القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (15) أحكام اللعن: لعن الراشي والمرتشي (تفريغ)

2025-07-20

صورة 1
الجزء (15) أحكام اللعن: لعن الراشي والمرتشي (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

وما زلنا في تبيين أحكام اللعن.

وأخذنا من قبل أن الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ملعونون في القرآن والسنة، وبينا ذلك، ومن ذلك أهل البدع الذين يتحايلون على الناس ويأكلون أموال الناس بالباطل، إما من طريق جمعياتهم، أو غير ذلك، أو من طريق جمع التبرعات... إلخ، وكذلك من الذين يأكلون أموال الناس بالباطل الراشي والمرتشي.

فالراشي والمرتشي فهذان ملعونان في القرآن والسنة، والله سبحانه وتعالى لعن الراشي، ولعن المرتشي، والنبي صلى الله عليه وسلم كذلك لعن الراشي ولعن المرتشي، والراشي في خطر عظيم، والمرتشي كذلك في خطر عظيم.

والرشوة والعياذ بالله- انتشرت في البلدان في العالم بكثرة، فالراشي يأكل أموال الناس بالباطل ويطلب منهم الرشوة، فيأكل أموال الناس بالباطل، فهذا ملعون، وكذلك المرتشي فيقول للشخص: أنا سأعطيك أموال واشفع لي في كذا، أخرج لي مال كذا، أو وظيفة... إلخ، فهذا كذلك ملعون، ولذلك يقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي»، حديث صحيح أخرجه أبو داود في «سننه»، والترمذي في «سننه»، وابن ماجه في «سننه»، وأحمد في «المسند»، وغيرهم، وإسناده صحيح، وصححه أهل العلم كذلك.

فهذا الحديث يبين الخطر العظيم الذي يقع على الراشي، والخطر الذي يقع على المرتشي، والرشوة كما يخفى عليكم انتشرت في العالم، وحتى من يدعي أنه يصلي، ويصوم ويحج، ويذكر الله بعد صلاة الفجر، إذا جاءه المال افتتن، وإذا عرض عليه المال افتتن، وصار مرتشيا، وكذلك الذين يدعون أنهم دعاة إلى السلفية وإلى السنية وإلى الإسلام وينصرون القرآن وينصرون النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مشايخ معتبرون عند أتباعهم الجهلة والرعاع، في أيام الانتخابات يرتشون، يعني ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر في العالم الإسلامي وغيره كيف هؤلاء يستعملون الرشوة سواء من أموالهم أو من أموال المسلمين التي هي مستودعه في جمعياتهم أو في حسابات جمعياتهم، يستخدمونها للرشوة، هؤلاء أصحابكم يدعون الدعوة والسلفية وإلى آخره وهم ملعونون، لعن الله الراشي والمرتشي.

كذلك العصاة الفساق في الإدارات، في المطارات وغيرها، يطالبون بالرشوة، أعطني مالا أفعل لك كذا، أعطني نصف المال أخرج لك عشرة آلاف دينار، يعني خمسة آلاف وين في مخباه وخمسة آلاف لهذا، وهذا هو الراشي والمرتشي، فهؤلاء يا أخوان ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ونقول للعامة والهمج والرعاع والغجر الذين يتبعون هؤلاء: هؤلاء ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، أي مشايخ عندكم وأي دعاة؟ هؤلاء ملعونون، مطرودون من رحمة الله سبحانه وتعالى، ألا تروا أن هؤلاء في ضلال مبين، وفي ذل، وفي نكد وهم ووسواس وعقاب وعذاب في الدنيا؟ وسوف ترونهم يوم القيامة معذبون في نار جهنم، ملعونون من الله سبحانه وتعالى، ملعونون من النبي صلى الله عليه وسلم، ملعونون من الملائكة، ومن الناس، ألا ترون كيف هؤلاء الناس يلعنون هؤلاء ويدعون عليهم باللعنة؟

فلذلك أي مشايخ هؤلاء؟ وأي دعاة؟ لا بد على الناس أن يعرفوا دينهم الحق، ويعرفوا من يتبعون ومن يتركون، لكن الله سبحانه وتعالى أضل هؤلاء الأتباع الرعاع الهمج، فاتبعوا دعاة الضلالة، وتركوا دعاة الهدى فلا يتبعونهم في شيء، حتى لو رأوا ما عندهم من حق وحجة وبرهان فلا يتبعون، بل يتبعون الضلالات والجهالات والظنون والمغالطات، هكذا أتباع الجنقل.

وانظر في الذي يقابل الجنكل، وهو المدعو الغامدي، دعاة الشرك ودعاة الصوفية، فانظر إلى القوم، فالأمر خطير. فلا يقابل أتباع الدعوة السلفية، ولا أهل السنة والجماعة، يقابل الجنقل مفصخين تريد أدخل عليه وشوف، دعاة الشرك والبدع وأعداء التوحيد، فلذلك اتبع كتاب الله سبحانه وتعالى، واتبع النبي صلى الله عليه وسلم، واتبع الصحابة، واتبع أهل الحديث القدماء والجدد، هؤلاء هم أهل الحق.

ولذلك الراشي: هو الذي يدفع الرشوة، والمرتشي: هو الذي يأخذها.

والرائش: الذي يسعى بينهما، يستزيد لهذا ويستنقص لهذا، لا لا، خفض له، كيف هو دكان، أو يقول لهذا: زد، وهكذا الرائش.

فالراشي ملعون، والمرتشي ملعون، والرائش ملعون، هؤلاء الثلاثة ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وما أكثر هؤلاء الآن، فلا يفيد هذا المال الذي أخذه، وهؤلاء وأشكالهم أخذوا الرشوة وأكلوها بالباطل، هؤلاء نسوا الآن فعلهم هذا ولا أحد يدري وكل هؤلاء غافلون، وما يدري هذا المسكين الراشي والمرتشي والرائش أن كل شيء مكتوب في صحيفتهم، وهم غافلون في هذه الدنيا، فليمت ثم يعرف خطر هذا الأمر، وهذا الأمر المحرم الذي هو كبيرة من الكبائر، فلذلك احذر من هذا الأمر، الناس يغرون الناس بأموالهم، هناك أناس عندهم أموال طائلة، موظف أو مخلص أو معلم سياقه أو في السوق مثلا، فعند أناس أموال يغرونك بأموالهم، يعرض عليك ألف دينار للرشوة وأنت مسكين وبزعمك محتاج، وممكن ظهر لك فتاوى، والشيطان يأتي لك ويقول: هذه للحاجة، وهذه ضرورة، هناك فتاوى للعلماء، وتأخذ هذه الأموال وتصبح ملعونا، وخاصة في هذا الزمان يعطون هدايا، وأنا أعرف أناس عندهم هدايا ذهب، يعطون للأزهريين حتى يفتوا لهم ذهب، شيء ما يتصور! وذهب لكي يعقد لهم على نكاح سرا، وأشياء أخرى، فكل هذه المصائب موجودة في المجتمعات، والعياذ بالله، فاحذر من الرشوة، لا تكن راشيا ولا مرتشيا.

فلذلك الأمر خطير جدا على هؤلاء، فلا تظن أن هؤلاء متروكين، هؤلاء في صحائفهم كل شيء مكتوب، وهؤلاء ينسون ويغفلون، هؤلاء هالكون يوم القيامة فلا تغتر بذلك، احذر أن تكن هكذا في وظيفة أو في كذا، فالأمر خطير جدا، وخاصة الذين يأتون من الخارج، ممكن أن يغريهم أناس بهذه الأموال، فيعطونه هذه الرشوة: افعل لي كذا وافعل لي كذا، فيفعل، رشوة حتى أنه ممكن يقتل، فالأمر خطير، وبلاوى في العالم بسبب هذه الرشوة، ومشاكل كثيرة، لأن هؤلاء استخدموا هذه الرشوة، وهذه الرشوة تسبب المشاكل، وتصل إلى القتل.

ولذلك انظر إلى الدول التي تأخذ الرشوة أي من قبل هؤلاء الموظفين- في الحدود أو في المطارات، ما يمشون إلا برشوة، الله سبحانه وتعالى دك لهم بلادهم الشام هذه، وليبيا، وغير ذلك، هذا من الذنوب ومنها الرشوة، ما تمشي في الحدود السورية إلا بالرشوة قديما، فانظر الله سبحانه وتعالى ماذا فعل فيها؛ لا تظن أنها مسألة ثورة أو حرب، لا، هذا بسبب الذنوب القديمة والجديدة والتي سوف تأتي منهم، فالله سبحانه وتعالى عاقبهم، فلذلك لا تفعل هذا الفعل، وحذر من الرشوة، حتى لو فعلها الناس وأنت تحذر فالله سبحانه وتعالى يرفع العقاب عن البلد لوجود أمثالك، لوجود هذه الطائفة التي تنكر المحرمات والمنكرات؛ تنكر الشرك وتنكر البدع، فلها وجود في البلد، فبسبب هذه الجماعة المباركة وبسببك أنت وبهذا وبذاك الله سبحانه وتعالى يرفع العقاب، ثم ينزل العقاب على هؤلاء بأمراض وبغيرها، وبعقوبات انفرادية على هؤلاء، فلذلك لا بد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلد، لكي تستقيم البلد، لكي يرفع الله سبحانه وتعالى العقاب عنها، وينزل الأمن والأمان، إذا الناس يريدون فليأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر، حتى لو كان لهؤلاء وجود، فما دام هذه الطائفة المباركة موجودة في البلد فالله سبحانه وتعالى يرفع عنها العقاب، وينزل الأمن، والله سبحانه وتعالى عليم بهؤلاء وبأفعالهم، والله سبحانه وتعالى جعل ملائكة يكتبون على هؤلاء وكفى، والله سبحانه وتعالى يحاسب هؤلاء، لكن إذا عمت وطمت البلد من هذه الأشكال ولا فيه من أهل السنة، من الطائفة المنصورة، من الطائفة الناجية، سوف ترى من الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بزعمه من أهل البدع من الصوفية وغيرهم، فالله سبحانه وتعالى يدك هذه البلاد، وأكبر دليل في البلدان الأخرى كما ترون، وخاصة نشر التوحيد حتى يعم الخير في الناس ويخافون الله ولا يقعون في المحرمات إلا الشاذون منهم؛ أصحاب الشهوات والرغبات، أصحاب الأموال المفتونون بالأموال، فلذلك الرشوة أمرها خطير.

فاحذر أن تقع في الراشي أو المرتشي، أو الرائش، ولا في مائة فلس، ولا في دينار، ولا في غير ذلك، فالأمر خطير، فإذا رأى الله سبحانه وتعالى الناس يبتعدون عن المحرمات ويجتنبون المحرمات وينكرون على أهل المعاصي وأهل المحرمات فالله سبحانه وتعالى يرفع عنهم العذاب، وينزل عليهم الأمن والأمان، فلتكن الشعوب على هذا الأمر إذا أرادت أن يرفع الله سبحانه وتعالى عنهم العذاب، وينزل عليهم الأمن، عليهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الصغير والكبير، والرجل والمرأة، وعلى هذه الجماعات والأحزاب، وأهل الفرق والبدع، فإن هذه الأشياء التي تصيب الناس من العقوبات والبلاوى والحروب كل هذا بسبب ذنوبهم ومنها استخدام الرشوة بالعلن، ولا أحد يستحي من الله سبحانه وتعالى، أعطني مالا وأفعل لك كذا، يعلنون هذا الأمر، فالله سبحانه وتعالى يعاقب هؤلاء.

والرشوة بكسر الراء، والرشوة بضم الراء؛ الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأصله من الرشاء أي الحبل الذي يتوصل به الماء، وانظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج2 ص226).

فهذا الأمر خطير جدا، وهذه الرشوة من أكل أموال الناس بالباطل، فلا تفعل هذا الأمر لتحصل على الأموال؛ فإن العقاب نازل عليك في الدنيا قبل الآخرة، ولن تحصل بركة لا في بيتك ولا في أهلك ولا في أولادك ولا في مالك ولا في وظيفتك، ولا في سيارتك، ولا في شيء من التجارات ولا غير ذلك، وأكبر دليل انظر البركة ارتفعت من هؤلاء الذين يستخدمون الرشوة سواء من الأغنياء أو التجار أو غير ذلك، فأموالهم هباء منثور، تذهب في يوم وفي لحظة الأموال الكثيرة، وكذلك يخافون من نقص المال، الله يقذف في قلوبهم الرعب، فاحذر هذا الأمر.

وهذا كذلك من الحيل للحصول على الأموال، والنبي صلى الله عليه وسلم لعن الراشي والمرتشي؛ الراشي هو الذي يدفع الرشوة والمرتشي الذي يأخذها، والرائش الذي يسعى بينهما يزيد لهذا وينقص لهذا.

وبقي أمر مهم خاصة في هذا الزمان، والناس يحتاجون إلى الضرورات والحاجات، والله سبحانه وتعالى هناك أشياء حرمها لكن هناك ضرورة أحلها الله سبحانه وتعالى للناس كما بين أهل العلم، وهذا الحكم كما بينت لكم على سبيل العموم؛ أن الرشوة حرام وفاعلها ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، والرشوة ما يعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل، هذه الرشوة.

أما إذا أعطى ليتوصل به إلى حق أو ليدفع عن نفسه ظلما أو حصول مالا له حق لم يعط، ولم يكن هناك سبيل لحصول الحق ودفع الظلم إلا ببذل المال وليس هناك من ينصف هذا المظلوم فإنه والحالة هذه لا يدخل في اللعن، كما بين القاري في المرقاة في «شرح المشكاة»، وكذلك شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في «الفتاوى»، وفي «شرح رياض الصالحين»، وغيرهم من العلماء الذين بينوا حل هذا الأمر، أين؟ إذا له حق في وظيفة، له حق عند إنسان، أو ليدفع عن نفسه ظلم مثلا يسجن ظلما، ويقال له: سوف نسجنك وإلا ادفع مالا، ضابط من الضباط، وهذا موجود في البلدان الأخرى، ما في أحد يكلم هذا الضابط، فيجوز هنا أن يدفع مالا رشوة ضرورة، والإثم على من؟ على هذا الضابط، أو هذا الشخص، لأنه أكل أموال الناس بالباطل، وهذا ما عليه شيء لأنه مكره، ولا بد من معرفة المصالح والمفاسد، ستصير مفسدة إذا دفع مالا لكنه يحصل مصلحة وهي ألا يسجن، ويطلق، والسجين يتضرر ويتضرر أهله وأولاده إذا عنده، ووظيفته، فتقدم هذه المفسدة لأجل هذه المصلحة.

كذلك لك حق، مال لك لم تعطاه وما في أحد ينصفك، وقال لك موظف: أنا سوف أخرج لك أموالك وادفع لي مالا، يعني يريد رشوة، فلا بأس هنا أن تدفع مثلا ألف دينار وتحصل على عشرة آلاف دينار، فهذه مصلحة كبيرة لك، وإن كانت هي مفسدة؛ فعلت هذا المحرم وهذا أمر ضروري كما بين شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، سوف تتضرر في بعض البلدان في الحدود وتقف أنت وأولادك على الحدود أو في المطار، لماذا؟ لأن ينتظرك هذا الموظف في الجوازات أو غيرها يريد أن ترشيه، يمشي هذا ويمشي هذا، لأن هؤلاء يرشونه ويمشيهم، لا تقول هذا حرام وتتعب نفسك وأهلك وعيالك، الله يسر لك هذا الدين، لم يتيسر أي دين مثل هذا الدين، والله سبحانه وتعالى بين لك ودفع عنك هذا الضر، وبين أهل العلم هذا؛ ادفع له وانته، لا تعذب زوجتك ونفسك وأولادك على الحدود، ممكن يكون في الصيف، ممكن يكون في الشتاء، وتظن أن هذا محرم. نعم هو محرم، لكنه في هذه المواقف الله سبحانه وتعالى بين للناس الضروريات، وبين أهل العلم ذلك، ادفع والإثم عليه، مكره أنت الآن.

فالله سبحانه وتعالى حرم الميتة، وبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، لكن عند الضرورة لا تقول: هذه ميتة وحرام، ثم تموت وتهلك، كل منها، الله سبحانه وتعالى يسر لك ذلك، كل من الميتة على قدر حاجتك وانتهى الأمر، ما عليك شيء، وبينت في الدروس كثيرا في مسألة اتخاذ الرخص والضرورات والحاجات، وجاء هذا الدين ليعرف للناس بالمصالح والمفاسد، وجاء هذا الإسلام ليحفظ عليهم الضرورات خاصة النفس والمال والنسل، فهذه الأمور محفوظة بالإسلام، فأنت تضر نفسك وعيالك وأهلك على الحدود لأجل هذا البعثي السوري، أعطه دينار وفك نفسك منه ومن شره، انظر ماذا فعل الله فيهم الآن، نسمع عن هذا من أربعين سنة، الرشاوي عندهم تلعب، خليهم تنفعهم هذه الرشاوي والمنكرات والمحرمات والشرك والبدع، فأنت ادفع له، والله سبحانه وتعالى سوف يعاقبه لك.

فلذلك لا بد على المسلم أن يعرف هذا الأمر، صحيح فعله محرم، لكن فيه أشياء تفعلها أنت الله ما يؤاخذك، ﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾ [البقرة: 286]، الله ما يؤاخذك نهائيا، يأخذ هذا المتعمد الذي يريد أن يأكل أموالك بالباطل، فلذلك إذا أعطيت شخص لكي تصل إلى حقك وإلى مالك وإلى وظيفتك فلا بأس بدفع الرشوة، ويكون لك هذا الأمر ضرورة وحاجة، ودفع الضرر عن نفسك، وجاء الإسلام ليحفظ الضرورات الخمس، منها النفس، والإثم على من فعل ذلك، والناس يكرهون في البلدان على أشياء كثيرة، ليس في هذا فقط، يقول لك النبي صلى الله عليه وسلم: أعطهم، وافعل لهم والإثم عليهم، لكن لا تفعل مثل أفعالهم، وتفعل المحرمات والمعاصي، فأنت تأثم هنا، فيكون قلبك منكر هذا الشيء وهذه الرشوة، لكنك فعلت ذلك لضعفك، ما في أحد ينصفك، سوف تتضرر، فلا بأس بدفع هذه الرشوة والإثم على من أخذها، وهذا الذي بينه أهل العلم وهذا ظاهر واضح.

إذا الراشي ملعون، والمرتشي ملعون، والرائش ملعون، وأما الذي فعل ذلك ضرورة لحق ودفع الضر عن نفسه فهذا غير داخل في اللعن.

س: هل يدخل الرائش في اللعن؟

ج: الرائش ضعيفة، لكنها كلغة بين أهل العلم أن هذا لغة، الذي يكون بين هذا وذاك، وهذا يكون كذلك، يعني في التطبيق العملي في البلدان موجود هذا الثالث، فهذا في لغة العرب يسمى الرائش، أما في الحديث فهذه الزيادة ضعيفة، وما دام هو في القضية فهو داخل معهم في اللعن.

س: لا بد أن تكون الرشوة بالمال؟

ج: وفي أي شيء سواء بالمال، أو بالأشياء العينية، أو بأي شيء، يحصل على المال بأي شيء، هدايا، أشياء كثيرة كلها تدخل في الرشوة.

هذه الهدايا مثلا في المطار أنت تعلم أن هؤلاء العمال فقراء ومساكين، هم ما يطلبون ولا شيء، وتعطيهم من نفسك هدية أو مساعدة، فلا بأس بذلك، لكن الكلام هنا على التعمد في أكل أموال الناس بالباطل، واستعمال هذا الأمر، وتطبيق هذا المحرم، تطبيق هذه المعصية عمليا، ويترصد لهذه الأشياء، أما أحيانا شخص يحمل لك حقيبة فهذه الصدقات والهدايا ما تدخل في هذا الأمر.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan