الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (25) أحكام اللعن: تتمة لعن الذين يحرفون الكلم عن مواضعه (تفريغ)
2025-07-21

الجزء (25) أحكام اللعن: تتمة لعن الذين يحرفون الكلم عن مواضعه (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبيين أحكام اللعن.
وبينا أن الذين يحرفون القرآن الكريم أو السنة النبوية هؤلاء ملعونون في القرآن والسنة، وبينا الأدلة على ذلك، وهذا التحريف سواء كان في توحيد الأسماء والصفات، أو في الأحكام الفقهية أو غير ذلك من الأمور التي يفعلها أهل البدع من أجل نصرة أحزابهم ومذاهبهم، وكذلك بينا من قبل التحايل في الدين فهذا يدخل في هذا الأمر، ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في «درء التعارض ج2 ص 95»؛ عن السلف: وهم يثبتون الصفات، لا يقولون بتأويل الجهمية النفاة التي هي صرف النصوص عن مقتضاها ومدلولها ومعناها.
فأصل هذا التحريف في مسائل الصفات وقع من الجهمية ويسمون ذلك تأويلا، ثم بعد ذلك جرى هذا التحريف من المعتزلة ومن الإباضية ومن الأشعرية وغيرهم، فهؤلاء حرفوا القرآن وسموا ذلك تأويلا، وكذلك وقع هؤلاء بعد الجهمية في نفي الصفات.
والتحريف: صرف نصوص القرآن ونصوص السنة عن المعنى الصحيح. فهؤلاء ملعونون في القرآن والسنة.
ولذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في «الكافية الشافية» (ص265): كلا ولا التأويل والتبديل والتحريف للوحيين بالبهتان.
فلذلك أئمة أهل الحديث يقولون: لا يطلق على كلام هؤلاء المبتدعة تأويلا، بل هذا يكون من التحريف في القرآن والسنة، وكذلك يدل قول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة أن أي جماعة تخالف منهج السلف في مسائل الصفات وفي غيرها فهؤلاء لا بد أن يقعوا في تحريف القرآن وتحريف السنة، والتحريف بحسبه، فلا بد أن أي جماعة تحرف، حتى في مسائل الدعوة، في مسائل المنهج، في المناهج الفقهية وغير ذلك، لا بد أن يقع من أهل البدع التحريف في الدين، فهؤلاء ملعونون، ويدخلون في اللعن.
ولذلك يقول الإمام أبو يعلى الحنبلي في «إبطال التأويلات» (ج1 ص71): ويدل على إبطال التأويل أن الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها ولم يتعرضوا لتأويلها ولا صرفها عن ظاهرها، فلو كان التأويل سائغا لكانوا إليه أسبق.
إذا هذا التأويل هو التحريف، فهؤلاء عمدوا إلى صفات الله سبحانه وتعالى وحرفوها، وسموا هذا تفسيرا وتأويلا، ليدخلوا على العامة الجهلة الرعاع والهمج بهذا الأمر وأن هذا تفسير من تفاسير القرآن، فيزعمون أنهم يفسرون القرآن ليدخلوا على العامة، وما زال المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم يحرفون القرآن في البلدان الإسلامية أمام العامة والعامة يظنون أن هذا تفسير للقرآن، وهذا كله تحريف، ويدرسون هذا التحريف للقرآن والسنة فيما يسمى بالجامعات الإسلامية، ويزعمون أنهم يدرسون الدين فيها، وفيها ما فيها من التحريفات، ولذلك الإمام أبو يعلى يبين هذا الأمر؛ يقول: ويدل على بطلان التأويل.... ثم ذكر أن هذا التفسير وهذا التأويل لم يفعله الصحابة رضي الله عنهم، وليس من بعدهم أحد فعل هذا الأمر، بل هم فسروا هذه الصفات التفسير الصحيح، وذكروا المعنى الصحيح لهذه الصفات، فأثبتوا المعنى لهذه الصفات، وفوضوا الكيفية إلى الله سبحانه وتعالى.
وهناك قسم وهم المفوضة فوضوا معنى الصفات وفوضوا الكيفية معا، وبين شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل أن هؤلاء المفوضة أشر الخلق، وهم يظنون أن هذا التفويض بهذه الطريقة هو منهج الصحابة ومنهج السلف، وينسبون أن منهج السلف هو التفويض، وأنهم يكلون ذلك إلى الله سبحانه وتعالى فلا يحدثوا فيها أي شيء، وهؤلاء شر من الذين قبلهم من الجهمية، وهناك عدد ممن ينتسبون إلى السنة وإلى السلفية بزعمهم وقعوا في التفويض وقع فيه أناس قديما وحديثا، منهم ربيع المخربي، فهو وقع في مذهب المفوضة، وذكر أن الصفات نكلها إلى الله وعلمها نكل ذلك إلى الله سبحانه وتعالى، فوقع في مذهب المفوضة، ووقع في شر المناهج والمذاهب، وهو إلى الآن يتعالم أنه إمام في السلفية ومن علماء أهل السنة والجماعة، وهو أجهل خلق الله سبحانه وتعالى بمنهج السلف ومنهج أهل الحديث، ورددت عليه في هذا الأمر، وهناك كتاب كامل في هذا الأمر، وفي مسائل الصفات وقع في مذهب الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية والإباضية وغير ذلك، وهذا يدل على أن هذا الرجل جاهل بمنهج أهل الحديث في توحيد الأسماء والصفات، وهذا من جهله؛ لأن دائما هذا الرجل يذكر أنه يفهم منهج السلف وهو أعلم الخلق في هذا العصر بذلك، فالله سبحانه وتعالى أوقعه في هذه الضلالات ليتبين له أولا جهله، ثم يتبين لأتباعه الجهلة وأن شيخهم هذا جاهل في الدين وجاهل بمنهج أهل السنة والجماعة.
فهؤلاء المفوضة كذلك من المبتدعة، فالسلف كلهم أثبتوا معنى الصفات وفوضوا الكيفية فقط، ما فوضوا المعنى والكيفية معا كما يدعي ربيع المخبري، وكذلك من قبله وقع أناس، وكذلك عدد من الأشاعرة بزعمهم أنهم تابوا من الأشعرية وقعوا كذلك في مذهب المفوضة، وقالوا: نحن نفوض هذه الصفات إلى الله بزعمهم ويقولون: هذا منهج السلف ونحن على منهج السلف، وهم وقعوا في شر المذاهب، كيف ذلك؟ هؤلاء يجهلون الرسل والأنبياء؛ أن الرسل والأنبياء أنزل عليهم كتبا لا يفهمون معناها ولا يدرون ما فيها، كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية في «درء التعارض»، وكذلك ابن القيم في «الصواعق المرسلة»، وكذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»، وغيرهم من العلماء، بينوا أن هؤلاء المفوضة يدعون أن الأنبياء والرسل لم يفهموا ما أنزل إليهم، وهذا طعن في الدين وطعن في القرآن والسنة، فربيع المخربي هذا وقع في مذهب المفوضة ليعرف نفسه وجهله، فلذلك على الناس أن ينتبهوا لهذه الأمور، فالناس يتخبطون في توحيد الأسماء والصفات ويظنون أنهم أصابوا الحق فيها، فتراهم ينتقلون من مذهب إلى مذهب، وهم يظنون أنهم تابوا من مذهب باطل فيقعون في مذهب باطل آخر، لماذا؟ هؤلاء يجتهدون بعقولهم في إثبات الأسماء والصفات فيقعون في مذاهب كثيرة ويظن أنه انتقل من مذهب باطل إلى مذهب حق، لماذا؟ لأن هؤلاء يصرون ويعاندون في ترك منهج السلف في تحقيق الأسماء والصفات، ولا يريدون مذهب السلف في ذلك، فيجتهدون، فيقعون، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟!
فلا بد لمن أراد أن يصيب الحق فعليه بمنهج السلف في الأصول والفروع جملة وتفصيلا، وهذا الأمر لا يستطيعه عليه أي أحد إلا أهل الحديث، فلا بد أن يكون بينك وبين الحق واسطة وهي أهل الحديث؛ فأهل الحديث هم أعلم الناس على وجه الأرض بالقرآن والسنة، فلا بد من الرجوع إليهم لكي يدلونك على الصراط المستقيم في الأصول والفروع، أما هؤلاء فهم يعاندون وما يريدون أن يخضعوا لأهل الحديث، ولا يتواضعون في ذلك، وإنهم يستطيعون معرفة الحق فيقعون في هذه الضلالات، ما في طريق إلا طريق أهل الحديث، أما هؤلاء المتحزبة في هذا الدين يريدون أن يصيبوا الحق عن طريق آخر ليس طريق أهل الحديث، فوقعوا في ضلالات وما دام هؤلاء مصرون على ذلك فليمكثوا على ما هم عليه من الضلالات والحساب يوم الحساب، فلذلك من أراد الحق فعليه أن يتواضع لأهل الحديث ويتعاون مع أهل الحديث ويسأل أهل الحديث عن توحيد الأسماء والصفات، فيبينون له، سواء كان كبيرا أو صغيرا رجلا أو امرأة، ابنا أو بنتا في العالم كله، ومن ركب رأسه انتهى أمره وهلك وضل، فأضل نفسه وأضل من تبعه.
وهذه التخبطات –كما ترون- في الأسماء والصفات بسبب أن هؤلاء يدعون أنهم هم أعلم من أهل الحديث، فيسلكون الضلالات بسبب هذا التعصب، ولذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في «الكافية الشافية» (ص139):
"قفل من الجهل المركب فوقه *** قفل التعصب كيف ينفتحان".
فما دام هؤلاء على هذا التعصب لآرائهم وآراء الرجال، والكل يدعي أنه على الحق فهذه العصابات وهذه الأحزاب كل حزب يدعي أنه على الحق، ويستحيل أن يكون ذلك، فهذه العشرات والمئات من الأحزاب يستحيل أن تكون على الحق، لأن الحق واحد لا يتعدد، وما ترك المختار ألف ديانة، ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم ألف ديانة، النبي صلى الله عليه وسلم مات وترك دين واحد وهذا الدين عليه الصحابة، فالذي يذهب هنا وهناك فهذا دينه ليس دين الإسلام، فيأخذ إما يمنة أو يسرة، فهذه تعتبر ديانات ليست من دين الإسلام، فدين الأشاعرة ليس من دين الإسلام، ودين الإباضية ليس من دين الإسلام، ودين المعتزلة والجهمية والماتريدية وغيرهم من الأحزاب ليس من دين الإسلام، فهؤلاء حرفوا القرآن والسنة، وهؤلاء شر من اليهود والنصارى؛ النصارى حرفوا الإنجيل وحرفوا الإنجيل من الداخل كتابيا، كتبوا وحرفوا، وغيروا هذا الكتاب، وكذلك اليهود حرفوا التوراة داخليا الكتاب الذي أنزل إليهم حرفوه داخليا، وهذا أمر يعرفه الكل العالم والجاهل، الرجل والمرأة، حتى العوام لأنه أمر مكشوف، تقرأ في هذا الإنجيل تعرف أن هذا محرف، تسمع الذين يتكلمون على الإنجيل أنه محرف وأمر بين والكل يعرف، فلا ينخدع الناس في هذا الإنجيل ولا ينخدع الناس في التوراة، لأنه أمر معروف.
أما المبتدعة من الإخوانية والسرورية والقطبية والتراثية والصوفية والمذهبية والأشعرية والمعتزلية والحزبية والجهمية ما استطاعوا أن يعمدوا إلى القرآن فيحرفون داخل القرآن الذي في المصحف المكتوب، ما استطاعوا، فماذا فعل هؤلاء؟ حرفوه في الخارج، فيأتون بزعمهم إلى تفسير القرآن فيؤلفون الكتب ويسمونها تفسير للقرآن، ويأخذون الآيات والسور من القرآن ويحرفونها خارج المصحف، فيحرفون الأسماء والصفات ويحرفون الأحكام، ويحرفون آيات الجهاد وآيات الدعوة، والشريعة والدين، ويقولون: هذا تفسير، فإذا قرأت هذا التفسير إذا كله إلحاد وزندقة، فهؤلاء أخطر من اليهود والنصارى، وهؤلاء المبتدعة شر من اليهود والنصارى، فالإخوانية ملاحدة زنادقة، يعمدون إلى القرآن ويأخذون الآيات ويحرفونها في الدعوة وفي الجهاد وفي غير ذلك، فوقع هؤلاء في إلحاد وشر، فهؤلاء شر من اليهود والنصارى، أمر اليهود والنصارى وتحريفهم معروف وموجود داخل كتابهم، أما هؤلاء ما استطاعوا على القرآن أن يحرفونه ويصدرون قرآنا محرفا من أجل مذاهبهم الباطلة للناس ما استطاعوا، ولذلك حاول الرافضة أن يحرفوا القرآن في الداخل فما استطاعوا، ولذلك ينقلون بعض الآيات ويقولون: هذه الآيات لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، لكنهم ما استطاعوا على القرآن، حتى في مآثمهم يقرؤون القرآن المعروف، ما يقرؤون الآيات المحرفة، ما يستطيع أحد من المبتدعة أن يفعل ذلك، فعرف القوم أن هؤلاء الذين في الداخل هم شر من اليهود والنصارى في الخارج؛ اليهود والنصارى عمدوا إلى كتبهم فحرفوها في الداخل وأصدروا طبعات كثيرة بهذا التحريف، أما المبتدعة عندنا في الداخل هؤلاء حاولوا فلم يستطيعوا فحرفوا القرآن، فهؤلاء هم المحرفة وهؤلاء هم الزنادقة، وهؤلاء هم الملاحدة، فاعرف من الملاحدة.
وهذا التحريف لم يعرفه إلا أهل الحديث ومن تابعهم من المسلمين، أما بقية الرعاع والهمج ما يعرفون شيئا، وإن صلوا وصاموا وحجوا وقالوا: نحن مسلمون، لكنهم ما يعرفون شيئا، فانطلى عليهم لأن التحريف كان في خارج القرآن لم يكن داخل القرآن، فهؤلاء أخطر، العامة ما يعرفون حقيقة هؤلاء.
انظر إلى جامعات المبتدعة وكيف يحرفون القرآن خارج المصحف، ويلحدون في آيات الله سبحانه وتعالى وفي أسمائه وصفاته، ويقولون: هذا من الدين وهو ليس من الدين، وهذا الخطر لم يكشفه إلا أهل الحديث قديما وحديثا وعصرا، وإلا هؤلاء الآن كثر في المساجد والجامعات من الأشعرية وغيرهم؛ فلذلك أهل الحديث يركزون على هؤلاء الملاحدة داخل البلدان الإسلامية لأنهم أخطر من اليهود والنصارى، هؤلاء هم المحرفة، ولذلك لعنهم الله سبحانه وتعالى، فاعرف ذلك.
وهذا الأمر الخطير يدل على أن خلق من العامة الجهلة دخلوا هذه الجامعات ويأخذون هذا التحريف في الدين، وهم ما يعرفون أن هذا تحريف، فيقع هذا العامي في الإلحاد ويتخرج من هذه الجامعة ملحد في أسماء الله تعالى، وملحد في صفاته ولا يدري، ويظن أن هذه الشهادة للوظيفة، ويكن يوما من الأيام أشعريا ملحدا وبعد ذلك ليس له إلا النار –والعياذ بالله-، ولا يعذر بجهله إذا مات على هذا الإلحاد في القرآن والسنة، فاعرف هذا الأمر جيدا.
ولذلك يقول شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في «القواعد المثلى» (ص127): والسلف أهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف ولا تمثيل. هذا هو الأصل.
هذا منهج السلف في الأسماء والصفات، فبينوا التفسير الصحيح في القرآن والسنة، وغير ذلك كله إلحاد، فاعرف الملاحدة من هم، فلا يذهب عقلك أن الملاحدة الشيوعية، أصل الملاحدة هم هؤلاء المبتدعة، هؤلاء الملاحدة الشيوعية الكل يعرفهم، ما ينطلي أمرهم على أي أحد، حتى الأطفال عندنا في الإسلام يعرفون الملحدين في الخارج، لكنهم ما يعرفون شيئا في الملحدين في الداخل، ويظنون أن أي خطيب مسلم وأي إمام وأي واعظ وأي متعالم أنه بزعمهم داعية وهو ملحد في الأسماء والصفات يحرف في الدين، فلا يبين الدين الصحيح بسبب بدعته، فلذلك اعرف أعداء الإسلام، أعداء الإسلام في الداخل والخارج، فلا بد أن تعرفهم، وهم كثر، ووجودهم في العالم الإسلامي له وجود، فهؤلاء هم الملاحدة، هم أعداء الله سبحانه وتعالى وأعداء النبي صلى الله عليه وسلم، هؤلاء هم الذين يعمدون إلى القرآن ويحرفون القرآن في الخارج ويحرفون السنة، وضعوا أحاديث كثيرة ولا يذكرون في الغالب إلا الأحاديث الضعيفة، ما ينقلون الأحاديث الصحيحة والحسنة، لأنهم جهال بذلك، ولأن الأحاديث الضعيفة تخدم مذاهبهم فيذكرونها، هذا هو الإلحاد، الذي يذكر الأحاديث الضعيفة في الأصول والفروع هذا ملحد في الأسماء محرف للسنة، وإن صلى وصام وقال أنا عالم أوداعية أو خطيب أو إمام، فاعرف الملاحدة الذين يلحدون في صفات الله تعالى وفي أسمائه، وفي الأحكام وفي الدين، اعرف الأعداء جيدا.
ولذلك هؤلاء الملاحدة الآن وصلوا إلى أن الكفرة من اليهود والنصارى والشيوعية يكرمون هؤلاء المبتدعة الملاحدة، لأنهم يعرفون أن هؤلاء هم الذين يحرفون الإسلام، يحرفون القرآن والسنة، فيكرمونهم ويظهرون أمام الناس أن هؤلاء هم العلماء وهم المشايخ، وهم ملاحدة، هم الأعداء، وإلا كيف ذلك؟ لو كان هذا ليس بعدو للإسلام ما كرمه أعداء الإسلام. كهذا المدعو عبد العزيز الفوزان هذا ملحد مجرم وبينت أمره من قبل أنه إخواني، وعدو للمسلمين. وانظر هؤلاء الأعداء الآن للإسلام يكرمون هذا وأشكاله الذين يدعون الفتوى وأنهم علماء، وهذا في الحقيقة إلا كله فضائح لهؤلاء، فليعرفهم الناس وأن هؤلاء هم الأعداء في الداخل وأن أي فرصة لهم يقفون مع الأعداء في الخارج من اليهود والنصارى والشيوعية، فهؤلاء يدعون أنهم ضد اليهود والنصارى وهذا في الظاهر، لكن في الأفكار وفي الباطن هؤلاء مع اليهود والنصارى ضد الإسلام والمسلمين تماما، هؤلاء هم الذين يحرفون القرآن ويحرفون السنة، وانظر إلى هذا كيف مع هذه المنكرات الكبيرة والضلالات يذهب إليهم؟ وإلا هؤلاء اليهود والنصارى وهؤلاء الزنادقة يكرمون علماء المسلمين؟ معقول هذا؟ يكرمون مسلما؟! لا بد أن هؤلاء يعلمون أن هذا ملحد في أسماء الله وأنه عدو للإسلام مثلهم، لا يكون هذا مسلما أصلا، ولا عالما ولا شيخا، مع هالبدلة هذه، فلذلك اعرف الزنادقة الآن.
وإذا أهل الحديث تكلموا في جماعة أو أفراد فاضرب عليهم، انتهى أمرهم وانتهى هذا الفرد، فاعلم أنه ليس بعالم ولا بشيخ ولا داعية، هذا ضال مضل، وانظر جميع الذين تكلمنا فيهم من عشرين سنة إلى يومنا هذا أخرج لي واحد كان سنيا أو سلفيا، مثل ما بينا قديما يظهر للناس الآن أمره ظاهرا وباطنا، وفي كل مرئي، يرون هذا الشخص أو هذه الجماعة بالعيون في هذه الجماعات والأفراد الذين تكلمنا عليهم، وبينا باطلهم من أكثر من عشرين سنة، لأن أهل الحديث لا يتكلمون في جماعة أو فرد إلا بأدلة ويعرفون الأشخاص ويميزون، وهذه فراسة معروفة عند أهل الحديث في الجماعات والأفراد والكتب، يسمعون الرجل فقط فيبينون لك أمره إما أن يكون سنيا أو مبتدعا، فهؤلاء هم المحرفة فلا ينطلق عقلك إلى الملاحدة والشيوعية المعروفين، فاعلم أن في الداخل ملاحدة شر من هؤلاء الذين في الخارج، يحرفون القرآن.
وما دام هذه الجماعة ملعونة فلا يخرج منها خير، ما يخرج منها إلا الشر، والخير القليل هذا لا يحكم به، بل يحكم على هذه الجماعة هذه الشرور، وما دام هذا الفرد ملعون في القرآن والسنة فاعلم أنه لا يخرج منه شيئا، ما يخرج منه إلا الشر، فلا تقل أن هذا له حسنات وهذا داعية، وهذا عالم، والله نفع به... إلخ، لا تقل ذلك، بل اضرب عليه واهجره وحذر الناس منه، وهذا الدين له رجال ليس من هذا الصنف، له رجال من أهل السنة والجماعة قديما وحديثا إلى قيام الساعة، فعلى الناس الرجوع إلى أهل الحديث.
ويبين شيخ الإسلام ابن تيمية في «رسالته» (ص24)؛ بقوله: يجب اتباع طريقة السلف من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فإن إجماعهم حجة قاطعة، وليس لأحد أن يخالفهم فيما أجمعوا عليه لا في الأصول ولا في الفروع.
فمن خرج عن منهج السلف في الأصول والفروع فاعلم أنه ملحد، وإلحاده بحسبه، ممكن يكثر في جماعة وممكن يقل، وممكن أن يكثر في رجل أو شخص، وممكن أن يقل، الكل بحسبه، لكنه في الأخير والنتيجة قل أو كثر فهذا ملحد، حتى لو في أشياء ما دام أنه مصر ومعاند، ولا يريد أن يتوب ولا يرجع فهذا ملحد في الدين؛ إذا ربيع المخربي ملحد في الدين، ما يريد أن يتوب ولا يرجع ومصر ومعاند وراكب رأسه، كلما أراد أن يخرج من حفرة فإذا خرج منها وقع في أكبر منها، هذا إمام الربيعية، واقع في حفر كثيرة كلها ضلالات، ظلمات بعضها فوق بعض، هذا إمام الربيعية على هذه الطريقة، حرف آيات الصفات وأحاديث الصفات، حرف أحاديث الإيمان، وحرف الأصول والفروع، فلذلك اعرف هذا الأمر، فلا بد من الرجوع إلى السلف في كل شيء، في كل صغيرة وكبيرة.
لا يقول الشخص: أنا لا أحتاج إلى مذهب السلف، أو أنه قديم، لا، لا بد أن يقع في زندقة وفي إلحاد وفي بدع وفي ضلالات وظلمات، لو خرج شبر معاند ليس على أنه مجتهد، هذا الاجتهاد للعلماء شيء آخر، لو خرج شبر عن منهج السلف وأصر على هذا وعاند فهذا ملحد مبتدع ضال مضل، لا يؤخذ منه الدين ولا العلم، ما دام مصر، لأن الشبر يصير أشبار، شبر فشبرين فثلاثة وعشرة.... إلخ، تتجارى بهم الأهواء، فلا بد للعبد أن يعرف هذا، لماذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذه الكلمة (تتجارى)؟ لا بد أن يفهم العبد المسلم هذه الأحاديث، ما يجريها هكذا بدون فهم، يعني أن الشخص إذا خرج عن الإسلام شيئا فلا بد أن يتبعه أشياء وأشياء، تتجارى به الأهواء، من بدعة صغرى إلى كبرى ومن شرك صغير إلى كبير، ومن كفر صغير إلى كبير، من شرك صغير إلى كبير.. وهكذا، وزندقة وإلحاد، وإلا كيف وصل اليهود والنصارى إلى هذه الزندقة وهذا الإلحاد؟ بهذا، لا بد أن تعرف قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ولا تتبعوا خطوات الشيطان﴾ [البقرة: 168]؛ يعني لا تخرج شبر واحد عن الدين، لا في الأصول ولا في الفروع، حتى في الفروع لا تخرج، فتصير خطوات والشيطان لك بالمرصاد، وإلا لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه السبل وعلى كل سبيل شيطان؟ لكي تحذر وما تتبع هذه السبل، ما يكون هذا الشبر شبرا، لأنك إذا خرجت شبرا بين لك العلماء هذا فتب إلى الله وارجع، وهذا الشبر اتركه، فلا تقول: لا، أنا أعرف، ما في فائدة، ستتجارى بك الأهواء، وشياطين الإنس والجن لك بالمرصاد.
ولذلك هؤلاء العامة الغجر إذا ذكرت لهم الشياطين يذهب هذا العامي إلى شياطين الجن، ما عندهم إلا شياطين الجن، ما يدري ولا يلتفت ولا يهتم بأمر شياطين الإنس، وهم أخطر من الجن. وبين ابن القيم أن شياطين الجن تستعيذ، تبسمل، تذكر الله، يهرب، لكن الإنسي هذا أتى يضرك، لو تستعيذ، لو تبسمل، ما في فائدة، ما يهرب، أنت اهرب، إذا جاءك داعشي سيقتلك تقول: أعوذ بالله ما في فائدة، هذا ما يخاف الله سبحانه وتعالى، فهذا أخطر، شيطان جني يأتيك تستعيذ فيشرد، هذا لا، أعوذ بالله منك هذا يأتي بالسلاح، اهرب، فهؤلاء الشياطين من الداعشية وغيرهم أخطر، فالناس العامة والغجر لم ينتبهوا لخطرهم.
الآن الإخوانية والتراثية والسرورية والقطبية والإباضية وغير هؤلاء هم الشياطين، فاحذروهم، فلا تأخذ هؤلاء على الظاهر، لا، بل خذ هؤلاء كدين الآن، انحرفوا من الدين، تتجارى بهم الأهواء الآن، فهؤلاء ملعونون يستحيل أن يجري الله سبحانه وتعالى على أيديهم شيئا وتوفيقا، يستحيل، هؤلاء بزعمهم السنة النبوية ينشرونها، حفظ القرآن ومسابقات القرآن ومسابقات السنة النبوية، ويدخلون على الناس بحيل، شياطين فاحذروهم، هؤلاء أعداء السنة، هؤلاء يكرمون الناس على السنة النبوية وهم أعداء السنة وأعداء أهل السنة، هذا كله حيل وغش وخديعة للمسلمين، يصطادون بهذه الأمور الظاهرة الغجر والهمج والرعاع الذين يأتونهم من جهتهم، وإلا هؤلاء لا يستطيعون على أهل الحديث بهذه المظاهر أنهم يظهرون القرآن ويظهرون السنة، ويكرمون الناس، هؤلاء لا يكرمون إلا أشكالهم من دعاة الضلالة.
ما رأينا هؤلاء كرموا سلفيا من أهل الأثر ومن أهل الحديث، لا كبيرا ولا صغيرا لا رجلا ولا امرأة، فاعرف أن هؤلاء هم الشياطين، ويصرفون الأموال الكثيرة على إقامة أحزابهم ومذاهبهم بهذه الطريقة، بهذه المسابقات، فاحذر هؤلاء، ما يقع معهم إلا جاهل، ولا يذهب إليهم أصلا في أماكنهم إلا الجهلة الذين يحبون التمييع، فلذلك اعرف هذا الأمر جيدا، فيصرفون الأموال الكثيرة لإضلال الناس هؤلاء هم الملاحدة، وتفنن هؤلاء الآن في جمعياتهم بهذه الأمور ليصطادوا الرعاع والهمج من أهل الدنيا والذين يحبون الأموال، فلا يجوز التعاون مع هؤلاء لا في مسابقة ولا في أي شيء، والويل لك يوم القيامة، فاعرف هذه الأمور جيدا.
وهذا ما عندنا في أحكام اللعن، ولعل في الدرس القادم نتكلم باختصار عن الأحاديث الضعيفة في اللعن، وأن بعض أهل العلم ذكر أن هناك أحاديث حكم عليها بالصحة فحكم أنها من اللعن وهي ليست من اللعن، بل من أحاديث ضعيفة، ونذكرها باختصار لكم.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.