الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (68) الشرح الكبير على بلوغ المرام: شرح باب الآنية - تعريف الآنية في اللغة
2025-07-01

الجزء (68) الشرح الكبير على بلوغ المرام: شرح باب الآنية - تعريف الآنية في اللغة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولعلنا ندخل في أحكام باب الآنية.
وهذا الباب فيه فوائد كثيرة لطلبة العلم خاصة وللناس عامة، بالنسبة أنهم يستعملون هذه الآنية.
والآنية كثيرة جدا: منها من الذهب، ومنها من الفضة، ومنها من الأمور الثمينة، ويتبع هذا أمور كثيرة في الأحكام، ففي هذا الباب نطول فيه.
تعريف الآنية: الآنية جمع إناء، وجمع الآنية الأواني، فالإناء مفرد، وجمعه آنية، وجمع الأواني هذا يسمى جمع الجمع، والآنية جمع.
ويستعمل في جمع الجمع للأواني الكثيرة، مثلا من العشرة فما فوق خمسة عشر، عشرين إناء، هذا يسمى أواني كثيرة، يسمى أواني لجمع الجمع.
والآنية جمع، هذه تستعمل من العشرة أو التسعة فما دون ذلك يعني الخمسة والستة، يقال: إذا رأيت هذه الأواني خمسة ستة هذه تجمعها على آنية، وإذا رأيت أكثر من عشرة إذا أردت أن تجمع هذه الأواني تقول: هذه أواني، هذه آنية.
فإذا ما دون التسعة يقال: آنية، وإذا كثرت تسمى أواني، هكذا في اللغة.
والمفرد إناء، والإناء وعاء المال والماء وغير ذلك مما هو معروف.
ووعاء يجمع على أوعية، فالجمع القليل آنية، والجمع الكثير الأواني، هكذا في لغة العرب كانوا يستعملون كلمة إناء هكذا في الجمع.
ونظير ذلك: سوار وأسورة وأساورة، وكذلك رداء وأردية، ومثل سلاح وأسلحة، هكذا.
قال اللغوي الجوهري في «الصحاح»: جمع الإناء آنية، وجمع الآنية الأواني، هذا جمع الجمع، فجمع الإناء آنية، وجمع الآنية تجمع الآن على الآنية، والآنية جمع، هذا يسمى جمع الجمع، وجمع الآنية الأواني، كسقاء وأسقية وأساق، هكذا.
والآنية الأوعية التي يستعملها الناس.
وأصل أواني آني، أصلها هكذا بهمزتين أبدلت ثانيتهما واوا كراهة اجتماعهما كأوادمة في آدم، وإناء وآنية وأواني أسهل من الهمزتين، تدخل عليهم الهمزتان.
وقد استعمل الغزالي وغيره من الفقهاء الآنية في المفرد، وهذا ليس بصحيح، هل الآنية مفرد؟ الآنية جمع، لذلك لعلك تقرأ في كتب الفقه كتب الشافعية وغيرهم هكذا يستعملون الآنية كفرد مفرد، لكن الآنية جمع، فإذا أردت أن تذكر كذا إناء تقول: آنية، لات تقول إناء، فهذه ليست من لغة العرب، لغة العرب هكذا:
الإناء مفرد، الآنية جمع، الأواني جمع الجمع، وهم في كتبهم يذكرون عن الآنية في المفرد، وهذا ليس بصحيح.
وانظر: «مختار الصحاح» للرازي، و«لسان العرب» لابن منظور، و«المجموع» للنووي، و«مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى» للدمشقي الحنبلي، ودمشق قديما كلها كانت حنابلة وأهل سنة، وآل ما آل إليها الآن والله المستعان.
وهذا الكتاب أولي النهى هذا يشرح كتاب المنتهى للبهوتي والإقناع، وهو دمشقي من أهل السنة، وانظر أيضا: «المصباح المنير» للفيومي، و«تهذيب اللغة» للأزهري.
ومناسبة ذكر باب الآنية في كتاب الطهارة: كما فعل الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام عندكم، ذكر باب الآنية في كتاب الطهارة، لأنه متعلق بأمور ذكرناها في الدروس التي سلفت شيئا منها، لأن هناك بعض الأواني نجسة، فهي تتعلق بكتاب الطهارة من الجلود الميتة أو ولوغ الكلاب فيها، وبينا هذا في الدروس التي سلفت عن ولوغ الكلب.
وهناك آنية يستعملها الكفار هل هي يجوز استعمالها أو لا؟ وكذلك يمكن في بعض البلدان يستعملون فيها نجاسات، أو مثلا يستعملون فيها طبخ الخنازير وغير ذلك، هل هي نجسة أو لا؟
الأحكام بتأتي، نحن الآن لماذا ذكر الفقهاء باب الآنية في الطهارة؟ لأن الأصل ذكر الآنية في كتاب الأطعمة والأشربة، هذا مكان الأواني، فذكروها لهذا السبب، والكفار لا يخفى عليكم أنهم يستعملون النجاسات والأشياء القذرة في الآنية.
ونحن ما نتكلم عن بلد أو كذا، بل عن البلدان كلها، والأحكام تعم، والبلدان غربا وشرقا منهم من يستعملون أشياء فيها، فلذلك أدخل الفقهاء باب الآنية في كتاب الطهارة.
وإذا في الآنية مثلا وقعت نجاسة، وهذا يعني في أشياء بنمر عليها فقط للتذكير، وإلا تكلمنا عنها في الدروس التي سلفت، فاستحضروا هذه الدروس، وهي مفرغة موجودة، فيمكن تقرأ وكذا للسمع، لكي يحفظ طالب العلم ما سلف، فموجود كل شيء ومتيسر، وربما تطهر منها المسلم واحتاج إلى تطهير هذه الآنية فكيف يفعل؟
إذا كانت هناك نجاسة خفيفة أو نجاسة مغلظة كولوغ الكلب، وهذا كله تكلمنا عنه، لكن الفقهاء أدخلوا باب الآنية لهذا السبب، فهل يصح تطهير المسلم منها؟ وإذا تطهر منها فطهارته صحيحة؟ صلاته صحيحة؟ فيترتب عليها أشياء.
وأيضا آنية الذهب والفضة: لعل الإنسان يتطهر منها في الماء، فهل يجوز أو لا؟ وإن كان الصحيح أن الطهارة أو الوضوء صحيح مع الإثم، وسيأتي تفصيل هذا، فهل تصح هذه الطهارة أو لا؟
فناسب الفقهاء: منهم الشافعية والحنابلة وغيرهم أن يتكلموا على باب الآنية في كتاب الطهارة في الفقه، فذكروا باب الآنية في كتاب الطهارة.
وغيرهم ذكروا الآنية في كتاب الأطعمة والأشربة، لأن الناس يشربون منها، وآنية كثيرة، وكذلك يطعمون منها، فذكروها في كتاب الأطعمة والأشربة، مثل الإمام البخاري والإمام مسلم وغيرهم.
وسوف يأتي تفصيل ذلك.
والأصل أن عددا من الفقهاء ذكروا باب الآنية في كتاب الأطعمة والأشربة، وهناك آنية الذهب والفضة معروفة عند الناس، وهل يجوز استعمال الأواني أو الآنية الثمينة، فيه آنية ثمينة هل يجوز أن يشرب منها الناس؟ أو يطعم منها الناس أو لا؟ سيأتي الكلام على هذا وهي كثيرة وخاصة في هذا الزمان ظهرت أواني كثيرة: استيل وهذه الأشياء المعروفة، هل يجوز الأكل منها؟ الصحيح أنه يجوز، لكن بيأتي التفصيل على الإسراف وغير ذلك.
والآن هناك فيه آنية من الياقوت، الياقوت هذا حجر كريم، وهو فيه ألوان كثيرة يستعمل كذلك في الفصوص التي هي الخواتم، ففيه آنية قديما وحديثا يستعملون هذا.
كذلك آنية العقيق، فهل يجوز؟ والعقيق كذلك حجر كريم، وله خطوط وألوان جميلة.
كذلك هذا العقيق يستعمل في أشياء للنساء وكذا، حتى للرجال أيضا للخاتم مثلا الفضة، وهو حجر كريم أيضا.
الزبرجد أواني تستعمل منه، هذا كذلك حجر كريم يشبه الزمرد، ومنه الأحمر والأصفر، وهو عدة أنواع وألوان، وكلها معروفة هذه عند الناس، وهي ثمينة، هل يجوز استعمال ذلك؟ وإن كان عددا من أهل العلم حرموا الأكل في هذه الأمور الثمينة.
لكن الصحيح أنه يجوز، ولعلنا نتكلم عنها إن شاء الله بالتفصيل في الدروس القادمة، وهذه الدروس فيها فوائد كثيرة، لأن الناس يستعملون الآنية أو الأواني، وفيه أشياء كثيرة ومعادن الآن جميلة، هذه الأواني شيء مهول، فلذلك بنطول فيه.
ولعلنا إن شاء الله في الدرس القادم ندخل في الأحكام.
السؤال: غير مسموع.
الجواب: الصفارة هذه ليس فيها بأس، تستعمل في الروضات والمدارس ليس فيها بأس، لأنه ليست فيها موسيقى ولا غيره، مثل الأجراس التي فيها موسيقى في البيوت وما شابه ذلك.
الأسبوع الماضي سألوني في اليمن عن هذا، فمثل الأجراس العادية هذه فلا بأس فيها في البيوت أو غير ذلك، لكن الممنوع المحرم التي تكون هي بالموسيقى في البيوت أو غير ذلك، فاستعمال ذلك لا يجوز.
وهذه الصفارة للرياضة ليس فيها بأس.
السؤال: غير مسموع.
الجواب: بالنسبة عن المحسن، أن يسمي الشخص نفسه عبد المحسن، المحسن لم يثبت أنه اسم من أسماء الله، وهو من باب الأخبار، فالله سبحانه وتعالى أكيد محسن، والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف يذكرون أن الله محسن، لكن من باب الأخبار ليس من باب التسمية أنه اسم لله سبحانه وتعالى.
وكذلك مثلا الهادي وما شابه ذلك، فهي لم تثبت.
وأنا عندي شيء مختصر الآن أكتب فيه بينت الأسماء التي ثبتت في الكتاب والسنة أنها من أسماء الله سبحانه وتعالى، وكذلك مسألة الصفات بينت صفات الله التي ثبتت في الكتاب والسنة على فقه الصحابة، ذكرت الأسماء والصفات على فقه الصحابة.
لأن هناك أناس كثر وعدد من أهل العلم يذكرون أسماء وهي من باب الأخبار وكذلك من أحاديث ضعيفة، ويذكرونها من أسماء الله، وهي ليست من أسماء الله، وهؤلاء العلماء يجتهدون من أصاب منهم فله أجران ومن أخطأ فله أجر على اجتهاده، ولا يؤجر أحد لا عالم ولا غير عالم على خطئه، بل على اجتهاده كما بين النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك مسألة الصفات ذكروا صفات لله سبحانه وتعالى من أحاديث ضعيفة بعض أهل العلم، والمقلدة يأخذون هنا وهناك ويذكرون أن هذه من أسماء الله وهذه من صفات الله، وهي ليست كذلك.
وفيه صفات لله سبحانه وتعالى ثابتة في السنة وإجماع الصحابة ما يذكرونها، يحرفونها ويؤولونها مثل الأشاعرة هؤلاء المقلدة، مثل الهرولة ومثل الظل، الظل ثابت في السنة أنه صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، وأثبت هذا الشيخ ابن باز في هذا العصر، ومن قبله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا يأخذون، بل يؤولون ويحرفون.
وتراهم يذكرون صفات من أحاديث ضعيفة، والهرولة كذلك يحرفونها، وهي صفة لله سبحانه وتعالى، والذي يدعي أنه يثبت صفات لا بد عليه أن يثبت جميع الصفات، لا يثبت شيئا ويعطل شيئا.
فلذلك الشيخ ابن باز بين هذا الأمر: القاعدة واحدة في الصفات، من أثبت شيئا من الصفات فيجب عليه أن يثبت جميع الصفات، فلا يؤول ويظن ويستحسن في رأسه أن هذه ليست بصفة، كيف ليست بصفة وهي ثابتة في القرآن والسنة؟
والقدماء من بعض العلماء قديما أثبتوا الذراع وغير ذلك، وليس من الصفات، الحديث ضعيف لا يصح، ومثل هذه هذبت الأسماء وهذبت الصفات وشيء مختصر لكي يكون الناس على بينة في هذا الأمر، ولا يقلدون الأخطاء لا للعلماء ولا لغيرهم، هذا هو الأصل.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.