القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (22) أحكام اللعن: لعن الواصلة والمستوصلة (تفريغ)

2025-07-21

صورة 1
الجزء (22) أحكام اللعن: لعن الواصلة والمستوصلة (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

وما زلنا في تبيين أحكام اللعن.

ومن ذلك لعن الذي يغير خلق الله سبحانه وتعالى، والذي يضاهي بخلق الله سبحانه وتعالى، فهذا كذلك ملعون، والأدلة على ذلك حديث أسماء رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن ابنتي أصابتها الحصبة المرض المعروف- فتمرق شعرها، يعني سقط، وإني زوجتها، أفأصل فيه؟ -يعني تزيد شعر مع شعرها الأصلي، فتصل الشعر الأصلي-، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الواصلة والموصلة» أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، وكذلك أخرجه النسائي في «سننه».

وكذلك ثبت في حديث عائشة في هذا الأمر أخرجه البخاري ومسلم في «صحيحهما»، والنسائي في «سننه»، وفي رواية: «الواصلة والمستوصلة»، والواصلة: التي تصل شعرها أو شعر غيرها بشعر آخر، والموصلة: التي يوصل شعرها، والمستوصلة: التي تسأل من يفعل ذلك لها. وهذا الحديث واضح في هذا الأمر.

التي تفعل وصل الشعر، فهذه ملعونة، والتي تطلب أن يوصل شعرها بشعر آخر فهذه كذلك ملعونة، فالتي تفعل الوصل للمرأة ملعونة، والمرأة هذه التي تطلب أن يوصل شعرها فكذلك ملعونة، فلعن الله الواصلة والموصلة كما ظاهر الحديث، وللأسف هذا الأمر منتشر جدا في النساء في العالم، وخاصة الفاجرات من الممثلات والمغنيات، وما شابه ذلك من النسوة الفاجرات الفاسقات، وكذلك من عموم النساء العاصيات، تراها تصلي وتصوم وتحج لكنها تقع في هذه المعصية، فتفعل هذا الوصل، وهذا المنكر العظيم فتح من أجله أماكن كثيرة في البلدان الإسلامية، ويعملن في ذلك الكافرات وبعض المسلمات، والمحلات هذه الصالونات معروفة لديكم، فهذه الأماكن محرمة ولا يجوز للمسلمة أن تعمل في هذه المحلات، فتصل شعور النساء، فتكون ملعونة، أو يفعل لها ذلك وتطلب وتذهب إلى هذه الأماكن فتفعل هذا الأمر بزعمها للتجميل، ولم يكن ذلك فيه أي حاجة لها، لكنه للتجميل وحسن الخلقة وما شابه ذلك، فهذا الأمر محرم.

والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن وصل الشعر، وفي ظاهر هذا الحديث أن هذا الشعر يتساقط وهذا التساقط طبيعي، مثل الآن تساقط شعر النساء ويبقى هناك شعر كافي لتتجمل المرأة، هذا على سبيل الأغلبية والأكثرية في تساقط الشعر يكون شيئا يسيرا، وممكن أن يكون كثيرا لكن الشعر كثير في النسوة، فيتساقط منه ويبقى شعر كذلك ولا يضر، ويبقى جمال المرأة في هذا الشعر لكن هناك شعر كثير يتساقط، لكنه لم يتساقط نصفه أو أكثره حتى يخرج جلد الرأس من المرأة، فهذا لم يحصل لأكثر النساء، لكنه يتساقط، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لها أنه يكفي شعر هذه المرأة لها، وإن كان يتساقط منه ما يضر، وهذا حال أكثر النسوة، فلا يجوز لها أن تصل الشعر لأن شعرها يكفي، وأكثر النساء يكفي لهن الشعر الباقي.

لكن هناك شعر يتساقط حتى يرى الجلد، فشيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين وغيره من أهل العلم جوزوا هذا للضرورة أن تصل المرأة في هذه الحالة ضرورة، لأنه يذهب جمالها، ويكون شعرها مرقع هنا فيه شعر وهنا ما في وهكذا، فهذا للضرورة، فلا بأس أن تصل المرأة في هذه الحالة، والنبي صلى الله عليه وسلم جوز في حالات كثيرة للضرورة لأناس في أشياء لكنه لم يجوز لكل الناس كما بين أهل العلم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يجوز في حالات لأناس دون أناس، من الرجال أو النساء، وبينا هذا كثيرا، حتى بين شيخنا أنه ممكن للتي يتساقط شعرها بالكلية أن تلبس الباروكة أمام النسوة وما شابه ذلك ضرورة، أما غالب النسوة يتساقط شعرهن، لكنه يبقى شعر يكفي لجمال المرأة، وتساقط الشعر لا بد أن يكون، لأن هناك شعر يموت فيسقط، مثل كذلك اللحية يموت شعر فيتساقط، وحتى من شعر الرأس للرجال، ويتساقط، والرجال إن صلعوا فلا بأس لأنهم رجال، وعندنا صلعان وهؤلاء رجال، لكن المرأة تحتاج إلى هذا الشعر لحسن جمالها، فلا بأس للضرورة، أما غالب النسوة فلا يجوز لهن وصل الشعر من دون حاجة، لأن التي تصل الشعر سواء فعلته أو طلبته فهي ملعونة.

وفي الحقيقة أن النساء من بني إسرائيل هلكن بسبب هذه المعصية كذلك، فكن يفعلن هذا الوصل فهلكن والعياذ بالله-، حتى الأمم السالفة هلك النساء بسبب وقوعهن في هذا الأمر المنكر المحرم فيفعلن هذا بلا مبالاة ولا اهتمام، فوقعن في الهلاك، كذلك كما ترى من كثير من النسوة الجاهلات وقعن في هذا الأمر فهلكن، فهلك كثير من النسوة بسبب هذا الأمر، ويتطلعن إلى الشهوة وإلى الجمال، وكذلك يقلدن الكافرات، فيفعلن هذا المنكر، فيغيرن خلق الله سبحانه وتعالى.

وفي الحقيقة المرأة إذا نظرت إلى نفسها هي في حد ذاتها جميلة أصلا، فلا تحتاج إلى هذه الأمور التي يفعلها الكافرات من النمص وهذه الألوان والتبرج، فإن هذا من الشيطان، فالشيطان يفتن النسوة في هذا الأمر، فالمرأة الجاهلة تتطلع إلى هذه الأمور، وتسمع هذه وتنظر إلى هذه، فتفعلن هذه الأشياء المنكرات وهذا من تزيين الشيطان لها، واسمع هذا الحديث عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية رضي الله عنه عام حج على المنبر وتناول قصة من شعر وكانوا يفعلن هذا الوصل، كانت في يد حرسه فقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم»، أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، والترمذي في «سننه»، والنسائي في «سننه».

فالنساء في السابق هلكن بسبب وقوعهن في هذه الأشياء، ينظرن إلى الجمال وإلى الحسن، فتذهب فتفعل المحرمات فتغير خلق الله فيها، فهلكن، وهذا معاوية رضي الله عنه في عهده ينادي علماء المدينة، أين علماء المدينة لماذا لا ينكرون هذه الأمور؟ لماذا لا يبينون هذه الأمور؟ ويبين أمر خطير جدا، إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم، وانظر إلى النسوة الجاهلات الآن من صالون إلى صالون ومن محل إلى محل، وينفقن الأموال الكثيرة على هذا الجمال المزعوم، وهلكن والعياذ بالله- في هذه المحرمات وفي هذه المعاصي.

والله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر الرجال أن يتجملوا، وأمر النساء أن يتجملن، في حدود الشريعة، والمرأة إذا تجملت في حدود الشريعة يظهر جمالها، ويرغب فيها زوجها كما لا يخفى عليكم، والنسوة ينظرن إليهن على أنها جميلة بهذا الجمال وفي حدود الشريعة تتجمل بالألوان أمام زوجها وأمام محارمها وأمام النساء، ولا بأس بذلك، والله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال، لكن لا يجوز للمرأة أن تتعدى حدود الله في ذلك، وتقلد النسوة الكافرات والعاصيات والفاجرات من الممثلات والمغنيات، فتقع في اللعنة.

والنبي صلى الله عليه وسلم حذر المرأة المسلمة والنساء المسلمات من ذلك، لكي لا يهلكن كما هلكت نساء بني إسرائيل، وفي الحقيقة الذين أقدموا على هذه الصالونات وما شابه ذلك وقعن في المحرمات، وهلكن في الفسق والفجور، وترى هؤلاء في الحقيقة تصلي وتصوم وتحج وتعتمر لكنها تذهب إلى هذه الأماكن، إلى هذه الفاجرات، تخسر الأموال الكثيرة، إذا هناك حاجة فعلى المرأة أن تسأل العلماء قبل أن تهلك، إذا فيه ضرورة سوف يبينون لها مثل لو تساقط كثيرا من شعر المرأة وبدا الصلع فلا بأس أن تفعل هذا الوصل وتغطي كما بين ذلك أهل العلم، لكن ما تفعل هذا الأمر للجمال وبلا حاجة وبلا ضرورة، ولذلك معاوية بين هذا الأمر: (يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟)، فإذا هناك علماء فاسألوهم، وإذا كان هنا علماء فليبينوا للناس هذه المنكرات.

لكن ترى هؤلاء الذين ينتسبون إلى العلم يجوزون هذه الأمور، يجوزون للفاسقات هذه الأمور، فإذا ترى هذا الأزهري يجوز للناس المنكرات الكبرى والصغرى ويثني على المجوس وعلى آلهتهم، فلذلك هذه أمور عندهم يسيرة، فيجوزون هذه الأمور ويفتون للناس، فالمرأة الممثلة تذهب تسأل هؤلاء والمغنية كذلك، لأن هذه المرأة الممثلة تعلم أن عند هؤلاء تساهل والأمور طبيعية فيفتون لهم بالمنكرات والأباطيل فيفعلن، كذلك المغنية، كذلك الفاسقة الفاجرة تسأل هؤلاء، وهذه المرأة الفاسقة ما تبرأ أصلا بفتوى هؤلاء المبتدعة، فلذلك لا بد أن ننتبه، فالنساء هلكن في الأمم السالفة بسبب فعل هذه الأشياء، فعلى النسوة المسلمات أن ينتبهن لهذا الأمر، ولا يهلكن، فلا بد من التمسك بالكتاب والسنة.

وعن ابن عمر رضي الله عنه أن «رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة» أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، وأخرجه أبو داود في «سننه»، والترمذي في «سننه».

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال وهذا موقوف على ابن مسعود-: «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات لخلق الله»، فقالت له امرأة في ذلك يعني لماذا تلعن النسوة، المتنمصة والمتفلجة والواشمة وما شابه ذلك؟ فقال: "وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله، قال تعالى: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ [الحشر: 7]؟" أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، وأخرجه أبو داود في «سننه»، والترمذي في «سننه»، والنسائي في «سننه». 

والمتفلجة: هي التي تبرد من أسنانها، ليتباعد بعضها من بعض قليلا وتحسنها، وهو الوشر.

والنامصة: هي التي تأخذ من شعر حاجب غيرها وترققه ليصير حسنا.

والمتنمصة: التي تأمر من يفعل بها ذلك.

فحديث ابن عمر رضي الله عنه كذلك يبين لعن الواصلة والمستوصلة، وكذلك الواشمة التي تفعل الوشم في الجسم أو اليد وما شابه ذلك، فالتي تفعل هذا الأمر والتي يفعل فيها هذا الأمر فهذه ملعونة وهذه ملعونة. وكذلك ابن مسعود يبين هذا الأمر ويدل على أن اللعن المعين يجوز، لأن المتنمصة امرأة بعينها يلعنها، فإذا كانت هناك امرأة ترقق حاجبها وتفعل ذلك للحسن، والمتفلجة كذلك التي تباعد بين أسنانها كذلك ملعونة، والتي تفعل هذا الأمر لها ملعونة، فهذه نسوة معينة، وهذا يدل على أن اللعن المعين يجوز لجنس من الناس سواء كان رجلا أو امرأة.

وهذه المرأة أنكرت على ابن مسعود رضي الله عنه اللعن المعين، فبين لها: «وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله؟»، فالرسول صلى الله عليه وسلم لعن هؤلاء، وبينا كثيرا في اللعن المعين، فيجوز، وبين لها أن هذا في كتاب الله، قالت: قرأت القرآن فلم أجد ذلك في القرآن، وهذه المشكلة أنهم يظنون أن أمور كثيرة لا توجد في القرآن من الأحكام سواء في الأصول أو الفروع، لكن في الحقيقة لا ترى كلمة ولا ترى حكما في الأصول والفروع إلا في كتاب الله، لكن علم ذلك من علم وجهل ذلك من جهل، فهذه تقول: قرأت كتاب الله لم أجد هذا اللعن للنامصة وللواصلة، فالعالم ينظر إلى كتاب الله بعلم، أما الجاهل فيقرأ القرآن لكنه ما يعرف الأحكام ما يعرف المعاني وما يفهم شيء، فيحكم على فهمه، ويحكم بجهله على الظاهر، فيقول: ما أجد هذا، أين الواصلة؟ أين الواشمة والمتنمصة؟ يظن في القرآن هذه الأمور الصريحة، لكنه لو سأل هذا الجاهل العالم لبين له أن هناك نهي من الله سبحانه وتعالى عن هذه الأمور عموما في القرآن وينتهي إشكاله وشكه في الدين، فينتهي في لحظة، لكن لا يحكم بجهله وتجد شكوك في القرآن وتتجارى به الأهواء، ويوسوس له الشيطان حتى يشك في القرآن، يقول: ما في كذا في القرآن، ما في في السنة، ما وجدنا هذا، ما سمعنا بهذا، نفس كلام المشركين في القديم: لم نجد، لم نعلم، لم نفهم ..... إلخ، فوقعوا في أشياء كثيرة، لكن هؤلاء لو يرجعون إلى علمائهم ورسلهم وأنبيائهم لبينوا لهم، ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ [النحل: 43]، لكن يحكمون بما عندهم من العلم، ولعل هذا العلم الذي عند هؤلاء ليس بعلم، علمهم ضعيف.

انظر إلى ربيع المخربي يظن نفسه أذكى الأذكياء لكنه في الحقيقة هو أغبى الأغبياء، انظر كيف دخل عليه أهل البدع، ما خربوه إلا الليبيين، الجزائريين، المصريين، دخلوا عليه في كل مكان، ودخل عليه هؤلاء وأضلوه، انظر الآن كيف يسفك الدماء، كل هذا بسبب هؤلاء الثوريين أتوا إليه، اغتر بنفسه، لو كان ذكيا ما دخل عليه هؤلاء المبتدعة والجهلة من كل مكان، شتتوا شمله، فانظر إلى غباء هذا، لو كان ذكيا كما يزعم لعرف حقيقة هؤلاء، وأكبر دليل لماذا هؤلاء المبتدعة لم يدخلوا على الشيخ الفوزان؟ على الشيخ ابن باز؟ على الشيخ ابن عثيمين؟ وغير هؤلاء، ما سمعنا هؤلاء أن دخل عليهم هؤلاء، إلا هذا الغبي.

وانظر إلى تخريبه لكتب السنة، ما يشرح شيئا مما ثبت عن الله سبحانه وتعالى في الكتاب والسنة إلا وافق الجهمية، إلا وافق الإباضية، إلا وافق الأشاعرة، وهذا يدل على أن هذا الرجل غبي ما يفهم، ولا يريد أن يسأل، إذا تدعي أنك عالم فهناك عالم أعلم منك، اسأل، وبين له أهل العلم، فوقع في منكرات كبرى مثل نفيه للحد، ونفيه للمكان لله سبحانه وتعالى، وهذا يترتب عليه كفريات وضلالات، كما في شرحه للشريعة للآجري فنفى هذا المكان، وسيأتي الرد عليه في هذا الأمر. وانظر جهل هذا الرجل، فالأمر خطير جدا.

فلذلك على المسلم أن يتعلم توحيد الأسماء والصفات جملة وتفصيلا على طريقة أهل الحديث، وأهل الحديث لهم المرجع لو ضرب الناس يمنة ويسرة وشرقا وغربا ما يجدون الإجابة المريحة لهم التي تطمئن لها نفوسهم إلا عند أهل الحديث، ويأتي كتب في هذا الأمر، وهي موجودة وانتهينا منها.

وصفة الهرولة انتهينا منها، وكذلك كتاب كامل في إثبات صفة الهرولة، وكذلك قاعدة السلف في إمرار الأحاديث في ذلك، وكذلك هناك كتاب آخر الأجوبة المفصلة في إثبات صفة الهرولة للعلماء القدامى والجدد والمعاصرين. وفي الحقيقة في صفة الهرولة خمسة كتب، وهي موجودة، والحد عندكم فتح الإله في إثبات الحد لله، وكلام أهل العلم موجود، كلها ثابتة بالكتاب والسنة، وكذلك المكان لله، وهذا ثابت في الكتاب والسنة وعند السلف، فعلى الناس الاتباع.

إذا عندنا الآن هذا الأمر الخطير على المرأة، وابن مسعود بين لهذه المرأة التي أنكرت المفروض تعلم حق الصحابة وأنهم علماء، المفروض ما تنكر، المفروض عليها تذهب وتسأل؛ والله سمعت يا ابن مسعود أنك تقول كذا وكذا هل فيه دليل على هذا من القرآن أو من السنة؟ أما أن تأتي وتقول: ما رأيت شيئا في القرآن مما تقول، قال لها: لا، فيه، فاستدل لها بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ [الحشر: 7]، وانتهى الأمر، يعني: هذه الأمور محرمة وهي من المنهيات، فالله سبحانه وتعالى نهى عن هذه الأمور في القرآن على سبيل الإجمال والعموم وانتهى الأمر.

فالواصلة والنامصة وغير ذلك داخلات في هذه الآية، نهاهم الله سبحانه وتعالى عن ذلك، ثم النبي صلى الله عليه وسلم فصل هذا الأمر لأن السنة تفصل القرآن، فبين النبي صلى الله عليه وسلم المنهيات التي نهى الله عنها في هذه الآية، فبين النبي صلى الله عليه وسلم منهيات كثيرة؛ عن النمص، عن الوصل، عن الوشم، وانتهى الأمر، فلماذا هذا الجدل والخلافيات وقيل وقال، ويتكلمون في أهل السنة، ويطعنون في أهل السنة وكل شيء مبين موضح؟ فهؤلاء المبتدعة وأهل التحزب المفروض يرجعون إلى أهل العلم وينتهون عن هذه الثورات والفساد في الأرض وما شابه ذلك، والمحاضرات في الحدائق المختلطة، لكي يريحوا أنفسهم ويريحوا الناس، وإلا هؤلاء يقولون: نحن تعبنا، فهذا من أنفسكم، ثم إذا أغلق عليهم الباب نهائيا وما عندهم شيء قالوا: أين العلماء؟ الآن ما في فائدة، لا بد أن تسألوا العلماء قبل أن تفتوا الناس وتحرضوا الناس على القتل والخروج والفساد وعلى هذه المحرمات والمنهيات.. إلخ، المفروض هكذا يكون الأمر، أما إذا أفسدتم الناس وهلكتم معهم قلتم: أين العلماء؟ أين الحكام؟ لماذا لا يعاونون المسلمين؟ أين العلماء تفعلون هذه الأفاعيل وبعد ذلك ترجعون إلى ولاة الأمر من الحكام ومن العلماء!

فلذلك هذا الأمر انتهى، والآثام مركبة عليكم، وسجلاتكم موجودة عند الله سبحانه وتعالى، ما فيها كبير فعلتم من المخالفات إلا فيها، ما في صغير من المخالفات إلا فيها، ما في فائدة الآن، هذه السجلات سوف ترون فيها كل أفاعيلكم هذه، وتجزون بعد ذلك، ﴿ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا﴾ [الكهف: 49]، انتهى الأمر، ووضع الكتاب للمجرمين، مشفقين، ولوال، وخوف ورعب في قلوبهم، ما في فائدة الآن، فعلتم هذه الأفاعيل، ماذا لكم؟ ما لكم إلا العقاب، والله سبحانه وتعالى ما بيظلمكم، أنتم ظلمتم أنفسكم، ظلمتم هؤلاء الناس والغجر والهمج والرعاع، أهلكتم الناس، وما زال هؤلاء المجرمون معاندون مصرون على نشر البدع في الغجر والهمج، حتى أهل الحدائق أفسدوهم، فالله سبحانه وتعالى يجزيهم، فلذلك لا تأتي يوم القيامة ويوضع لك الكتاب وفيه ما فيه من الإجرام، اجعل كتابك تعطاه عن اليمين، صحيفة بيضاء فيها الحسنات وفيها الأذكار وفيها التوحيد والاعتقاد الصحيح ومنهج السلف والآثار والطاعات، والعلم النافع والعمل الصالح، فلتأت يوم القيامة وقلبك سليم، فتأتي سجلك هذا، فإذا لم يكن هلك الناس وسوف يندمون الندم والظالم يعض على يديه والعياذ بالله-، ما في فائدة، إجرامكم هذا وغشكم وخيانتكم في البلدان ما في منها فائدة أصلا، وأفاعيل هؤلاء لا تغتر بها.

فلذلك ترى كثرة الفتن، ترى الرجال يفعلون الفتن، ويأكلون ويشربون ويزنون، ويسافرون، ويفعلون المنكرات، تغتر بهم وتفتتن، اتركهم فهم هالكون، والزم بيتك عن الفتن، وفر أموالك، أطع الله سبحانه وتعالى، وترى هؤلاء الشباب تفتتن بهم، العضلات مسويله يضربون أبر، وتذهب أنت وتضرب أبر وتظهر أمام الناس بعضلاتك، يضربك واحد عين فيغمى عليك شيقومك بعدين لا تظهر زندك، فتغتر وتفتتن، فتن كثيرة بهذه المصارعات، بالكرة، بأشياء كثيرة، تنظر إلى هذا العالم الضائع وتفتتن بهم، وأنت لماذا أظل جالس في البيت هكذا؟ سأذهب معهم.

وإلا انظر إلى النسوة ألوان وألوان، فتن، متبرجات، تفتتن، تقول: ماذا أفعل في هذه الدنيا؟ أنا صبرت كثيرا، وتذهب إلى هذه وهذه، وتفتتن بهذه، وترى الناس يغدون ويروحون، تفتتن، اصبر، بينك وبين هؤلاء الصبر، ما في شيء ثاني.

وانظر إلى الرسل، هؤلاء هم قدوتك، وقدوتك الأنبياء انظر كيف صبروا عن كل هذه الفتن، مغريات في هذا الزمان لا لها أول ولا آخر، فانظر إلى الغرب، وكيف أفسد كثير من أبناء المسلمين، لأن أشياء كثيرة ومغريات هناك، حتى كنا يوم نمشي في أمريكا فإذا واحد يقفز من بيته أمامنا حتى خفنا، ظننا أنه يفعل فينا شيء، ورأينا شكله، وظننا أنه أمريكي، فإذا هو يمني، يمني هذا؟ هذا كأنه أمريكي، شكله وثيابه! متغير ما يعرف، فلذلك هذه مشكلة كبيرة الآن، تمشي في الحدائق فتجد مغريات ونسوان، اصبر، لأن الشهوة مشكلة؛ شهوة الرجال بالنساء وشهوة النساء بالرجال مشكلة كبيرة، لأن هذه في جسم بني آدم كيف يتخلص منها؟ لا بد من الصبر، وانظر إلى هذه الأشياء فيفتن، اصبر، فعليك بهذه الحلقات، وعليك بذكر الله وطلب العلم، واصبر، فالأمر خطير جدا.

وهلك كثير من الرجال والنساء بسبب هذه المغريات الكثيرة، وخاصة اللعب واللهو من كرة وغير ذلك، فترك الناس الصلوات وتركوا طلب العلم والأذكار، ويشاهدون هذه الكرة وما يسمونه بكأس العالم، فلذلك انظر إلى هذه الأمور فهي كلها فتن، ووضع الكتاب هذه مشكلة، هذا اليوم لا بد أن تعد له العدة، كلما رأيت هذه الفتن والمغريات في الهواتف وكذا تذكر: ﴿ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين﴾ [الكهف: 49]، هذه الآية خطرة جدا، هنا الناس في مشاكل ومحنة كبيرة، لا لهم نصير، ولا يستطيع واحد ينصر نفسه، ولا ينصره أي واحد، ما لك إلا مولاك، هو نعم النصير، والله سبحانه وتعالى لن ينصرك إلا بعملك الصالح وبعلمك النافع، غير ذلك فلا، أشياء مغرية، وشياطين الإنس والجن موجودة، يغرون هؤلاء الناس وهؤلاء النساء، يقول لك: هذه صحفية وهذا صحفي، اكتب، وشهرة، ما هذه الشهرة في المحرمات والمنهيات؟ ﴿ووضع الكتاب﴾ [الكهف: 49]، مشكلة كبيرة هنا، تذكر هذا اليوم، مغريات كثيرة، أشياء، فلذلك حاسب على نفسك في دنياك، وتذكر الله سبحانه وتعالى دائما وأبدا لكي لا تفتتن في دينك، فإن المغريات كثيرة في هذا الزمان.

وانظر إلى لعن النسوة بسبب هذا الغرور بالجمال والنفس، وبزعمهم الحريات وما شابه ذلك، لا، ما في حريات، ووضع الكتاب، فلينظر العبد في هذا الأمر وهذا الأمر واضح، لعن الله سبحانه وتعالى النسوة اللاتي يفعلن هذا الأمر.

س: ما حكم من وضعت له عائلته وشم وهو صغير؟.

ج: على كل حال، الذي أباه أو عائلته تضع له وشم أو علامة وهو صغير، ثم كبر ورأى هذا الشيء، فهذا ليس عليه شيء إذا أنكر هذا الأمر، واعتقد تحريمه في قلبه، وأنكر هذا الشيء، فهذا ليس عليه شيء. أما إذا قال: هذه عاداتنا وأقر أن هذا يجوز ولا بأس أن والده فعل هذا فهذا يأثم، لأن الوشم هذا يصعب إزالته وهذه الخطوط في الخدود وفي الجسم، لكن بشرط أن يكون هو ينكر هذا الأمر ويعتقد تحريمه فليس عليه شيء، فالآثم هو الذي يتابع التقاليد بزعمه، وما يسمى بعادات القبائل أو الشعوب، هؤلاء هم الآثمون، أما إذا في البلد أو القبيلة فعل بهم الوشم وهم صغار أو العلامات في الجسم وهم منكرون لذلك فليس عليهم شيء، فالله سبحانه وتعالى ما يؤاخذهم بذلك، ليس لهم قصد، ليس لهم عناد، ليس لهم إصرار، فالله يؤاخذ الناس على الإصرار والعناد، الذين يصرون ويعاندون على فعل المحرمات، أما الشخص وقع في معصية أو وقع في محرم ثم تاب فالله ما يؤاخذه.

ولذلك في هذا الزمان ما رأيت منهجا مثل الشيخ الإمام ابن باز فقه، وكذلك شيخنا الشيخ محمد صالح بن العثيمين في مثل هذه الأمور، يعني فعلا يجعلون العباد الذين وقعوا في المعاصي أو المحرمات ينشطون فيهم الطاعة والدين، ولا يفتونهم باليأس، مثل رؤوس الإخوانية والتراثية والسرورية، هؤلاء الذين يسجون هؤلاء في الحروب والانتحارات وما شابه ذلك، يقولون لهم: كأن الناس تيأسك لكن اذهب، والشعوب والبلدان كلها منكرات، فجر نفسك.

فسبحان الله! سأله سائل: أنا أفعل محرم وأعود، أفعله وأتركه وأعود، وأتوب وأعود، قال: ليس عليك شيء ما دام أنت كما تقول، تفعل محرم وتترك المحرم يعني تتوب ثم تعود إليه، هذا ما عليك شيء، والله سبحانه وتعالى رحيم، حتى لو هذا الشخص يفعل المحرم ويعود إليه ويفعل المحرم ويعود إليه ليس عليه شيء، هو يقول له: بشرط ألا تصر عليه في الأخير، ما دام أنت تترك وتعود، فيقول له: الله رحيم، وليس عليك شيء، وهكذا أهل الحديث قديما وحديثا.

وانظر إلى آثار الحسن البصري رحمه الله تعالى، آثار الأوزاعي رحمه الله تعالى، انظر إلى آثار الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى وغير ذلك، انظر إلى آثارهم في هذه الأمور، فيعطون الناس الذين وقعوا في ذلك النشاط والهمة، ليس اليأس، وليس كما يقال: ما دام أنت تفعل كذا وتفعل كذا فأنت تلعب على الله، خلاص يستحوذ عليه الشيطان ويهلكه، لكن أعطه الهمة في ذلك، وإن الله سبحانه وتعالى رحيم لكن بشرط ألا تصر، وتترك التوبة والطاعة وتصر على المعاصي، فهنا الهلاك، وللشيخ ابن باز رحمه الله تعالى مثل هذه الأمور الكثير فاسمعها واقرأها في موقعه، كذلك شيخنا له مثل هذه الفتاوى.

أما المبتدعة فيضعون لكم الأناشيد الحزينة، وأناشيد الجهاد، أناشيد الانتحار، كأنهم يقولون لهم: افعلوا، اهلكوا، اذهبوا، الجهاد الجهاد وهو جالس، فلا. أما أهل السنة يعطون الشخص همة، حتى لو وقع منه المعاصي، وانظر إلى حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفسا وزاد مائة، ذهب إلى هذا العابد مثل هؤلاء الحزبيين، قال له: ما أجد لك توبة، يأس، ماذا فعل؟ عاد إلى معصية القتل، وقتله، ثم بعد ذلك ذهب إلى العالم مثل الشيخ ابن باز، ما دعاه إلى اليأس، أعطاه الهمة وأن الله غفور ورحيم، لك التوبة، ولك الرحمة والمغفرة عند الله سبحانه وتعالى، لكن أقول لك: اذهب إلى قرية كذا، وهكذا ذهب ودخل الجنة وهو قتل مائة نفس، تائب، لكنه ما أصر، أما هؤلاء المبتدعة يصرون، فلذلك ما رأيت في هذا العصر مثل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ومثل شيخنا ابن عثيمين في هذه الأمور، فعليك بهؤلاء العلماء واترك عنك العباد مثل هذا الذي قتله وأتم به المائة؛ فلذلك أهلك نفسه، وأراد أن يهلك هذا التائب، وهؤلاء كثر في الحقيقة.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.             


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan