الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (21) أحكام اللعن: لعن من يشير بسلاح في وجه أخيه، ومن يضربون الناس ويؤذونهم (تفريغ)
2025-07-21

الجزء (21) أحكام اللعن: لعن من يشير بسلاح في وجه أخيه، ومن يضربون الناس ويؤذونهم (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
ولعل في هذا الدرس نتكلم عن حكم آخر في اللعن، وهذا الملعون الذي يشير إلى المسلم بحديدة أو سلاح أو غير ذلك يريد قتله، أو الذي يضرب الناس، أو الذي في يده عصا أو سوط أو غير ذلك يضرب الناس، لما في السنة النبوية من النهي عن الإشارة بالسلاح للمسلم، وهذا الأمر بالنسبة لضرب الناس أو حمل السلاح عليهم أو غير ذلك بغير حق، أما إذا كان بحق فهؤلاء ما يدخلون في ذلك؛ مثل الآن ولي الأمر يضرب عنق مجرم قاتل، أو كذلك أناس يفسدون في الأرض فولي الأمر يضرب أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو أب يريد أن يؤدب أولاده لأنهم لا يفيد فيهم إلا الضرب بشرط أن يكون غير مبرح غير مؤذي وغير ذلك، فهؤلاء غير داخلين في اللعن. أما بغير حق فهذا ملعون.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه»، وهذا الحديث من طريق سفيان بين عيينة عن أيوب عن ابن سيرين قال: سمعت أبا هريرة به، وهذا الحديث أخرجه مسلم في «صحيحه»، وأحمد في «المسند»، وأخرجه الترمذي في «سننه» بدون: «وإن كان أخاه لأبيه وأمه»، وأخرجه ابن حبان في «صحيحه»، وأبو نعيم في «حلية الأولياء»، وكذلك أخرجه مسلم في «صحيحه» من طريق يزيد بن هارون عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وأخرجه مسلم في «صحيحه» من طريق عبد الرزاق الصنعاني قال: أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار».
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أشار إلى أخيه بحديدة) فيه تأكيد لحرمة المسلم، وإن المسلم عند الله عظيم، فلا يجوز لأي أحد أن يؤذي مسلما، ولا بشيء، لا صغير ولا كبير، وفي هذه الأحاديث النهي الشديد عن ترويعه أو تخويفه، والتعرض له بما قد يؤذيه، فهذه الأحاديث فيها النهي عن أذية المسلم، وأن هذا الوعيد شديد للذي يؤذي المسلمين أو يؤذي أفراد من المسلمين، أو فرد من المسلمين، سواء في البلد أو في المدينة أو في القرية أو في بيت عائلة، فهؤلاء يدخلون في هذا الأمر، فالذي يشير بالسلاح والمقصود هنا الذي يرفع السلاح ويقتل مسلم، أو يخرج على حاكم البلد أو على المسلمين، ويقتل هذا، ويعذب هذا، كما ترون، فهؤلاء في الحقيقة الله سبحانه وتعالى غير غافل عنهم، ولا تظن أن الله سبحانه وتعالى غافل عن هؤلاء الذين يؤذون المسلمين سواء في البلدان قديما وحديثا أو في القرى، واحد فاسق فاجر يؤذي المسلمين في القرية أو في المدينة أو المنطقة، أو أب يعذب أولاده، ويرفع عليهم العصا وما شابه ذلك.
وبينت لكم أنه إذا كان يؤدب أولاده بحق فهذا أمر آخر، لكن ليس ضربا مبرحا، لكنه إذا كان للتأديب فهذا أمر آخر، أنا ما أتكلم عن هذا، بل أتكلم عن الذين يؤذون الناس عموما بغير حق، وأما ولي الأمر يحكم على هذا بالقتل أو بغير ذلك بحق ومتهم ومجرم وخارجي من الخوارج فله الحق، ولا يقال: هذا الحاكم يقتل عالم، أو يذبح عالم، أو يسجن عالم، هذا ليس بعالم أصلا، هؤلاء مبتدعة من الخوارج، يجوز لولي الأمر أن يقيم عليهم الحدود، ويملأ منهم السجون، فلا بأس بذلك، فنحن نتكلم عن الذين يؤذون الناس عموما بغير حق.
فهنا يبين النبي صلى الله عليه وسلم أولا حرمة المسلم، لأن المسلم له حرمة، فلا بد من تعظيمه، نعظم المسلم، فلا تعتبر أن المسلم هذا لا شيء، خاصة من الأعاجم أو الفقراء، فترى كثيرا من الناس ما يعطي هؤلاء وزن، لكنه إذا رأى غنيا أو صاحب مصالح عظم هذا، ويعظمون الأغنياء، فهذا من الغلط، لا بد أن تعظم جميع المسلمين الفقراء منهم والأغنياء، بل لا بد أن تركز أنت على الفقراء فهؤلاء أحوج، وتساعدهم، وتحترمهم، وتعظم هؤلاء، ولك أجر عند الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله سبحانه وتعالى يعظم المسلم حتى لو كان فقير، ما له شيئا لكنه مسلم بحق وهو من المسلمين فهذا المسلم عند الله سبحانه وتعالى عظيم، فأنت اهتم بالمسلمين الذين لا يهتم الناس بهم، فإن لك أجر عظيم، وهذا يدل على أنك تعظم المسلمين جميعا، ما عندك تمييز، كأهل البدع الذين يميزون فيعظمون أتباعهم ويتركون بقية المسلمين حيوا أو ماتوا، فأنت لا تكن هكذا كأهل البدع وأهل الغفلة والذين لا يدرون بشئون المسلمين، يخرج من بيته إلى عمله، ومن عمله إلى بيته وإلى سوقه وإلى كذا، ولا يدري بالمسلمين، فهذا في الحقيقة هالك، فأنت لا تكن كذلك.
فالشخص يشير على هذا المسلم تعلنه الملائكة لعظم هذا المسلم، لماذا؟ لأن هذا الشخص ممكن يحمل شيئا ويشير إلى المسلم بسلاح، لعل هذا السلاح يطلق، أو مثلا رمح أو ما شابه ذلك فيصيبه فيقتله أو يجرحه أو يؤذيه، فهذا في الحقيقة ملعون فاعله، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه، أخ شقيق يرفع على أخيه الشقيق، فقط مجرد ما يرفع عليه السلاح، رمح، نبل، رشاش، حتى لو لم يقتله، فهذا ملعون، فالملائكة تلعنه، واللعنة تقع على هذا، والعياذ بالله.
وانظر إلى الخوارج الداعشية الذي مثلا قتل أباه، قتل ابن عمه، وقتل شقيقه، وما شابه ذلك، هؤلاء ملعونون، كيف يدعي هؤلاء أنهم قائمون بالشريعة؟ وقائمون بالإسلام وبالدولة الإسلامية؟ وهم ملعونون من كل وجه؟ ملعونون عند الله سبحانه وتعالى، ملعونون عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند الملائكة، فهؤلاء ضلال أهل إجرام فيحملون السلاح، والنبي صلى الله عليه وسلم يبين هذا الأمر، وهنا الإشارة حمل السلاح، فإن الملائكة تعلنه، وهم يقولون: هذا جهاد، يقتل أباه ويقتل أمه ويقول: هذا جهاد، أنت ملعون، أي جهاد هذا؟ وهذا يدل على دعاة الضلالة الذين يدعون أن هذا أمر طيب، وهذا من الجهاد أن تقتل أمك وأباك، وهذا المسلم وهذا المسلم، تقتل المسلمين، ويحرضون الناس على قتل المسلمين، فهؤلاء ملعونون، المدعو محمد العريفي، والمدعو سلمان العودة، المدعو عرعور، المدعو يوسف القرضاوي.. وأشكال هؤلاء؛ هؤلاء يأمرون الناس بحمل السلاح على المسلمين، هم ملعونون معهم، فالذي يحمل السلاح والذي يأمر بحمل السلاح ملعون، كلهم سواء في اللعن، وفي الإثم سواء، وسيأتي أن هؤلاء مأواهم الناس وبئس المصير، فلذلك لا تحمل أنت السلاح على الناس، ولا تأمر بحمل السلاح، فالذي يحمل السلاح ملعون، والذي يأمر بحمل السلاح ملعون، فالإخوانية ملعونون، منهم من يحمل السلاح ومنهم من يحرض بحمل السلاح، كذلك السرورية والقطبية والصوفية ملعونون، والداعشية ملعونون، واللادنية ملعونون والإباضية ملعونون، هؤلاء قسم منهم يحمل السلاح، وقسم منهم يأمر على حمل السلاح.
فالذين يحملون السلاح هم الثورية، والذين يأمرون بحمل السلاح هم القعدية، فهؤلاء خوارج ثورات، وهؤلاء خوارج قعدة يقعدون ويأمرون الناس بحمل السلاح والقتل، هؤلاء يدل أنهم ما يفهمون السنة النبوية، ولا يفهمون هذه الأحاديث، هؤلاء يقرؤون هذه الأحاديث لكن يأتون بشرح مرور الكرام كما يقال، فيقولون: يحمل حديدة، يحمل كذا في شروحهم، لكن ما يأتون بهذه الأشياء العظيمة، فهذا يدل على أن هؤلاء ما يفهمون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث أعظم من حمل الحديدة، فهذا الحديث يدخل فيه كل شيء يرفعه الناس في وجوه المسلمين، خشبة، حديدة، حجارة، سلاح، نبل، رمح، كل هذا يدخل في هذا الحديث، -يحمل خطره ما تعرفونه بنشرحها لكم بعد الدرس ما هي الخطره - فأشياء كثيرة الناس يرفعونها فيدخلون في هذه الأحاديث، فليس مجرد حديدة، فأي شيء يشير إلى أخيه به فإن الملائكة تلعنه.
قوله: (حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه) فهذا ليس مجرد أنه شقيق، شقيق مثلا يرفع السلاح على شقيقه، يدخل وتعلنه الملائكة لمجرد أنه يحمل السلاح على شقيقه، فمن باب أولى إذا حمل السلاح على أبيه أو على أمه وقتلهم، أو على أخته، أو على عمه... إلخ، كلهم يدخلون في هذا اللعن.
وانظر الآن إلى الرافضة كيف يحملون السلاح على المسلمين، هؤلاء ملعونون، والله سبحانه وتعالى يستدرج هؤلاء، فالله سبحانه وتعالى ما يترك هؤلاء، فلا يأتيك شك: لماذا هؤلاء يقتلون المسلمين قديما وحديثا؟ فلله سبحانه وتعالى حكم، فالله سبحانه وتعالى جاعل لهم موعد ولهم نار تصلي هؤلاء، فالله سبحانه وتعالى يعد لهؤلاء ويحصي لهم هذه السيئات، فأنت لا تكن من الشاكين في الله، ولذلك الله سبحانه وتعالى قال للناس: ﴿أفي الله شك﴾ [إبراهيم: 10]، يعني: أنت تشك في الله أن الله تارك الرافضة مثلا أو تارك الشيوعية؟ أو تارك البعثية؟ أو تارك الإخوانية؟ أو تارك الداعشية؟ فلا يأتيك شك، الله سبحانه وتعالى جاعل لهؤلاء موعد، يحصي عليهم، وكل واحد الله سبحانه وتعالى ألزمه في عنقه كتاب سوف يراه، فلذلك لا يأتيك شك ولا ريب في الله سبحانه وتعالى، لله حكم في خلقه، إذا كان الرسل أصابهم ما أصابهم من العذاب والقتل، إذا الصحابة أصابهم شيء من القتل والأذى والعذاب، فما بالك بالذين بعدهم؟ فإذا هؤلاء مسلمون حق وأصابهم من القتل والعذاب وما شابه ذلك فالله سبحانه وتعالى يأجر هؤلاء المسلمين، والله سبحانه وتعالى يحصي على هؤلاء المعذبين لهم ويقتص لهم، ويحصل لهم ما يحصل من الأجر ودخول الجنة، وهؤلاء يدخلون النار، فبسبب أن هؤلاء يعذبون المسلمين هؤلاء المسلمون لهم بشرى بذلك، ويدخلون الجنة، وهؤلاء يدخلون النار، وهذا إذا كانوا مسلمين حق، أما إذا كان الله سبحانه وتعالى معذب بلد بسبب شركهم وبدعهم ومعاصيهم، فلا تسأل على الذين عذبوهم، ولا تسأل عنهم، فإن الله عاقب هؤلاء ويعاقب هؤلاء، والله سبحانه وتعالى دك قرى قديما وحديثا، وكل بلد لها موعد، لكن إذا كان أهل البلد من المسلمين ومن أهل الحق ومن أهل السنة ودهمهم هؤلاء مثلا فالله سبحانه وتعالى يقتص لهؤلاء ولا بد، والله سبحانه وتعالى له حكم في خلقه.
فانظر إلى الداعشية كيف يرفعون السلاح على الناس وعلى المسلمين، هؤلاء لهم عقاب، وملعونون، والإخوانية، وأهل البدع. انظر إلى الصوفية الذين يدعون أنهم مسالمين مع الحكومات، مسالمين مع المسلمين، ما عندهم إلا لبس المسابيح، يطأطؤون رؤوسهم، وثيابهم مقرضه، وما شابه ذلك، انظر عند ما حصلوا دولة الشيشان أظهروا إرهابهم وحملهم السلاح على المسلمين وبغضهم لأهل التوحيد والمسلمين وغير ذلك، وكانوا يهددون، وحملوا السلاح على المسلمين، وضربوا أناس وسجنوا أناس، هؤلاء الصوفية ملعونون، تلعنهم الملائكة، يؤذون المسلمين، ويدعون حب النبي صلى الله عليه وسلم، يعذبون أمة النبي صلى الله عليه وسلم في الشيشان، ويمنعونهم من دعوة التوحيد والسنة، ويهددونهم بالسجن والقتل، فلا تغتر بتنكيس رؤوس هؤلاء، ولذلك انكشف أمر هؤلاء لأمة الإجابة، وعرفوا حقيقة هؤلاء وتركوهم، والحمد لله عرفنا من الرسائل التي تأتينا في الهاتف أن خلق من الناس تركوا هؤلاء وكشفوا هؤلاء الذين يسمونهم دعاة، وأنهم مجرمون، وأنهم مبتدعة، يقولون: تركناهم ما دام أن هؤلاء يدعون إلى السنة، كالعريفي والعودة وأشكال هؤلاء، ولله الحمد.
فلذلك هؤلاء الذين يرفعون السلاح على المسلمين، أو حتى الذي يرفع السلاح هكذا أو حديدة حتى بالمزح، فهي خطرة جدا، لعل يضرب شخص بها، وكم شخص حمل السلاح على شخص يمزح معه فقتله، فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن ذلك، من باب سد الذرائع، فإذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فعلى الناس أن ينتهوا، لأنه ممكن ترفع على عشرة، اثنان وثلاثة وأربعة وخمسة أو ستة ما يصيبهم شيء، وأربعة تصيبهم، حديدة أو رمح أو سلاح، فلذلك احذر في كل مرة تحمل السلاح، ما يصيب الشخص شيء، والمرة الثانية كذا، والثالثة يصيب شخص آخر، أو ترمي الحديدة على اليمين وهو واقف مستقيم تمزح معه فإذا هي تضربه أو تجرحه أو تؤذيه أو تقتله، وأشياء كثيرة؛ يرمون الحجارة يمزحون فوق رأسه فإذا هي في رأسه، فلذلك ما دام النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها ففيها ضرر.
أما بعض الأشياء ما يدخل في هذا اللعن، مثل الذين يتضاربون بالبطيخ، فإن الصحابة كانوا يتضاربون بهذا، وكذلك في اللعب يشيرون بأشياء، في هذه المواضع فلا بأس. أما الأمور الطبيعية هكذا واليومية الناس يرفعون الرمح فهذا لا يجوز، فلذلك الحذر الحذر من هذا الأمر، لا ترفع شيئا، أو شخص يمزح بسكين، فيخوفه هكذا، يضرب بخلف السكين البطن فإذا هي في الأمام فتضربه فيموت، وأشياء كثيرة يفعلها الناس، خاصة العصاة، يمزحون بأشياء خطرة، كم شخص مات، كم شخص أصيب، وكم شخص أوذي، مزاح –على قول العوام- خشن، فلذلك الحذر من هذه الأمور، فالمزاح في حدود، الصحابة كان كل واحد يرمي على الثاني بالبطيخ وما شابه ذلك، ففي هذه الحدود لا بأس، لكن نحن نتكلم عن الأمور الخطرة التي سببت أشياء كثيرة، فوق البيت يتمازح الشباب، كم شخص سقط من السطح إلى أسفل ومات؟! فهذه مشكلة، فهذه الأمور منهي عنها.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم بين لهم أن هذه الأمور من الشيطان، وإذا كان مازحا من الشيطان، فما بالك بالذي يتعمد أن يقتل المسلمين؟ فهؤلاء الداعشية والإخوانية والخوارج، والخوارج القعدة هؤلاء يسوقهم الشيطان إلى الهلاك والفساد، كيف هؤلاء يقومون بالجهاد؟ أي جهاد هذا؟ كيف هؤلاء يقومون بالإسلام والشيطان يقودهم؟ ولذلك الخوارج القعدة خرجوا لنا يقولون: الجهاد الجهاد، وهم مفسدون في الأرض، هؤلاء ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة تلعنهم، هؤلاء أهل فساد، ولا يعرفون شيئا في الجهاد، لكنهم خوارج قعدة، فلذلك الأمر خطير جدا، فاحذر مما ذكرنا جملة وتفصيلا.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده»، لعل الشيطان ينزع في يدك هذا السلاح، والذي يقولون عنه بالخطأ، ضربه يقول: أنا فعلت هذا بالخطأ، هذا من الشيطان؛ جعله يرمي هذا الرمح أو هذه الحديدة أو هذه الرصاصة، وبسبب هذا فيقع في حفرة من النار، يعني يدخل النار بسبب هذا، لأنه فعل أمرا منهيا عنه، فلذلك الحذر الحذر من هذا الأمر.
ولذلك يبين النووي رحمه الله تعالى في «شرح صحيح مسلم» (ج16 ص170) يقول: هذا الحديث فيه تأكد حرمة المسلم، والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه، والتعرض له بما قد يؤذيه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «وإن كان أخاه لأبيه وأمه» مبالغة في إيضاح عموم النهي لكل أحد سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم، وسواء كان هذا هزلا أم لا، لأن ترويع المسلم حرام بكل حال، ولأنه قد يسبقه السلاح.
يعني يبين النووي هذا الأمر، وهذا النهي، وهذا الأمر الخطير، يعني ذهبت أنفس المئات والألوف والملايين، عد من الحروب الأفغانية إلى يومنا هذا، كم ناس ذهبوا؟ كله سبب حمل السلاح بدون حق والضرب والسجون، أعداد ما يستطيع الواحد أن يعدهم، وهذه كذلك من علامات الساعة أن يكثر القتل، فمع النهي ومع هذا خلق من الناس من المنحرفين يقتلون المسلمين من الداعشية وغيرهم، ويعدون هذا جهاد، وبعد ذلك يخرجون في القنوات والإذاعات الإخوان المفلسين يتكلمون عن الخلق، الأمس يأمرون الناس بقتل المسلمين ثم اليوم يتكلم عن أذية المسلمين وعن الخلق، ويتكلم عن الزنا وعن المنكرات، وبر الوالدين، وما شابه ذلك، وهو مجرم من المجرمين، فلذلك على الناس أن ينتبهوا لهذا الأمر.
فتخويف المسلم لا يجوز، خاصة الذين يخرجون لك في القنوات وفي التواصل المرئي يخيفون الناس في البلدان، من الرافضة وغيرهم، في إذاعاتهم وفي التلفاز، يخيفون الناس، فهؤلاء داخلون في اللعن، لأنه ما يجوز تخويف الناس، أو يخوف الناس بمرض وهو غير موجود يقول للناس: يصيبكم كذا وكذا يحط لكم عصير ربيع ويخوف الناس فيه، هذا فيه سرطان وفيه بلاوى ويضع لكم شامبو ويخيفكم من هذا الشامبو، ويخيفكم من هذا الصابون ومن هذا الغذاء، وما شابه ذلك، يترك هذا الأمر لولاة الأمر وما يسمون بالصحة، هم يتكلمون عن هذه الأمور، عندهم علم بهذا الشيء، ويضعون أشياء كثيرة من اللحوم؛ لحوم الأسماك ولحوم كذا وفيها وفيها، ويخوفون الناس، وهذا كله لعله فقط تخويف، فهؤلاء داخلون في اللعن، بأي طريقة تخويف المسلمين ما يجوز وهو سبب للعن الملائكة، فلذلك ما يتدخل الناس إلا عن بينة، ويضعون لك صور وأشياء، خاصة المبتدعة يضعون لك صور وجثث الأطفال والنساء في الحروب وغيره ويقولون: يصيبكم هكذا، وتقطع رؤوسكم، ويخوفون الناس، فهذا داخل في اللعن، فلذلك بأي طريقة لا بد أن يكون شيء بين، ممكن في بعض الأشياء، لكن غالب الأشياء تترك لولي الأمر وهناك وزارة الصحة والأطباء، لأن الآن أناس مستغلين هذه الأشياء ويخوفون الناس، الكل ينزل في هذا التواصل سواء من اليهود أو النصارى أو أهل البدع، أو الرافضة، ويضع لك الرافضة في بلد من البلدان مظاهرات قديمة من عشر سنوات أو من عشرين سنة، يقول لك: هذه المظاهرات موجودة في البلد، ويخوفون الناس، أو هناك قتل، ولا فيه شيء في البلد، وهناك حرب وما في حرب في البلد، يخوفون الناس، هؤلاء كلهم داخلون في هذه الأحاديث، هؤلاء ملعونون، الملائكة تلعنهم، فلا يجوز تخويف الناس بأي شيء، إذا كان فيه بينة فعلا تعلمها وضرر على الناس ممكن أن تبين هذا، لكن ليس كل شيء، لكن غالب الذي ينزل الآن هو من هذا النوع، كله تخويف الناس من الأمراض، خاصة أيام الحج، يخوفون الناس بأمراض غير موجودة، بأشياء كثيرة، فلذلك هذا كله يدخل في الأحاديث.
والنبي صلى الله عليه وسلم يبين أمر مهم للناس؛ فإن أشكال هؤلاء في الحقيقة ليس لهم إلا النار، فالأمر خطير. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا»، وهذا الحديث أخرجه مسلم في «صحيحه».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله»، وكذلك في طريق آخر وهذا الحديث في صحيح مسلم، وكذلك الآخر في صحيح مسلم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن طالت بك مدة أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب البقر»؛ وأذناب البقر هذه كناية على أن عندهم سياط، عندهم عصي يضربون الناس بها، ويعذبونهم، فهم أصحاب السياط.
فهذا الصنف قوم معهم سياط كأذناب البقر، كذيل البقر يضربون بها الناس، وأنت إذا رأيت قديما وحديثا ماذا فعل المشركون بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الضرب بالسياط وغير ذلك، وانظر من بعدهم من الجهمية في عهد الإمام أحمد في مسألة خلق القرآن كيف ضربوا الناس بالسياط والعصي وما شابه ذلك، كيف سجنوا هؤلاء، وكذلك من بعدهم في عهد الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره كيف ضرب العلماء من أهل السنة والجماعة. كذلك انظر الآن إلى الرافضة كيف يضربون الناس بالعصي والسياط وما شابه ذلك، يعذبونهم في الشام، في العراق، فلا تحسب أن الله تارك هؤلاء، فالله يعلم بهم، لو أراد الله سبحانه وتعالى ما استطاع رافضي ولا بعثي ولا شيوعي ولا داعشي ولا غير ذلك يضرب واحد من الناس أو من المسلمين، لو شاء الله ما فعلوه، لكن الله له حكمة، فهؤلاء مأواهم النار، الذين يعذبون الناس، صنفان من أهل النار لم أرهما؛ هذا الصنف الذين يعذبون الناس ويضربونهم، هؤلاء من أهل النار، فلا يأتيك شك في الله، تقول: لماذا الله يترك هؤلاء؟ لماذا لا يدافع عن المسلمين؟ فلله الحكمة البالغة ما يعلمها كثير من الناس، إما لقلة علمهم أو لغفلتهم، فلا يعلم هؤلاء بحكم الله سبحانه وتعالى.
فالنبي يبين لك أن هؤلاء وإن كانوا يعذبون الناس فمأواهم النار، وهذا قديما وحديثا، الله يعذب هؤلاء وينتقم للمؤمنين وللمسلمين، فإذا عذبوا الآن المسلمين غدا الله يعاقبهم، وهذا أمر معروف سواء في البعثية أو الرافضية أو اليهودية أو النصرانية، أو الروسية أوغير ذلك لله جنود، فيعذبهم بالرياح والبرد والحر والزلازل وغير ذلك، يسلط عليهم الله سبحانه وتعالى، فأنت اصبر وانظر، وعلى الناس أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى ولا يشركوا به شيئا، فيعبدون الله في حياتهم ولا يلتفتون لهذه الأمور، ولا ينظرون إلى أقاويل دعاة الباطل وتحريضهم، فإن هؤلاء مفسدون في الأرض، فلا تتبع هؤلاء، واتبع علماء أهل السنة إن أردت النجاة في الدنيا والآخرة، فهؤلاء من أهل النار الذين يعذبون الناس سواء في البلدان أو القرى أو السجون، فهؤلاء لهم النار.
أنت اصبر ولك الأجر عند الله سبحانه وتعالى، ويوم يدخل الناس الجنة ينسون هذه الأمور، ولله سبحانه وتعالى في خلقه حكم، أصاب الرسل هذه الأمور، أصاب الأنبياء هذه الأمور، أصاب الصحابة رضي الله عنهم هذه الأمور، أصاب الأئمة من أهل الحديث هذه الأمور، فعلى الناس أن يصبروا، وهؤلاء في الحقيقة وجودهم في هذه الأرض لا تغتر به، انظر ماذا يقول لك النبي صلى الله عليه وسلم عنهم؛ هؤلاء يغدون في غضب الله، يمشون والله غاضب عليهم، ما يتهنى الواحد منهم، فالحكومة الرافضية ما تتهنى ولا الرافضة فيها، ولا الدولة الشيوعية ولا اليهودية ولا النصرانية، ولا المجوسية، ولا الإخوانية، ولا الداعشية، ولا الصوفية في الشيشان ولا غير ذلك، هؤلاء في هذه الحياة يغدون بغضب من الله، فهم هالكون، فأنت اغد في رضا الله سبحانه وتعالى، فأبشر بكل خير، هؤلاء يغدون بغضب الله سبحانه وتعالى وما لك بأناس الله غاضب عليهم؟ فلا تسأل عنهم ولا تنشغل بهم، ويروحون في سخط الله؛ يعني في نومه الله غاضب عليه، وإذا استيقظ الله غاضب عليه، ويأكل ويشرب والله غاضب عليه، ويذهب إلى عمله والله غاضب عليه، ويسافر ويتسيح والله غاضب عليه، ويتمتع بالمتعة والزنا والله غاضب عليه، فيغدو ويروح طول اليوم والله غاضب عليه، فما لك بشخص هكذا؟
وهؤلاء المبتدعة ودعاة الباطل الثورية يشغلون الناس بأشكال هؤلاء، والله غاضب عليهم وسخط عليهم، فعلى هؤلاء أن يتركوا الناس أن يعبدوا الله، والله سبحانه وتعالى يتولى هؤلاء في الدنيا ويتولاهم في قبورهم وفي اليوم الآخر، لأن هذه الأمور داخل فيها الأمور السياسية، والأمور السياسية هذه ما تنتهي وتشغل الناس عن عبادة الله وعن العلم وعن الأذكار، وتشغل الناس عن أهلهم وعن أزواجهم، وعن أقاربهم، عن أولادهم، عن بيوتهم... إلخ، فلا تشغل نفسك بهذه الأمور السياسية، بل اشغل نفسك بعبادة الله سبحانه وتعالى، هذا هو الأصل، وادع الناس المسلمين وحثهم وبين لهم وحذرهم من الشرك والبدع، وبين لهم أثر الغفلة.
فالنبي يبين للناس هذا، ويبين كذلك، «ألا ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته»؛ هؤلاء المجرمون يمشون في لعنة الله وفي غضب الله، لماذا تنشغل أنت معهم أكثر من اللازم؟ على قدر الحاجة اشتغل بهؤلاء، وإلا اشتغل على نفسك، تفرغ للعبادة ولطلب العلم وللمسلمين، فهذا الأمر على قدر استطاعتك، أما أن يكون الواحد مشغول طوال الوقت مع دعاة الباطل والسياسة، مع الحروب السياسية، فهذا هالك؛ لأن هؤلاء يريدون أن يشغلوا الناس بالحروب السياسية، لكي يصطادوا هؤلاء العوام الرعاع الهمج بعد ذلك، ويستخدمونهم في الثورات والبدع، هذا مرادهم، فإذا رأوا الناس مشغولون بالعبادة أرادوا أن يشغلوهم بهذه الأمور السياسية، ولذلك يقول لك: الجهاد الجهاد وهو جالس المجرم ما يذهب.
انظر إلى كل هؤلاء الذين يحرضون الناس على الحروب ما في واحد منهم ذهب، المئات منهم ما في واحد منهم ذهب، وهذا يدل على أنهم منافقون مجرمون خونة للإسلام والمسلمين، فلذلك انظر في هذا.
فالذين يضربون الناس هؤلاء ملعونون، والنبي صلى الله عليه وسلم بين قال: «أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر»، يعني سياط أو عصي أو ما شابه ذلك يضربون الناس، كذلك أي واحد يدخل في هذه الأحاديث، ليس الداعشية فقط، بل حتى الأمور الانفرادية، وشخص معاند ويصر ويؤذي زوجته ويضربها ضرب مبرح في كل يوم ولا رحمة في قلبه، فهذا داخل في هذا، مأواه النار، وإن صلى وصام وحج، وقال: أنا مسلم، فإن هذه امرأة ضعيفة ما يجوز ضربها. كذلك الذي يؤذي فعلا أولاده، ويصبحهم بضرب ويمسيهم بضرب، فهذا يؤذي، فهذا داخل مأواه النار، أما إذا كان لأجل تأديبهم فهذا أمر معروف، هذا حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذه الأمور بشكل دائم، أو مجرم في المدينة أو في القرية يؤذي الناس في الليالي، يؤذي سياراتهم مثلا أو بيوتهم، يضربهم بالحجارة النوافذ، أو يضرب -بزعمه- هذا الهندي وهذا البنجالي مثل الرافضة، هذا كله ما يجوز، هذا كله منهي عنه، وهذا ملعون، فالأمر خطير جدا.
فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للناس، فالله سبحانه وتعالى رحيم، والنبي صلى الله عليه وسلم رحيم، فلا بد للشخص أن يكون رحيم على أولاده، على زوجته، على جيرانه، على أهله، على المسلمين، يرحم الناس، لأن هذه الرحمة في قلبه لعل بسببها يدخل الجنة، ففيها فضل عظيم أن الشخص يرحم الناس، ولذلك هذه الأحاديث يدخل فيها الجماعات من أهل البدع وأهل الكفر، فالأمر خطير جدا، أو شخص يصيد لك الأطفال في الحي ويضرب فيهم، وهذه الأصناف موجودة، فهذا داخل كذلك في هذه الأحاديث، وهذا ما في قلبه رحمة، بل ارحم الأطفال المسلمين، فالأمر خطير جدا، وهذه الأصناف موجودة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يحذر الناس من هذه الأفعال، سواء الضرب جماعات أو في الحروب أو أفراد أو في عائلة أو في حي أو غير ذلك، خاصة عندك الآن البعثيون، الداعشيون، الرافضيون، الشيوعيون، الإخوان، كلهم داخلون في هذه الأحاديث، مآواهم النار وبئس المصير،يضربون الناس ويعذبون الناس ويرفعون عليهم السلاح، ويقولون: هذا من الجهاد، وهذا أمر واضح في هذه المسألة، أو من يضرب مثلا والده أو أمه، أو يضرب الناس في العمل، حتى لو أنت مسؤول ما يجوز لك أن تؤذي الناس، أو الذي يضرب الناس على قضية -بزعمه- وهم ليس عليهم قضية، ويضرب هذا ويضرب هذا، ويعذب هذا، فهذا داخل في اللعن ومأواه جهنم وبئس المصير، ما يجوز له، حتى لو واحد، وهذا الحديث عام، يعذب الناس في البلد، وما بالك بالذي يعذب الناس من أجل دينهم ودعوتهم والتزامهم بالدين، ويضربهم ويسجنهم؟ ويهدد هذا ويهدد هذا، فالله سبحانه وتعالى ما هو بغافل عن هؤلاء، فأنت اصبر إذا أصابك شيء من ذلك، فإن لك الأجر وهذا له الإثم ومأواه جهنم وبئس المصير، والذي يعاونه على الضرب أو يحثه هذا ملعون وداخل معه في نار جهنم، ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾ [المائدة: 2]، ما يجوز لأي أحد أن يتعاون على الإثم والعدوان، وإذا رأى شخص يضرب شخص بلا حق قال له: نعم، اضربه، زيده، فهذا داخل في اللعن، مأواه جهنم فالأمر خطير جدا.
وإذا شهر المسلم على أخيه المسلم في النسب والدين وشهر عليه السلاح، وقتله ظلما، فيدخل في ذلك وهذا وعيد خطير للناس، فالذي يفعل هذه الأفاعيل لا تزال الملائكة تلعنه.
وهؤلاء المبتدعة الآن الرافضة والإخوانية والروسية وغير ذلك هؤلاء اللعنة نازلة عليهم طول حياتهم، فلا تسأل عنهم، ومن يسل السلاح؛ والسلاح المسلول من الإسلال وهي السرقة الخفية، فيدخل على شخص في البيت في غفلة منه، خاصة المجرمون يأتون بالليل ويسلون السيف بغفلة، بسرقة خفية، ويقتلون هذا، ويقتلون هذا، فهؤلاء ملعونون، وهذا الأمر كثير، يأتي شخص في الطريق في ممر أو في المنطقة أو في القرية بخفية ويقتله أو يضربه ويهرب، متلثم وما شابه ذلك، هذا ملعون، والملائكة تلعنه، فأين يذهب؟ مأواه جهنم إذا قتل هذا وهرب، يظن أن ما في أحد عرفه، والله يعلم بك يا أيها الرافضي، أو الداعشي، أو البعثي، سواء في البلدان الآمنة أو في البلدان التي فيها حروب، الناس تفعل هذا، في خفية يقتلون ويضربون، سواء بسلاح أو بعصا أو باليد، ويهربون، فهؤلاء كذلك داخلون في اللعن ومأواهم جهنم وبئس المصير، فأين يذهبون؟ الله يعلم بهم ويعرفهم إذا ما عرفهم الناس، فلذلك السرقة بخفية وقتل الشخص هذا كذلك أمره خطير.
فهذا الأمر بين وواضح، فعلى الناس أن ينتبهوا لهذا الأمر، لا جماعات تفعل هذا الأمر، ولا أفراد يفعلون هذه الأمور، لا في الحروب، ولا في البلدان ولا المدن ولا القرى ولا في البيوت ولا في الحي ولا غير ذلك، فإن هذا الأمر عام للجميع.
س: هل يجوز إيذاء المسلم؟.
ج: ما يجوز، وهذا بيناه.
تكلمنا عن مسألة المخنثين هؤلاء الذين يسمونهم البناتيه، فهذا الأمر فاعله ملعون وهو أمر محرم، لكن أحيانا الشخص يولد هكذا، يعني كلامه طبيعي كالنساء، كذلك حركاته فيها شيء من اللين والميوعة، وهذا ما يتعمد، هذا طبيعته هكذا فهذا ما يدخل في اللعن، لأن هذه طبيعة كلامهم وصوتهم وحركاتهم، فالمقصود من ذلك الذي يتعمد، فهذا الرجل يتعمد أن يكون امرأة، والمرأة هذه تتعمد أن تكون رجلا فهؤلاء يدخلون، أما الأمور الطبيعية التي تصدر من هؤلاء فهؤلاء غير داخلين في اللعن، وما يكون هذا الرجل يتشبه بالنساء، ولا يدخل في ذلك.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.