القائمة الرئيسة
الرئيسية / تحرير: مسألة شرط الإمام مسلم رحمه الله في السماع واللُّقيا والمعاصرة (تفريغ) / الجزء (4) تحرير مسألة شرط الإمام مسلم في السماع واللقيا والمعاصرة (تفريغ)

2025-12-25

صورة 1
الجزء (4) تحرير مسألة شرط الإمام مسلم في السماع واللقيا والمعاصرة (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وتكلمنا في الدروس التي سلفت عن مسألة السماع واللقاء بين التلميذ وشيخه. وفصلنا في مسألة شروط الأئمة في هذه المسألة، وهي مسألة مهمة جدا؛ لأن الأحاديث، أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، قائمة بذلك. والناس تحدثوا عن هذا الأمر كما بينت لكم، وخاصة المقلدة، فوقعوا في أخطاء كثيرة. فبينا ذلك.

وبينت لكم أن الإمام مسلم رحمه الله تعالى يشترط في صحيحه كما اشترط الأئمة من المتقدمين كالإمام البخاري والإمام ابن المديني والإمام أبو حاتم والإمام أحمد وغيرهم من الأئمة الذين بينوا وجود السماع بين التلميذ وشيخه.

وبينت هذا لكي لا يقع طالب الحديث فيما وقع فيه المقلدة الذين وقعوا في أحاديث كثيرة ضعيفة منقطعة، سواء في صحيح مسلم أو في سنن أبي داود أو في سنن الترمذي أو في سنن النسائي أو في سنن ابن ماجه أو في مسند الإمام أحمد وغير ذلك من الكتب.

فارتكز المقلدة في أحاديث ضعيفة وتعبدوا الله بها ونشروها بين العامة، ظن هؤلاء أنها أحاديث صحيحة وهي أحاديث ضعيفة منقطعة.

وترى هذا المقلد يرى، يقول المخرج للحديث أو الأحاديث: هذا حديث على شرط مسلم، وهذا حديث على شرط البخاري، أو هذا حديث على شرط الصحيحين، أو هذا الإسناد رجاله ثقات، أو هذا الحديث رجاله رجال الصحيح؛ فيظن أنه متصل وهو منقطع.

فإذا فتشت في هذه الأسانيد رأيت فيها أو في بعضها انقطاع. اغتر المقلد بماذا؟ أن هذا السند على شرط مسلم أو على شرط البخاري وهو فيه انقطاع. حتى بين أهل العلم أن هناك أسانيد في صحيح مسلم منقطعة، وفي صحيح البخاري منقطعة.

فارتكز هؤلاء المقلدة في أحاديث ضعيفة، سواء في الصلاة أو الصيام أو الحج أو الأذكار أو غير ذلك. فلابد على طالب الحديث أن يعرف هذه الشروط كما بينت لكم، سواء هذه الشروط داخل الصحيحين أو خارج الصحيحين، يعني: في كتب الأئمة الذين ذكرناهم. فيضبط هذا الشرط ويعرف ذلك.

وبينت لكم أن هؤلاء وقعوا في أحاديث ضعيفة مجرد بزعمهم أن الراوي عن شيخه ليس بمدلس، فيحملون هذه العنعنة على الاتصال، وهذه العنعنة فيها انقطاع أو فيها إرسال أو غير ذلك مما بينا. فلابد من التأكد هل هذا التلميذ سمع من شيخه أو لا؟

ولا يكفي أنه غير مدلس فيقول التلميذ عن فلان عن فلان. فالمقلد إذا لم يكن هذا الراوي مدلسا عن شيخه فيحمل ذلك على السماع، وهذا كله غلط. فارتكز هؤلاء في أحاديث ضعيفة كثيرة كما لا يخفى عليكم، ورددنا عليهم كثيرا في الكتب وما زلنا نقمع هذه الأحاديث التي يستدل بها المقلدة سواء في الأصول أو في الفروع.

فلذلك لابد طالب الحديث أن يعرف هذا الأمر ويعرف هذه الشروط متى يصحح هذه الأسانيد ومتى يضعف هذه الأسانيد، وإلا إذا لم يعرف ذلك ولم يتمكن من معرفة هذه الشروط يقع في أشياء كثيرة، أي: في الأسانيد الضعيفة، وهو لا يدري ويظن أنه يصحح هذه الأحاديث بناء على ذلك، أو يقلد؛ صححه الشيخ الألباني أو صححه المنذري أو صححه الهيثمي وهكذا، وهذا كله غلط من المقلدة. لذلك الأئمة هؤلاء بينوا في مسألة تقليدهم ولم يرضوا بهذا التقليد على هذه الطريقة.

ولذلك لابد من معرفة هذه الأسانيد كما بينت لكم؛ لأن الأسانيد الكثيرة بالعنعنة يعني: يقول الراوي عن فلان عن فلان - فهذه العنعنة لابد أن تنضبط بشروط وإلا يقع الناس في الأحاديث المنقطعة والمرسلة والمدلسة.

فإذا فهم طالب الحديث هذا الأمر فسوف يوفق في الأحاديث الصحيحة، وسوف يستدل وسوف يتعبد بالأحاديث الصحيحة الكثيرة، ويقع في بعض الأحاديث الضعيفة القليلة بالنسبة للاجتهاد، فلا ترى عالما أو شيخا أو طالب علم إلا ويقع في الأحاديث الضعيفة باجتهاد منه ولابد، وهذا يكون قليل.

أما الذي لا يبالي فيأخذ ما هب ودب من الأحاديث ويقلد هذا ويقلد هذا ولا ينتبه، سوف يرتكز في أحاديث كثيرة ضعيفة، وقليلة صحيحة، فهذا هو المؤاخذ أمام الله سبحانه وتعالى في الدنيا وفي الآخرة، ويحاسب لأنه مهمل، ما يسأل، ينشر الأحاديث ولا يسأل عنها ولا يعرفها هل أحاديث صحيحة أو ضعيفة، كما هو حال كثير من الرعاع والهمج والغجر كثر الآن في العالم، ينشرون الأحاديث الصحيحة والضعيفة ولا يبالي.

فلذلك هؤلاء هم المسئولون أمام الله سبحانه وتعالى: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، توعد الذين ينشرون الأحاديث الضعيفة ويروون الأحاديث الضعيفة ويستدلون بالأحاديث الضعيفة ويتعبدون في الدين بالأحاديث الضعيفة، هؤلاء هم المسئولون من العوام ومن غيرهم ومن المقلدة ومن غيرهم. فلذلك لا تنشر حديث إلا وتسأل عنه، هل هذا الحديث صحيح أو لا؟ لكي تؤجر، سواء في التواصل الاجتماعي أو غير ذلك.

فالمسئولية خطيرة جدا والنبي صلى الله عليه وسلم توعد الناس في ذلك. فالذي لا يبالي هلك، والذي يعني يحافظ على دينه ويحافظ على الأحاديث الصحيحة ويهتم بذلك فهذا هو الناجي. فكن من الناجين في الدنيا وفي الآخرة ولا تنشر شيئا إلا تسأل عنه، وتسأل أهل الحديث. أهل الحديث في كل زمان لهم وجود، دورهم فقط.

فلذلك انظر ماذا يقول الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى في هذا الأمر، ويبين كيف أهل الحديث يتكلمون عن هذه الأسانيد.

فلابد على طالب الحديث أن يعرف هذا الأمر لكي يعرف كيف يخرج الأحاديث، كيف يحكم عليها صحة أو ضعفا أو حسنا وهكذا.

ويقول الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى في «التمهيد» (ج1 ص12): (اعلم وفقك الله أني تأملت أقاويل أئمة أهل الحديث).

انظر لا قال فقهاء ولا قال كذا ولا أهل مذاهب ولا مقلدة ولا غير ذلك، أئمة أهل الحديث، فعليك بأئمة أهل الحديث هم القادة في الدين، فالذي يرجع إليهم نجا، والذي بيرجع حق السياسيين هلك، والجهلة والأحزاب والعصابات يهلك، فعليك بأئمة أهل الحديث لهم وجود في كل زمان.

وكتب هؤلاء الأئمة وأسماء هؤلاء الأئمة وكلام هؤلاء الأئمة في الأحاديث موجودة، في صحيح البخاري، صحيح مسلم، في سنن أبي داود، في كتب العلل كعلل الدارقطني، علل ابن أبي حاتم، كتب ابن حجر موجودة، فتح الباري وغيره، ميزان الاعتدال للذهبي، تهذيب التهذيب لابن حجر، تهذيب الكمال للمزي، وكتب كثيرة موجودة فقط على الناس أن يشتروا هذه الكتب ويتعلموا علم الحديث ويقرأون في هذه الكتب سوف يرون كل شيء، أما ترك هذا الأمر فالمسلم على خطر عظيم.

فيقول: (أني تأملت أقاويل أئمة أهل الحديث ونظرت في كتبي من اشترط الصحيح في النقل منهم، ومن لم يشترطه، فوجدتهم أجمعوا على قبول الإسناد المعنعن لا خلاف بينهم في ذلك إذا جمع شروطا ثلاثة وهي...).

فيبين أن الأئمة أهل الحديث نظروا في هذه الكتب واشترطوا الصحيح، وقبلوا الإسناد المعنعن - الإسناد المعنعن كما بينا قال فلان حدثنا فلان عن فلان عن فلان، هذا الإسناد يسمى بالعنعنة.

مثلا رواية مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وهكذا، هذه العنعنة موجودة في هذه الأسانيد فهذا يسمى الإسناد المعنعن - فقبلوا الإسناد المعنعن لا خلاف بينهم في ذلك إذا جمع شروطا ثلاثة، لابد، ما يقبل الإسناد المعنعن إلا بهذه الشروط، فلابد على طالب الحديث أن يعرف هذه الشروط، لا على الظاهر كما وقع المقلدة في أحاديث ضعيفة على الظاهر، أن لا يوجد مدلس في هذا الإسناد فيذكر: قلت وهذا سنده صحيح، وهو منقطع وهو مرسل وبينا ذلك.

ما هي هذه الشروط التي نقلها ابن عبد البر؟.

عدالة المحدثين في أحوالهم، فلابد من العدالة أن يكون الراوي عدل، ثقة، صدوق، فلابد، ما يجوز لنا أن ننقل أو نحدث عن الضعفاء أو عن المتروكين أو عن الوضاعين وهكذا، فالمتروك مجروح والوضاع متروك والوضاع مجروح والضعيف مجروح والمتهم في الحديث مجروح، فلا يجوز لنا أن ننقل أي حديث.

ولذلك الذين ينقلون عن المتروكين والوضاعين والمتهمين هم الرافضة وهم الصوفية وهم الإباضية وهم المعتزلة والجهمية والمذهبية والحزبية، هؤلاء هم الذين ينقلون عن هؤلاء، وهذا يدل أن هؤلاء المبتدعة متهمون في دينهم وإلا كيف لا ينقلون إلا عن المتهمين؟

أما أهل الحديث لا ينقلون إلا عن الثقة الصدوق الحافظ العدل الثبت، وهكذا، يعني: بينا هذا الأمر كثيرا، فلابد من العدل.

ولذلك انظر جاءتنا هذه الأحاديث الصحيحة من أئمة أهل الحديث، لماذا؟ نقلوا عن العدول. إذا وجدوا جهميا، إباضيا ما ينقلون عنه، لأن ليس بعدل.

فلذلك أهل الحديث قدموا في كل زمان لكل جيل الأحاديث الصحيحة ما فيها متهمين ما فيها متروكين. فالذين أخذوا عن أهل الحديث تعبدوا الله بالتوحيد الصحيح، بالعقيدة الصحيحة، صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم، دعوة النبي، جهاد النبي، وهكذا.

أما الجهمية والمعتزلة وغيرهم الذين قدموا الأحاديث كلها من الوضاعين والمتهمين، فقدموا حق أتباعهم هذه الأحاديث الموضوعة والمكذوبة فهلكوا، كالرافضة وكالمعتزلة وكالجهمية وكالقدرية وكالإباضية وغيرهم.

من عندنا الآن في هذا الزمان؟ هم القصاص والوعاظ، مثل نبيل العوضي، ومحمد العريفي، وسلمان العودة، والمغامسي هذا الوضاع هؤلاء كلهم من القصاص، وغير هؤلاء. هؤلاء هم الذين ينقلون عن المتروكين وعن المتهمين والوضاعين القصص المكذوبة.

حتى أهل الحديث في هذا الزمان إذا سمعوا هؤلاء ينقلون هذه القصص والأحاديث يتعاظمون! كيف هؤلاء ما يستحون على وجوههم؟ ينقلون للناس في الإعلام عن طريق الإعلام في العالم كله هذه الأحاديث الضعيفة والمكذوبة والموضوعة ولا يستحون!

ولا بعد ينقل أحاديث مكذوبة وموضوعة ويصيح علينا، على ماذا تصيح أنت يا زعم أنك ورع؟ لو أنت ورع ما نقلت هذه القصص الضعيفة والأحاديث الضعيفة للناس، لكن ما عليك من دموع التماسيح، هكذا الذئاب الشرسة هؤلاء.

فقدموا لأتباعهم هذه القصص المكذوبة وغير ذلك فهلكوا، مخيمات كبيرة رواية قصص لا لها أول ولا آخر، حتى واحد من القصاص يروي قصص أمه! "شنو جاب بوالدتك الحين وقعد.. أمي فعلت كذا وأمي فعلت كذا"، أمك شنو هذه الحين؟

هي فقيهة ولا.. ولا ما هي هذه الحين؟ عالمة؟ وكله قصص كذب، ولا سوت شيء أمه،ولا تدريبة، ويروي عنها ويكذب على الناس، لا والغجر الخيمة ممتلئة، مضيعين أوقاتهم مع هؤلاء.

فلذلك لابد الشخص ينقل عن أهل الحديث فقط، لا ينقل عن القصاص، وهؤلاء القصاص في كل زمان.

فلذلك هذا الآن الشرط الأول: عدالة الرواة الذين ينقلون الحديث، لابد عدول.

لقاء بعضهم بعضا مجالسة أو مشاهدة، فلابد لقي بعضهم وجالس وشاهد وسمع بعضهم بعضا فلابد، فالمجالسة التلاميذ مع الشيوخ أو التلميذ مع الشيخ، ولقاؤه كجلوسكم أنتم الآن، هذه مجالسة ومشاهدة.

وكذلك السماع، أن يقول التلميذ: (سمعت فلانا) يعني شيخه، أو (حدثني فلان)، أو (أخبرنا فلان)، هذه كلها سماع، الراوي يسمع من شيخه.

فلابد لكي نقول أن هذا السند صحيح، وإلا الراوي في الشام يروي عن شيخه في العراق لم يشاهده ولم يلاقيه ولم يسمع منه، فالمقلدة ينظرون إلى هذا التلميذ هل هو مدلس أو لا؟

فإذا لم يكن مدلسا ولم يثبت عنه التدليس يحملون هذا على السماع، كيف على السماع؟ لم يلاقيه ولم يشاهده ولم يراه، كيف يحمل هذا على السماع؟ هذا الإسناد منقطع، وهذا هو الأمر إذا فهمك الله هذا الأمر؛ أي: سماع الراوي من شيخه وتفهمت الأسانيد في ذلك وتفهمت التلاميذ مع شيوخهم في هذا الأمر، فالله سبحانه وتعالى فهمك أمرا عظيما.

ولذلك أئمة أهل الحديث في كل زمان اجتهدوا في هذا الأمر، السماع من شيوخهم، فيرحلون إلى الشام وإلى العراق وإلى مصر وإلى مكة وإلى المدينة وهكذا للسماع، سماع الأحاديث مباشرة.

وأكد الأئمة ذلك وبينت لكم في الدروس التي سلفت هذا الأمر، وسيأتي كذلك إضافة كلام أهل العلم في هذا الأمر، فإنه مهم، فليس مجرد وجود الإسناد أن كلهم ثقات مثلا ولم يوجد مدلس فنحمل هذا الإسناد على السماع، فهذا كله غلط.

الأمر الثالث: أن يكونوا برآء من التدليس، فلم يكن مدلسا، لابد من هذا الشرط كذلك، فهذا الراوي الآن التلميذ يروي عن شيخه، لكن التلميذ هذا مدلس كمحمد بن إسحاق معروف بالتدليس، إذا عنعن فالإسناد ضعيف، وإذا صرح بالتحديث فهذا الإسناد حسن، إذا روى عن الثقة.

فلذلك أما إذا كان الراوي مدلس وعنعن فهذه العنعنة ترد ولا تحمل على الاتصال. وبينا يعني بالنسبة لمراتب المدلسين.

لكن نحن الآن إذا تكلمنا عن محمد بن إسحاق فهذا في المرتبة الثالثة، إذا عنعن ردت عنعنته وإذا حدث قبلت. فلذلك لابد من هذا الأمر أن لا يكون الراوي مدلس وروى بالعنعنة فهذا الإسناد يرد.

فهذه الشروط الثلاثة لابد، فعندنا عدالة المحدثين، وعندنا اللقاء والمجالسة والمشاهدة والسماع، لابد أن لا يكونوا هؤلاء مدلسين، فلابد من هذا الأمر.

ثم قال: (وقد أعلمتك أن المتأخرين من أئمة الحديث والمشترطين في تصنيفهم الصحيح قد أجمعوا على ما ذكرت لك). فهذا بالإجماع، فكيف يأتي هؤلاء المقلدة ويصححون أحاديث منقطعة؟

والراوي لم يسمع من شيخه ولم يلاقيه ولم يشاهده، يقولون فقط عاصره، إذا عاصره يكفي إذا لم يكن مدلس فتحمل العنعنة على السماع! وهذا كله غلط، وبينت لكم في الدروس التي سلفت، فهذه الأمور الآن أجمع عليها الأئمة، فيأتي هؤلاء المقلدة في هذا العصر فيأتي العصريون فينسفون هذا الإجماع ويسببون خلاف ويجعلون المسألة هذه خلافية.

ولذلك ينشرون في القنوات في التلفاز في الإذاعة في كتبهم في دروسهم في دوراتهم أن المسألة خلافية، ويذكر لك الإمام البخاري له قول والإمام مسلم له قول وفلان له قول وهكذا، وممكن يقول لك الجمهور يقولون كذا وفلان يقول كذا وإلى آخره، ولا في أصلا اختلاف، الاختلاف في عقول هؤلاء أصلا، فليس في هذه المسألة أي خلاف أصلا.

فلابد أن تنتبه لمسألة الآن هؤلاء مبتلون الآن، العصريون مبتلون بمسألة اختلف العلماء واختلف الفقهاء، وأي واحد تسأله في الشرق والغرب أي مسألة يقول لك: اختلف العلماء واختلف الفقهاء، على قولين وعلى ثلاثة، ويفر رأسك ويدور رأسك ولا تعرف شيء في المسألة ولا تعرف الحكم، وسلمنا ولم نسلم وناقشنا وهكذا.

اسمع إذاعة القرآن الكريم الليلة بعد الدرس أمثلة، أمثلة على ذلك، لذلك هذه الإذاعات والفتاوى والذي في القنوات وإلى آخره اضرب عليها ولا تسمع شيئا، عليك بكتب أهل الحديث، وعليك بفتاوى الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين هؤلاء الجهابذة، هؤلاء من أئمة أهل الحديث في هذا العصر، فعليك بأمثال هؤلاء وعليك بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة والتابعين وهكذا، وهي موجودة في كتب أهل الحديث، اسأل وأهل الحديث يدلونك عليها، فتاوى ميسرة على الكتاب وعلى السنة ولا فيها اختلف العلماء ولا في شيء، هذا الخلاف الذي يقع بين العلماء هذه من اجتهاداتهم ولهم للعلماء يختلفون، لكن نحن نأخذ بالقول الصحيح وننظر أولا في الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، فإذا ثبت هذا الإجماع عن الصحابة أخذنا بإجماع الصحابة ولا نلتفت إلى خلاف المتأخرين.

وأجمع أهل العلم على ذلك ما يلتفت إلى الخلافيات، ولذلك ريح قلبك وأن النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح البخاري من حديث أبي هريرة: «الدين يسر»، وهؤلاء المذهبية والحزبية صعبوا على الناس على أتباعهم والعوام، أما أمة الإجابة لا لا يلتفتون إلى هؤلاء ومرتاحين مطمئنين لحكم الكتاب والسنة وانتهى، سطر واحد وخلاص.

هذه مسألة واحدة 600 صفحة! ائت بحكم! لماذا؟ ذاكر لك الخلاف بالعلماء والمناقشات وما أدري كيف وكذا، بدون فائدة تذكر، ممكن أن في نص صفحة ينهي الأمر، ويظنون أن هذا علم وهو ليس بعلم أصلا.

فلذلك لابد أن تعرف ما أجمع عليه الصحابة لكي ترتاح في دينك وفي عبادتك في الأصول والفروع بترتاح، ولا خلافيات ولا اختلف العلماء ولا اختلف الفقهاء ولا غير ذلك.

لذلك انظر العوام تعبانين تكسروا تكسير، بسبب يأخذون من هؤلاء الخطباء والقنوات وعرعور وغيرهم، والذين أخذوا عن أهل الحديث ارتاحوا في دنياهم يعبدون الله براحة واطمئنان وسكينة.

فيبين الآن ابن عبد البر هذا الأمر وأن هذه الشروط متفق عليها، فلا يأتي أن شخص مقلد عصري ويقول: اختلف العلماء، فلننتبه لهذا الأمر.

لله الحمد ما عندنا في ديننا خلافيات في الأحكام لا في الفروع ولا في الأصول، هذا الذي يقع الخلاف من أسباب بين العلماء، وهذا الأمر للعلماء ما دون العلماء لا يتدخلون في الخلافيات ولا في غير ذلك، يأخذون ما صح من أقوال العلماء وينظرون إجماعات الصحابة كثيرة في الدين واختلفوا في أشياء يسيرة، فلذلك تعبدوا الله بهذه الإجماعات، إجماعات الصحابة بترتاح.

ولا يجوز نقل الخلافيات هكذا اختلف العلماء اختلف العلماء لا، انظر الشيخ ابن باز يسألونه عن الحكم يفتي بالحكم ويستدل بدليل من الكتاب والسنة وآثار الصحابة وخلاص يختم، كلش كلش على قولة العوام يأتي يقول في أصح القولين، ويأتي بالحكم وخلاص وانتهى، انظر اسمع موقع الشيخ ابن باز وانظر، كذلك شيخنا، هذا هو الأصل.

أما هؤلاء الآن الفتوى هذه نص صفحة يسوي فيها مجلد، لأنه يذكر الخلافيات والمناقشات والردود وما شابه ذلك، فلذلك ننتبه.

فذكر: (قد أجمعوا على ما ذكرت لك).

ثم يقول ابن عبد البر وهو قول مالك وعامة أهل العلم: (إلا أن يكون الرجل معروفا بالتدليس فلا يقبل حديثه).

انظر هذا قول الإمام مالك وأئمة أهل العلم والإجماع على ذلك، أنه لابد من اللقاء والسماع بين الراوي وبين شيخه حتى تحمل هذه العنعنة على السماع، لأنه في موضع يقول سمعت فلان وفي موضع يقول عن فلان.

الآن قوله: سمعت فلان هذا انتهى الأمر هذا بإجماع العلماء إنه يحمل على السماع لأنه بين السماع، لكن أحيانا يقول: عن فلان، لكن إذا هذا التلميذ لقى الشيخ وسمع منه وحدث عنه فهذه العنعنة تحمل على السماع، أما إذا لم يسمع منه ولم يشاهده بس فقط عاصره، فهذه العنعنة لا تحمل على السماع.

فلذلك يقول: (إلا أن يكون الرجل معروفا بالتدليس فلا يقبل حديثه حتى يقول حدثنا أو سمعت، وهذا ما لا أعلم فيه أيضا خلافا). فذلك هذا الأمر يعني لابد يتفطن له طالب الحديث.

ثم يقول: (ومن الدليل على أن عن محمولة عند أهل العلم بالحديث على الاتصال حتى يتبين الانقطاع فيها، ما حكاه أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل، فذكر رواية أبدل فيها الوليد بن مسلم عبارة حدثت بـ(عن)، ألا ترى أن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى عاب على الوليد بن مسلم قوله عن في المنقطع ليدخله في الاتصال؟ فهذا بيان أن (عن) ظاهرها الاتصال حتى يتبين غير ذلك، ومثل هذا عن العلماء كثير).

انتهى كلام ابن عبد البر.

فهذا يدل فما دام هذا الراوي سمع من شيخه فأحيانا يصرح بالتحديث وأحيانا يصرح بالسماع وأحيانا يعنعن عنه فيقول: فلان عن فلان، وأحيانا يقول فلان سمعت فلان، فما دام هذا الراوي سمع منه كذا حديث وروى عنه بالعنعنة في بعض الأحاديث، فهذه العنعنة تحمل على الاتصال لأنه لقاه وشاهده وسمع منه، فتحمل على السماع. أما إذا عاصره فقط، فالأصل في هذا الانقطاع وأن الإسناد منقطع، ما يحمل على السماع.

فلذلك تقرأ في الكتب الآن كتب المعاصرين في مصطلح الحديث في أصول الحديث خبط وخلط، فيقول لك ما دام هذا عاصره ولم يكن مدلسا فتحمل على السماع، انتبه لهم جيدا فهؤلاء هم المقلدة، ما تدمرت الأمة إلا بسبب المقلدة، يقلدون أي أحد فدمروا الأمة كما ترون، جهل ما بعده جهل.

فارتكز هؤلاء في أحاديث ضعيفة كثيرة بسبب أن الراوي عاصر شيخه ولم يكن مدلسا فحملوا هذه العنعنة على السماع وصححوا أحاديث وهي ضعيفة، سواء في الأذكار أو الأدعية أو الصلاة أو غير ذلك، فتعبد العوام وأتباع هؤلاء بهذه الأحاديث الضعيفة، والويل يوم القيامة، فلا يعذر هذا الجاهل ولا هذا العامي ولا غير ذلك.

النبي صلى الله عليه وسلم بعث خلاص، وقام على الناس الحجة وبين الصحابة من بعده والأئمة والحفاظ وأهل الحديث إلى يومنا هذا، بينوا جهالات هؤلاء وضلالات هؤلاء سواء في الأحاديث أو في غير ذلك، وجهالات المقلدة وجهالات المعاصرين، فلذلك انتبه لكي لا تنجر معهم وتهلك، دمروا العامة كما ترون، حتى في الأمور الجهادية دمروا الناس كما ترون في ليبيا في الشام، هذه بسبب ماذا؟

بسببأن هؤلاء يتبعون القصاص والوعاظ والخطباء ثوروا ثاروا، فثاروا وهلكوا بعد ذلك كما ترون، الآن يبكون ويندمون ما في فائدة، هلكت هذه البلدان.

لذلك عليك بأهل الحديث، يقول لك أهل الحديث أن في هذه البلد فتنة لا تعرض نفسك إليها خلاص امسك، إن مسكت وقال لك امسك عليك بيتك خلاص امسك عليك بيتك، إن أطعت أهل الحديث نجوت، وإن ركبت رأسك وقلت لا هذا علماء سلطة، علماء سلطة الله يسلط عليك إبليس يغويك.

فيغويك عرعور والقرضاوي وأشكال هؤلاء المبتدعة يضلونك، ولذلك أضلوا هؤلاء العامة، لو سمعوا علماء السنة وكفوا عن الشر في ليبيا في الشام في مصر وإلى آخره لما حدث هذه الأحداث التي حدثت الآن.

فلذلك عليك بأهل الحديث، أهل الحديث يقولون لك شيء امسك خلاص قل سمعا وطاعة، إن قلت هكذا نجوت، وإلا إذا ركبت رأسك فإلى الهلاك.

فلذلك هذا الأمر يعني يبينه ابن عبد البر جيدا وهذه المسألة.

ولعل إن شاء الله نكمل بعد ذلك.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

ﭑ ﭑ ﭑ


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan