القائمة الرئيسة
الرئيسية / الزهر الفريد في أحكام التوحيد (تفريغ) / الجزء (12) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: أنواع الشرك - ثانياً: شرك المحبة (تفريغ)

2025-11-30

صورة 1
الجزء (12) الزهر الفريد في أحكام التوحيد: أنواع الشرك - ثانياً: شرك المحبة (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وتكلمنا عن أقسام الشرك الأكبر، وبينا شرك الإرادة والقصد، وما هو المراد بشرك الإرادة والقصد، يكون بأن يريد العبد بعمله غير الله سبحانه وتعالى، فمثلا يذبح لغير الله سبحانه وتعالى، وينذر لغير الله سبحانه وتعالى ويستعين بغيره، ويصرف جميع أنواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى.

فمثلا قلنا: يعبد قبرا من القبور، أو يعبد شمسا أو قمرا أو نجما أو صنما أو غير ذلك من الآلهة الباطلة، فهذا شرك الإرادة والقصد، وبينا أن الذي يقع في الشرك الأكبر فمخرج من الملة.

القسم الثاني: وهو شرك المحبة. فالمراد بشرك المحبة أن يكون بأن يحب مخلوقا محبة فيها خضوع وذل وتعظيم لمن يحب، وقلنا هذا الأمر يسمى محبة العبودية، فيصرف هذا الحب الذي هو لله سبحانه وتعالى، يجعله لمخلوق.

والطوائف التي وقعت في هذا، كالرافضة؛ فيحبون مشايخهم كحب الله سبحانه وتعالى وأشد، فأطاعوهم في كل شيء وعبدوهم.

ولذلك انظر عبادة الرافضة للقبور وللخميني، ويطيعون هؤلاء في أي شيء؛ في الشرك، في الكفر، في المعصية، في المحرمات، في أي شيء، حتى لو يقولون له: فجر في نفسك، فيفجر.

فهؤلاء الجهال يقعون في هذا الأمر وكما ترون، فهذا ما هو؟ شرك المحبة. فيحبون مشايخهم هؤلاء الكفرة أشد من محبة الله سبحانه وتعالى.

الله سبحانه وتعالى أمرهم ألا يشركوا به شيئا، وأن تكون العبادة كلها لله سبحانه وتعالى، لا لأي شخص ولا طائفة ولا بلد ولا غير ذلك. فهؤلاء -والعياذ بالله- وقعوا في هذا الشرك، وهذا الشرك مخرج من الملة.

ولذلك هؤلاء الرافضة كفرة، خرجوا من الملة بسبب ما وقعوا فيه من الشرك والبدع ومحادة لله سبحانه وتعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وعداوتهم لبلدان المسلمين وللمسلمين والإسلام، كل ذلك من أجل محبتهم لمذاهبهم الباطلة ومشايخهم، فيؤزونهم على المسلمين.

ثم بعد ذلك هؤلاء يتعدون على الإسلام والمسلمين، حتى وصل بهم الأمر أن قالوا: القرآن محرف. وهذا بلا شك هذا كفر. من الذي قال بهذا؟ مشايخهم. قالوا لهم هذا القرآن محرف، قالوا محرف. هذا هو الكفر.

ومثل ذلك قول الجهمية، أتباع جهم بن صفوان، وهو يهودي هذا، ويتظاهر بالإسلام، أدخل هذه الفتنة الكبرى بخلق القرآن، وأن القرآن مخلوق.

ولذلك كما بين الإمام البخاري في كتابه «خلق أفعال العباد» أن هؤلاء الذي يقولون أن القرآن مخلوق كفار.

ونقل عن ابن المبارك رحمه الله تعالى، وكذلك يزيد بن هارون، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وخلق من الأئمة الذين كفروا هؤلاء. لماذا؟ لأن هؤلاء يأخذون من مشايخهم الزنادقة، وهؤلاء الزنادقة تعدوا على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن وعلى الدين، فليس لهم حظ من هذا الإسلام ما دام هؤلاء أعداء الله سبحانه وتعالى وأعداء النبي صلى الله عليه وسلم.

كذلك الخوارج الذين تعدوا حدودهم بتكفير المسلمين في أي شيء، فحتى على معصية يكفرون المسلمين. فهؤلاء كذلك خرجوا عن أمر الله سبحانه وتعالى وأمر النبي صلى الله عليه وسلم في تكفيرهم للمسلمين.

وهكذا جميع أهل البدع وأهل الضلالة يعادون المسلمين، فلا يعادون الكفار من اليهود والنصارى والشيوعيين إلا إذا عادوهم فقط، وإلا ترى إخوانهم يتعاونون معهم.

وانظر إلى الخوارج أين يسكنون؟ خوارج القعدة، الذين يقعدون عن السيف والخروج على ولاة الأمر، ويخرجون على المسلمين بأقوالهم وبالكلمة ويحرضون. أين هؤلاء؟ ساكنون في الغرب، في أمريكا وأوروبا وأستراليا وغير ذلك. كيف هؤلاء الكفرة من اليهود والنصارى آووا هؤلاء بما يسمى باللجوء السياسي؟ لأن إخوانهم يعلمون أن هؤلاء ضد الإسلام والمسلمين، وهم حقاد، أي اليهود والنصارى حقاد وحساد على المسلمين، فيضعون هؤلاء يحاربون الإسلام والمسلمين وهم يتفرجون، الكفرة من اليهود والنصارى يتفرجون، وهؤلاء يطعنون ليلا ونهارا ويشوشون على بلدان المسلمين.

كيف يكون؟ لما في قلوبهم من البدع والضلالة، {بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} [المطففين: 14]. ران على قلوب هؤلاء الخوارج والجهمية والرافضة والصوفية بسبب ما عندهم من البدع والضلالات والشركيات، فوقعوا في الحقد، الحقد على المسلمين.

ولذلك هؤلاء يدعون أنهم يحمون المسلمين وأن المسلمين إخوانهم، ويكون هذا قولا باللسان لا عملا تطبيقا، لكن في الباطن عندهم حقد.

ولذلك هؤلاء يفرون من بلدان المسلمين ويأوونهم الكفرة في الغرب، ثم بعد ذلك يوضع لهم إذاعات وقنوات وأشياء كثيرة، عن طريق هذه القنوات يحاربون البلدان الإسلامية ويتعاونون مع اليهود والنصارى، وهم يدعون أنهم ضد اليهود والنصارى! كيف يكون ذلك وقد آووكم سنوات طويلة؟ لو كان هؤلاء -خوارج القعدة- على الدول الغربية ضرر لما أسكنوهم.

فلذلك لابد أن ننتبه لهؤلاء، لهؤلاء شبه وأمور تخالف الكتاب والسنة، يقع في شباكهم من قل علمه بالشريعة الإسلامية، لا يفقه التوحيد، ولا يفقه العقيدة الصحيحة، ولا يفقه التفسير بالمأثور والآثار، ولا يفقه الفقه الصحيح، ولا يفقه بأصول الفقه ولا بالقواعد الفقهية، وأشياء كثيرة ما يفقهها؛ فلذلك إذا سمع مثل هذه الشبه يقع فيها على أنها من الإسلام، ومن شخص عالم وهو جاهل.

فلذلك يعني بين الشاطبي رحمه الله تعالى في «الموافقات» عن كلمات هؤلاء الذين يتكلمون بالشبه، وأن هذه كلها شبهات، والشبهات ضعيفة تكون في الدين. وبينت لكم في درس الخميس أن هؤلاء في قلوبهم زيغ، وهذا الزيغ الذي ينشرونه لا يعرفه إلا العالم أو العلماء وطلبتهم، هؤلاء هم الذين يعرفون شبه هؤلاء.

فلذلك كيف هذا راج عليه نشر الشرك في أناس يقعون في شرك الرافضة؟ كيف راج عليهم؟ بجهلهم. وإلا المسلم العارف بالكتاب والسنة ما يعرف أن هذا شرك؟ وأن الله سبحانه وتعالى حرم الشرك؟ والشرك ظلم عظيم للعبد إذا اتخذه. فما دام ما يعرف الشرك الذي يخرج من في هؤلاء فهذا جاهل ما يعرف شيء ويظن أنه يعرف.

فإذا أتيت إلى الصوفية وما يتقولونه بالشركيات والبدع والقبورية، فالذي يقع معهم هذا من الهمج والرعاع ما يعرف شيء، وإلا ما كشف أمر هؤلاء الصوفية؟ ناس يضربون الدفوف في المساجد ويرقصون، ما يعرفهم؟ هذا منتهي، هذا منتهي نهائيا ما يعرف أن هذا باطل، لو أتيت إلى طفل من أهل السنة والجماعة لعرف أمر هؤلاء.

ولذلك أبو سعيد الدارمي رحمه الله تعالى في «النقض على بشر المريسي» الجهمي، وهو ينتقد المريسي هذا الجهمي، يقول له: أطفالنا أعلم منك بالعقيدة، ويوجد أناس من الجهل يتبعونك ويجعلونك إماما وأنت أجهل الناس في الدين، وأطفالنا أعلم منك، أنت تقول ليس شيء في العلو -يعني الله سبحانه وتعالى، وأن الله سبحانه وتعالى ليس في العلو، والله سبحانه وتعالى يقول: {ثم استوى على العرش}، يعني علا على العرش - فأنت ما تعرف أن الله سبحانه وتعالى في العلو، وأطفالنا لو قلت لهم: أين الله؟ لقالوا في السماء، يعني في العلو. فالأطفال يعرفون وأنت ما تعرف وينتقد أتباعه وأصحابه، كيف يتبعون هذا الجاهل وأطفالنا أعلم منه بالعقيدة؟! فلذلك كيف هؤلاء يتبعون؟!

وإذا أتيت إلى الإخوانية، كيف الهمج والرعاع يتبعون هؤلاء؟ أناشيد، تمثيل، هذه دعوة؟! وهذا دين؟! ومع هذا الذين معهم ما كشفوهم ولا عرفوهم. فما دام ذلك، يعني هؤلاء ما يفهمون شيء. فأين الصلاة؟ وأين الصيام؟ وأين الحج؟ وأين العمرات؟ وأين قراءة القرآن؟ وأين المسابقات؟ وأين حفظ القرآن؟ كل ذلك الآن ما فهموا أن هؤلاء على باطل؟!

لأن هؤلاء كما قلت لكم لم يتعلموا على يد أهل السنة والجماعة، لم يتعلموا على يد أهل السنة والجماعة، يجلس حلقة هنا وحلقة هناك، ويأخذ كلمة هنا وحرفا هنا، ولا يعرف شيء في الدين، ما بيعرف شيء، فلابد من التأصيل، فلابد من معرفة هذه الأصول للدين، الأصول والفروع لابد أن يتقنها العبد ويعرف كيف يعبد الله سبحانه وتعالى.

فأولا ما يعبد الله على هذا التوحيد، على هذا التوحيد، ولذلك كم الذين يتعلمون التوحيد؟ قلة. وإلا الناس يتعلمون أشياء كما يسمونها ثقافات، ثقافة هنا وثقافة هنا، والثقافة معناها «النتف»، فكيف يعرف هذا العبد يعبد الله العبادة الصحيحة؟ والعبادة كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه «الفرقان»: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. هذه هي العبادة.

فلذلك الذي لا يعرف العمل الباطني -يعني عمل القلب- ولا يعرف العمل الظاهري وهو عمل الجوارح، فكيف يعبد الله على حق؟ فلابد أن يعبد الله على حرف، وهذا كثير من الناس وقعوا في ذلك. وإلا لو بينت لهم الآن ما هو شرك الإرادة والقصد؟ ما يعرف شيء، ولعله واقع فيه كما بينت لكم، وطوائف وقعوا في هذا ويدعون أنهم دعاة إلى الإسلام، وهم في الحقيقة لو يسلم لهم الإسلام لهدموه في يوم.

لكن بينت لكم أن الله سبحانه وتعالى أعطى هذا الدين أمة الإجابة، التي استجابت لله ولرسوله، «سوف تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة». قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: «ما عليه أنا اليوم وأصحابي».

هذه هي الطائفة الواحدة المنصورة الناجية، وبقية الطوائف هالكة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قوله حق. وانظر كم! وإلا كيف هذا المسلم يدعي بالإسلام ثم يذهب مسيرات ومظاهرات خلف الهمج والرعاع في الطرقات كالأنعام! ما يعرف هذا المسلم أن ليس طريق المسلمين الشوارع والدواعيس والممرات! فيعلم أنها على باطل، لكن فقط خروج هذلين في الطرقات هكذا في الشوارع وفوضى يعرف أنه على باطل، لكن كيف لم يعرف؟ لأنه جاهل، وخلط رجال ونساء في المساجد وفي ساحات المساجد ولم يعرفهم هذا المسلم؟! هذا يبين لك إنه جاهل ما يعرف شيء، وإلا المسلم الحق مجرد ما يرى هؤلاء يعرف أنهم على باطل انتهى الأمر.

فلذلك هؤلاء غير معذورين بجهلهم إذا يقعون مع هؤلاء، هتافات شركية وبدع وخلط رجال ونساء ويقولون من الدين! ويقولون هو من عند الله سبحانه وتعالى! وهو ليس من عند الله وليس من النبي صلى الله عليه وسلم وليس من الدين.

فلذلك ما يعرف هذا الأمر إلا أمة الإجابة. وأمة الإجابة ما تغتر بكثرة هؤلاء وحروبهم ومظاهراتهم وغير ذلك وكثرتهم في المساجد وخطباء ووعاظ وغير ذلك، ما تغتر. لأن لابد أن يكون لهؤلاء رواجا بعض الوقت، ثم الله سبحانه وتعالى يقمعهم ويخرج غيرهم.

ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج: "كلما خرج عرق قطع"، كلما خرج عرق قطع، إلى أن يخرج في أعراضهم الدجال، هذا إمامهم، إذا عرفنا إمام هؤلاء عرفنا أن هؤلاء سلسلة خبيثة.

ولذلك إذا عرفنا أن أهل السنة أمة الإجابة سوف يخرج في أعراضهم المهدي وعيسى عليه السلام، عرفنا أن هذه السلسلة الذهبية.

ولذلك هؤلاء الآن يصلون ويصومون ويحجون، ما يعرفون ولا يميزون بين الحق والباطل إلى الآن؟! ما يصير. فمن فيه العيب؟ فيهم، معرضون عن العلم، معرضون عن السنة، معرضون عن القراءة في صحيح البخاري، صحيح مسلم، في سنن أبي داود، سنن الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجه، مسند الإمام أحمد، كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، كتب ابن القيم، كتب الشاطبي، كتب شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، الشيخ ابن باز، الشيخ الفوزان وأمثال هؤلاء. هؤلاء معرضون عن هذه الكتب التي تنورهم فعلا في دنياهم وفي آخرتهم، فكيف يعرفون؟! وهؤلاء المعرضون لابد أن الله سبحانه وتعالى يعرض عنهم، ويتركهم في بدعهم وشركهم ومعاصيهم.

 

ولذلك ثبت في صحيح البخاري حديث ابن عباس في النفر، الثلاثة النفر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في الناس، فالأول جلس أمام النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر وجد فرجة وجلس، والآخر ماذا فعل؟ أعرض. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم عن الثلاثة؟ الأول جلس - يعني آوى - فآواه الله سبحانه وتعالى، والآخر... والثالث أعرض؟) النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يبين لهم هذا الثالث، (أما الثالث فأعرض، فأعرض الله عنه). خلاص، إذا الله سبحانه وتعالى أعرض عنه فهذا هالك، إذا لم يتب إلى الله ويرجع فهو هالك.

فلذلك أكثر الناس الآن معرضون عن العلم الشرعي، علم الكتاب والسنة والآثار، منهج السلف الآن معرضون عنه.

ولذلك نرى الذي يتفقه في الآثار، ترى أن الله سبحانه وتعالى نور قلبه ويعرف ويميز بين الحق والباطل، وأهل الحق وأهل الباطل، وكل ما يحدث في هذه الدنيا قديما وحديثا من الفتن، يعرف أن هذه فتنة فيجتنبها، لكن ما دام الناس هؤلاء وقعوا في هذه الفتنة فاعلم أنهم جهال، وإلا كيف وقعوا؟ لجهلهم.

فلذلك يعني هؤلاء المصيبة فيهم شرك المحبة، يحبون جماعة، يحبون ناس، يحبون كذا، ويضعون لهم أميرا يبايعونه، ويدعون أن هذه بيعة الله سبحانه وتعالى وبيعة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو كذب، يفترون على الله سبحانه وتعالى الكذب، يفترون على النبي صلى الله عليه وسلم الكذب.

هذه بيعات جاهلية من جماعات وأفراد؛ فلذلك لابد يعني التنبه لهذه الفتن.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليه.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan