الرئيسية / شرح: نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح (تفريغ) / الجزء (1) شرح نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح: مقدمة في أهمية الأذكار وتمييز الصحيح من الضعيف (تفريغ)
2025-12-15
الجزء (1) شرح نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح: مقدمة في أهمية الأذكار وتمييز الصحيح من الضعيف (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولعل في هذا الشهر المبارك، وفي لياليه لعام 1432 هجرية، سوف نشرح «صحيح أذكار المساء والصباح»، وذلك لأهمية هذا الموضوع لكل مسلم.
وسوف يكون الشرح من كتاب «نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح»، وهذا الكتاب وما فيه من أحاديث سوف نشرح الأحاديث جملة وتفصيلا، وقد جمعت فيه الأحاديث الصحيحة، وجردته من الأحاديث الضعيفة، ولا يصح في أذكار المساء والصباح إلا سبعة أحاديث، وأما ما تبقى من الأحاديث فهي أحاديث ضعيفة لا تصح، وإن صححها أو حسنها بعض أهل العلم.
وذكرت أحاديث كثيرة هي من أذكار المساء والصباح، ولا يحتاج الخلق لكثرة هذه الأذكار، لأن الشارع أوتي جوامع الكلم، وجعل للخلق أمورا يسيرة، وهذه الأذكار تكفيهم في المساء والصباح، والشارع لا يشق على الناس بهذه الأحاديث وكثرة الأحاديث، ولا يحتاج الشارع إلى ذلك، فالشارع لا يشق على الناس في هذا الأمر بل ييسر لهم، وهذا القرآن يسر والسنة كذلك، لكن الناس يشقون على أنفسهم، فمتى يقرأ الناس أذكار المساء بهذا الكم الهائل؟ ولذلك وبسبب ذلك ابتعد الناس عن هذه الأذكار، بل يسمعونها في الإذاعات أو ما شابه ذلك.
فأنا جردت أذكار المساء والصباح، ووضعت فقط الأحاديث الصحيحة في ذلك، على نهج سلفنا الصالح، وقد ذكرت الأحاديث الضعيفة وهي من أذكار المساء والصباح في كتاب «نور المصباح في صحيح أذكار المساء والصباح» رواية ودراية بالشرح مع ذكر الأحاديث الصحيحة والضعيفة.
و«نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح» ذكرت فيه الأحاديث الصحيحة فقط، وذلك لما كان كثير من الناس اليوم لا يعرفون صحيح الحديث من ضعيفه.
لذلك يجب على المسلم أن يمعن النظر في الأحاديث النبوية، ولا يعمل بها في الدين حتى يتأكد من صحتها على حسب أصول علم الحديث، فإن لم يستطع ذلك فيجب عليه أن يسأل أهل الحديث عن تلك الأحاديث، لقوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل: 43].
فيجب على المسلم أن يحافظ على دينه، ويحافظ على نفسه، ويحافظ على المسلمين أن تتسرب إليهم الأحاديث الضعيفة على قدر استطاعته، ويكون ذلك على أصول أهل الحديث، ودائما وأبدا يسأل عن دينه لكي يحيا على السنة ويموت على السنة.
وقد أغفل كثير من الناس عن هذا الأمر، فلا يهتمون بدينهم ولا يهتمون بأنفسهم، فهم المهملون لأنفسهم ولغيرهم، والمسلم الحق عليه دائما وأبدا عليه بالتثبت لكي يصل إلى أصول السنة ويعرف أصول السنة ويموت عليها.
وقد سلك أهل السنة في هذا الزمان سبيل سلفهم في تمييز السنة وتحذير المسلمين من نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون التثبت من صحته حذرا من الوعيد الشديد والتهديد الأكيد من قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة الثابتة: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». وهو حديث متواتر رواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، وهو في الصحيحين في صحيح البخاري ومسلم.
ولذلك لم يحرس هذا الدين العظيم إلا أهل الأثر قديما وحديثا، وانظر إلى كتبهم وانظر إلى سيرتهم قديما، وانظر إلى كتبهم وسيرتهم حديثا ترى ذلك.
ولقد بين ابن قتيبة رحمه الله تعالى في «تأويل مختلف الحديث» (ص15)؛ عن أهل الأثر والحديث ونقدهم للأحاديث فيقول: ولم يزالوا في التنقير عن الأخبار والبحث لها حتى عرفوا صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، وعرفوا من خالفها إلى الرأي -إلى العقول- فالمخالفون حكموا عقولهم وحكموا آراءهم في دين الله سبحانه وتعالى، فلم يذكروا الأخبار، ولم يذكروا الآثار، ولم يذكروا الأحاديث التي أنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
فلابد من التتبع إلى آثار هؤلاء، لأن الدين فيه البركة على العبد وعلى أهله وعلى أولاده وعلى بيته، بل وعلى جميع الخلق وعلى بلدانهم.
ولذلك إذا فقدوا السنة ترى أهل البلد يتخبطون في دين الله سبحانه وتعالى، بل يتخبطون حتى في دنياهم، فيخربون دينهم ويخربون دنياهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ولذلك يدخلون البدع على أنها سنة، ويدخلون السياسات الغربية على أنها دين الله وعلى أنها الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله. فهؤلاء وقعوا في متاهات وممرات ضيقة لا يخرجون منها إلا بدين الله سبحانه وتعالى، فبعد ذلك تتسع لهم هذه الممرات فيستطيعون أن يسلكون هذه الحياة الدنيا إلى رضوان الله وجنات، وإلا فلا.
فلابد من هذا الأمر، أي التمييز بين السنة والبدعة والخطأ والصواب وأهل الحق وأهل الباطل. فإن لم يفعل العبد، أي إذا لم يتثبت في دين الله ولم يتثبت في الأحاديث الصحيحة ولم يسأل عن الأحاديث الضعيفة وخاطر بنفسه في دين الله وذكر الأحاديث من غير علم من صحيحها وضعيفها فقد وقع في الخطر العظيم والإثم الأليم والوعيد القديم، فالمخاطر بنفسه في ذلك ليس بسليم ولا هو مستقيم.
وانظر الذين خاطروا بأنفسهم من القصاص في كل مكان، سواء في التلفاز أو في الصحف أو في المحاضرات أو ما شابه ذلك بذكر الأحاديث الضعيفة أو ما هب ودب بالأحاديث، وقعوا في متاهات وضلالات وغير ذلك مما يسيء إليهم. فهؤلاء وقعوا في المخاطر ولهم وعيد.
فلينظر العبد، والناس كما قسمهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى ثلاثة أقسام في وصيته لابن زياد، وهذه وصية ثابتة عنه أخرجها الخطيب في «الفقيه والمتفقه» وغيره من أهل العلم.
فالقسم الأول: العلماء الربانيون.
والقسم الثاني: طلبة العلم المتمكنون.
فأما أن تكون من العلماء أو تكون من طلبة العلم، ولا تكن الثالث فتهلك، فلا تكن بين العلماء وبين طلبة العلم، فلا تكن من عوام الناس، فلا تكن من الهمج والرعاع فتهلك، من دعاهم وصاح بهم -حتى لو كان من أخبث الأخبثين- اتبعوه، حتى لو جرهم إلى المهالك اتبعوه -والعياذ بالله- بسبب جهلهم. أما ترى العلماء لا يتبعون هؤلاء بل العلماء يردون على هؤلاء ويبينون أمرهم، كذلك ما ترى طلبة العلم يتبعون هؤلاء.
ولا تغتر بطلبة الجامعات، فإن هؤلاء ليسوا بطلبة، هذه مقررات يتعلمونها ويتخذونها للوظيفة، فلا تعطيهم ورعا ولا حفظا ولا علما ولا شيئا من ذلك، إلا من رحم الله سبحانه وتعالى من درس في الجامعة أو الجامعات مع الدراسة عند المشايخ على طريقة أهل الأثر في المساجد ووفق بذلك، فهذا يرجى منه.
فلذلك لا تغتر بهؤلاء حتى لو كان دكتورا كما يقال، فإن هذا يجهل أشياء كثيرة لا يجهلها العامي عندنا الذي على الفطرة، ممكن ترى عقيدته عقيدة فاسدة كالعقيدة مثلا عقيدة المعتزلة أو الأشعرية أو غير ذلك، ولا ترى العامي وقع في هذه العقيدة، بل ترى عقيدته عقيدة سلفية، مع هذا هذا دكتور ودارس في الجامعات.
فلذلك لابد النظر إلى هذا الأمر.
فعلينا بالعلماء الربانيين الذين قاموا بالسنة وماتوا عليها، وعلينا بالسلفية الصحيحة، سلفية السلف الصالح من الصحابة ومن التابعين ومن تابعي التابعين ومن اتبع هؤلاء بإحسان.
فلينظر العبد في هذا الأمر، فعليه بهؤلاء ولا يخاطر فيشذ عنهم فيهلك.
ولذلك يقول الإمام مسلم رحمه الله تعالى في «مقدمة صحيحه» (ص28)؛ عن أهل الحديث: (وإنما ألزموا أنفسهم الكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الأخبار وأفتوا بذلك حين سئلوا لما فيه من عظيم الخطر، إذ الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب، فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة ثم أقدم على الرواية عنه من قد عرفه ولم يبين ما فيه لغيره ممن جهل معرفته، كان آثما بفعله ذلك غاشا لعوام المسلمين، إذ لا يؤمن على بعض من سمع تلك الأخبار أن يستعملها أو يستعمل بعضها، ولعلها أو أكثرها أكاذيب لا أصل لها).
فلذلك، يعني أهل الحديث ألزموا أنفسهم بذلك، والله سبحانه وتعالى أخذ عليهم الميثاق أن يبينوا للناس، فبينوا كل شيء.
ولذلك ترى كتب الرجال موجودة، كتب الضعفاء موجودة، ككتاب الضعفاء والمتروكين للدارقطني، وكتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي، وغير ذلك من الكتب.
كتب الثقات، ككتاب الثقات لابن حبان، والكتب التي تجمع الثقات والضعفاء وغيرهم ككتاب تهذيب الكمال للمزي، وتهذيب التهذيب لابن حجر.
وهناك كتب جمعت الأحاديث الموضوعة والأحاديث الضعيفة والأحاديث الصحيحة وهكذا، ككتب الشيخ الألباني.
فلذلك كل ذلك لحراسة الدين أن يدخل عليه، لأن في أناس من أهل البدع يدخلون على الناس، فأهل الحديث ميزوا، فلذلك ترى الناس حرب عليهم من أهل البدع فقط، وإلا عموم الناس فهم مع أهل الحديث، فأهل البدع حرب على أهل الأثر، والعاقبة للمتقين.
فلذلك لابد من معرفة هذه الأحاديث، وإلا رواية الأحاديث هكذا بدون اهتمام فهذا العبد يأثم بذلك.
وبكل حال فجهود أهل الحديث من أعظم الجهود المبذولة في خدمة الإسلام والمسلمين، وكيف لا يكون ذلك وهم المقيضون لحراسة قلعة السنة من عبث العابثين وإفساد المتعالمين المقلدين. ومع هذه الجهود العظيمة من أهل الحديث التي عنيت بالمحافظة على السنة النبوية، فلا تزال كثير من الأحاديث الضعيفة لها حظ في التداول على ألسنة الناس والعمل بها، ينقلونها من الكتب أو الأشرطة أو الإذاعات أو الصحف أو غير ذلك، وذلك راجع إلى التساهل في التثبت من صحتها أو الجهل بعلم الحديث رواية ودراية.
ويجمع هذا كله عدم السؤال عن الأحاديث هل هي صحيحة أم ضعيفة، والإصرار على الجهل بها وعلى نشر ما اشتهر على الألسنة من الأحاديث.
فلذلك لابد التثبت لكي العبد يعبد الله على بينة وعلى الأحاديث الصحيحة، وإلا الذي خالف في ذلك ولم يهتم فعبد الله على حرف، فعبد الله بالأحاديث الصحيحة والضعيفة فخاب وخسر.
فلابد من إصابة السنة، ولا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على الثابت من الكتاب والسنة، فلابد من التفتيش عنها على طريقة أهل الحديث في كتب العلل والتخريج والأسانيد براءة للذمة، فليس لأحد أن يسن للمسلمين نوعا من الأذكار والأدعية تقليدا لما في الكتب دون أن يتثبت من صحتها، فإن هذا المقلد لا يعتد به في دين الله، لأنه لا يعرف طريقة العلم الصحيح.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في «الفتاوى» (ج 18 ص51): فكما أن من لم يعرف أدلة الأحكام لا يعتد بقوله، فمن لم يعرف طرق العلم بصحة الحديث لا يعتد بقوله، بل على كل من ليس بعالم أن يتبع إجماع أهل العلم.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في «الفتاوى» (ج22 ص510): لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع، وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به.
وهذا حال الصوفي المبتدع، يسنون للناس أذكارا بدعية وموضوعة، وكذلك الرافضة وبقية المبتدعة، فلا يجوز لأي إنسان أن يسن للناس أذكارا وأدعية ليست في الكتاب والسنة، ويقول للناس اذكروا الله، أو تكتب في الكتب وتنشر وتباع في المكتبات، فإن ذلك لا يجوز، وهؤلاء أصحاب المكتبات التجارية يأثمون على ذلك، لأن المفروض لهؤلاء أن يتثبتوا في نشر الكتب وفي نشر الأحاديث، فالشخص إذا أراد أن يصيب الأجر فعليه بنشر ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وبين ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا الأمر كما لا يخفى عليكم.
لذلك قال الإمام عبد الرحمن بن يزيد رحمه الله تعالى: «لا يؤخذ العلم إلا عمن شهد له بطلب الحديث». أثر حسن أخرجه الخطيب في «الكفاية»، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»، وابن عدي في «الكامل»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»، وإسناده حسن.
فلا يؤخذ العلم إلا من شهد له بعلم الحديث، لماذا؟ لأن أهل الحديث - أهل الأثر - يعرفون السنة الصحيحة ويعرفون الأحاديث الضعيفة، فهم يبينون للناس الأحاديث الصحيحة ويأمرون الناس أن يتعبدون بها، ويبينون للناس الأحاديث الضعيفة لكي تجتنب وتترك وإن صححها بعض أهل العلم، لأن الأصل كتاب وسنة.
ثم إني أوصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في العلم والعمل بأذكار المساء والصباح، فإن العلم شجرة والعمل ثمرة، وليس يعد مسلما حقا من لم يكن بعلمه عاملا، لأن العلم مع العمل، والعلم يراد للعمل، كما العمل يراد للنجاة والدرجات.
وهل أدرك من أدرك من أهل الحديث الماضين الدرجات العلا إلا بالعلم النافع والعمل الصالح.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «تعلموا، فإذا علمتم فاعملوا». أثر حسن أخرجه الخطيب البغدادي في «اقتضاء العلم العمل»، وإسناده حسن.
فلذلك على طالب العلم الإخلاص في عمله وفي طلب علمه، فيتعلم ويعمل، لا يتعلم لـ... مثلا للقراءة وما شابه ذلك، لا، لأن العلم شجرة والعمل هو الثمرة، فإذا الشجرة بدون ثمر فليس لها الحظ الوافر للاستفادة منها.
فلذلك إذا علمت فاعمل، ولا يعد المسلم حقا إذا لم يعمل بهذا العلم، فعليه أن يتعلم ويعمل، لأن الأصل في العلم لابد أن يكون مع العمل، ولذلك ترى أناسا تعلموا فلم يعملوا بعلمهم فخابوا، وانتهى العلم منهم وانتهت دعوتهم.
فعليك بالعلم والعمل لترزق البركة في دنياك وفي آخرتك، والبركة في أهلك وأولادك وبيتك وأرزاقك، هكذا كان السلف، لأن العلم مع العمل، والعلم يراد للعمل، فلا يكون العلم محض كحال أصحاب الشهادات، فهؤلاء يتعلمون للوظيفة فلم يستفيدوا من علمهم، فلذلك اعلم واعمل.
كما العمل يراد للنجاة، فكيف ينجو هذا العبد إلا بالعلم النافع والعمل الصالح، والناس يريدون النجاة في الدنيا وفي الآخرة، فعليهم بالعلم والعمل.
ولذلك يذكر الناس سيرة السلف وكيف كان علمهم وكيف كان عملهم، فعلينا بالاقتداء بهم.
فهؤلاء حصلوا هذه الدرجات العالية في الدنيا وفي الآخرة بالله سبحانه وتعالى ثم بالعلم النافع والعمل الصالح، فعلينا بالاقتداء بهم ونترك الكسل وما شابه ذلك، أو بعد ذلك سوف أتعلم وبعد ذلك سوف أعمل، إلى أن يأتيه الموت ولم يعمل شيئا. -ويأتينا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من ذلك، وكيف كان يتعوذ من الكسل-.
ولذلك يبين ابن مسعود رضي الله عنه هذا الأمر: "تعلموا، فإذا علمتم فاعملوا".
هذا هو الأصل، وليس عليك من الناس الغافلين، فأنت لا تغفل، فهؤلاء الغافلون عليهم حسرات الدنيا والآخرة، فعليك بالعلم النافع والعمل الصالح.
ولعل إن شاء الله الدرس القادم ندخل في شرح أحاديث أذكار المساء والصباح.
الأسئلة:
السؤال: هذا بالنسبة لاستخدام السواك في الحلقة، هل ينافي آداب طالب العلم؟.
الجواب: بلا شك، فلكل سنة وقت ولكل سنة موضع. ذكر أهل الحديث ذلك في كتبهم، كصحيح البخاري، كصحيح مسلم، كسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجه، وغير ذلك من الكتب. ذكرت جميع السنن -سنن النبي صلى الله عليه وسلم- وكيف بينوا هذه السنن وكيف العبد يستخدمها، لكل سنة موضع ووقت، فعلى الناس الاتباع.
ورأينا في بعض الحلقات الشيخ يشرح والناس يصبون الشاي ويشربون الشاي وهو يرضى بذلك! فكيف الناس يطلبون العلم؟ حتى الشاي له موضع وله وقت.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.