الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (10) أحكام اللعن: لعن اليهود والنصارى (تفريغ)
2025-04-26

الجزء (10) أحكام اللعن: لعن اليهود والنصارى (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبيين اللعن وفي أحكامه، وعندنا لعن اليهود والنصارى، فالله سبحانه وتعالى لعنهم، في الكتاب، ولعنهم النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأنهم كفروا بالله سبحانه وتعالى وأشركوا بالله سبحانه وتعالى، وجعلوا لهم قبورا يعبدون –بزعمهم- بها الله سبحانه وتعالى وهم في الحقيقة يعبدون هذه القبور، فجعلوا هذه القبور يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى، فأشركوا بالله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى أمرهم بالتوحيد وأمرهم بالإخلاص له، وأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، فهذا هو الأصل، الأصل هو توحيد الله سبحانه وتعالى، فتوحيد الله سبحانه وتعالى في الألوهية وفي الربوبية وفي الأسماء والصفات، فأبى اليهود والنصارى إلا عبادة القبور، فشيدوا القبور كما لا يخفى عليكم قديما وحديثا.
ولو ذهبت إلى بلدانهم لرأيت قبورا وأشياء كثيرة من الشرك والخرافات والبدع، ويدعون أنهم من أهل التطوير ونحن بزعمهم تركوا أساطير الأولين، وهذه أشياء قديمة.. إلخ، وفي الحقيقة أن هذا الأمر إلى الآن عندهم من الخرافات وأساطير الأولين والأشياء القديمة والشرك والبدع، حتى هذا الذي بزعمه يصنع الطائرة وهذا يصنع الصاروخ وهذا يصنع التليفونات وإلخ تراه في أعيادهم الشركية يطوف على ما يسمى بشجرة الحياة، وهذه شجرة الممات، يطوفون عراة، هؤلاء هم الذين يصنعون لكم هذه الأشياء التي فتنت الناس، هؤلاء هم العراة، هم أهل الخرافات، هم أهل الشرك، هم أهل البدع، فكيف يقولون للناس: تطوروا وهم على هذا الأمر؟ فلذلك الله سبحانه وتعالى لعنهم ولا يوفقون في شيء، فإن كان ففي هذه الحياة الدنيا، وهذه الحياة الله سبحانه وتعالى لم يمكسها عن أحد، فأعطى كافرهم ومؤمنهم ومشركهم ومنافقهم هذه الدنيا، وشيوعيهم، وغير ذلك، غير ممسوكة عن أحد، لكن مع ذلك غير موفقين في هذه الدنيا، بالسعادة والاطمئنان وغير ذلك مما يحصله المؤمنون، فهم في عقاب وعذاب، والعياذ بالله، ولن يوفقوا في دينهم لأنه دين شرك وبدع وخرافات وأساطير الأولين، ولن يوفقوا إلى هذا الدين الإسلامي، ما دام هؤلاء ملعونين فلعنهم الله سبحانه وتعالى ووقعت عليهم اللعنة إلى قيام الساعة، ما يوفقون في شيء، فلا تغتر بهم، ولا بأمورهم الدنيوية من أجهزة وغير ذلك، فإن هذا كله فتنة ويتمتعون إلى حين، وهذا بإقامة الحجة عليهم فلذلك لا تغتر بهؤلاء.
وأنت لو عشت فقيرا متمسك بدينك فأنت عند الله سبحانه وتعالى أفضل من هؤلاء، فهؤلاء يكبهم الله سبحانه وتعالى في نار جهنم، وأنت تدخل الجنة، فاعرف هذا الأمر وهذا اليوم، يوم هؤلاء على ما عندهم من أموال وجاه وغير ذلك يدخلون النار، والمسلم الفقير المؤمن ليس عنده شيء في هذه الحياة الدنيا إلا ما يسد به حاجته فهذا يدخل الجنة، وهذا يدل على أن المسلم عند الله عظيم، وإلا كيف دخل جنة الله العظيمة، لأنه عظيم عند الله سبحانه وتعالى وإن كان فقيرا، وهؤلاء يعيشون أغنياء وأصحاب جاه ويشار إليهم ومع هذا يدخلون النار، وما دام هؤلاء دخلوا النار فاعلم أن هؤلاء كانوا في الدنيا أذلاء، لكن أكثر الناس لا يعلمون، يظنون أن هؤلاء في سعادة واطمئنان.
ولذلك انظر إلى دعاة البدع ودعاة السياسة كل واحد منهم يتمنى أن يذهب إلى الغرب، لماذا؟ لأن عندهم الصناعات وما شابه ذلك، يظن أنهم سعداء، ويقول: نريد أفكار هؤلاء ونظام هؤلاء، وما يدري أن هؤلاء في تعاسة وفي مشاكل وفي ذل، فبزعمه يذهب إلى هذه البلدان بما يسمى باللجوء السياسي، فيتفاجأ أن فعلا هؤلاء في تعاسة وفي ذل، أصابه الذل وأصابته التعاسة وضيق الصدر في هذه البلدان، يريد أن يرجع وما يستطيع، ولذلك لو ينادى الناس بدخول هؤلاء لأتوا بأسرع وقت ممكن، لأنهم يعرفون أنهم في ذل، لو دخل بلده يطمئن ويرتاح بين أهله، فهؤلاء الجهلة يظنون هذا الأمر، هؤلاء مشركون، وقعت عليهم اللعنة بسبب شركهم، فلا تغتر، وهذا يدل أن دعاة السياسة جهال ومساكين في هذه الدنيا، ما يعرفون شيئا، فيترك ديار المسلمين وفيها اطمئنان وفيها سعادة، ويريد أن يذهب إلى الغرب ويطبق أفكارهم السياسية ويظن أن فيها طمأنينة وهي في الحقيقة تعاسة، فلينظر العبد في هذا الأمر، فيتركون بلاد المسلمين ويذهبون عند الكافرين، فتصيبهم اللعنة كذلك، ويبقى في حياته في ذل ونكد إلى أن يموت، فالأمر خطير جدا.
فاعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا لعن قوما لا تقترب إليهم فتصيبك اللعنة، وتكون مذلولا في حياتك إلى أن تموت، ولا تقترب بلدة أو دولة ملعونة تسكن فيها، لا، فتصيبك اللعنة، وانظر إلى الأمم السالفة والقرى والمدن والدول التي دكها الله سبحانه وتعالى، جماعات، هؤلاء ملعونون، فالأمر في الحقيقة لم يفهم على حقيقته في هذه المسائل، فالشخص من جهله ولا يستشير أهل العلم ولا يسأل عن دينه ولا شيء، فقط أعجب بهذا البلد أو اطمأن بهذا البلد فيذهب ويسكن، ويظن أنه سوف يعيش وأنه هنا مذلول، ولا يسأل، لعلك تذهب إلى هذه البلدة وهي ملعونة وتلعن معهم، وتعاقب بعد ذلك معهم، لأجل أفكار ومن أجل سياسة ومن أجل دينار ومن أجل درهم، ومن أجل أعمال ووظيفة... إلخ، هذه البلدة فيها خوارج ملعونين في الكتاب والسنة والآثار، هؤلاء نصارى ملعونين في الكتاب والسنة والآثار، هذه البلدة فيها يهود، هذه البلدة فيها شيوعيون، هذه البلدة شيشان صوفيون ملعونون، كيف الواحد يذهب إليهم؟ يقيم مؤتمر هناك، ولا يسمون هذا المؤتمر مؤتمر أهل السنة وهو مؤتمر أهل البدعة؟ كيف تكونون من أهل السنة وأنتم ملعونون في الكتاب والسنة والآثار؟ والذي ذهب إليهم ملعون، كذلك الذين يذهبون إلى بلدان النصارى ملعونون معهم، أليس النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ منهم لأنه أقام بين أظهر المشركين؟ لماذا؟ لأن هؤلاء أهل شرك ملعونون، أو بلدة خوارج، أو بلدة صوفية، أو روافض، أو غير ذلك، لا تذهب إلى هذه البلدان.
هذه البلدان شيدت القبور وتعبد من دون الله سبحانه وتعالى، فلا تمكث فيها، فاعلم أنهم ملعونون في الكتاب والسنة والآثار، فتطمئن لهذه البلدة وفيها شرك فتصيبك اللعنة، وتعاقب في دنياك قبل آخرتك، فلا بد على المسلم أن يتفطن للكتاب والسنة والآثار، ما يكون هكذا سطحيا، رواتب في هذه البلدة طيبة ألف دينار وألفين ويذهب، هل جاهل هذا؟ طيب، خوارج، صوفية، كيف تذهب؟ أي ألف وألفين؟ هذا القرآن في المساجد وفي البيوت، ما أحد فاهم القرآن ولا السنة، لو فاهم ما ذهب إلى هذه البلدة التي يقام فيها الشرك والبدع أو الخروج أو التصوف أو الرفض أو التشيع، أو غير ذلك، هذه بلدة الأشاعرة مثلا، الأشاعرة هؤلاء ملعونون وسيأتي لعن أهل البدع، فكيف تمكث عندهم؟ تنافقهم؟ ماذا تفعل؟ تنافق لأجل درهم ودينار، ابق على فقرك في هذه البلدة، لكن فيها علم وفيها سنة وفيها سلفية، تعرف دينك، وإلا هذه البلدان ماذا تعرف فيها؟ ما تعرف فيها إلا الإخوانية والسياسة والتصوف والأشعرية وغير ذلك، ما في شيء اصبر على العشرين دينار، قدوتك الرسول صلى الله عليه وسلم صبر وما عنده ولا دينار ولا درهم ولا شيء، قدوتك أهل الصفة ما عندهم شيء حتى الثياب ما عندهم فصبروا، اصبر تجد الله يفتح عليك، هذا على احتمال وجود هذا الشيء، وإلا نحن في نعم لا لها أول ولا آخر من المراكب الفاخرة والبيوت والأموال والطعام والشراب والسياحة والسفر... إلخ، لماذا تريد أن تنتقل إلى هذه البلدان؟ من أجل الدنيا هذه الفانية، وتذهب إلى هؤلاء الملعونين وتلعن معهم رغم أن كل شيء موجود ولله الحمد؟
يعني الواحد في هذه الدنيا ماذا يفعل؟ ولو جعلكم الله سبحانه وتعالى كلكم أغنياء من يعمل لأجلك؟ لازم ناس فقراء وناس أغنياء، اذهب إلى هذا الغني واطلب منه أن يحمل القمامة! لا أنت تحمل ولا هو يحمل، فالله سبحانه وتعالى أعلم بهذه الحياة، فكل الناس يريدون أن يكونوا أغنياء وهذا ما يصير، هذه كلكم في الجنة، الذين يدخلون الجنة كلهم أغنياء، أما في الحياة الدنيا لا يتفاضلون في أشياء كثيرة، وأهل الجنة لا يتفاضلون إلا في جنانهم، وإلا كلهم أغنياء، فأما هذه الحياة هكذا سنة الله سبحانه وتعالى فيها، فلا بد على الناس أن ينتبهوا لهذا الأمر.
الأمر الأول والأخير: ما عليك من كثرة المال أو قلته، الأصل أنت لا بد أن تعرف دينك وتتعلم الدين وتتمسك به، وانتهى الأمر، فأنت الغني بدينك وبعلمك، وبإسلامك، وبلا إله إلا الله، وبهذه السعادة والطمأنينة.
فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، وهذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، وأخرجه أحمد في «المسند» بلفظ: «لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، وأخرجه البخاري في «صحيحه»، والنسائي في «السنن»، والدارمي في «المسند»، وأحمد في «المسند» عن عائشة رضي الله عنها وعن ابن عباس رضي الله عنهما، وأخرجه مسلم في «صحيحه»، والنسائي في «السنن»، وأحمد في «المسند» عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: «لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، وفي لفظ: «لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».
فانظر إلى ألفاظ الحديث.
في الحديث الأول: (لعن الله اليهود والنصارى).
في اللفظ الثاني: (لعن الله اليهود)، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم وركز على اليهود، من بعد ما ذكر اليهود والنصارى معا ثم ذكرهم لوحدهم، لخبثهم في هذا الأمر، هم الذين يتخذون القبور ويأمرون الناس باتخاذ القبور عنادا لهذا الدين، ويحادون الله سبحانه وتعالى ويحادون الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان هؤلاء اليهود هم أشد بغضا للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على شدة هؤلاء اليهود في الشرك، لأنه كلما اشتد الشرك في قوم اشتد بغض القوم لهذا الإسلام والبغض لله سبحانه وتعالى والبغض للرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، وانظر كيف يفعلون في المسلمين إذا تمكنوا. ومن بعدهم النصارى في هذا الأمر، هم الذين كذلك شيدوا القبور، فاليهود والنصارى يأمرون المسلمين الجهلة في بلدانهم أن يشيدوا هذه القبور، ويقفون مع الدولة التي تشيد القبور، لأنهم يعلمون أن هذه القبور وهذا الشرك يفسد التوحيد، فيفسد توحيد المسلمين، وبذلك يفسدون هؤلاء المسلمين، فالتوحيد يضاد الشرك، فإذا وقع الشرك في قوم فسدوا –والعياذ بالله-، فلذلك هم يفعلون أشياء كثيرة في بلدان المسلمين لإهلاكهم ومن ذلك تشييد القبور والأشياء القديمة وما يسمى بالتراث، لماذا؟ لأن هذه الأشياء التراثية تعبد من دون الله، وممكن أن تعبد بعد كذا سنة، فيقفون في هذا الأمر، ولا يرضون عن أي أحد يهدم صنم في البلد أو أشياء قديمة أو إزالة قبور قديمة، أو أي شيء قديم، لأن هؤلاء اليهود والنصارى يعبدون هذه الأشياء القديمة، ولذلك يعاقبون الدولة التي تزيل هذه الأشياء القديمة؛ لأنهم يعلمون أنه بعد سنوات يجهل الناس ويعبدون هذه الأشياء، فيشيدون الأوثان.
ولذلك الصوفية وثنيون، والرافضة وثنيون، فهم يقفون مع الرافضة والصوفية هؤلاء اليهود والنصارى، وإذا تركوا الدولة بعد الاستعمار يضعون لهم إما رافضة أو صوفية تدير هذه الدولة، لأنهم يعلمون أن هذه الفئات هي تضل المسلمين وتحارب الدين الصحيح، وهؤلاء الرافضة والصوفية يرجعون إلى اليهود والنصارى ويستشيرونهم في كل شيء، وأكبر دليل أن الصوفية الشيشانية ترجع إلى الشيوعيين في روسيا ولا تفعل شيئا إلا بإذنها وهي القائمة على هذا المؤتمر الشركي، لأن هؤلاء أهل قبور يعبدون القبور.
وافهم اللفظ الآخر: «لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، في اللفظ الأول: (لعن الله اليهود والنصارى) هذا تقييد وتعيين لليهود والنصارى لعنهم الله سبحانه وتعالى لأنهم عبدوا القبور وما زالوا.
الأمر الثاني: (لعن الله قوما) أي أطلق، وهذا يدخل فيه الذين يعبدون النبي صلى الله عليه وسلم والذين يعبدون القبور، فتدخل الصوفية، ويدخل الرافضة وغير هؤلاء، هؤلاء ملعونون، فلا تقربهم نهائيا، لا تقرب التصوف ولا الرفض ولا غير ذلك، فتصيبك اللعنة، لأن اللعنة أصابت هؤلاء بلا شك، لأن هذه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وبين صلى الله عليه وسلم أن الله لعنهم لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، فكما لعن الله سبحانه وتعالى اليهود والنصارى كذلك لعن غيرهم ممن يتخذ هذه القبور شركا وعبادة، وما عندنا نحن الآن إلا الصوفية والرافضية والإباضية وغيرهم، هم الذين اتخذوا القبور عبادة، وشركا. فاللفظ الثاني: (لعن الله قوما) يدخل فيه أي مشرك يعبد هذه القبور، ولذلك ما توفق جماعة من الجماعات الصوفية ولا الرافضية ويدعون حب النبي صلى الله عليه وسلم ويدعون حب الإسلام والدين وأنهم مسلمون، والصوفية كثر في العالم، هؤلاء على كثرتهم ملعونون، لعنهم الله وتلعنهم الملائكة، ويلعنهم الناس، فلا تقترب إليهم، ولا تحب أموالهم ولا نساءهم ولا شيئا وإن أعجبت هذه الصوفية أو هذه الرافضية من جمال أو من حسبها أو جاه أو نسب أو غير ذلك، لأن عندنا جهلة من أبناء السنة يأخذ رافضية أو يأخذ صوفية أو يأخذ يهودية أو يأخذ نصرانية بلا تفكير ولا مشاورة ولا عقل، فتصيبه اللعنة، وتراه شرا من الصوفية والشيوعية وغيرها، وعنده أفكار لأنه متزوج من هذه أو هذه، فلذلك لا بد على الناس أن ينتبهوا.
هناك مغريات في أيدي هؤلاء وفي بلدان هؤلاء، فلا يغتر بهذه الأشياء ولا يراعي هذا الدين ولا ينتبه للعنة تصيبه أو لا، فيذهب إما لأجل نسب أو مال أو جاه، أو لأجل هذه المرأة الجميلة وهي صوفية، فلينظر العبد في هذا الأمر، فانظر إلى دينك ولا تنظر إلى هذه الأشياء، واصبر والله سبحانه وتعالى يعطيك، ويعوضك الله سبحانه وتعالى بأشياء أخرى من الأموال والسكن وبعد ذلك بإذنه الله سيدخلك الجنة، وهناك في الحقيقة جمال المؤمنين كليلة نصف الشهر، ليلة البدر، فهذا جمال الناس في الجنة، أما يعطون بجمال يوسف هذا حديث ضعيف لا يصح وهو مشهور عند الوعاظ، لكن الثابت أنه تكون صورة الشخص كصورة القمر ليلة البدر، ثم كذلك كما ثبت في الأحاديث الصحيحة لا يتوقف جمال الشخص على جمال معين في الجنة، لا حدود، ما في حدود، جمال المؤمنين في الجنة ما له حدود، يعني كل جمعة يذهبون إلى سوق الجنة، كل جمعة من الأسبوع المعروف، يذهبون بجمال ويرجعون إلى أهليهم بجمال ثاني آخر، ويرجعون الجمعة التي بعدها بجمال، وإذا رجعوا إلى أهليهم رجعوا بجمال أشد من الذي كان عليه في الجمعة التي قبل هذه، وهكذا يعيش المؤمن إلى أبد الأبد، ولا يتوقف جماله، والله على كل شيء قدير، ما يتوقف شيء من جماله، ما بالك بجمال النساء، فلذلك أنت اصبر، ولذلك خاصة النسوة تفعل عمليات حتى تصير أجمل، المفروض هذه تصبر وما تفعل هذه الأشياء، لو شيء فيه حدود ما في بأس، لكن تريد أن تتغير الأسود يصير أبيض، هذا يصبر، يدخل الجنة، وجماله لن يكون له حدود بدون عمليات تجميل ولا غير ذلك، والله سبحانه وتعالى خلق الناس هكذا، إذا أعطى كل الناس الموجودين الآن في الدنيا جمال مثل جمال الجنة لما يدخلون الجنة يتغير شيء عندهم؟ لا يتغير شيء، كأن ما في شيء جديد، ويجادلون الله، حتى في اليوم الآخر يجادلون، وهذه أحاديث موجودة، حتى ذاك يقول: أنت الرب وتسخر بي؟ يقول له: ادخل الجنة، حتى يجادلون الله في هذه المواقف، اصبر، والناس في الحقيقة ما يصبرون.
اصبر ليوم الآخرة، لا تغير شيئا، لا تحدث حراما وآثاما وسيئات لك، رجالا ونساء، فكأن الأمر أنهم يحيون في هذه الدنيا وينتهون، لا، لك حياة أخرى، هذه الحياة الحقيقية، لا بد من الصبر، يصيبك نقص في شكلك، في ثيابك، في مركبك، في مالك، حتى أغنى الأغنياء ينقص عليه أشياء، لأن هذه سنة الله في خلقه، فعلى الناس أن يصبروا، وهذه المرأة تريد أن تغير كذا وتغير كذا وتغير كذا، وتقع في محرمات، وممكن بعد ذلك تترك الالتزام أو تترك الدين وتنفعل لماذا كذا ولماذا كذا، يدخل عليها الشيطان ويوسوس حتى يدخل عليها أن الله غير موجود، وهذه أسئلة موجودة عند الرجال والنساء، يأتيهم الشيطان، ولو حصل هذا فهذه مصدقة، وهذا مصدق، نقول لهم: هذا ما يجوز، هذا كفر، فأنت لا تغير شيئا من هذه الحياة الدنيا، لأن هذا التغيير من الشيطان، هناك أشياء محدودة وفي حدود الشرع تغير، سواء في البدن أو غير ذلك، في حدود الشرع، وهذه تؤجر على ذلك، لكن احذر أن تغير هذه الحياة، فالتغيير هذا يأتينا كذلك عن المترجلات وكذلك عن الرجال المخنثين هؤلاء ملعونين، مصيبة، فلذلك ليس أي شيء يأتي من الغرب نفعله، خاصة النسوة ينتبهن لهذا الأمر، ولا بد من السؤال عن هذه الأشياء.
فلذلك إذا ترى الآن في الخارج الذين شيدوا القبور هم اليهود والنصارى وغيرهم، والذين في الداخل الذين شيدوا القبور هم أهل البدع من الصوفية والرافضية والإباضية وغيرهم، اليهود والنصارى ملعونون، وكذلك المبتدعة ملعونون، فهذا الحديث ليس فقط لليهود والنصارى كما يظن البعض، هذا الإسلام وما يبينه من أدلة القرآن والسنة يدخل فيه الجميع، كل بحسبه وبحسب أفعاله، سواء كانت شركا أو غير ذلك، فيدخل هذا الشخص إذا فعل هذا الشيء، وتدخل هذه الجماعة إذا فعلت هذا الشيء، وإلا هذه الأحاديث ليست لليهود والنصارى فقط، وتبيين أمرهم وإقامة الحجة عليهم، هذه للجميع، فمن وقع فيما وقعت فيه اليهود والنصارى من تشييد القبور فهذه الجماعة -وإن تسمت بالإسلام- ملعونون، والله سبحانه وتعالى لعنهم، ما ترتفع عنهم هذه اللعنة ما دام هم مشركون.
فلذلك إياك أن تذهب مع المبتدعة وتطوف على القبور، وتدعو القبور، وتقول: أتعالج عند القبور، كما يفعل الجهلة من العامة، فإن اللعنة نازلة عليه ولا بد، فلذلك على الناس أن يبتعدوا عن النيران والفتن، هؤلاء الناس إذا شبت نار هربوا عنها، وإذا حدث شيء هربوا، إذا الشرك والبدع والقبور لماذا تقتربون منها؟ وتدعون هذه القبور وهي نار، -والعياذ بالله- وفتنة وبلاء؟ فتهربون من الأشياء الحسية وتتركون الأشياء المعنوية، فلذلك ابتعد نهائيا عن القبوريين وعن كلام هؤلاء، ولذلك انظر إلى الأزهري هذا وكيف يذهب إلى الصوفية لأنه صوفي، والذين اقتربوا من هؤلاء الصوفية الشيشانية هؤلاء أهل قبور وتشييد قبور، وهؤلاء أهل شرك وبدع، فلا بد للناس أن يعرفوا هذا الأمر، فلا تقترب من هذه المجالس وهذه المؤتمرات وهذه القبور، وإن كثر فيها الناس والنساء والطعام والشراب وما شابه ذلك، لأن هناك بعض الناس يقولون: نحن نذهب نأكل ونشرب ونمشي، فيه لعنة تصيبك وبلوى وآثام وسيئات، فليس الأمر هكذا، فلا تقترب من طعام الصوفية المبتدعة، هؤلاء ملعونون، طعامهم محرم، يفعلون الطعام في المولد، في أماكن الشرك، في أماكن البدع، لا تأكل شيئا من طعامهم ولا شيئا من شرابهم، وكذلك الرافضة بعض أبناء السنة بزعمهم يوم العزائم يذهبون إلى المآتم بالمجان، وهذه كلها أسئلة تأتينا، ما يجوز أكل هذا الطعام، هؤلاء الذين يقومون بهذا الطعام ملعونون لعنهم الله ولعنتهم الملائكة ولعنهم الناس وأنت تأكل عندهم! واحذر من عزيمة رافضي أو صوفي أو خارجي أو مبتدع، تذهب إليه، وتظن أن هذه عزيمة وطعام وشراب وهذا ملعون في دنياه ما يوفق في شيء، طعامه ما فيه بركة ولا شرابه ولا نفسه ولا شيء، فاحذر، يعطيك صوفي عمامة ويقول لك: هذه فيها بركة، وهذا سؤال: هل يجوز أخذ عمامة صوفية؟ هناك أشياء عجيبة، يفعلون للناس هكذا، جهال، في الشام، في باكستان، في الهند، في السودان، في أماكن كثيرة يفعلون أشياء، لا تأخذ منهم شيئا، ممكن يتلبس بك جني، فلذلك أشياء كثيرة تحدث.
هذه الأشياء لعلها ليست عندكم، هذه الدروس تصل للعالم، ويسمعون هذه الأشياء، ويجتنبون هؤلاء الصوفية، إن كان للصوفية مكان يجتمعون فيه ويقدمون فيه طعام وشراب ويدعون الناس، لا تذهب، فالأمر خطير جدا، فلا بد من الانتباه لهذا الأمر، فإذا اجتمعوا في مكان اجتنب، مثل النار إذا رأيت نارا تهرب وتجتنب هذه النار هؤلاء كذلك، وافهم هذا الأمر، وكن في خاصية نفسك، إذا ما في جماعة قائمة من أهل السنة في منطقة أو بلد كن في خاصية نفسك وفقط، واترك هؤلاء، ولا تجتمع معهم في شيء، ولا أكل ولا شراب ولا بدعة، ولذلك انظر من اغتر بهذا أن هذا المؤتمر هو مؤتمر أهل السنة وهو مؤتمر أهل البدعة في الشيشان، فكثير من الجهلة ذهب هناك، ما يدري أن هذا من الشيطان، وهؤلاء ما يوفقون في أي شيء، فلينتبه الناس لذلك، وهذا الأمر واضح جدا.
فلعن الله اليهود والنصارى هذا مقيد بهم، معين بهم، لكن «لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» هذا عام، أي واحد يشيد القبور فهو ملعون وأن الله لعنه، وأن هذه البلد تشيد القبور ملعونة، والجماعة التي تشيد القبور ملعونة، فلينتبه الناس، وإلا الله دك الشام بسبب ماذا؟ بسبب الشرك والقبور تعبد من دون الله، ولا لهم نصير ولا ولي ولا أحد يستطيع أن ينقذهم، إذا عاقب الله أحد ما في أحد ينقذهم أو ينصرهم، هذا من باب الخدمة وكذا الذين يساعدون هذا ويساعدون هؤلاء على سبيل العموم، أشياء إنسانية، وإلا الله معاقب هؤلاء ومعاقب الذين من قبلهم والذين يأتون وهكذا، حروب في السودان –كما ترون- قديما وحديثا بماذا؟ بسبب الصوفية والشرك والبدع، فلذلك على الناس أن ينشروا التوحيد بقوة في بلدهم، يعني يعرف الناس التوحيد ويضعف الشرك، فإذا وقعوا في الشرك وقعت اللعنة على الجميع، وإذا كان التوحيد موجود لا تنزل الطمأنينة والسكينة والأمن والأمان والتوفيق في العبادات، والمراكز والحلقات، والتدين للرجال والنساء والبنات الصغار والكبار، وهذا أمر مشاهد، فإذا كان الأمر نشر التوحيد فعلى الناس أن ينشروا التوحيد، يريدون الأمن والأمان فهو في التوحيد، لكن هؤلاء ما يريدون نشر التوحيد، بل ينشرون أفكارهم وتقاليدهم وعاداتهم، فيقع بعد ذلك العقاب، فلينظر الناس إلى هذا الأمر، وهذا الأمر واضح.
وسيأتي في الدرس القادم –إن شاء الله- إلى آكالين أموال الناس بالباطل، عسل بمائة دينار، هذا ملعون هو وعسله، فاحذر من هؤلاء، أعشاب يأكلون أموال الناس بهذه الأعشاب المغشوشة، ما تساوي دينار ويقول لك: مائتين، خمسمائة دينار، هؤلاء كذلك يدخلون في هذا الأمر، والأمر خطير جدا، فلا يفعله الشخص حتى يحصل على أموال ويكذب على الناس ويأكل أموال الناس بالباطل، فليحذر العبد، ابق على راتبك أحسن لك، أكل على الحلال أفضل لك من الحزبية المبتدعة، وهم كثر الآن، قراءة بخمسمائة، قراءة بألف دينار، أعشاب، يقصص له شجرة ويبيعها، ويقول: مقروء فيه، ويأكلون أموال الناس بالباطل، هؤلاء ليس لهم إلا الغي في الدنيا والآخرة، فاحذر أن الشيطان يجتهد عليك وتفتتن بهذه الأموال، لأن الناس يحصل لهم هذا الأمر من حب المال وحب الجاه، وإلا كيف هؤلاء إلى الآن في هذا الأمر؛ في القراءة؟ رغم أن فيها من المشقة، لكن لكي يحصلوا على الأموال، وإلا شخص يقرأ في الليلة على مائة شخص، فلماذا؟ لكي يأكل أموال الناس بالباطل، يقول لك: أنا أقرأ، أنا أتعب، وكذلك لماذا يقرأ؟ لأنه يصيب من النساء الجاهلات، مفتون بالنساء فيقرأ، وهذه مصيبة، وهذا ملعون، وسيأتي –إن شاء الله- ذكر هذا الأمر.
بالنسبة يوجد في بلد رافضة قائمين على شركهم، أو صوفية قائمين كذلك، الأصل في هذا ما دام هناك طائفة من أهل السنة قائمين بنشر التوحيد ونشر العلم ونشر السنة فاللعنة تنزل على الرافضة فقط، إذا شاركهم أهل السنة أو من يسمون بأهل السنة وأصبحوا مشركين مثلهم وقعت اللعنة على الجميع في البلد، لكن لأن الظروف كما يقال السياسية تغيرت وتبدلت، ما تستطيع أن تطرد هؤلاء الرافضة أو الصوفية أو غير ذلك لكن عندك نشر التوحيد والإنكار على هؤلاء وتبيين أمرهم وأنهم مشركون، وأنهم مبتدعة، هذا الله سبحانه وتعالى الذي أمرك به فقط، ومن الذي ينزل اللعنة؟ الله سبحانه وتعالى، الله يعلم بك أنك تنشر التوحيد وتقمع المشركين والمبتدعة وتنكر عليهم في البلد، هل الله سبحانه وتعالى ينزل عليك اللعنة؟ لا، تنزل على الرافضة، فهم ملعونون، لأن الناس الآن ما يستطيعون أن يطردوا هؤلاء أو يبعدونهم عن بلدهم، والله يعلم بظروف الناس ويعلم بهم أنهم ما يستطيعون، وأكبر دليل كان المشركون في مكة لهم وجود والأصنام موجودة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة وهي ممتلئة بالأصنام، ما يستطيع أن يغير شيئا، حتى أنه يضطر أن يصلي أمام الكعبة على ما فيها من الأصنام، لإقامة العبادة على قدر المستطاع في ذاك الوقت، والنبي صلى الله عليه وسلم ما يستطيع أن يغير هذا الشيء، فالله ما يؤاخذه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم صدع بالحق وبين التوحيد وأنكر على المشركين كفى، فاللعنة أين تقع؟ على المشركين، ما تقع على النبي صلى الله عليه وسلم ولا تقع على الصحابة، كذلك نفس الشيء في البلدان من أهل السنة ما يقع عليهم شيئا بل الله ينصرهم، ويذل هؤلاء المشركين من الرافضة وغيرهم في بلدانهم، وهذا أمر واضح في الخليج وفي غير ذلك، فما تصيب الشخص، فلذلك لا بد من الإنكار والتبيين ونشر التوحيد، لكي يعرف الناس، وهذا أمر معروف؛ الناس الآن من أهل السنة كثر عرفوا أن الأشياء التي كانوا يفعلونها قديما عرفوا أن هذا من الشرك فتركوا ذلك، لم يبق إلا الرافضة الآن، كذلك الصوفية الآن في بعض البلدان يفعلون الشرك، لكن إذا أهل البلد قائمين على التوحيد والإنكار على الصوفية ما يصيبهم أي شيء، فلا يلزم من وجود رافضة أو صوفية يفعلون هذه الأشياء أن الله يوقع اللعنة والعقاب على هؤلاء، لكن الأصل في ذلك لا بد أن ينكروا على هؤلاء ويبينوا التوحيد وينشروا التوحيد بقوة، فانتهى الأمر، اللعنة تقع عليهم هم، والله سبحانه وتعالى ينصر أهل السنة، حتى في وجود الصوفية والرافضية وغير ذلك.
س: ما حكم صور الأموات في الهاتف؟ .
ج: الصور محرمة، ولا يجوز وضع صور الأموات في الهواتف لأن كلها صور.
وبالنسبة للصلاة في مسجد به قبر ما تجوز الصلاة، ما تجوز الصلاة في مسجد فيه قبر، والنبي صلى الله عليه وسلم بين: «لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها»، وبين أهل العلم تحريم الصلاة في مسجد فيه قبر، والذي يصلي في مسجد فيه قبر صلاته باطلة لا بد أن يعيد صلاته.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.