القائمة الرئيسة
الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (61) الشرح الكبير على بلوغ المرام: تتمة تحرير رواية ابن عكيم وأنه تابعي مخضرم وليس بصحابي

2025-06-30

صورة 1
الجزء (61) الشرح الكبير على بلوغ المرام: تتمة تحرير رواية ابن عكيم وأنه تابعي مخضرم وليس بصحابي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

تكلمنا في الدرس الذي سلف عن مسألة صحبة ابن عكيم، وهو عبد الله بن عكيم الجهني، وبينا ذلك وهو أبو معبد.

وبينا الحديث الأول وهو حديث ضعيف، واستدلوا به على أنه صحابي، وبينا أن الحديث ضعيف ومضطرب، واختلف فيه.

وهذا الحديث الثاني الذي ذكروه سوف نتكلم عنه الآن في هذا الدرس على أنه صحابي، وهو ليس بصحابي، لأن الحديث أيضا ضعيف.

فالحديث الثاني: عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، قال: دخلت على عبد الله بن عكيم أبي معبد الجهني أعوده، وبه حمرة، يعني مرض جلدي يصيب الإنسان ويكون الجلد أحمر ملتهب، وهو يعرف الآن بعدد من الأمراض مثل الحساسية وما يكون في الجلد من الحمرة وما شابه ذلك.

وبه حمرة، يعني مرض جلدي، فقلنا: ألا تعلق شيئا؟ يعني تميمة أو أي شيء لكي يشفى، قال: الموت أقرب من ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من تعلق شيئا وكل إليه».

يعني يطلبون منه أن الشرك، يعني هكذا الحديث وإن كان الحديث ضعيفا لكن هكذا الحديث.

فبين يشير إليهم أن هذا من الشرك، وأنا في الموت الآن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول بين هذا الأمر: «من تعلق شيئا وكل إليه».

وبالنسبة لهذا الحديث في مسألة الشرك فيه أحاديث صحيحة بيناها من قبل في التوحيد، وهذا حديث منكر أخرجه الترمذي في «الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل».

هذا عنوان سنن الترمذي، هذا هو الأصل، ولا بأس أن تقول: أخرجه الترمذي في «السنن» أو في «سننه» أو في «الجامع الصحيح»، وهكذا، لكن هذا العنوان بأكمله.

والترمذي أخرجه من طريق يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن سعيد القطان الإمام الحجة الكبير، صاحب العلل، من أئمة الجرح والتعديل إذا قال شيئا: هذا حديث معلول فلا تسأل عنه في الغالب، وإذا جرح أحدا فلا تسأل عنه في الغالب.

ولذلك إذا قرأت في كتب الرجال مثل: «تهذيب الكمال» للمزي أو «تهذيب التهذيب» لابن حجر أو «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم: تركه يحيى، يعني القطان.

وتعلم منه الإمام أحمد علم الحديث والعلل والجرح والتعديل، والإمام علي بن المديني، والإمام يحيى بن معين، أولئك الأئمة حفاظ، هؤلاء أئمتنا نقتدي بهؤلاء وغير هؤلاء، لكن هؤلاء الأئمة الثلاثة أحمد وعلي ويحيى تعلموا من الإمام يحيى بن سعيد القطان، وهو أبو سعيد، يحيى بن سعيد أبو سعيد ابن فروخ القطان، إمام معروف، فهؤلاء نحن نقتدي بهم.

ولذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم هؤلاء فنحن على الطريق المستقيم، لا ادعاء، لا أخذا وتمسكا وتطبيقا وعملا في هذا الزمان، نعمل بما عملوا، فلا ننظر إلى الناس ولا إلى مناصب ولا شيء.

ولذلك الذي يذكرون هؤلاء يعني أئمة وحفاظ وكذا، لماذا لا تقتدون بهم؟

ولذلك انحرفوا، لأنهم في هذا العصر لم يطبقوا منهج هؤلاء ويعملون به في حياتهم، طوال حياتهم في المناصب وفي التمييع، ومع أهل التحزب، يغدون معهم ويزورونهم ويفعلون لهم الدورات في الخارج وداخل البلدان فضلوا. فلذلك مثل عبدالمحسن العباد، وصالح السحيمي، ومحمد بازمول، وعرعور، والحويني، ومحمد إسحاق وغير هؤلاء من الطقات المعروفة الذين يدعون أنهم يمشون على هؤلاء، لا يمشون على هؤلاء، بل يمشون على أهوائهم فلذلك يضلوا، فيذكرونهم ذكرا.

فأي مسلم يريد أن يثبت على دينه بإذن الله سبحانه وتعالى فعليه بهؤلاء الأئمة: يحيى بن سعيد القطان، الإمام أحمد، ليس بكلام فقط وتراجم وكذا، لا بل تطبيق فعلا، وهجر أهل البدع والرد على أهل البدع، ما يصير الواحد يرد على أناس من أهل البدع ويجالس أهل بدع آخرين، هذا هو منهج التمييع.

ومنهج التمييع فتنة العصر، هؤلاء ما وقعوا في هذه الضلالات، لا بعد، بل يعتقدون أنهم على السلفية، أنتم لستم على السلفية ولا شيء، وهذه مشكلة كبيرة، فلماذا انحرفتم وتفرقتم؟ وتتباكون على تفرقكم؟ يا ربيع، يا السحيمي، يا محمد المدخلي الطقات الموجودة، شتت الله شملهم، لماذا؟ لأنهم يمشون على أهوائهم، عصابات في البلدان، ضلوا الشباب الذين جاءوا من جهتهم،  ضلوا، يضنون أنهم على شيء وهم ليسوا على شيء هؤلاء الشباب في كل البلدان.

فلذلك نحن أهل الحديث مشينا على هؤلاء، فليأتوا بشيء في المنهج والتوحيد والعقيدة انحراف في ذلك، ما وجدوا شيئا فذهبوا إلى صوم عرفة، مسائل فقهية.

لكن نحن أظهرنا انحرافهم في الأسماء والصفات وفي التوحيد، وفي المنهج، وفي الإرجاء وقعوا، هذه بعد الأمور التي شرحوها من كتب السنة، وأفسدوا كتب السنة كربيع وأمثاله.

لو يتكلمون عن أحكام القدر مثلا لصاروا قدرية، صاروا جهمية شرحوا الأسماء والصفات فوقعوا في أفكار جهم، وشرحوا مسائل الإيمان فصاروا مرجئة، وتكلموا عن السياسات الغربية والخروج على ولاة الأمور فصاروا خوارج، وإلى آخره، بينا هذه الأمور.

فلذلك أي مسلم يريد أن يثبت فعلا يمشي على هؤلاء ويطبق، ما عليك من المتنصبة، حتى لو فصلوك اجعلهم يفصلونك، قبل أن تدخل قبرك، وبعد ذلك مشكلة عليك.

مثلا نقول: هؤلاء يقطعون أرزاقك مثلا؟ لا، الله سبحانه وتعالى سيرسل لك وييسر لك رزقا آخر، فالأرزاق بيد الله، ليست بيد هؤلاء المنتصبه، صرت في منصب تحت هؤلاء، هداك الله، اترك هؤلاء واهجرهم، ابحث عن عمل ثاني لك.

يحيى بن سعيد القطان هذا إمام، وإليه المنتهى، فكيف صار هؤلاء أئمة؟ الإمام أحمد، الإمام ابن المديني، هو شيخ شيخ الإمام البخاري، ويحيى بن معين كيف صار هؤلاء الأئمة؟ أخذوا عن هذا الإمام وغير هؤلاء الأئمة كذلك، فصاروا أئمة.

فلذلك يجب علينا أن نقتدي بهؤلاء ونأخذ عنهم، وتطبيق منهجهم في واقع هذه الحياة، ليس بكلام وتراجم فقط، مثل ما يفعلون الآن في إذاعة القرآن: ترجمة يحيى بن سعيد القطان مثلا، أو فلان وفلان، أين الاقتداء؟ الاقتداء والتطبيق فكر الأخوان، فكر السرورية، والفكر التمييعي.

لو يطبقون منهج هؤلاء الأئمة لصاروا من أهل الحديث، وتعاونوا معنا مع أهل الحديث، لكن لا يتعاونون مع المميعة والدكاترة والدكتور فلان وعلان، فخابوا وخسروا.

فلذلك هؤلاء هم الأئمة: يجب نحن كآباء نتعلم تراجم هؤلاء وسيرة هؤلاء الأئمة، وكأمهات يتعلمن الآن سيرة هؤلاء ويطبقنها، كذلك على الآباء والأمهات يعلمون أولادهم من الأبناء والبنات على هؤلاء الأئمة والحفاظ.

ليس بفكر الإخوان وأمثال سيد قطب والموجودين الآن، حسن البنا وغيره وحماس وهنيه وأمثاله، فلذلك بعض الناس ضلوا والعياذ بالله، ما منهم فائدة، وعلى هذا الضلالة الله كشف لهم الأمور كلها على وجه الأرض، عن هؤلاء وأنهم مفسدون مخربون، ومع هذا ما تابت هذه العوائل ولا تريد التوبة خلاص، من الآباء والأمهات والأبناء والبنات هالكون.

ولله الحمد لم يثبت إلا أهل الحديث من الآباء والأمهات والأولاد والعوائل، كله من أهل الحديث، لماذا؟ لأنهم يقتدون بأئمة أهل الحديث الكبار المتقدمين.

ويحيى بن سعيد القطان هذا من أتباع التابعين، من الطبقة الفاضلة، من القرون الفاضلة.

وإذا الإنسان يخرج الأحاديث لا يختلط عليه يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن سعيد الأنصاري، فلا يختلطان عليك، فلذلك فيه فرق، فأحيانا يأتيك إسناد الحديث يحيى بن سعيد، حدثنا يحيى بن سعيد، فتظن أنه مكرر، لا، يحيى بن سعيد القطان شيخه يحيى بن سعيد الأنصاري، وهذا إمام من أئمة الحديث، قاضي المدينة وفقيه أهل المدينة، ويحيى بن سعيد القطان أخذ عن هذا.

المسلم إذا أخذ عن الثقات، فعلا ثقات، ليس بكلام، مثلا: عبدالمحسن العباد قدوة خذ منه، فاعلم بأن هذا الناصح لك غاش، وكل هؤلاء وأمثالهم الموجودين، مثل السحيمي، ومحمد بازمول، وربيع، ومحمد المدخلي، وعبدالرزاق العباد، وعبدالمحسن العباد هؤلاء كل واحد منهم يثني على الآخر: هذا صاحب سنة وصاحب كذا، ويلمعون لكم هؤلاء، فتأخذ عن هؤلاء فيضلونك، لماذا؟ لأنك تترك أمثال هؤلاء يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم، لن تأخذ عنهم.

ولذلك الآن شباب ضاعوا تحت هؤلاء، ثلاثون سنة يدرسون عندهم ولا يعرفون شيئا في المنهج، ما يعرفون شيئا في أهل البدع، ما يعرفون شيئا في مسائل الفقه ولا مسائل الأصول، ما يعرفون شيئا في الطهارة، يتوضأ بالجهل وتقليدا، لا يعرف يتوضأ، وإن كان يتوضأ أحكام الوضوء ما يعرفها، أحكام الصلاة كلها تقليد، حتى الذين ألفوا في الصلاة وفي الطهارة تقليدا، اختلف العلماء، اختلف العلماء.

لذلك هؤلاء الآن أتباع ربيع كلهم مرجئة، وأمثال الموجودين في اليمن، يقولون: علماء اليمن، وليسوا بعلماء هؤلاء أصلا مرجئة وغيرهم، مع داعش ومع حماس وغيرهم، على أنهم مجاهدون، يجاهدون اليهود، أي أناس يحاربون اليهود على أي شيء صحيح؟ أصلا الذين يحاربون اليهود أهل البدع، من القسامية، والصابرية وهم شيعة والحماسية إخوان، والذين الآن يمدحونهم في الخارج في البلدان ما بين سروري وإخواني وداعشي وغير ذلك، والطقات الموجودة في اليمن نفس الشيء، وضيعوا الشباب الذين درسوا عندهم الآن من ثلاثين سنة وخمسة وعشرين سنة وعشرين سنة درسوا وعشر سنوات، إلى الآن ما فهموا شيئا من الدين.

تناقشت مع بعضهم، لا يعرفون شيئا، أقول له: أنت ما تعرف شيئا عشر سنوات، درست على الطقات الموجودين وما عرفت شيئا، أنا أقول لك كذا وأقول لك الآثار وما تعرف شيئا؟.

وهذا يحيى الحجوري هذا العلامة عندهم، خبط وخلط، مرجئ، يثني على أعداء الله المشركين القبوريين، ويدافع عنهم ولا يشعر، يقول: ليسوا بكفار، معذورين.

البقية؟ ما يعذرهم من أهل السنة، أهل السنة يخطئون في أشياء يسيرة، ليس في التوحيد وفي الأسماء والصفات وغيره، ما يعذرهم، أخطأ فلان وكذا، وخالف السنة.

والقبوريين؟ ياالحجوري، لا لا، معذورين هؤلاء، ولا نرد عليهم، ولا كذا، هؤلاء علماء اليمن، هؤلاء جهلاء اليمن، ويدعون أنهم من طلبة الشيخ مقبل الوادعي، أصلا انحرفوا عن منهجه، من يوم ما مات رحمه الله تعالى انحرفوا، فلا يؤخذ عنهم أي شيء. ثلاثين سنة، وخمسة وعشرين سنة وعشرين سنة، وما تعلموا شيئا ولم يعلموا الذين تحتهم شيء من العلم.

حتى منهم من لا يعرف في مسائل أصول الفقه، لو تسأله: أين درست؟ يقول: عند فلان في اليمن، بعد ذلك تبين له أن فعلا هؤلاء ليس عندهم شيء، وتعلم عندهم أصول الفقه ولم يفهم شيئا.

لذلك هؤلاء هم الأئمة ممن ذكرنا، فعلى أهل اليمن وغيرهم من أراد النجاة فيأخذ عن أئمة الحديث فعلا ويطبق، لا يقول: أنا أقتدي بأئمة الحديث ثم يقتدي بهؤلاء الموجودين الآن، في اليمن أو في غير ذلك.

فالأصل هذا، أن تطبق منهج هؤلاء، وترك هؤلاء خلاص، فما يصير تأخذ من أئمة الحديث الكبار، ومن أمثال هؤلاء الموجودين في هذا العصر، خلط وخبط.

فمن أراد النجاة فعليه بهؤلاء، لا يقول أنا من أهل السنة والجماعة، وهذا يأخذ بأفكار جماعة الإخوان والسرورية، لا يصلح هذا في الدين، والويل في القبور، ما دام واحد يثني على حماس والجماعات الآخرى المضللة وجهاد وغيره هذا يريد فوضى وفتنة فاعلم أنه خارجي على أفكار الإخوان، ليس في هذا كلام، الله يكشفهم لكم وأنتم تتمسكون بهم وتدافعون عنهم؟

وأكبر دليل من متى ومحمد الإمام يثني على حماس، وعلى التكفيريين وغيرهم، وأنهم مجاهدون ويقول: اللهم انصر المجاهدين في كل مكان، يعني داعش وحماس وغيرها من الجماعات، سنوات طويلة وما كشفهم، جالسين تحت المنبر مثل الطوفة مثل الجدار لا يدرون بشيء.

وهذا يدل أنهم في ضلالا مبين ظلمات بعضها فوق بعض، هؤلاء كيف يدركون؟ ما يدركون، لا بد للواحد أن يكون عنده نور.

شخص يمشي في كهف في الجبل ما عنده شمعه، كيف يمشي هذا وكيف يرى؟ لا يرى شيئا حتى يشعل شمعة تنور عليه ويرى، يرى أن هذا ضال وهذا ضال وهذا كذا، هذا من الإخوان وهذا من السرورية، حتى لو ادعى السلفية، حتى لو ادعى أنه من أهل السنة والجماعة، فيعرف هذا الأمر.

لماذا لم يكشف هؤلاء؟ ظلمات بعضها فوق بعض، هؤلاء الذين اليمن كأنهم أناس يعيشون في كهف مظلم، لا يرون، ما عندهم نور يكشفون به هؤلاء.

سنوات طويلة، ولذلك من ترك هؤلاء عرف الأمر: أن هؤلاء ليسوا على جادة السلفية، لا بد الواحد يتمسك على جادة السلفية، وهكذا، فليس مسمى، الواحد يتسمى هذه أمور عادية.

إيران المجوسية مكتوب إيران الإسلامية، وهي خمينية مجوسية، يعني الاسم عادي، سمي سلفية أهل السنة، الأشاعرة يتسمون بأهل السنة والجماعة، وهم جهمية مبتدعة، والصوفية يتسمون بحب النبي صلى الله عليه وسلم، يسمون باسم محمدية، وهم أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، قبوريين.

جاء النبي صلى الله عليه وسلم مقصودا أرسله الله سبحانه وتعالى مقصود لإطاحة الشرك والقبور والأصنام وإقامة التوحيد: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 36].

فهؤلاء الرسل، فأناس يعبدون القبور والأصنام مسلمين عند هؤلاء، يسمون أنفسهم علماء اليمن، الرافضة مجوس عباد أصنام وقبور مسلمين عندهم، والصوفية القبورية عندهم مسلمين، والويل في القبور.

الآن عندنا يحيى بن سعيد القطان شيخه يحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن سعيد الأنصاري هذا تابعي، من الأئمة الثقات، قاضي المدينة النبوية.

ويحيى بن سعيد القطان أخذ عن يحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن سعيد الأنصاري توفى سنة مائة وأربعة وأربعين هجرية، ويحيى بن سعيد القطان توفى بعده، ويحيى بن سعيد الأنصاري توفي قبله، فيحيى بن سعيد القطان توفي سنة مائة وثمانية وتسعين هجرية.

فيحيى بن سعيد القطان تلميذ يحيى بن سعيد الأنصاري، فيحيى بن سعيد الأنصاري متقدم على يحيى بن سعيد القطان، فهو متأخر لكنه شيخه، ويحيى بن سعيد القطان تلامذته أئمة أهل الحديث: أحمد وعلي ويحيى بن معين، وغيرهم خلق، لكن هؤلاء ركزوا عليهم.

فعندنا الترمذي روى هذا الحديث من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأخرجه أحمد في «المسند»، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» المختصر الموجود الآن المنتخب، وإلا هذا كبير معجم الصحابة، الموجود منه المنتخب منه، وأخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني»، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة»، وابن قانع في «معجم الصحابة» من طريق شعبة بن الحجاج.

الآن عندنا شعبة يأخذ عن يحيى بن سعيد القطان، وهو شيخه، فالشيخ يأخذ عن التلميذ والتلميذ يأخذ عن الشيخ، وهؤلاء كلهم أئمة أهل الحديث.

الآن الطريق الأول: عن القطان.

الطريق الثاني: عن شعبة بن الحجاج.

وأخرجه أحمد في «المسند»، وابن أبي شيبة في «المصنف»، والبيهقي في «السنن الكبرى» من طريق وكيع ابن الجراح.

هذا الآن الطريق الثالث، وكل هؤلاء أئمة، وكيع معروف إمام من أئمة الحديث.

وأخرجه الترمذي في «الجامع المختصر من السنن»، والحاكم في «المستدرك على الصحيحين» من طريق عبيد بن موسى العبسي، وهذا كذلك من الأئمة.

هؤلاء أربعة الآن رووا هذا الحديث، أربعتهم وهم عبيد ووكيع وشعبة ويحيى القطان، جميعهم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عيسى أخيه به، عيسى هذا أخو محمد.

لأن عندنا عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهذا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أخ يروي عن أخ، وأئمة الحديث دائما هكذا، دائما يقتدون بالثقة، فهكذا الإسناد كما رأيتم.

والإسناد هذا منكر، وله علتان:

الأولى: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، وهو سيء الحفظ جدا كما في التقريب لابن حجر، فلا يحتج به في الحديث.

الآن عيسى ومحمد، أولاد عبد الرحمن بن أبي ليلى الإمام، هو من التابعين، إمام معروف ثقة، من رجال الشيخين، فهذا أولاده.

العلة الثانية: الإرسال، فإن عبد الله بن عكيم الجهني لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، وقد سبق ذلك في الدرس الذي سلف.

وأيضا عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك ابن عكيم، يعني إرسال في إرسال، فكيف يصحح هذا الحديث؟ رأيت من يحسن هذا الحديث ومنهم من يصحح هذا الحديث، وكيف يعتمد هذا الحديث على أن ابن عكيم صحابي؟ ما يصح، هذه الأسانيد منكرة.

وهذا الحديث له طرق كما بينت لكم، لكن مداره على محمد بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ، وهو أخطأ في شيء الآن بيأتي ذكره، لماذا أخطأ هذا الخطأ الكبير؟ لأنه سيء الحفظ، لم يضبط الأحاديث ولم يضبط هذا الحديث، وإلا كيف قال ذلك.

قال الحافظ الترمذي في «السنن»: وحديث عبد الله بن عكيم إنما نعرفه من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، يعني مداره يقول: على محمد.

يقول: وعبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي، وابن عكيم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا، والحديث سكت عليه الحاكم، وتعقبه الحافظ ابن حجر في «إتحاف المهرة» بقوله: لم يتكلم عليه، وهو مرسل، يعني لم يتكلم على علته وهو مرسل.

فلذلك لا بد نتفطن لكلام الحافظ الحاكم في «المستدرك»، يصحح أحاديث كثيرة ضعيفة، بل موضوعة.

وروي هذا الحديث من أوجه أخرى فيها تصريح عبد الله بن عكيم بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح هذا السماع، لأنه مرسل، وهو وهم من محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ.

الوجه الأول: أخرجه ابن قانع في «معجم الصحابة» من طريق يحيى بن سعيد القطان، قال: أخبرنا ابن أبي ليلى، يعني محمد بن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن أبي ليلى، قال: دخلنا على عبد الله بن عكيم نعوده، فقلنا: لو علقت شيئا؟ قال: لو مت لم أفعل، سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم فذكره، فقال: سمعت الآن، يعني الظاهر الآن أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لم يسمع، كيف أتى بهذا الخطأ السماع؟ من محمد بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ.

ولذلك رأيت معاصرين يذكرون أنه سمع منه، يعني من النبي صلى الله عليه وسلم بهذا، وهذا وهم منه، لم يسمع منه، فالسماع هنا ليس بشيء، والتصريح بالتحديث ليس بشيء هذا، ما يعتبر في علم الحديث، فلا بد على طلبة العلم أن ينتبهوا لمثل هذا، ما يعرفون فليسألوا: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل: 43]، فاسألوا أهل الحديث وأهل الأثر، ويبينون لكم هذه العلل.

ولذلك بينا عللا كثيرة في الباب الأول لم يتطرق لها أحد إلا اليسير منها، وبينا العلل في الأحاديث التي سلفت وهي في الصحيحين، وسوف نأتي في هذا الباب نبين العلل.

ولذلك الحافظ ابن حجر في «بلوغ المرام» ذكر باختصار وقال: متفق عليه، وهذا الحديث متفق عليه لكن فيه علل وأشياء.

فلذلك لا بد على طلبة العلم لا يجلسون، أناس من هؤلاء الموجودين في اليمن يشرحون بلوغ المرام وعمدة الأحكام، ويشرحون كتبا أخرى، ولا يتطرقون لهذه العلل، لماذا؟ لا يعرفون شيئا في العلل إلا اليسير، ما يكفي، أو يدرسون عندهم التوحيد خبط وخلط وليس عندهم شيء في التوحيد وفي الأخير هم مقلدة ماذا سيقول لك.

إذا جاء عند الشرك: الشرك ينقسم إلى قسمين: شرك أكبر وشرك أصغر، ولا فيه شرك أصغر ولا شيء، قلد، أحاديث ضعيفة، ماذا يقولون في الطيرة؟ شرك أصغر، الطيرة شرك أهل الجاهلية شرك أصغر؟ فيوقعون الناس في مشكلة كبيرة، ماذا يحكمون لو واحدا وقع في الطيرة؟ يقول: شرك أصغر، إن شاء الله غفر لك وإن شاء عذبك، وهو في هذه الحالة يبقى على الشرك الأكبر ويموت عليه ويدخل نار جهنم بسبب هذا، الطيرة شرك أصغر، لماذا؟ يقلد.

وإن كان الذين تكلموا من أهل التوحيد عن الشرك الأصغر هذا، لكن لا، هذا أمر خطير، ليس فيه معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة، إجماع الصحابة أن الطيرة شرك وبينت في كتابي عن الطيرة، لماذا؟ شرك أهل الجاهلية، شرك أهل الجاهلية ما عندهم شيء اسمه شرك أصغر، كله أكبر، قبورية، عبادة أصنام، ما فيه شرك إلا وقعوا فيه أهل الجاهلية.

وجاء النبي صلى الله عليه وسلم لينسف هذا الشرك وإقامة التوحيد الصحيح، وأنت تقول لنا كذا وكذا.

الحلف بالله شرك أصغر؟ إن شاء الله غفر لك وإن شاء عذبك، وبقى الناس الآن يحلفون بغير الله ويموتون على هذا الشرك الأكبر، وكفر وخالدين مخلدين،صلوا أو ما صلوا.

انظروا إلى خطورة التقليد وخطورة الأحاديث الضعيفة والمنكرة والمعلولة، فهؤلاء الأن يشرحون الكتب متساهلين، من صححه، يقولون: صححه الشيخ الألباني، الشيخ الألباني ليس بمعصوم، هو قال لكم لا تقلدونني، تبرأ منكم، وأنتم ما تعرفون تبحثون في الأحاديث، فقط عزو: أخرجه البخاري، مسلم، أخرجه الطبراني في «المعجم».

أنتم ماذا لكم الآن؟ تقفون عن الدعوة نهائيا وتجلسون في بيوتكم وتعبدون الله مثل العوام، وأنتم أصلا من فصيلة العوام، تقولون: دكاترة ومشايخ وتشرحون كتب في الإذاعات وفي القنوات وفي المساجد، ما خرج منهم شيء، يجادلونك بالباطل، وهؤلاء كلهم الكبار والصغار حتى الشياب منهم يرجعون إلى أهل الحديث في أحكام الأصول والفروع والأحاديث، هل هذا صحيح أو ضعيف؟

ولذلك انظر خلق من الشباب ومن الناس رجالا ونساء يرجعون إلى أهل الحديث، هل هذا الحديث صحيح أو ضعيف؟ حتى لو في الصحيحين يرجعون، فلماذا أنتم لا ترجعون؟

تواضعوا للعلم، ولماذا لا تتواضعون؟ كلام فقط.

فلذلك لا بد أن نعرف هذا الأمر، ويبين خطأ محمد بن أبي ليلى أخطأ قوله: قال ابن عكيم: سمعت النبي.

قال الحافظ ابن قانع في «معجم الصحابة»: هكذا قال، وهو عندي وهم قوله: سمعت، ولا أعلم أن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى لقي عبد الله بن عكيم، وإنما روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى، يعني الأب.

فعيسى يروي عن أبيه، ما يروي عن ابن عكيم، وهذا إرسال، وعن سمعت وهم، وهذا الوهم من محمد بن أبي ليلى سيء الحفظ.

هذا الوجه الأول: لا يصح، وقوله سمعت: لم يسمع، ووهم، وسوف ترى في الأسانيد من هذا كثير، يقول: حدثنا فلان، ولم يسمع منه، وسمعت فلانا ولم يسمع منه، لماذا؟ خطأ من الرواة.

لذلك اعرف هذا الأمر، واعرف علم الحديث، ولذلك ما عليك من يشرح مثلا البيقونية ونخبة الفكر مثلا أو أي كتاب في مصطلح الحديث، في اليمن، لا تدرس عند هؤلاء: خلط وخبط، تقليد.

إذا العالم هذا تجلس عنده ما يخرج لك العلل والشواذ والاضطراب واختلاف الرواة، لا تدرس عند هذا، لأنه يعلمك علم الحديث بالغلط، والفقه بالغلط، والتوحيد بالغلط، وكله غلط في غلط بيصيب في أشياء يسيرة، ما يكفي، لا بد يخطئ في شيء يسير ويصيب في كل العلوم، فهذا تدرس عنده.

لأنه سألني كثيرا في اليمن وغيره ما عندنا؟ قلت لهم: دروسنا موجودة وتنشر في كل العالم في علم الحديث وغيره، ادرس الله يسر لكم هذه التلفونات تدرسون منها على قدر المستطاع، حتى لو تعرف الشيء الصحيح تنقذ نفسك من العذاب.

فالأمر خطير جدا، فعلى قدر المستطاع يدرس الإنسان عند أهل الحديث وعلمهم منتشر، كتبهم منتشرة، أنت اطلب، بضغطة زر الكتاب يكون عندك وتقرأ منه وانتهى.

لأنك بترى أشياء يختلف عن أفكارك التي تعلمتها، دين صحيح، هذا من الدين، فأنت عليك أن تخالف هواك وتخضع لله ولرسوله، وتسمع هذه الآثار آثار الصحابة هذه، لأننا عندما أظهرنا كتبا عن صوم عرفة يتعجبون، حتى واحدا يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما معنى هذا؟

أنا أتذكر في يوم أول ضربه هؤلاء الحماسيين لليهود: في امرأة لكن صورتها غير واضحه ترى رجالا يركضون ضرب الرصاص، قالت: لا حول ولا قوة، صارت تحوقل هذه اليهودية، مما شاهدته من هول الموقف؟ فهذا مثل هذا، عندهم صوم عرفة بالإجماع وأن الأمة كلها تصوم، صامت الأمة أو ما صامت، أنت قبل قلت: أهل اليمن كلهم يصومون رجالا صغارا وكبارا، كلكم آثمين، فقلت له.

فليس على الناس هذا الدين أو على بلد أو جماعة، هذا على الدين، أنتم درستم عند هؤلاء، ويقول: المشايخ كلهم عندنا يقولون: سنية صوم عرفة، هذه مشكتلكم، مشكتلكم هؤلاء، علموكم البدع، وعلموكم الأحاديث الضعيفة والأحكام الضعيفة وتتعبدون بها.

ماذا حدث بعد ذلك؟ الله سلط عليكم الحوثية يقتلون فيكم ويذبحون فيكم، وينزلون عليكم الجوع والعطش، بسبب هذه العصبية.

نحن نقول لكم: قال الله، قال الرسول، تقولون كذا وكذا، اسمع الكلام وانتهي، الآن يريدون أن الله سبحانه وتعالى يقضي على أعدائهم، وأوشك الله أن يقضي على عدوهم الحوثي وأتباعه عليهم بمنهج أهل الحديث وأهل الأثر حقيقة.

ولذلك عندما دخل أوشك العدو أن ينهزم وينتهي، وكما ترون الله سلط عليهم الكفار، ضرب فيهم صواريخ هنا وهناك في الحوثية.

وصلوا إلى مدن وكذا ووقفوا عنهم، الآن من صنعاء يضربونهم، فلذلك أوشك الله سبحانه وتعالى أن يدمر لكم العدو، فاستمروا على الدعوة الأثرية رجالا ونساء صغارا وكبارا، وعلى البلدان الأخرى كذلك، ينشئون لهم جماعة أهل الحديث في بلدهم إذا أرادوا باستمرار الأمن والأمان وأن الله ينصرهم على الأعداء في الداخل والخارج عليهم بمنهج أهل الحديث ويأخذونه بقوة.

وهذا ظاهر، وبينا هذا كثيرا قديما وحديثا، فلا حاجة أن نكرر.

الوجه الثاني في الحديث: أخرجه ابن أبي غرزة في «مسنده»، غرزة بفتح الغين والراء والزاي، وقيل غرزة، ولكن الصحيح والمشهور غرزة، وهذا إمام من أئمة أهل الحديث، والناس لا يعرفونه.

يعرفون الممثلين والمغنين وكذا، وعن المتدينين يعرفون سيد قطب حسن البنا حماس هنيه وأمثالهم، ماذا يعرفون هؤلاء؟ يقول البعض: نصلي ونصوم ونحج، لا بد على شيء عدل وعلى شيء صحيح.

تتعبدون الله ليس على شيء خطأ، وتعرفون هؤلاء.

وابن أبي غرزة أحمد بن حازم بن محمد، الإمام الكبير، عنده المسند الكبير، عظمه الحافظ الذهبي في السير، هذا لا بد أن يعرف.

لكن الناس ضايعه لا يعرفون شيئا، يحسبون أن عندهم شيئا من العبادة الصحيحة، كيف عندكم شيء في الإسلام، والإسلام عندكم غريب، تصلون وتصومون، وتحجون وسنن فيهما تنكرونها، ما فهمتم كثيرا في الإسلام، السنة عندكم غريبة، فأنتم إذا جهال، نخرج لكم السنة فتعادوننا، من هو الجاهل؟

جاهل وينشر الجهل ويعادي أهل السنة، هذا هو الجاهل، فلا بد أن نعرف هؤلاء، وهو حافظ متقن ابن أبي غرزة.

من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، يعني محمد بن أبي ليلى، عن عيسى، هو أخوه، عن ابن عكيم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، فذكره دون ذكر القصة.

فهنا بعد قال: سمعت الرسول، ابن عكيم لم يسمع من الرسول، هذا السماع غلط.

قلت: وهذا التصريح بالسماع من ابن عكيم للنبي صلى الله عليه وسلم ليس بشيء، هذا وهم من محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ جدا، ما يحتج به.

وانظر: «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي.

الوجه الثالث في الحديث: أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» من طريق ابن زياد عن ابن أبي ليلى عن عيسى أخيه به.

ابن أبي ليلى محمد سيء الحفظ، فلا يصح هذا الوجه أيضا.

ووقع فيه التصريح بالسماع، مع ذكر القصة في أوله، وليس بشيء هذا السماع، فلا يؤخذ.

فلذلك هؤلاء المقلدة الذين يخرجون هذه الأحاديث سمعوا مثل هذا فصححوا الحديث.

فلا يصح هذا السماع، لأن مدار الحديث على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيء الحفظ جدا، فلا تصح كل هذه الأوجه في الحديث.

وأخطأ الحافظ الهيثمي يقول في «مجمع الزوائد»: رواه الطبراني في ترجمة أبي معبد، ابن عكيم هذا الجهني في الكنى.

قال: وقد قيل أنه عبد الله بن عكيم، قلت: فإن كان هو فقد ثبتت صحبته بقوله: سمعت.

وفي إسناده يقول: يعني يثبت الصحبة والسماع.

ثم انظر ماذا يقول: وفي إسناده محمد بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ، بقية رجاله ثقات، ما يصح، أنت تقول سيء الحفظ، كيف تثبت صحبة ابن عكيم، وكيف تثبت تصريح سمعت؟ فهذه زلة عالم.

المقلدة يأخذون بذلك، ولا يدرون عنه ذلك، يقولون: الحافظ الهيثمي قال كذا وكذا، ليس فيه أحد معصوم.

ولم تثبت صحبته، ولم يثبت هذا السماع، وهو وهم، فلذلك رأيت أحدهم يقول: أن الهيثمي يقول بأن له صحبة، وإن أثبت السماع، كيف أثبت السماع؟ أنت ما تعرف شيء، اجلس في بيتك، أنت بهذا تضل الناس الذين عندك وتدرس لهم هكذا.

وتحكم على أحاديث ضعيفة ومعلولة، ويتعبد بها هؤلاء الذين عندك يدرسون، ولذلك ما رأيت الذين يدرسون علم الحديث في الانترنت الآن ما أمامهم شيء من الأوراق من البحوث، لكن فقط الكتاب: نخبة الفكر مثلا فقط، واحد يقرأ ولا يعلم بشيء، والذي يشرح هذا يسمونه العالم المحدث، لا يعلم بشيء، ويطوف على علل وأشياء، كل فترة أسمع هؤلاء.

نريد نجد واحدا على أهل الحديث فعلا يدرس على طريقة أهل الحديث: لا يوجد، ويشرح نفس الشيء على الذي قاله الحافظ ابن حجر، أصلا لا يصح إلا كتاب الله سبحانه وتعالى، ما فيه أصلا.

فلو شرحت الكتاب تبين لهم الصواب وتبين الأخطاء التي فيه، ولا بد أن يكون عندك بحث، تضرب الأمثال والعلل والطرق مثلما نفعل الآن.

قد ذكرنا له أربعة أوجه: الوجه الأول من أربعة طرق من أئمة الحديث، إذا رآهم الشخص قال: الإسناد صحيح والحديث صحيح، لا، انظر إلى الذين من قبلهم من الرواة، وترى الإرسال، ولا يعرفون شيء في المرسل.

ولذلك أي إسناد كله ثقات ما ينظرون إلا الإسناد، تعلموا على التقليد، ما دام هو ليس مدلس انتهى، راحوا فيها اللي عنده يدرسون، أثبتوا أحاديث صحيحة في الطهارة وفي الصلاة، ويتعبدون الله بها، ولا يعذرون بجهلهم.

فلذلك لا بد الحذر من الشروح الآن في الأصول والفروع في علم الحديث، الآن أناس يقولون بأن الإمام البخاري له أحاديث يعلها في الصحيح، والإمام مسلم يقولون بأن هناك أحاديث يعلها، خلقا الآن يتكلمون، وقبل ما فيه أحد يتكلم، وما تكلم إلا نحن واتبعنا الناس في ذلك، وإلا ما فيه أحد يتكلم بأن في صحيح البخاري علل يذكرها في الأبواب ويبين علتها، لا يوجد إلا النادر.

إذا ابن حجر تكلم على شيء، أو ابن العربي، وإلا على التفصيل فلا يوجد.

فلذلك هؤلاء الشباب الضائع لا يتعبون أنفسهم يدرسون عند هؤلاء، إذا لماذا لا يجلسون؟ حتى تبقى فطرتهم لا تلوث، هذه فطرتهم تلوثت، ما منهم فائدة، جهل وعامية ويعتقدون أنهم طلبة علم، ويكتب في علم الحديث ويخرج الحديث وكذا.

لذلك الآن كله خبط وخلط في علم الحديث وفي غيره، فإذا لم تثبت صحبة ابن عكيم من هذا الحديث أيضا، لأن ابن عكيم لم يصح أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه أو سمع منه.

لا لقي النبي ولا رآه ولا سمع منه، فكيف يسمع منه؟ وبينا أنه مخضرم، والمخضرم عاش شيئا في الجاهلية وعاش شيئا في الإسلام.

وبين هذا الأمر أن ابن عكيم لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم: الإمام البخاري والإمام الترمذي، وغيرهما، وبينا هذا في الدرس الذي سلف، فلا حاجة إلى الإعادة.

هذا آخر شيء عندنا في مسألة صحبة ابن عكيم، ولعلنا ندخل في حديث حذيفة في الدرس القادم.

نبين في الدرس القادم في تبيين علل هذا الحديث والطرق، ولا رأيت من تطرق إليها، وبين شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين يقول: نريد شخصا يظهر بمعنى كلامه: فوائد بلوغ المرام، ويشرحه ويبين العلل والتخاريج وهذه الأشياء.

هذا شيخنا يقول، رغم أنه شرح بلوغ المرام، فبين فقلت: أنا لها، أظهر كل الأحكام والعلل والتخريج على التفصيل، ما فيه شيء مجمل، وهذا ظاهر في الباب الأول، ما فيه شيء إلا بيناه من العلل وغيره، وكذلك الأحكام الصحيحة بآثار الصحابة وآثار التابعين، ليس اختلف العلماء، واختلف الفقهاء، هذا ليس بعلم أصلا.

أين آثار الصحابة؟ فالقول قول الصحابة وإجماع الصحابة ما فيه أحد يرجع بالعزر إليهم.

ولعلنا إن شاء الله الدرس القادم نكمل هذا.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan