الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (20) أحكام اللعن: لعن الرجال المتشبهين بالنساء والنساء المتشبهات بالرجال (تفريغ)
2025-07-21

الجزء (20) أحكام اللعن: لعن الرجال المتشبهين بالنساء والنساء المتشبهات بالرجال (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبيين أحكام اللعن في الشريعة المطهرة، وفي هذا الدرس نتكلم عن لعن الرجال المتشبهين بالنساء، ولعن النساء المتشبهات بالرجال.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال»، أخرجه البخاري في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، والترمذي في «سننه»، وابن ماجه في «سننه»، وأحمد في «المسند»، وأخرج ابن ماجه في «سننه» عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ وذكر المرأة تتشبه بالرجال، والرجل يتشبه بالنساء.
والمعنى في هذا الحديث: لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء، ولا العكس، وكذلك لا يجوز للرجال أن يتكلموا بكلام النساء، أو الرجال يمشون مشي النساء متكسرات، وكذلك النساء لا يجوز لهن لبس لباس الرجال والزينة التي تختص بالرجال، وكذلك لا يجوز لهن الكلام بكلام الرجال، ويتشبهن بالرجال في الأصوات ولا المشي، وكذلك لا يجوز للرجال أن يكونوا هيئتهم كهيئة النساء، وكذلك النساء لا يجوز لهن أن يكن هيئتهن كهيئة الرجال، وهذا الأمر منتشر في العالم –والعياذ بالله-، وخاصة في الغرب وبلدان اليهود والنصارى، وتغلغل هذا الأمر إلى بلدان المسلمين، فترى الرجل يتشبه بالمرأة أو المرأة تتشبه بالرجل، فالرجال يتشبهون بالنساء في اللباس أو الزينة أو في الحركات، في الشعور.. وغير ذلك، وهذا –والعياذ بالله- منتشر بكثرة، في بلاد الكفر، وتغلغل هذا الأمر ووصل إلى بلدان المسلمين، فترى الرجل في بلد المسلمين يتشبه بالنساء –والعياذ بالله-، وكذلك المرأة أو النسوة يتشبهن بالرجال في اللباس أو في الزينة أو في الهيئة، وفي غير ذلك، وهذا الأمر لا يخفى عليكم أنه منتشر.
كذلك بالنسبة للأبناء –والعياذ بالله- المخنثين، الذين يسميهم العامة (البناتية) فهم بكثرة في بلدان الكفر في الخارج، بلدان اليهود والنصارى، وتغلغل هذا الأمر حتى صار من أبناء المسلمين –والعياذ بالله- من يتشبهوا بالبنات في اللباس، في الكلام، في الهيئة، في التكسر، فلذلك هذا الأمر لا بد على الناس أن ينتبهوا له، فإنه ينتشر في كل مكان.
كذلك ترى البنات يتشبهن بالرجال، وسيأتي حديث يبين لك هذا الأمر، وهن المترجلات؛ يعني يتشبهن بالرجال، فلذلك هذا الأمر –والعياذ بالله- منتشر مع أن الشارع حرمه وبينه، وأي حكم يبينه الله سبحانه وتعالى في القرآن أو يبينه النبي صلى الله عليه وسلم في السنة فاعلم أن فيه تحذير للناس، وأن هناك أناس خاصة في هذا الزمان المتأخر يفعلون هذه الأمور، فترى الرجل يتشبه بالمرأة، وترى المرأة تتشبه بالرجل، وترى الابن يتشبه بالبنت، وترى البنت تتشبه بالابن، والله سبحانه وتعالى عصم خلق الناس من الرجال والنساء والأبناء والبنات عن هذا الأمر، لكن هناك جنس موجود من الرجال يفعلوا هذا الفعل، وكذلك هناك جنس من النسوة يفعلن ذلك، وكذلك هناك جنس من الأبناء يفعلوا ذلك، وكذلك هناك جنس من البنات يفعلن هذا الأمر، وهذا الأمر منتشر، والشارع حرم هذا الأمر، ولعن فاعله، ومع هذا بسبب جهل الناس وابتعاد بعض الرجال عن الدين وبعض النسوة عن الدين وقعوا في هذا الأمر المنكر وفي هذا الأمر المحرم، وكذلك بسبب جهل بعض الأبناء وقعوا في هذا الأمر، فتشبهوا بالنساء، وكذلك هناك بعض البنات يتشبهن بالرجال، والشارع حرم هذا الأمر، ووضع هذه العقوبة الكبرى، فهي من الكبائر، وعليها اللعن، فلعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال، واللعن هو الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى.
فهؤلاء الرجال الذين يتشبهون بالنساء لعنوا –والعياذ بالله- على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء هالكون بلا شك إذا لم يتوبوا عن هذا الفعل، كذلك النبي صلى الله عليه وسلم لعن هؤلاء الأبناء الذين يتشبهون بالبنات، والنبي صلى الله عليه وسلم لعن البنات اللاتي يتشبهن بالأبناء المترجلات، وهؤلاء الأبناء هالكون ووقعت عليهم اللعنة إذا لم يتوبوا، وكذلك اللعنة وقعت على البنات المترجلات فهالكات بلا شك، وهذا الأمر خطير جدا، فلا بد من تنبيه الرجال والنساء والأبناء والبنات من هذا الأمر الخطير، وهؤلاء وقعوا في هذا المنكر بسبب جهلهم وابتعادهم عن الدين وعدم وعظهم ونصحهم في البيوت، وفي البلدان وفي المدن وفي القرى، فابتعاد هؤلاء عن الدين أوقعهم في هذا الأمر، وهؤلاء يظنون أن هذا أمر طبيعي ومن الحياه ومن المتاع، وهذا بلا شك من الشيطان، زين لهم هذا الفعل، فجعل هذا الرجل الجاهل يتشبه بالمرأة، وجعل هذه المرأة تتشبه بهذا الرجل، وزين لهذا الابن أن يكون بنتا –والعياذ بالله-، وزين لهذه البنت الجاهلة، والبنات يعتريهن الجهل بكثرة، لابتعاد البنات عن الدين وعن الصلاة، فزين لها الشيطان هذا الفعل، وترى لباسها لباس الرجال وصوتها صوت الرجال وحركاتها حركات الرجال وهي بنت، فزين لها الشيطان بسبب جهلها، فالشيطان عدو مبين يريد أن يدخل ما استطاع من الخلق في نار جهنم –والعياذ بالله-، فلا بد من التمسك بالكتاب والسنة رجالا ونساء أبناء وبناتا، لأن العصمة من الشيطان في القرآن والسنة، ولا بد من الإخلاص والتبعية في ذلك، فلا تكفي الادعاءات، فلا بد من الصدق، ﴿يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة﴾ [الأعراف: 27]، فلا يفتن الشيطان أحد منكم لا رجالا ولا نساء، ولا بناتا ولا أبناء، فإن الشيطان لهذه الأشكال بالمرصاد؛ الجهال من أهل الكفر ومن أهل البدع ومن أهل المعاصي، هؤلاء هم جهال الزمان، ويظنون أنفسهم أنهم يعلمون ويعرفون وهم جهال، زين لهم الشيطان أشياء كثيرة فصدهم عن القرآن وعن السنة، صدهم عن الدين، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فالأمر خطير جدا، وهذا ضلال مبين.
فالشيطان عدو مبين لبني آدم، زد إلى ذلك نفس هذا الإنسان الأمارة بالسوء بسبب جهلها مفتونة بهذه الدنيا، فيقع من الناس أشياء كثيرة بسبب الشيطان وهوى النفس، فلا تكاد ترى هؤلاء يرجعون إلى الله سبحانه وتعالى، وقليل منهم يتوبون بسبب أهواء الأنفس، فالشيطان زين لهم هذا الأمر المنكر، فأين الرجل وأين المرأة؟ فالرجل قوام والرجل قوي، وصبور، ويعمل الأعمال التي لا تستطيع عليها المرأة، والرجل في شكله رجل وفي قوته وفي ذكائه وفي عمله، فأين هذا المتشبه بالمرأة؟ فالرجل قوي البدن والله سبحانه وتعالى خلقه على هيئة تليق به، يغيرها إلى امرأة لينة ضعيفة، وشكله يتغير، فأين الرجل وأين المرأة؟ فهذا الرجل زين له الشيطان هذا العمل.
وكذلك هذه المرأة اللينة الهينة تجعل نفسها كالرجل في شكلها، في مشيها، في لباسها، في صوتها، فترى فرقان بين الرجل والمرأة، والله سبحانه وتعالى جعل للرجل طبيعة وهيئة وللمرأة طبيعة وهيئة، فهذه الهيئة تناسب الرجل وكذلك هيئة المرأة تناسبها، والرجل يتمتع بأرزاق الله سبحانه وتعالى، وكذلك المرأة، على حسب طبيعة المرأة، والرجل على حسب طبيعة الرجل، فالله سبحانه وتعالى أنعم على هذا الرجل بالرجولة ثم هو يغير هذه الهيئة إلى هيئة امرأة، وهذه المرأة أنعم الله سبحانه وتعالى عليها وتغير هذه الهيئة إلى رجل، فهذا الأمر من أخطر الأمور على الرجال والنساء في البلدان، خاصة المسلمون الذين يسكنون في بلدان الغرب، فيقعون في هذه الهيئات؛ فترة هذا الابن يتشبه بالبنت، والبنت تتشبه بالابن، وهذا الرجل يتشبه بالمرأة والمرأة تتشبه بالرجل، وهذا الأمر رأيناه في الغرب، وهو مصيبة كبيرة، وجاءتني أسئلة من عدد من هذا الصنف من الناس، ومنهم تائب ومنهم لا يستطيع أن يقول: أتغير، لكن يريد أن يتغير، لأن هذا الأمر خطير جدا.
وجاءني شاب في كندا وهو يريد أن يغير نفسه الآن من بنت إلى رجل لأنه رجل، وهو تائب، ففي الحقيقة ترى شكله وحركاته عجيبة، رجل يتكسر هكذا! وكيف أصابه هذا الأمر وهذا الفعل وهذه الحركات؟ فلذلك هناك أناس تائبون من هذا الأمر، لكن هذا الأمر لا بد له من فترة طويلة حتى يرجع أمره كما يكون هيئة رجل أو شاب أو ابن، يحتاج إلى وقت وصبر، يريد صبر من هذا التائب، وكذلك هذه البنت التي ترجلت تحتاج إلى وقت طويل إلى أن ترجع وتكون بنتا؛ لأن هذا الجسم يتغير شيئا فشيئا، ما يتغير مرة واحدة، فالذي يصبر على هذا الأمر سوف يتغير، أما إذا لم يصبر يصعب عليه التغير، فلا بد من الصبر وهذا يحتاج إلى فترة طويلة حتى يعود الابن إلى هيئته من بنت إلى رجل، والبنت هذه من هيئتها من رجل إلى بنت، يعني لا بد له من فترة طويلة، فلا بد من الصبر.
كذلك مثل مدمن الخمر، فإنه يحتاج صبر بعد توبته، ويصبر على عدم شرب الخمر، يحتاج إلى فترة إلى أن تخرج من جسمه هذه السموم حتى لا يعود إلى الخمر، كذلك التائب من المخدرات يريد وقت طويل إلى أن تخرج هذه السموم من جسمه لكي لا يعود، فالتائبون في الحقيقة لا بد لهم من الصبر على ترك المنهي عنه، على ترك المحرم، وهذا الأمر لا بد منه.
وهذا الأمر نهى عنه الشارع، لكن هنا مسألة: ترى البنت تلبس لباس البنات، أو المرأة تلبس لباس النساء، فأحيانا المرأة تلبس لأن هذه المسألة هي التي تعم بها الرجولة، دائما تلبس لباس الرجال، هذه الملعونة، وكذلك الرجل الذي يتشبه بالمرأة يكون دائما هيئته وكلامه وحركاته حركات المرأة، لكن ترى امرأة هيئتها هيئة امرأة وحركاتها حركات امرأة ولباسها دائما، كما يفعلن العاصيات يلبسن البنطلون، فهذه ما تكون مترجلة لكن تكون عاصية، لأنها لبست لباس محرم، فتتشبه بالرجال في هذا الأمر، وإلا هيئتها ولباسها دائما لباس النساء، فترى بعض الجاهلات الآن ممكن تصلي وتصوم وتحج فتلبس أحيانا هذا البنطلون فهذه عاصية، ولا تدخل في اللعن، وكذلك البنت تلبس لباس البنات وهيئتها هيئة البنات وما شابه ذلك وأحيانا بسبب جهل الأب أو الأم هي تلبس هذا البنطلون فهذه كذلك فعلت محرم، إذا كانت بالغة فالإثم عليها، وإذا كانت صغيرة والأب يلبسها هذا البنطلون أو الأم فالإثم على الأب وعلى الأم، لأن هذا الأمر محرم، فلا بد على الناس أن يفرقوا في مسألة اللعن، فاللعن يدخل في الرجل الذي يكون دائما لباسه وهيئته وشكله شكل النساء، واللاتي يدخلن في اللعن من النساء هن اللاتي يتشبهن بالرجال دائما ويقال عنهن مترجلات، أما أحيانا فهذه معصية، فهذا الأمر مذموم إذا رضي الرجل بهذه الهيئة، وإذا رضيت المرأة بهذه الهيئة، لكن المرأة ما ترضى بهذه الهيئة، لكنها لبست البنطلون فهي عاصية.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أخرجوهم من بيوتكم، فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلانا، وأخرج عمر فلانا» أخرجه البخاري في «صحيحه»، وأبو داود في «سننه»، والترمذي في «سننه»، والدارمي في «المسند»، وأحمد في «المسند».
والمخنث: الذي يفعل فعل المخنثات، والاختناث هو التكسر، والمترجلات من النساء: المتشبهات بالرجال، هنا صريح في المرأة تترجل، فالنبي صلى الله عليه وسلم لعن البناتية، ولعن المترجلات، فهذا الأمر خطير جدا على هذا الصنف من الناس، فلا بد من تحذير الناس من هذا الأمر، وتحذير الرجال وتحذير النساء، وتحذير الأبناء والبنات من هذا الأمر، فالأمر خطير جدا.
واللعن صفة فعلية ثابتة لله بالكتاب والسنة، تليق بجلاله، وبكماله، فصفات الله سبحانه وتعالى كلها صفات كمال، حتى الاستهزاء؛ ﴿الله يستهزئ بهم﴾ [البقرة: 15]، حتى هذا الاستهزاء صفة كمال، بمقابلة الذين يستهزؤون بالدين وبالمؤمنين، فالله سبحانه وتعالى يستهزئ بهم، كذلك اللعن فالله سبحانه وتعالى يلعن هذا الصنف من الناس، ويلعن الكافرين ويلعن الظالمين، ويلعن المبتدعين، لأن الظالمون هم المبتدعة، فالله سبحانه وتعالى يلعن المبتدعة، والدليل من الكتاب: ﴿وغضب الله عليه ولعنه﴾ [النساء: 93]؛ هذا الذي يقتل متعمد فالله سبحانه وتعالى يلعنه، فأثبت الله تعالى له صفة اللعن. وقوله سبحانه وتعالى: ﴿إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا﴾ [الأحزاب: 64]؛ لعن الكافرين، فالله سبحانه وتعالىيلعن، واللعن صفة فعلية يفعلها الله سبحانه وتعالى متى شاء، وهذه صفة كمال.
ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ألا لعنة الله على الظالمين﴾ [هود: 18]، والظالمون يدخل فيهم الكفرة في الخارج والمبتدعة في الداخل والعصاة في الداخل والفسقة في الداخل، والرجل الذي يتشبه بالنساء، والمرأة التي تتشبه بالرجال، هذا الرجل ظالم وهذه المرأة ظالمة، وكذلك هذا الابن الذي يتشبه بالبنات هذا ظالم وملعون، وكذلك هذه البنت التي تتشبه بالأبناء هذه ظالمة، فالله سبحانه وتعالى أثبت له صفة اللعن، فالله يلعن. ومن السنة هناك أحاديث كثيرة ستأتي وأتى بعضها كحديث: «لعن الله السارق»، فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم صفة اللعن لله سبحانه وتعالى، وهي صفة فعلية من أفعال الله سبحانه وتعالى، وكذلك في الحديث: «لعن الله الواصلة»، وهذا الأمر الآن منتشر وصل الشعر والنمص وتغيير خلق الله من نسوة كثر ملعونات على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، فنسوة كثر يفعلن النمص والوصل، وهذا يدل على أنهن ابتعدن عن الدين وجاهلات في هذا الدين، والذي يفهم هذا الأمر قلة من النساء، فلذلك الأمر خطير جدا، وكذلك حديث: «المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم لله صفة اللعن، فصفة اللعن ثابتة لله سبحانه وتعالى.
وقد استشهد شيخ الإسلام ابن تيمية في «العقيدة الواسطية» بقوله: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه﴾ [النساء: 93] على إثبات صفتي الغضب واللعن، وصفة الغضب تليق بجلاله وكماله، فالصفات التي لله لا تشبه صفات المخلوقين، ولذلك يقول الشيخ خليل الهراس رحمه الله في «شرح العقيدة الواسطية» عن هذه الآية وآيات معها: تضمنت هذه الآيات إثبات بعض صفات الفعل من الرضا لله والغضب واللعن والكره، ثم قال: واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، واللعين والملعون من حقت عليه اللعنة وأدعي إليه بها.
فاللعن هذا هو الطرد والإبعاد، فلذلك يحذر الناس أن يقعوا في أمر منهي لعن صاحبه في الكتاب أو في السنة، ولذلك لا يكون العبد ظالم، لأن من الممكن ألا يقع في هذه الأمور لكن يقع في أمور عامة فيكون ظالما، والله سبحانه وتعالى لعن الظالمين، فلا تظلم أحد، لا تظلم زوجتك، لا تظلم عيالك، لا تظلم جيرانك، لا تظلم أصدقاءك، وهذه الأمور تقع من بني آدم، عليه أن يبتعد عن هذا الأمر، فالأمر خطير جدا، فلا يقع هذا العبد في هذه الأمور، وكلما وقع في أمر بينه الله سبحانه وتعالى في القرآن ووضحه كالقتل العمد، فلا يقع العبد في هذا الأمر لأن فاعله ملعون، وكذلك هذه الأمور كالتشبه من الرجال بالنساء فهذا عقاب وقع عليه وهو ملعون بالأحاديث الواضحة البينة، وكذلك هذه المرأة لا تترجل وتتشبه بالرجل فإنها ملعونة، فالأمر خطير جدا.
ولذلك أنت ترى أن الظالمين الواضحين هم أهل البدع، هم الذين ظلموا أنفسهم، انظر إلى الإخوانية كم ظلم الإخوانية من الناس في البلدان من المسلمين؟ الداعشية، السرورية، القطبية، التراثية، التبليغية، الصوفية، وغير ذلك من أهل البدع، كم ظلم هؤلاء من الناس؟! والله سبحانه وتعالى لعنهم وأبعدهم عن هذا الدين، فلذلك أنت لا تقع في هذه الأمور التي ذكرناها قديما والآن، فإن الأمر خطير جدا.
س: عند ما تكون المرأة بطبيعتها فيها شيء يشبه الرجال؟.
ج: الأمور الطبيعية لا، نحن نقول أن هذه المرأة ترضى بهيئة الرجل وهي التي تتصنع، وتريد أن تكون رجلا مترجلة، أما المرأة أو بعض النسوة صوتها كصوت الرجل وهذا أمر طبيعي من الله سبحانه وتعالى ليس لها أي شيء، فهذه المرأة ما تدخل في هذا الأمر، فالمرأة المترجلة في هيئتها أو في لباسها، في أمور تخص الرجال تفعلها هذه المرأة، فهذه هي المرأة الملعونة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
وبالنسبة للسراويل الخاصة للنساء في البيت وللنوم، فالمرأة تلبس هذا اللباس أو النساء يلبسن هذا اللباس ما يدخلن في هذا الأمر، ما يدخلن في اللعن، نحن تكلمنا عن أن المرأة تتهيأ هيئة الرجل، وتكون طبيعتها في هذه الحياة طبيعة الرجل، هذا هو المنهي عنه، أما مثل هذه السراويل التي تلبسها المرأة الآن فلا تدخل في هذا الأمر، وهذا لباس المرأة في البيت.
س: ما حكم التجارة في أشرطة الفيديو مع العلم أنها ليس فيها منكرات؟.
ج: فيه الآن أشرطة فيديو ما فيها للتعليم أو فيها منفعة، ما فيها إلا ضياع أوقات الناس، لكن إذا كان هناك أشرطة فيها منفعة للصغار خاصة للروضات أو للابتدائي مثلا، وفيها تعليم الأذكار الصحيحة بدون أحاديث ضعيفة، أو الصلاة، أو ما شابه ذلك، فهذه الأشرطة لا بأس ببيعها، وهذه التجارة لا بأس بها، وهذا كذلك من الدعوة إلى الله، فإذا هذا الذي يتاجر في هذه الأشرطة لينفع الناس وينشر الدين الصحيح بدون أحاديث ضعيفة فهذا سوف يحصل أجره في الدنيا وأجره في الدين وفي الدعوة، فلا بأس بذلك، أما غير ذلك فلا تباع، وخاصة أشرطة المنكرات.
س: ما حكم لبس الدبلة للخاطب؟.
ج: هذا الأمر محرم بلا شك، لأن فيه تشبه بالكفار، الكفار هم الذين أتوا بما يسمى بالدبلة، فهذا الرجل المتزوج يلبس زوجته ذلك ابتداء في الزواج، وهذا من فعل الكفار، ولهم اعتقادات، حتى لو لم تر الزوجة هذه الدبلة على زوجها كأنه لا يريدها، وهذه اعتقادات فاسدة وأشياء أخرى، وعند العوام منتشر هذا الأمر، إذا الدبلة ما ترى على الرجل كأن عندهم أنت طلقت، ممكن نساها في الحمام، ففي ذلك اعتقادات فاسدة وأشياء كثيرة، على كل حال لبس الدبلة من المحرمات وفيها تشبه بالكفار والكافرات، فلا يجوز نهائيا، فإذا فعل الرجل ذلك أثم وإذا فعلت المرأة ذلك أثمت، فعلى الناس أن ينتهوا عن التشبه بالكفار والكافرات، ليفلحوا في الدنيا، ويتركوا هذه المحرمات والمعاصي.
س: ما حكم من يتكلم كالنساء لكن أفعاله أفعال الرجال؟.
ج: إذا دائما يتكلم بهذه الطريقة، لا بد أن يكون عند الرجل شيء من الرجولة، لكن يغلب عليه هذه الأمور (أفعال النساء) فهذا ما يجوز، وإذا كانت طبيعته فليس عليه شيء.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.