذا ذكروا الشيخ ابن باز قالوا الإمام وكذا وكذا الورع والزاهد، طيب ابن جبرين يطعن في الشيخ ابن باز لماذا لا تدافعون عن العلماء؟ هذا إن دل أنكم منهم من أشكال ابن جبرين وأنكم مميعة لم تدرسوا على الجادة، بل قلوبكم مع الإخوان والمبتدعة.

ولذلك انظر إلى ابن جبرين كيف يثني على الأشاعرة الضلال، لأنه مبتدع، فالذي يثني على المبتدعة فهو مبتدع وإن دل، والأشاعرة ضد أهل التوحيد في بلد الحرمين وضد الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين.

ولذلك ابن جبرين يثني على الأشاعرة ويذم أهل السنة، فيثني على أهل البدع ويذم أهل السنة ويطعن فيهم، هذا يدل أن الرجل ممتلئ حقدا وغلا على الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وأمثال هؤلاء، وإلا كيف طعن في الشيخ ابن باز وأنه مفسد، يقول عن الشيخ ابن باز مفسد، وأن بن لادن مجاهد، ويثني على المبتدعة حسن البنا والسيد قطب وأشكال هؤلاء، ويذم الشيخ ابن باز ولا في أحد من المميعة إلى الآن ما في أحد دافع عن الشيخ ابن باز، فكيف أنتم تعظمون الشيخ ابن باز الإمام الورع الزاهد تقولون وتراجم وكتب في ترجمة الشيخ ابن باز؟ كلام هو، لكن أنتم في أفعالكم ضد الشيخ ابن باز تماما وضد دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب تماما. لكن ادعاء.. أي والله يأتوك يصفون في مسجد ندوة عن دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب، كلام، وإذا انتهى هذا المؤتمر أو الندوة يثنون على المبتدعة وهم معهم في كل شيء وهم ضد دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب، تمييع. فأين شرح كتاب التوحيد ...وإلى آخره؟

فلذلك هؤلاء لم يحصل لهم من النور الذي جاء به الله سبحانه وتعالى وجاء به النبي صلى الله عليه وسلم وجاء به السلف، لو أخذوا لوقفوا مع دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب قولا وعملا وتطبيقا، لوقفوا مع الشيخ ابن باز ودعوته قولا وعملا وتطبيقا، كذلك الشيخ ابن عثيمين، هؤلاء لم يقفوا مع دعوة هؤلاء، هؤلاء وقفوا مع دعوة حسن البنا وأشكاله وإلى الآن، فمنهم من مستتر ومنهم من أعلن. فالحذر الحذر من هؤلاء فهم كثر.

ولذلك في كل العالم هؤلاء المميعة والمبتدعة معهم لضرب الدعوة السلفية في البحرين بكل ما عندهم من قوة قديما وحديثا، إلى الآن يريدون ضرب هذه الدعوة، لأن هذه الدعوة هي مع دعوة الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ محمد عبد الوهاب من قبل وعلى دعوة السلف، وتبين أمر هؤلاء وتكشف أمر هؤلاء. ولم يستطيعوا لله الحمد من ثلاثين سنة شوشوا وذهبوا وقاموا وفعلوا ما في أحد إلا حرضوه، وانظر إلى جرائدهم الآن على كتاب ذم الدكتوراه، ماذا مرادهم هذا الكتاب؟ لا، مرادهم ضرب الدعوة السلفية في البحرين لأن هذه الدعوة هي الوحيدة الآن التي تكشف كل دعاة الضلالة في كل العالم وتصرح بأسمائهم وطوائفهم؛ فلذلك هم يحاربون هذه الدعوة الآن، ولم نرى إلى الآن إلا هذه الدعوة هي التي تكشف أمر هؤلاء في هذه البلد هذه، وإلا الكل تميع مع أهل البدع ومع التحزب وتسيح.

انظر هذا خريف المخربي ويدعي السلفية والسنية وأنه إمام في الجرح والتعديل، انظر كيف تسيح مع المبتدعة وهم المميعة الآن، وهم يحاربون أهل السنة في كل مكان، افتح الإنترنت وانظر كيف يريدون ضرب الدعوة السلفية في هذه البلاد، ما عندهم ما نرى عندهم شيئا، ربيع صاحبهم الآن خلاص؛ فلذلك هؤلاء لم يدرسوا العلم على الجادة.

وانظر إلى المميع المحترق ما عندنا فلان بن فلان عبد المحسن العباد، ما نقول فلان ولا علان ولا ميم ولا حين، هذا المميع هذا كان يطعن في ربيع الطعن الشديد قديما، لأن ربيع ليس معه في دعوته الباطلة، ويقول عنه إنه مجرح وإنه يغتاب العلماء ...وإلى آخره، وما بقى شيء العباد إلا قاله في ربيع. فإذا ربيع الآن تميع وانكشف أمره وصار مع العباد، العباد أثنى عليه في لحظة، كيف ذلك؟ فقط خريف ربيع هذا وافق العباد على منهجه الباطل المميع أثنى عليه.

هل الآن نقول للعباد هذا هل ربيع الآن تغير شيئا مما كنت تطعن فيه؟ إلى الآن يجرح العلماء ويغتاب العلماء ويطعن في أهل السنة، كيف الآن أثنيت عليه ومن قبل ذميت هذا الرجل؟ لأنه دخل في الحزب، وهذا هو التحزب، فلما تحزب ربيع مع العباد فأثنى عليه، وإلا ربيع قديما وحديثا هو هو، لأن ربيع وافق العباد على باطله أثنى عليه، هذا هو التحزب.

فيدل أن هذا العباد هذا حزبي، الذي يوافقه يثني عليه حتى لو كان على باطل، والذي لا يوافقه يذمه، هذا هو التحزب، ما في شيء ثاني. وهذا يدل أنهم على حزب، لابد توافقهم، وجميع الأحزاب، إذا وافقتهم حتى أنت على باطل يثنون عليك، إذا عارضتهم حتى أنت أعلم الناس يذمونك، هذا هو التحزب، فهذا العباد وقع في التحزب أصلا والتمييع. وإلا ماذا تغير؟ يلا يا العباد هذا ربيع الآن يطعن في أهل السنة وعلماء السنة ووقع في الإرجاء والبدع والتجهم، إذا تقول أنت أنك من أهل السنة يلا رد على ربيع وبين أمره، بل ضلالات ربيع انكشفت أكثر من قبل عندما كان يذمه، كان لم يتبين أمره جيدا كان يذمه، والآن تبين أمره جيدا ضلالات وظلمات بعضها فوق بعض تثني عليه؟ فهذا يدل أنه ضال مضل.

هو مسألة شروح الكتب بالحفظ، هذا العباد يحفظ، وأكبر دليل أنه ليس عنده العلم لكي يطبق، فيطبق بالغلط والضلالات وليس عنده النور، وهذا يدل أنه ما عنده العلم، يحفظ فقط، وإلا أين كتبه في التخريج؟ تخريج الأحاديث، ما ترى.

انظر إلى الشيخ الألباني وتخاريج كتب الشيخ الألباني، هذا يدل أن الشيخ الألباني عنده علم الحديث والتخريج والعلل، فأظهر.. هذا العباد ما أظهر شيئا من ذلك، حتى مجلد واحد ما أظهر، فكيف عنده علم الحديث؟ ما عنده علم الحديث، هذا يحفظ الرجال يحفظ كذا مثل حاله حال الدكاترة في الجامعات.

فلذلك لابد يعرف هؤلاء، ليس بكثرة الكلام والشروح، أين العمل؟ أين التخاريج؟ ما في شيئا، ما عنده سلسلة في الضعيفة ولا عنده سلسلة في الصحيحة، وبلغ مبلغا الآن من عمره، يعني ما عنده شيء في علم الحديث، ما دام ما خرج علمه ما في شيء، فليخرج كتيبات صغيرة يخرجها وتكتب له وفيها أحاديث ضعيفة وآثار ضعيفة غير مخرجة انظر ...وإلى آخره، ما عنده شيء الرجل، حتى غير مرتبة، كتبه الصغيرة كتيبات غير مرتبة أصلا، أقول كيف هذا يؤلف هذا الكتاب وكيف يكتب هذا الكتيب؟ ما يعرف كيف يؤلف. انظر كتب أهل الحديث وانظر إلى كتب هذا، قليلة وكتيبات، ما عنده الرجل علم، فلذلك انظر في هذا.

والعلم الذي فرض الله سبحانه وتعالى أن يتبع إنما هو الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة ومن بعدهم من الأئمة، ويكون تأويل قوله نور يريد به فهم العلم ومعرفة معانيه، كما بين ابن كثير في تفسير القرآن والطبري في جامع البيان والشوكاني في فتح القدير.

ولذلك يقول أبو همام قال: سمعت شريكا -يعني القاضي- سئل عن قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء} [البقرة: 269]، قال: (الفهم).

أثر حسن أخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي»، وإسناده حسن.

وعن أبي العالية رحمه الله تعالى قال في قوله تعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269]، قال: (الكتاب والفهم فيه).

أثر حسن أخرجه الطبري في «جامع البيان»، وإسناده حسن، وذكره السيوطي في «الدر المنثور»، والشوكاني في «فتح القدير».

فحسن الفهم هو أصل كل خير، فليس كل من شرح الكتاب يفهم الكتاب، وكل من شرح السنة يفهم، إذا رأيت السنوات الطويلة يدرس عشر سنوات عشرين سنة ثلاثين سنة أربعين سنة يشرح الكتب، لكن عند تطبيقه تعرف وتعلم أنه ما بفاهم، فعند التطبيق يطبق الضلالات والظلمات والجهل، هذا يدل أنه لم يفهم ما في هذه الكتب، ولم يفهم الكتاب ولا السنة والآثار، وإلا كيف ذلك؟

انظر إلى شيخنا رحمه الله تعالى درس في جامعه وتبين للناس أنه فاهم، وعلم الناس هذا النور واستفاد منه الناس، وكتبه تدل على ذلك.

ولذلك الذهبي عندما ذكر الحافظ المزي قال كتابه تهذيب الكمال يدل على علمه في علم الرجال والحديث، فكتب الرجل تدل عليه، فكتب شيخنا الشيخ ابن عثيمين تدل على علمه وأنه نشر النور ودعوته صحيحة، لكن هذا عبد المحسن العباد وابن جبرين وأشكال هؤلاء ما رأينا شيئا من ذلك، خبط وخلط، وإلا هذا يدل على أن هؤلاء لم يقتبسوا شيئا من نور الكتاب والسنة، بل اقتبس هؤلاء ظلمات البدعة.

ولذلك شريك القاضي رحمه الله تعالى بين أن هنا الحكمة الفهم، كذلك الحكمة في الآية الثانية والخير هو الكتاب والفهم فيه، لابد من الفهم، فإذا ما يحصل الشخص الفهم السليم فلا يصيب هذا النور.

ولذلك أكثر هؤلاء الآن أصحاب الجامعات والدكاترة والدعاة الضلالة لم يفهموا الكتاب والسنة، بل فهموا الكتاب خلاف الكتاب وفهموا السنة خلاف السنة، فضلوا ضلالا بعيدا.

ولذلك يقول الإمام ابن القيم في «الداء والدواء»: (وما أوتي أحد بعد الإيمان أفضل من الفهم عن الله ورسوله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).

ما في أفضل بعد الإيمان أفضل من الفهم عن الله سبحانه وتعالى وعن النبي صلى الله عليه وسلم، يعني فهم الكتاب والسنة؛ فلذلك لابد مع الإيمان الفهم، وإلا الكل يدعي الإيمان لكن ما ترى عنده فهما للقرآن والسنة.

انظر إلى ربيع المخربي لم يفهم الكتاب ولم يفهم السنة، خبط وخلط في الدين، حتى وقع في التجهم في تعطيل الأسماء والصفات، في الإرجاء، في أشياء كثيرة، وقع في منهج الخوارج صار مع الثوريين الليبيين واليمنيين، لماذا وقع؟ لأنه جاهل بالكتاب والسنة.

فلابد مع الكتاب الفهم فيه؛ ولذلك ما ترى الذين فهموا القرآن والسنة ما ترى مثل أمة الإجابة هم أهل السنة والجماعة، وغير هؤلاء لم يفهموا الكتاب والسنة، وإلا لماذا ضلوا؟

ولذلك يقول الإمام الشافعي في «الرسالة»: (فإن من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصا واستدلالا وفقه الله للقول والعمل -انظر ما قال للقول، القول والعمل- بما علم منه فاز بالفضيلة في دينه ودنياه وانتفت عنه الريب ونورت في قلبه الحكمة -يعني السنة- واستوجب في الدين موضع الإمامة). صار إمام، صار إمام هدى وإلا إمام ضلالة، ما في إما أسود أو أبيض، ما في شيء ثاني، في الدين إما أسود أو أبيض ما في إما هدى أو ضلالة، لا تميعون الدين أشياء أخرى، كيف بعد عقب الهدى والضلالة كيف هو يعني المميعة هؤلاء؟ ماذا بيسمون؟ فليأتوا باسم ثاني كيف هو؟ فالسين يقول هذا تميع بين الهدى والضلال هذا تميع ما في شيء ثاني، فماذا بعد الحق إلا الضلال، ما في إلا حق وباطل، تأخذون شيئا من الحق وشيئا من الباطل وتقول هذا كله حق، ما يصير.

فلذلك لابد أن نعرف هذا الأمر، فالإمام الشافعي يبين هذا الأمر، إذا أدرك العلم حقيقة، فلابد أن الله سبحانه وتعالى يوفقه للعلم والعمل، ما دام هو يقول ولا يعمل يعني يخالف قوله فاعلم أنه ضال مهما اشتهر ومهما ألف ومهما قالوا عنه وزكوه ...وإلى آخره، فهذا ضال عند أهل السنة، لابد نعرف هذا الأمر جيدا، واستوجب في الدين موضع الإمامة، صار إماما في الدين يقتدى به، وإلا فلا.

وعلى المسلم تجنب سوء الفهم الذي هو أصل كل ضلالة، فحسن الفهم أصل كل خير وسوء الفهم أصل كل شر. هؤلاء عندهم سوء فهم.

فلذلك جلب هذا السوء شرور لهم لا أول لها ولا آخر، وجعلوا هذه الضلالات هدى، ما يصير، ما يصير القرني ذي أمس ضال واليوم من أهل السنة، ما يصير.

قال الإمام ابن القيم في «الروح»: (بل سوء الفهم عن الله تعالى ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام). سوء الفهم هذه كل بلوة على الأمة من سوء الفهم، هؤلاء جلبوا لنا كل سوء وكل شر في الأمة، القرني وغيره.

بل يقول ابن القيم: (بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع). ما في يعني كل الدين، فهؤلاء دعاة ضلالة، (ولاسيما إن أضيف إليه سوء القصد فيتفق سوء الفهم في بعض الأشياء من المتبوع مع حسن قصده وسوء القصد من التابع، فيا محنة الإسلام وأهله).

لذلك المحن التي تصيب المسلمين الآن في بلدانهم كلها من سوء الفهم ودعاة الضلالة، محن لا لها أول ولا آخر، وما زالت الأمة في محن، والله سبحانه وتعالى ما نجى إلا أهل السنة في كل البلدان.

ويقول الإمام ابن القيم في «إعلام الموقعين»: (صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما، بل هما ساق الإسلام وقيامه عليهما، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد والحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد، ويمده حسن القصد وتحري الحق وتقوى الرب في السر والعلانية ويقطع مادته اتباع الهوى وإيثار الدنيا وطلب محمدة الخلق وترك التقوى، فمن أراد به خيرا أعطاه من ذلك النور).

هذا كلام ابن القيم، فصحة الفهم هذه من أعظم النعم على العبد، إذا أعطي هذه نعمة كبيرة ما تساوي أي شيء، هذه عظيمة.

فعلى الناس أن يحرصوا على جادة العلم، ليس فقط العلم، جادة العلم، لابد أن نجتهد في طلب العلم والمذاكرة وقراءة الكتب والتفرغ لذلك وما شابه ذلك حتى تحصل صحة الفهم للقرآن والسنة والآثار، وإلا ما في.

ولذلك انظر إلى الصحابي كما في صحيح البخاري ومسلم حديث أبي هريرة الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يعرف الفاتحة، ما يعرف يقرأ الفاتحة، قال للنبي صلى الله عليه وسلم ماذا أفعل؟ قال: «قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، واركع»، فقط ما في أي شيء.

هذا الصحابي في جنة النعيم وفي عليين، كيف؟ فهم القرآن والسنة، عنده صحة الفهم، آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم واتبع النبي صلى الله عليه وسلم. ويوجد من كفار قريش ما عندهم الفصاحة واللغة العربية ...وإلى آخره في أسفل السافلين.

فلذلك انظر إلى هذا الصحابي علمه النبي صلى الله عليه وسلم الأذكار ما يحسن الفاتحة في جنات النعيم.

وانظر إلى هؤلاء كذلك دعاة الضلالة الذي يدعون الفصاحة والعلم وإلى آخره، وأن عندهم الشيخ ابن باز ما يعرف السياسة والشيخ ابن عثيمين وإلى آخره، ويطعنون ويغمزون وإلى آخره، هؤلاء في نار جهنم والعياذ بالله، وهؤلاء العلماء الربانيين إن شاء الله في جنات النعيم.

فلابد أن يعرف طالب العلم هذا الأمر ويميز بين دعاة الضلالة ودعاة الهدى، وإلا الأمر خطير جدا.

فابن القيم يبين هذا الأمر: وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، ما يقذف الله سبحانه وتعالى في قلب العبد إلا المخلص الصادق، وإن المرء حقا هو الذي يعبد ربه سبحانه وتعالى على بصيرة وعلم؛ كما قال سبحانه وتعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} [يوسف: 108]. فهذا هو الأصل البصيرة والفهم.

ولذلك يقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين في «العلم»: العلم نور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه سبحانه وتعالى وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة.

فهذه المقدمة، المقدمة انتهينا منها في هذا الأمر، فهذا الأمر مهم جدا.

ولعل إن شاء الله الدرس القادم ندخل في الأحاديث، كحديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوما هكذا، وهذا الحديث مخيف ويخوف وخطير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا أوان يرفع العلم».

ولعل نذكره ونشرحه الدرس القادم إن شاء الله، وبين النبي صلى الله عليه وسلم للأمة ونصحها في هذا الحديث وبين لها خطر الجهل.

ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم أن ما ضلت اليهود والنصارى إلا كان الإنجيل والتوراة بين أيديهم، يقرأون الإنجيل يقرأون التوراة، لكن كيف ضلوا؟ لأنهم أعرضوا عن الإنجيل عن التوراة، كيف ضل المسلمون ومع هذا القرآن بين أيديهم؟ وكيف ضل رؤوس الضلالة وأتباعهم والجماعات الحزبية والقرآن أمامهم؟ رفع العلم، رفع النور عنهم، حرموا النور، حرموا العلم الحقيقي.

ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan