الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (29) أحكام اللعن: تتمة الأحاديث الضعيفة في اللعن (تفريغ)
2025-07-21

الجزء (29) أحكام اللعن: تتمة الأحاديث الضعيفة في اللعن (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبيين أحكام اللعن الضعيفة.
وفي هذا الدرس نتكلم عن إذا أم رجل قوما وهم له كارهون، أو امرأة باتت وزوجها عليها ساخط، ورجل سمع حي على الفلاح ثم لم يجب.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة؛ رجل أم قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، ورجل سمع حي على الفلاح ثم لم يجب»، فهذا الحديث أخرجه الترمذي في «السنن»، وهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك الإمام الترمذي رحمه الله تعالى أخرج الحديث ثم قال: هذا حديث لا يصح؛ لأنه قد روي هذا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وقال: ومحمد بن القاسم تكلم فيه أحمد بن حنبل وضعفه، فالحديث ضعيف، ولذلك يقول المباركفوري في «تحفة الأحوذي»: حاصله أن الثابت هو المرسل، وأما الموصول فهو ضعيف، فإنه قد تفرد بوصله محمد بن القاسم الأسدي وهو ضعيف.
إذا هذا الحديث ضعيف، ويذكر ثلاثة من أصناف الناس:
رجل أم قوما وهم له كارهون، فمن ناحية اللعن ما يقع اللعن على هذا الإمام، وقومه له كارهون؛ يكرهون الصلاة خلفه ولا يريدون إمامته لأمر ما، يعني لأمر يخالف فيه الشرع، فلا يقع عليه اللعن ولا يدخل في أحكام اللعن، لكن من ناحية إمامة هذا الرجل فهذا فيه تفصيل. إذا قلنا أن الإمام للمسجد وللصلاة وللمأمومين وللمسلمين في المسجد من أهل السنة والجماعة هذا الله سبحانه وتعالى أمر بإمامته، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإمامة هذا الرجل من أهل السنة، وأنه لا بد أن يوضع رجل من أهل السنة في الإمامة عارف بالكتاب والسنة، عارف بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، بأحكام سجود السهو، بفقه الصلاة، فهذا الإمام مطلوب، فلو كره المصلون إمامة هذا الرجل لا يلتفت إليهم، لأنه ليس فيه عيب بل العيب فيهم، وهذا يدل على أن هؤلاء جهلة، أو كره بعض المصلين هذا الرجل فلا يلتفت إلى كراهة هذا الصنف من الناس في المساجد لأن هؤلاء جهلة ولا يعرفون إمامة أهل السنة وفضلها وعظم إمام السنة، وأنه هو المستحق للإمامة في المساجد في كل زمان، فهؤلاء أكيد يكرهون هذا الإمام لالتزامه بالكتاب والسنة، فلا يريدون إمامته، وهذا يدل على أن هؤلاء إما مبتدعة حزبية أو جهال، فلا يلتفت إليهم، كما هو الحال الآن، إذا وضع إماما من أهل السنة والجماعة في أي مسجد تقوم عليه الأحزاب المبتدعة من كل جانب، إلى أن يعزل، يشوش عليه المصلون، يكتبون فيه التوقيعات إلى أن يعزل، هؤلاء ما يلتفت إليهم ولا إلى كراهتهم، لأنهم يكرهون هذا لأنه صاحب سنة، وهذا الصنف دائما وأبدا في كل زمان يكرهون صاحب السنة، فلا يلتفت إلى كراهتهم، ولا يأثم ولا يلعن، بل هؤلاء هم الآثمون، لأن هؤلاء الحزبية يريدون السيطرة على المساجد، لا بد أن يضعوا إماما منهم ومن أتباعهم حتى لو كان مخل بالعلم وبالدين وبالالتزام، فاسق وفاجر عادي يضعونه، مخل بالآداب، عندهم عادي، فهذا الصنف الأول من الأئمة، وهذا هو المستحق للإمامة، ومن عزله فهو بلا شك آثم وظلم هذا الإمام والظلم ظلمات يوم القيامة، سوف يجد هؤلاء المبتدعة الحزبية أمرهم هذا في دنياهم وفي قبورهم وفي اليوم الآخر.
عندنا الصنف الثاني من الأئمة: مسلم مقصر، عنده فسق أو معاصي، لكنه مسلم، ويجوز إمامة العاصي، لكنه ليس بمبتدع وليس بحزبي، عامي، ومذهب أهل السنة والجماعة أن الناس يصلون خلف برا أو فاجرا، فهذا لو كره المصلون إمامته من ناحية أنه عنده تقصير ومعاصي وما شابه ذلك، وهناك من هو أفضل منه من أهل السنة والجماعة، فإذا كره المصلون من هذه الناحية فلهم لأن هناك من هو أفضل منه، فلا بد هذا أن يعزل وأن يوضع هذا صاحب السنة، لكن إذا لم يوجد أو وضع رغم أنف المصلين وهم كارهون، وضع لهم هذا الإمام وهم كارهون، فصلاته صحيحة وصلاة الناس صحيحة وإمامته صحيحة، لكنه يأثم من هذه الناحية، من أجل معاصيه، ووقوعه في المحرمات، والمصلون لهم أن يكرهوا هذا، فإذا أنكروا عليه وبينوا هذا الأمر وأصر على وضعه فليس على هؤلاء المصلين شيء، والإثم على هذا الإمام المقصر العامي، لكنه إمامته صحيحة، فإذا لم يجد الناس إلا إمامة هذا –كما هو الحال في البلاد الإسلامية- وهناك إمام مبتدع، يصلون خلف هذا المقصر العاصي والإثم عليه، ولا بد أن يبين له وينصح لعله ينتهي، هناك بعض الأئمة بعد ذلك ينتهون عن هذه المحرمات والمعاصي، لعله يلتزم بالكتاب والسنة أو يتعلم، فهذا الصنف الثاني من الأئمة. فالثاني لا يلعن لأن الحديث ضعيف، وهذه المسألة فيها تفصيل.
الصنف الثالث من الأئمة: هذا إمام أم قوما وهم كارهون، وكارهون بدعته وحزبيته وهو مبتدع فعلا، حذر منه أهل السنة والجماعة، وبينوا أمره وأشكاله، فهذا وإن كان الحديث ضعيف في مسألة اللعن فإنه يلعن بالأحاديث الأخرى التي بيناها أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المبتدع، سواء كان إماما أو داعية، أو موظفا، فإن وجوده في هذه الحياة ملعون أينما يكون، فهو ملعون من الله سبحانه وتعالى، ومطرود من رحمته عقابا له، وهذا عقاب الدنيا، ولما يموت هذا الحزبي المبتدع يرى أمرا آخر، ويبعث يرى الطامة الكبرى، فلا تظن أن هؤلاء المبتدعة يصولون ويجولون في البلدان وفي المساجد ويفعلون ما يشاءون أن الله سبحانه وتعالى تاركهم، تركهم الله سبحانه وتعالى استدراجا لهم، يملي لهم، والله سبحانه وتعالى بين لهم، والنبي صلى الله عليه وسلم بين لهم، فالله سبحانه وتعالى يجمع عليهم ذنوبهم وسيئاتهم في هذه الحياة الدنيا، كل واحد له سجل، فيه ما فيه من السيئات، وهذا طائره في عنقه يوم القيامة فيراه، فلا تظن أن هؤلاء يتقلبون في البلاد متروكون، لا، الله سبحانه وتعالى تركهم لحكمة ولأمر وبينا هذا كثيرا، فلا تكونن من الممترين، فلا تشك في هذا الدين، ولا تشك في الله ولا في النبي صلى الله عليه وسلم ولا في الصحابة، تقول: كيف هؤلاء؟ انظر إلى أفعال هؤلاء، لا، لا يأتيك الشيطان ويوسوس لك، فاصبر، فالله سبحانه وتعالى وعده حق لكن الأمر الأول والأخير لك أنت أن تصبر على هذا الدين، واصبر على الالتزام، واصبر على ما يصيبك، فهذا منهج الأنبياء، حتى يفتح الله سبحانه وتعالى بعد ذلك بينك وبين المبتدعة في كل مكان، والعاقبة للمتقين، والله سبحانه وتعالى ناصر دينه، ودينه ممتحن، وصاحب الدين ممتحن، لكن النتيجة طيبة مائة في المائة، أنت منتصر على الأقوام حتى لو كنت لوحدك.
ولذلك اتركوا عنكم هذه العبارات؛ يقول: الكثرة تغلب الشجاعة، من قال هذا؟ هذا كلام العوام، انظر إلى انتصارات الأنبياء والرسل الذين كانوا لوحدهم بين الملايين من الأقوام والألوف المؤلفة، من كان المنتصر؟ هذا النبي لوحده انتصر على الألوف والملايين من قومه، وأنبياء تترى في الناس، في العصور على مر الدهور، فاعرف هذا، ولذلك انظر إلى قلة الصحابة رضي الله عنهم وقلة أسلحتهم حتى أن منهم ما عنده نعل، في غزوة بدر الكبرى، وانظر إلى الكفرة وكثرتهم وأسلحتهم، من قال أن الكثرة تغلب الشجاعة؟ هذا إذا الشجاع مبتدع وفاسق، لكنه إذا كان صاحب سنة فالله معه، من يغلب الله سبحانه وتعالى؟ لا كثرة ولا شجاعة، ولا غير ذلك، هذه كلها أمثال ليس لها أصل، كله من كلام العوام.
ولذلك كم رأينا في سيرة أئمة أهل الحديث في الزمن القديم، انظر إلى الإمام أحمد لوحده وقابل جيش وخلق من المبتدعة والسلطان معهم وجيشه معهم... إلخ، لوحده رحمه الله، كيف انتصر على هؤلاء وهدم هذه الأفكار الجهمية وهذه الأحكام الجائرة ودولتهم، حتى بعد ذلك الله سبحانه وتعالى رزقه الحكومة التي على السنة وقام عليها المتوكل، فقال للإمام أحمد: افعل ما تشاء من نشر السنة، خل واحد يكلمك، فمن قال أن الكثرة تغلب الشجاعة؟ هذه عندكم أنتم في دنياكم يا العوام، أما عند أهل السنة فهو خلاف هذا الأمر، فأهل السنة منتصرون سواء كانوا كثرة أو قلة أو قلة قليلة، أو واحد أو اثنين، فيأتي النبي وليس معه أحد انتصر على قومه في الدنيا والآخرة، أن الله دمر قومه، هذا لوط عليه السلام خرج لوحده ومعه أهله أولاده، والله دمر الألوف المؤلفة، فمن يغلب الله سبحانه وتعالى؟ فكن مع الله، فالله سبحانه وتعالى يحفظك من هذه الأشكال، فانظر في هذا الأمر.
فلذلك هؤلاء المبتدعة من الأئمة بلا شك من ناحية الأحاديث التي بيناها أن هذا الإمام المبتدع الحزبي وهو يدري أن الحزب وضعه في هذا المسجد، ليسيطر على هذا المسجد، ويفسد المصلين، هذا بلا شك ملعون، والمصلون يكرهون هذا لأجل بدعته، ووضع هذا من قبل الحزبية في مساجدهم رغم أنوف المصلين، كما هو الحاصل الآن، فهذا الإمام ملعون، ولا تقبل له صلاة، ولا يقبل له صرف ولا عدل، الله سبحانه وتعالى ينتقم من هذه الأشكال هكذا، الله ينتقم منه ولا يتقبل منه شيء، يعلم أن الحزب يريدون السيطرة على بيت من بيوت الله ويفسد المصلين ومع هذا يمسك الإمامة لهذا الجامع أو لهذا المسجد ويدري أنهم وضعوه للتنظيم السري الحزبي في هذا المسجد أو الجامع فهذا ملعون، وهذا بلا شك ما ترتفع صلاته، والله سبحانه وتعالى يبطل صلاته، كذلك الأعمال الأخرى من صيام وحج وقراءة الأذكار أو يعلم الناس القرآن، أو بزعمه يدعو لأن دعوة هؤلاء كلها من أجل الحزب ليست لله، وبينا في النيات الفاسدة أنه لا بد أن تكون النيات صادقة، وإلا لا تقبل، وبينا أن هذه الأعمال الصادقة وغير الصادقة أو المقبولة وغير المقبولة إنما هي بالنيات، فتعرف أن هذا العمل مقبول إذا كان مخلصا لله سبحانه وتعالى متبعا السنة في ذلك، وهذا يعرف بالقرائن.
يأتي شخص ويقول: ما أدراك؟ هذا الرجل معروف بالسنة، ومعروف بالتبعية، وما دام يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وقائم على السنة والأحاديث الصحيحة فهو أكيد صادق ونيته خالصة لله سبحانه وتعالى، فهذا يأتي بهذا، وإلا يقول لنا شخص: أنتم دخلتم في قلوب الناس كذا وكذا، كيف يحكمون أهل العلم؟ أهل العلم يحكمون على الظاهر والله سبحانه وتعالى يتولى السرائر، وهذا يعرف أنه مبتدع من المبتدعة فيعرف بهذه القرائن، انظر من يجالس، فهذا الإمام لا يستحي من الله ولا من الخلق ولا من المصلين ولا غير ذلك ويمسك هذا المسجد من أجل الحزب، فهذا بلا شك ملعون، ولا تقبل صلاته، وهنا يدخل هذا الإمام في هذا الحديث لأنه من أحاديث أخرى، لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أم قوما وهم له كارهون، كرهوا إمامة هذا من أجل بدعته، ولا يلزم أن كلهم يكرهون لأن بعضهم عوام لا يدرون بشيء، وما يعرف خطر هذا المبتدع وإمامة هذا المبتدع على على الإسلام والمسلمين.
لكن هناك أناس من أهل السنة يعرفون حقيقة هذا فكره هؤلاء السنيون إمامة هذا الرجل، ويعرفون أنه مبتدع، وهجروا هذا المسجد، فهذا الإمام بلا شك ملعون ولا تقبل صلاته، فلينتبه الناس، تريدون أعمال صالحة مقبولة فعليكم بالإخلاص لله سبحانه وتعالى، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والقرائن تبين حقيقة جميع أصناف الناس فليس على الظاهر، يعني ماذا تريد من الرافضي؟ الرافضي يقول لك: أنا كافر وأنا منافق؟ يظهر نفسه أنه يحب آل البيت، وهو متخذ حب آل البيت سلما إلى ما يفعله بالإسلام والمسلمين، وأنه ينافق، لكن هناك قرائن ظاهرة أن هذا منافق وأن هذا مجرم ولا يحب الإسلام ولا المسلمين، حتى لو قال ما يفيده هذا، فالله سبحانه وتعالى لا يقبل إمامة هذا الرافضي ولا أحكامه ولا إسلامه، لأنه يتستر تحت الإسلام، فمكتوب مسلم وهو ليس بمسلم، هذا رافضي كافر مجرم، وماذا تريد في الصوفي؟ الصوفي هذا مجرم وكافر ولم يسلم يوما من الأيام ويتستر تحت محبة النبي صلى الله عليه وسلم، هذا يحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا، بل يتخذ هذا للهوى وأنه بزعمه يحب الرسول ثم بعد ذلك يضرب الدفوف ويرقص في المساجد، هذا هو الصوفي، هل هذا يحب الرسول؟ الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى هذه الأمور؛ لدق الطبول ورقص؟ هؤلاء الصوفية كفار، أصحاب الإنجليز، الإنجليز هم الذين وضعوهم من قديم من مئات السنين، عندما استولوا على بعض البلاد الإسلامية عن طريق الاستعمار وما شابه ذلك، عند ما خرجوا وضعوا الصوفية في المساجد أئمة وخطباء ووعاظ ومفتون في كل العالم الإسلامي، فيستحيل أن اليهود والنصارى وأهل الكفر يضعون لكم دعاة سنة ودعاة إسلام.
ومن قال أن هذا الإخواني يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ هذا كله سلم، وبزعمه أنه ينكر المنكرات والمحرمات وهو يفعل المنكرات والأباطيل، وزندقة حسن البنا معروفة، فكل إخواني زنديق من الزنادقة، هم الذين جلبوا إلينا العلمانية والماسونية والاشتراكية وغير ذلك، وهذا جمال عبد الناصر كان منهم، لكن هم يفترقون، كل جماعة تفترق، لأن الكل يريد زعامة، يريد أموال، يريد رئاسة، فينفصلون، انفصل عنهم جمال عبد الناصر وضربهم ضربا مبرحا -كما لا يخفى عليكم-، لكنه اشتراكي، فهم يضمون الإباضي والرافضي واليهودي والنصراني وغير ذلك، هذا القرضاوي صوره مع اليهود، وأخس اليهود هم المتدينون.
من قال أن التراثين قائمون بالسلفية؟ ويدعون أنهم يقومون بالسلفية، وهم قائمون بالحزبية، سلم يركبون به إذا علوا، ضربوا على الإسلام وضربوا على آل البيت وضربوا على السلفية وضربوا على الدين، إذا وصلوا إلى المناصب أو الحكم أظهروا العلمانية والماسونية والسياسة الغربية واليهودية والنصرانية، وعادوا المسلمين والإسلام، وأفسدوا المساجد وحملوا السلاح، وثورات وغير ذلك، أي سلفية؟
من قال هذا ربيع وأتباعه قائمين على السنة؟ يقولون سنة سنة، هذا سلم، يركبون عندما ربيع خريف علا شيئا وهو ساقط أصلا، أظهر الثورات والخروج، وطلب البيعات له والعهود له، وغير ذلك في العراق وفي ليبيا وما شابه ذلك، وأي واحد يعلو عليه من أتباعه ضربه وحذر منه، من قال أن هؤلاء يدعون إلى السنة ويشرحون كتب السنة؟ والسرورية والقطبية والإباضية وغيرهم كلها عصابات لا لها أول ولا آخر، فهؤلاء يضعون لهم أئمة، أئمة هذا الصنف ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تقبل لهم إمامة ولا صلاة ولا صلاة تراويح، وإذا نظرت إلى هؤلاء في المساجد فر منها ولا تصل خلفهم، وشيخنا الشيخ ابن باز وشيخنا ابن العثيمين والسلف والخلف من أهل الحديث كلهم بينوا أنه لا يجوز الصلاة خلف هذا الصنف من الناس من المبتدعة، واذهب إلى صاحب سنة، إذا لم يوجد فعامي كما بينا في الصنف الثاني، وهكذا.
فالأول يكرهونه وهو صاحب سنة، لا يلعن، ولا يلتفت لهم، هؤلاء المأمومين هم الآثمون.
والصنف الثاني: لا يقع عليه اللعن، ويأثم على معاصيه.
والثالث: هذا المبتدع الحزبي يقع عليه اللعن، فاحذر هذا الصنف من الناس وهم كثر.
والله سبحانه وتعالى ابتلى الناس بهذا الصنف لحكمة، ومن هذه الحكم ليعلم الله سبحانه وتعالى من هو الصادق الذي يريد الله سبحانه وتعالى ويريد النبي صلى الله عليه وسلم ويريد المؤمنين، فيعمل معهم، ويدعو معهم، ويعبد الله معهم، فهذا إذا ترك هذا الصنف الموجود من الأحزاب والمبتدعة والعصابات ولم ينظر إلى ما في أيديهم من المال والمناصب والجاه والسيارات فهذا هو الصادق، ويتبين من هو الكاذب في الدين الذي يقول: أنا أحب الله وأحب الرسول وأحب آل البيت، وأنا آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأنا طالب علم، وأنا أحب السنة وأنشر السنة، وأنا أحب السلفية وأدعو إلى السلفية، يظهر كذبه، يظهر أنه كاذب، ما دام يتعاون على الإثم والعدوان مع الربيعية أو السرورية أو القطبية أو الإخوانية أو التراثية أو الإباضية أو اليهودية أو النصرانية، فتعلم منه أنه كاذب، وهذا بالقرائن، هذا الرجل معهم ويعمل معهم، فكيف يدعي أنه يحب المسلمين ويحب المؤمنين، ويحب أهل السنة؟ ويحب الشيخ ابن باز بزعمه والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني؟ فتعرف أنه كاذب، هذا أمر لا بد على الناس أن يعرفوه، الله عز وجل جعل هؤلاء يتقلبون في البلاد ليكشف المؤمنون الصادق في دينهم والكاذب في دينهم، ما في شيء ثاني ولا شيء ثالث، فأنت تعرف إذا انزوى الشخص مع المسلمين وأهل السنة ويعمل معهم ويحبهم فهذا هو الصادق، والذي ينزوي مع المبتدعة والعصابات فاعلم أنه كاذب، وإن جرحت جبهته في السجود فاعلم أنه مبتدع، ولذلك ما عليك من صدعة الصوفية في الجبهة فهؤلاء مبتدعة أو خوارج، فلينظر الناس هذا الأمر.
فالله سبحانه وتعالى بين للناس الخير والشر وتركهم يحيون في هذه الحياة، في عرض الأرض وطولها، في المشرق والمغرب، ولله الحمد، إذا الله سبحانه وتعالى رزقك النور في دينه فأي مكان في الأرض تعرف الصادق من الكذاب ومن هو على الحق ومن على الباطل، والكتب الصحيحة والكتب غير صحيحة... وهكذا، فلذلك هذا الأمر لا بد على الناس أن ينتبهوا له.
وبعد ذلك امرأة باتت وزوجها عليها ساخط، هذا من حديث ثاني، إذا امتنعت عن الفراش كما بينا أن الملائكة تلعنها، لكن من هذا الحديث فلا.
ورجل سمع حي على الفلاح ثم لم يجب وهذا ما يدخل في أحكام اللعن، حتى لو تأخر مثلا عن الصلاة، أو مثلا ما أتى، هذا يأثم إذا بدون عذر، وإذا كان الإمام صاحب سنة أو الإمام عامي، أما إذا تخلف عن المسجد ولم يأت إلى صلاة الجماعة بسبب هذا الإمام المبتدع الحزبي فهذا له أجران؛ أنه يحصل على أجر الجماعة كاملة، سبع وعشرين درجة وفي رواية خمس وعشرين درجة، ويحصل على أجر الصلاة، أما الذي يترك صاحب السنة الإمام أو العامي فهذا إذا كان بدون عذر ودائما يتأخر أو يتخلف هذا يأثم، لكن إذا دائما هو يتقدم لصلاة الجماعة لكن أحيانا يتأخر من عذر فهذا ما يؤاخذ على هذا الأمر.
كذلك في حديث أبي أمامة عند الترمذي وهو حديث ضعيف كذلك، وكذلك حديث ابن عباس: «ثلاثة لا تجاوز صلاتهم؛ العبد الآبق حتى يرجع» هذا حديث ضعيف ولا يلعن، «وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط» هذا من حديث ثاني. «وإمام قوم وهم له كارهون»، هذا على التفصيل الذي بيناه لكم، لكن العبد الآبق –يعني الهارب- ما يلعن لكنه يأثم على هذا الأمر، وهناك كذلك أحاديث في مسألة رجل أم قوما وهم له كارهون، كلها أحاديث ضعيفة وحسنها الشيخ الألباني، لكنها ما تصح، لكن على التفصيل في إمامة الرجل.
ولعلنا نكمل –إن شاء الله- في الدرس القادم.
س: ما حكم الأجر على الرقية واتخاذها كوظيفة يكتسب منها؟.
ج: الأصل فيها ما يجعلها الشخص له وظيفة يتكسب منها، أرزاق الله سبحانه وتعالى واسعة للناس، وهي بكثرة، فيذهب ويعمل في أي وظيفة موجودة محترمة كما يقال، أما أن يجعل هذه الرقية وظيفة له ويأخذ عليها أجر، وهناك أناس يخصصون لهم عيادة لهذا الأمر، فهذا بلا شك أنه يأثم، لماذا؟ لأن كل هؤلاء كل الموجودين الآن الذين يقرؤون على الناس الرقية أو مس الجن أو ما شابه ذلك في العالم الإسلامي كلهم مشعوذون، حتى لو ادعى أنه من طلاب الشيخ ابن باز، أو من طلاب الشيخ ابن عثيمين، وأنه ملتزم وأنه سلفي، كلهم أهل الشعوذة، يأكلون أموال الناس بالباطل، وكذلك مفتونون بالمال –والعياذ بالله-، يأخذون أموالا كثيرة خمسمائة دينار وألف وأكثر وأقل، ويكذبون على الناس خاصة على النساء، ومفتونون كذلك بالنساء، يمسون النساء ويفعلون الفسق والفجور، لا الذين عندنا تذهب إليهم ولا في الخارج ولا في الداخل، ولا في أي مكان، هؤلاء منهم هو فيه مس أصلا من الجن، ويتعامل مع الجن والشياطين، ويتعامل مع السحر، اتركوا عنكم السحرة، هؤلاء أخبث من السحرة؛ فالساحر معروف عند الناس ما يأتون إليه إلا الناس منتهيين ما فيهم شيء من الإسلام.
أما هؤلاء يدعون أنهم من أهل السنة وأنهم يشخصون الناس تشخيص على الكتاب وعلى السنة وأنهم يعرفون ويدلونك على أعشاب كلها منتهية وكلها دود، وأشياء ما عليها تاريخ، فلذلك هؤلاء هم المشعوذون، ويضع لك عسل يقول لك بمائة دينار، لماذا؟ يقول لك: هذا مقروء فيه، أول شيء يصبون العسل على رأسك، ثم بعد ذلك يقرؤون عليك، حتى يأكل الجن العسل من فوق رأسك، فلذلك يكذبون على الناس، وأعشاب كلها وسخة، لذلك تجد الجهال يذهبون إلى المشعوذين في عمان ويقول لك: هذا صاحب سنة يعرف، واضع له نساء جاهلات، ولذلك إذا أتيت إلى هؤلاء كذلك بالمساجد يقرؤون على الناس في المساجد وواضع خمسين رجل يزعم أن فيهم مس، ويقرأ عليهم في الميكروفون، ناس ترقص، ناس تدق، ناس تفعل..، رأيتهم أنا بنفسي، هذا صاحب سنة؟ انتظرناه، تأخر، ما عرفنا نكلمه، لكن كلمنا من معه وعندهم عصي بعد، فهذه قراءة؟ هذه رقية شرعية؟ ما في شيء اسمه رقية شرعية ويضع لك آيات خاصة، القرآن كله شفاء، فيه سور خاصة ما توضع هكذا في ورقة أو في مطوية يقول لك: هذه الرقية الشرعية، وفيه أشياء ما ثبتت في السنة أن هذه السورة أو هذه الآية خاصة بالقراءة في الرقية الشرعية، وكذلك من أحاديث ضعيفة ولا يعرفون شيء، ويظنون أنفسهم أنهم يعرفون، وأكبر دليل أن هؤلاء وقعوا في المال ووقعوا في النساء، ولا يخفى عليكم أن منهم من سجن، ومنهم من طرد من المساجد، منهم من منعوا لخبثهم، يأكلون أموال الناس بالباطل، نفس طريقة اليهود والنصارى، فلذلك اترك هؤلاء الذين يقولون أنهم يقرؤون الرقية الشرعية، فلا يجوز الذهاب إلى هؤلاء، هؤلاء سحرة وهؤلاء منجمين، وهؤلاء فسقة وفجرة.
الواحد ماذا يفعل إذا أصابه شيء؟ إذا موجود صاحب سنة ممكن، وإلا في الأصل أنك تقرأ على نفسك، والقرآن مفيد ومؤثر وفيه شفاء للجميع، سواء كان العالم يقرأ وطالب العلم والشيخ والعامي والمسلم، الكل يقرأ، والله سبحانه وتعالى يشفيك، اقرأ على نفسك وادع الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى يشفيك، والله شفى خلق من الناس، حتى أحيانا ما يحتاج أن تذهب إلى المستشفى، تحس بشيء بلاعيمك، عينك برأسك، وأنت في الطريق ضع يدك على موضع الألم واقرأ بالفلق ثلاثا، والناس ثلاثا، وامش بعد ذلك، ترى نفسك بعد ساعة أو ساعتين ذهب هذا الألم، وهذا الشيء مجرب، ما تحتاج أن تذهب إلى المستشفى وتقف في صف، ولعل واحد نسي بطاقته الشخصية يذهب ويرجع، لماذا كل هذا؟ وأنت تمشي بسيارتك في طريقك حصل لك ألم أو حصل لك شيء، لكن لو شيء طوارئ هذا شيء ثاني، الناس يتفاجؤون بالآلام المعروفة كالعين أو حساسية، شيء في الجسم، أنت وأنت تمشي في طريقك ادع الله سبحانه وتعالى بالشفاء واقرأ على نفسك، وهذا شيء مجرب، لا تقل مرة أو مرتين، بل المئات والمئات والمئات فعلنا هذا الأمر ويذهب هذا الألم، والناس جربوا هذا الأمر والله شفاهم رجالا ونساء، كما أخبرونا، فأنت لا تتعب نفسك وتذهب إلى هؤلاء الذين يأخذون أموالك، بروحك ما عندك فلوس، خمسمائة وألف دينار، ليش مرور تسحب الألوف المؤلفه من الناس فلذلك هذه مصيبة هؤلاء؛ يعني الآن خرج هؤلاء المبتدعة من كل الأصناف يعلمون أن العوام جهال ويأكلون أموالهم بالباطل، وينسبون هذا إلى الدين. أنت افعل هكذا: أي شيء يصيبك، حمى أو سخونة أو ألم اقرأ على نفسك أنت، والله سيشفيك، وهذا شيء مجرب.
وما يسمى الآن بالرقية الشرعية هذه الرقية البدعية، احذر هذا الصنف من الناس، ولذلك ماء زمزم يقول لك: مقروء فيه، كيف هذا؟ ماء زمزم لوحده فيه الشفاء، كيف مقروء فيه؟ هذه كلها شعوذة حتى يتاجرون في الدين، والله سبحانه وتعالى بين حقيقة هذا الصنف من أكثر من ألف وأربعمائة سنة، يعني أي شيء يذكره الله في القرآن بيصير الآن في زمانك وفي كل زمان، فاحذر، الرسول صلى الله عليه وسلم بين عن هؤلاء وحذر منهم فاحذروهم، وفي أحاديث كثيرة النبي صلى الله عليه وسلم حذر الناس من هذا الصنف، وإذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الصنف فلا تقربهم، حتى لو كان من الأقربين، حتى لو كان صاحبك أو ما شابه ذلك، هذا صاحبك يفر منك يوم القيامة، أنت فر منه الآن في الدنيا، ما دام هو عنده شعوذة.
لأن أنا تأتيني أسئلة أنواع وألوان منها أنه اكتشف أن صاحبه يفعل السحر وهو حميم له وقديم، قلت له: كيف تعلم هذا السحر؟ قال: ما أدري، قلت له: اهجره واتركه، نصحته، وبينت له؟ قال لي: والله نصحته وبينت له، لكنه يضحك، هذا أمر كفر وقلت له: اهجره، فهجره وأخبرني أنه أحيانا يأتيه وأحيانا يتصل به، قلت له: فر منه مهما يكون، لكن هذا كان خائف منه أن يسحره، قلت له: لا تخف، اقرأ على نفسك، وادع عليه، فلذلك أشياء كثيرة في ذهني، جاءتني أسئلة أنتم تعرفونها، فلا تقرب هذا الصنف من الناس، يضع له مائة شخص أو مائتين صف، ويمرون، كل واحد خمسة وعشرين دينار، في حفر الباطن ما يقرأ عليهم ولا شيء، لكن يمرون عليه ويتفل عليهم، وكل واحد وضع وجهه، كل هؤلاء الناس منتهية من العوام، مثل الأطرش في الزفة كما يقول المصريون، ولا يدري، ولا حصلوا فائدة ولا شفاء ولا شيء، زادت حالتهم، وهذا كله بسبب الجهل في الدين، فعليكم بالعلم والله يكشف لكم حقيقة هؤلاء والذين في الداخل والذين في الخارج.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.