القائمة الرئيسة
الرئيسية / شرح: نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح (تفريغ) / الجزء (7) نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح: شرح حديث أبي هريرة (سبحان الله وبحمده، مائة مرة) (تفريغ)

2025-12-15

صورة 1
الجزء (7) نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح: شرح حديث أبي هريرة (سبحان الله وبحمده، مائة مرة) (تفريغ)

المتن:

الحديث الخامس: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه».

أخرجه مسلم في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، والترمذي في «سننه»، وغيرهم.

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وانتهينا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفي تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه بسؤاله، فبين له أن يقول: «قل: اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك». وبينا شرح هذا الحديث.

ومن أهم الأمور فيه أن هذا العبد يتعوذ من شر نفسه ومن شر الشيطان، ويحافظ على ذلك وبينا.

ثم بعد ذلك نشرع في شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه».

وهذا الحديث فيه ذكر عظيم، وهو من الأذكار العظيمة المشروعة في الصباح والمساء، أن يقول المسلم إذا أصبح وإذا أمسى: «سبحان الله وبحمده مائة مرة».

وفي هذا الذكر العظيم جمع بين التسبيح والحمد، والتسبيح فيه تنزيه لله عن النقائص والعيوب، والحمد فيه إثبات الكمال له سبحانه، وتعيين المائة لحكمة أرادها الشارع بذلك، وخفي وجهها علينا، لكن هذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فلنفعل بهذا العدد.

فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا في هذا الذكر العظيم جمع بين التسبيح والحمد، والتسبيح تنزيه الله سبحانه وتعالى عن النقائص والعيوب، ولذلك الله سبحانه وتعالى هو كامل في أسمائه وفي صفاته وفي ذاته وفي حكمته وفي مشيئته وفي كل شيء.

ولذلك لله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأسماء الله سبحانه وتعالى عظيمة، والصفات؛ أي: صفات الله سبحانه وتعالى عظيمة.

فلذلك لا يجوز لأي عبد أن يأتي باسم لم يثبت في الشارع يعني: في الكتاب والسنة- ولا يثبت أي صفة لله إلا أن تكون ثابتة في الكتاب والسنة.

فلا يجوز أن يقول الشخص: قال الله على لسانه، وهو يدعي السلفية ويدعي أنه إمام أهل السنة، ويثبت لله لسان! فأين هذه السنة وأين هذه السلفية؟ فالجهل ثابت في هذا.

فلذلك لم يثبت لا في الكتاب ولا في السنة، تقول: على لسان النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مخلوق، والمخلوق من بني آدم له لسان. فأين هذه الصفة؟ تقول في كلام الله وفي كتابه وهكذا.

فلذلك فيجب الرجوع إلى علماء أهل السنة الحقيقيين، ونعرفهم جيدا. وتعرفك بأهل السنة فهذا أعظم أمر ينعم الله به عليك، أن تعرف أهل السنة في حياتك، فترجع إليهم وتأوي إليهم وتجالسهم وتتعاون معهم، هذا أعظم شيء على وجه الأرض، لا يعدله شيء، فإن أصبت الحق وأهل الحق هذا أعظم شيء؛ لأن الكل يريد أن يعرف أهل الحق ويدور أهل الحق، لكن ما يدرك هؤلاء الكرام ولا منهجهم؛ لأن العود الأعوج ظله يكون أعوج.

فلذلك لابد أن يستقيم العبد لكي يوفق إلى منهج أهل السنة والجماعة حقيقة، وإلا يضرب يمنة ويسرة، وبعد ذلك لا شيء، فيفتر ويركن إلى أي جماعة بدعية لأنه يائس.

ولذلك الصحابة رضي الله عنهم كانوا يضربون البلدان إلى أن يصلون إلى النبي صلى الله عليه وسلم، منهم سلمان الفارسي رضي الله عنه وغيره، إلى أن وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوا أنه الحق.

فلذلك لابد من الجهاد لمعرفة أهل الحق ومعرفة الحق، لابد. ولا يأتي ذلك في البيت، فلابد من الحركة والجهاد والسؤال إلى أن يصل العبد إلى أهل الحق ويدعو الله.

وبين ابن مسعود كم من شخص يريد الحق ولا يدركه، لماذا؟ لأنه هو أعوج، هو كسلان، هو لا يهتم، عنده آمال.

فلذلك المشكلة والعلة في هذا العبد، لماذا لم يصل إلى جماعة الحق؟ ولماذا لم يصل إلى الحق؟ ولماذا لم يعرفه؟ هذا ما كسبت يده. فلذلك لابد من الجهاد إلى أن تصل إلى الحق وأهل الحق.

والسنة أن يعقد هذه التسبيحات بيده تأسيا به صلى الله عليه وسلم، لا بالسبحة ولا الآلة ولا نحو ذلك مما يفعله كثير من الناس، وهذا من البدع المحدثة في هذا الزمان. فالتسبيح بالأنامل أو بالأصابع ويكون باليد اليمنى.

وثبت ذلك في «سنن أبي داود»؛ بإسناد صحيح من حديث ابن عمرو رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يعقد التسبيح بيمينه».

ومن المعلوم لدى كل مسلم أن خير الهدي هو هديه صلى الله عليه وسلم.

رزقنا الله وإياكم التمسك بسنته ولزوم نهجه واقتفاء آثاره، صلوات الله وسلامه وبركات عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan