الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (8) أحكام اللعن: لعن من أخاف أهل المدينة (تفريغ)
2025-04-19

الجزء (8) أحكام اللعن: لعن من أخاف أهل المدينة (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وما زلنا نبين أحكام اللعن واللعن المعين، وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن الذين يكيدون لأهل المدينة ويجلبون لهم البدع، ويؤسسون لهم جماعات وأحزابا، وغير ذلك مما بينا وأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من هذا الأمر، وحذر من هذه الأشكال، وفي هذا الدرس أتكلم كذلك عن أمر مهم.
وعندنا حديث السائب بن خلاد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا»، وهذا الحديث حديث صحيح أخرجه أحمد في «المسند»، والنسائي في «السنن»، والطبراني في «المعجم الكبير»، وإسناده صحيح.
في الدرس الذي سلف في حديث علي بن أبي طالب بينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»، وهذا الحديث يبين في الذين يخوفون أهل المدينة بأي خوف؛ بتهديد، سواء كانوا جماعات أو أفراد أو عوائل، أو عموما، ظلما، أخافه الله، فالله سبحانه وتعالى يقذف في هذه الجماعة التي تخيف أهل المدينة الرعب. كذلك أفراد يخوفون أهل المدينة بأي خوف وبأي تهديد، فكذلك الله سبحانه وتعالى لا بد أن يلقي في قلبه الرعب، فيخافون، ومع قذف في قلبه الرعب من الله سبحانه وتعالى فالله كذلك يلعنه، وكذلك الملائكة، وكذلك الناس أجمعين يلعنونه.
مثلا عندنا الآن الداعشية الخوارج يخوفون أهل المدينة بالتفجيرات أو بحمل السلاح، وما شابه ذلك، فالله سبحانه وتعالى قذف في قلوب هؤلاء الرعب كما لا يخفى عليكم، كذلك هؤلاء ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه وتعالى يلعنهم، والملائكة، والناس أجمعين. وانظر حتى الناس يلعنون الداعشية، وهذه من السنة ولا تتوقف فيهم، تقول: يجوز ما يجوز، يصير ما يصير، فهذا كله من الشيطان، لأن الله سبحانه وتعالى لعن هؤلاء الخوارج، والملائكة، فأنت ماذا يخوفك؟ الله سبحانه وتعالى يلعن هؤلاء والملائكة والناس، فلذلك لعن الداعشية سواء منهم جماعات أو أفراد أو شخص معين من الداعشية بعينه العنه وباسمه، لأن هذا من السنة، وهذه سنة قائمة عند السلف، فلا بد من تطبيقها في هذا الزمان، لأن هذا من تطبيق السنن، وعدم تطبيق السنن يرتفع الأمن على حسب عدم تطبيق السنن، فكلما ازداد الناس في عدم تطبيق السنن كلما ارتفع الأمن والأمان، ونزلت البدع، فلا تسأل عن الناس وهلاك الناس بعد ذلك، فلا يظن أن الأمر سهل، لا، لا بد من تطبيق اللعن في هؤلاء، وعلى حسب تطبيق السنة ينزل الأمن والأمان؛ لأن الله يلعن وأنت تقول: ما ألعن، فنأخذ قول من؟ وفعل من؟ فلذلك لا بد من تطبيق الكتاب والسنة.
وكذلك التهديدات والتخويفات الانفرادية تدخل في هذا الحديث، كربيع المخربي، وأتباعه، كعبيد المكابري، والسحيمي، وما يسمى بعبد الله البخاري وأشكال هؤلاء الذين يرسلهم ربيع يخوفون هذا ويخوفون هذا، ويهددون هذا ويهددون هذا، هؤلاء داخلين في هذا الحديث، «من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله»، فالله سبحانه وتعالى قذف الرعب في قلوب هؤلاء الجبناء، خائفون من أهل السنة، في كل مكان، ولذلك هؤلاء يشوشون على أهل السنة في الخفاء في عدة بلدان، والله سبحانه وتعالى قذف في قلوبهم الرعب، ولذلك عبيد المكابري والسحيمي ومحمد المخربي كانوا يذهبون هنا وهناك إلى السلفيين من أهل السنة يخوفونهم ويهددونهم، فهذا من تخويف أهل المدينة، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من هؤلاء وتوعد هؤلاء، فهؤلاء ملعونون من الله سبحانه وتعالى ومن الملائكة ومن الناس من أهل السنة والجماعة، فهذا ربيع ملعون وعبيد ملعون والسحيمي ملعون ومحمد المخربي ملعون وعبد الله البخاري ملعون وأصابتهم لعنة الله وبينت لكم الذي يقدم على البدع ونشرها فهذا أصابته اللعنة، وانحراف هؤلاء بين ما يتكلمون إلا بالبدع، ما يتكلمون إلا بالإرجاء، وهم الآن مع أهل البدع، انظر إلى ربيع أين وصل يفتي للداعشية أتباعه الخوارج في ليبيا وغير ذلك ليقتلوا المسلمين ويذبحون المسلمين، هؤلاء أصابتهم لعنة الله، فالملعون دائما يمشي في البدع المهلكة على أن هذا دين الله، وهو ليس كذلك.
انظر إلى عبيد المكابري مخذول، ما يستطيع أن يخرج عن الفرقة الربيعية، إلا ينتقد هذا وينتقد هؤلاء، وهذه الجماعة وهذه الجماعة، كما في اليمن، لكنه غير موفق، ولن يوفق هؤلاء في شيء، ولذلك ترى اللعنة أصابتهم اختلاافهم فيما بينهم.
والذي يقع في البدع المهلكة ثم ينسب هذا الأمر إلى الدين فاعلم أنه أصابته اللعنة، والله سبحانه وتعالى أضله ضلالا بعيدا، لماذا؟ لأن هؤلاء يؤوون المبتدعة في المدينة، وكذلك يخوفون أهل المدينة، حتى يخوفون أهل الجامعة، الجامعة تؤوي هؤلاء الناس من أفريقيا، في أوروبا...، تعلمهم السنة، تعلمهم التوحيد، وهؤلاء الربيعية يفسدون هؤلاء ويهددون هؤلاء كذلك إذا ما يتبعونهم، فالجامعة أتت بهؤلاء لكي تعلمهم التوحيد والسنة، فأنتم تفسدونهم، وتخربون هؤلاء، خاصة الأعاجم، ويجلسون معهم، يدعونهم إلى الاستراحات، وهذا يدل على أن الربيعية عندهم تنظيمات حزبية، وإلا لماذا ما يجلسون معهم في المساجد، أو في الجامعة أو في غير من الأماكن المعروفة؟ دائما هكذا، وهذا يبين لك أن عندهم إفساد، يفسدون الناس بالبدع، ويلقنون هؤلاء البدع ولا في أحد يرد عليهم في هذه الاستراحات.
وبينت لكم عن محمد المخربي وإبراهيم الرحيلي، يقول: أنا وصلت معه إلى المحاكم، الله يوصلك إلى المحاكم وإلى القبر. ونفتك منك، فهذا معترف بنفسه، ما الذي وصل بهم إلى هذا؟ بدعتك، وبدعة إبراهيم الرحيلي، أنتما من المبتدعة، فلذلك وصل افتراقهم إلى المحاكم، هذا ربيعي وهذا ربيعي، وهذا من الفرقة الربيعية وهذا كان من الفرقة الربيعية الذي هو الرحيلي، وهؤلاء لأنهم كانوا يخوفون المسلمين، بدلا من أن يقفوا مع المسلمين ويتوبون عن هذه البدع، وينضمون إلى علماء السنة هناك ويأخذون منهج الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، ويتعلمون، وهذا ربيع المفروض يترك الإخوانية، ولكنهم أبوا إلا العناد. وانظر إلى مقال ربيع الأخير في أحاديث الشفاعة من خمس ورقات، ويكذب على ابن القيم رحمه الله تعالى أنه يقول: يدخل الجنة ويخرج من النار الذي لم يفعل عملا قط، ويكذب على ابن القيم، ابن القيم ذكر الحديث أصلا، ولا يرى ابن القيم أن هذا الحديث على ظاهره هكذا، لكن ابن القيم كما في كتبه تارك الصلاة ونفس كتاب حادي الأرواح ذكر أن هذا شأنهم لم يتم عملهم العمل التام، بل ناقص، هم يعملون أعمالا لكنها ناقصة، وهؤلاء إذا دخلوا النار بعد ذلك يخرجون، بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، وهؤلاء من أهل التوحيد، وهذا كذلك يبين أن ربيع الملعون كان ينكر أنه يقول بالإيمان القلبي فقط، ورد عليه العلماء وقالوا: أن تقول بإيمان القلب فقط، قال: لا، أنا ما أقول بهذا، هذا قول الجهمية، وقول المعتزلة، فإذا هو الآن يقول بالإيمان القلبي فقط حتى لو لم يعمل الإنسان أي شيء يقول: هذا مسلم، يعني أنت الآن وقعت في أي مذهب؟ مذهب الجهمية والمعتزلة، يعني كما قلنا عنك: أنت جهمي معتزلي، وقال لك أهل السنة: أنت جهمي ومعتزلي، ما رضيت، فأنت الآن بهذا الله سبحانه وتعالى يجرك إلى الضلالات، والله سبحانه وتعالى أضلك ضلالا بعيدا، بسبب عنادك، ويمكر الله سبحانه وتعالى بك ولا تشعر مكره الخفي، فلذلك أنت تعترف بنفسك أنك تقول في مسألة الإيمان بقول الجهمية والمعتزلة، لأن المعتزلة والجهمية يقولون بوجود المعرفة وإيمان القلب فقط، وإن كان الشخص لا يعمل عملا قط، هذا أنت تقول به، مستحيل ابن القيم يقول بهذا القول وهو رد على الجهمية والمعتزلة في مسائل الإيمان، وهذه اللفظة مؤولة أصلا، ثم أصلا الحديث ضعيف، وبينت ضعف هذا الحديث بهذه اللفظة، ويدل على أن ربيع بهذه الورقات يحتضر، ومقاله هذا يحتضر، وأتباعه يحتضرون، وهؤلاء قد انتهوا، ما عنده حجة ولا بيان، وكذلك الذين يكتبون له فروا منه وتركوه، ما عنده أحد يكتب له الآن، فروا منه وتركوه لأنهم عرفوه، فهو الآن يتعكز بعصاته البدعية، وهذا يدل على أنه ليس عنده علم في العقيدة ولا التوحيد ولا المنهج، فلذلك اعرف القوم.
وما في أحد إلا هو يكتب في هذه الأشياء، لا عبيد المكابري ولا السحيمي ولا محمد المخربي، ولا أظهروا شيئا من قديم في مسائل الإيمان، ما عندهم شيء أصلا، أي واحد يخرج يفتضح أمام العالمين، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فلذلك هؤلاء لما كانوا يمكرون وعندهم تنظيم سري في المدينة ويفسدون هؤلاء الناس والشباب الذين يأتون من الخارج يدرسون في الجامعة يفسدونهم فالله مكر بهم، لأن هذا كله مكر منهم، فالجامعة أتت بهؤلاء لكي تعلمهم التوحيد وأنت تعلمهم الإرجاء والتنظيم الإخواني؟ وأكبر دليل أن عبيد هذا مخذول والسحيمي وأشكال هؤلاء، ما كشفوا هذا ربيع الإخواني يلقنهم مذهب الإخوان ولا يشعرون ولا يدرون، فكيف أنت يا عبيد تدعي أنك تعرف المنهج السلفي وتكشف الرجال؟ وأنت مع هذا إلى الآن، وهذه فضائحك مع ربيع، فلذلك لا بد أن نعرف هذا الشيء.
فحديث «من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله»، هذا الحديث فيه تحذير شديد من إيذاء وإخافة أهل المدينة، وقد وردت أحاديث في عقاب من يكيد لأهل المدينة، منها ما أخرجه الإمام البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يكيد لأهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء»، انماع يعني يذوب، فأي شخص يكيد لأهل المدينة كربيع المخبري أو كعبيد المكابري أو كصالح السحيمي أو كمحمد المخربي أو كعبد الله البخاري.. كأشكال هؤلاء، فالله سبحانه وتعالى يذيبه كما يذوب الملح في الماء، هذا في صحيح البخاري، فانظر إذا وضعت الملح في الماء كيف يذوب فهكذا الله يذيبه، وهنا المعنى في هذا إما أن الله يهلكه بالكلية فيهلك هذا الشخص أو جماعته تنقرض من المدينة، كما انقرضت جماعات وأحزاب كما لا يخفى من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، المشركين، أين اليهود في المدينة؟ أين النصارى في المدينة؟ كانوا أذابهم الله سبحانه وتعالى لأنهم كانوا يكيدون للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، ويكيدون للصحابة، يكيدون للمسلمين في المدينة، أذابهم الله، ما ترى أحدا الآن، أين المشركين؟ انتهوا، أين الجهمية والمعتزلة الذين كانوا في عهد التابعين، في عهد الإمام أحمد وغير ذلك؟ انقرضوا، أذابهم الله سبحانه وتعالى، أين الأفراد من أهل البدع؟ أذابهم الله سبحانه وتعالى وأهلكهم، هذا معنى.
كذلك في هذا الزمان الله سبحانه وتعالى أهلك جماعات وأحزاب قبل أن تولدوا أنتم ما نعلم بهم، وأناس كذلك كالخوارج الذين أهلكهم الله وأذابهم من أتباع جهيمان وغيره، كان لهم وجود هناك، يمكرون، ويفسدون الشباب والناس، وكذلك غيرهم، وكذلك الإخوانية أين الإخوانية؟ أذابها الله سبحانه وتعالى هناك بسبب مكرهم وغشهم للناس، وإيذائهم للناس، وإن كان منهم أفراد فهم مقموعون، هذا المعنى الأول.
المعنى الثاني: ممكن يبقى من هؤلاء أفراد لكن ما عندهم أن يظهروا منهجهم وأفكارهم وبدعهم، ويصير لهم جماعة لها شأن، بل أفراد مقموعون أذابهم الله سبحانه وتعالى، وأذاب ذكرهم وأفكارهم، وإن كان لهم وجود.
كذلك من المعنى الثاني: أن الله سبحانه وتعالى لا يجعل لهم أي نشاط أو أفكار أو علم أو انتشار مذهبهم ويكون لهم شأن كوجود الصوفية، أين الصوفية؟ ذابت، لهم وجود لكنهم مذلولين، ما يستطيعون أن يظهروا التصوف، كذلك الرافضة لهم وجود لكن الله سبحانه وتعالى أذاب ذكرهم ومذهبهم، ما يستطيعوا أن يفعلوا شيئا، ولذلك عند ما أرادوا أن يظهروا الشرك والبدع في البقيع نزل لهم جيش التوحيد كما لا يخفى عليكم، وقمعوهم، ما لهم شيء، أذابهم الله سبحانه وتعالى.
كذلك انظر إلى الربيعية كيف أذابهم الله سبحانه وتعالى هناك، فضحوا، ما لهم شيء لا هنا ولا هناك، متفرقون، حتى واصلين إلى المحاكم بعضهم بعضا، مكر الله بهم وفضحهم، أذاب ذكرهم، وهم خائفون كذلك، ليس مثل قبل، فهكذا حتى لو كان لهم وجود لكنهم مفترقون، ما لهم ذكر، ما يستطيعون أن يخرجوا مذهبهم كفي القديم، فالنبي صلى الله عليه وسلم طهر هذه المدينة، فلا أحد يأتي ويؤسس له جماعة أو حزب وينشر البدع فيها، فالله سبحانه وتعالى له بالمرصاد.
وانظر إلى أهل السنة، ولاة الأمر هناك وجيش ولاة الأمر في بلد الحرمين هو المسيطر، ونشر التوحيد وما شابه ذلك، ولا يستطيع هؤلاء أن يفعلوا شيئا، لو انبرى شخص أو جماعة قمعت مهما يكون، وأهل السنة لهم بالمرصاد من ولاة الأمر ومن المشايخ.
وانظر إلى الإخوانية، يأتي الإخواني يريد أن يلقي محاضرة ما يحضر له أحد ويمنع، وهكذا، فالله سبحانه وتعالى أذابهم كما يذوب الملح في الماء على هذه المعاني التي ذكرناها. لا أحد يأتي ويقول: لا، فيه رافضة، فيه صوفية، فيه ربيعية، بل على هذا المعنى.
وانظر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام قائم والتوحيد قائم لكن هناك وجود للنصارى واليهود في البلدان، هذه حكمة من رب العالمين، لكنهم مخذولين مقموعين، وهؤلاء اليهود والنصارى وأشكال هؤلاء يتمتعون إلى حين مأواهم النار والله كتب أنه لا بد أن يكون لهؤلاء وجود من اليهود والنصارىوأهل الكفر في الخارج وكذلك أهل البدع في الداخل، لا بد، لكنهم مخذولون، أذابهم الله سبحانه وتعالى كما يذوب الملح وهذا يدل على أن الإسلام قائم، مليار مسلم أين المليار مسلم وفيه ضعف؟ أنت في ضعف، نريد أن نكسر عظامك حتى نفتك منك، هذا يدل على أن الإسلام قائم ولا فيه ضعف، ممكن يكون في جانب أو في أناس نعم، لكن أمة الإجابة قائمة، إما الجهاد بالسيف والسنان أو الحجة والبيان، قائم هذا الجهاد إلى قيام الساعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن الجهاد قائم فيكم إلى قيام الساعة، من قال أن فيكم ضعف؟ وكما ترون ربيع ظن أن الأمر سهل وما في أحد له، أظهر بدعة الإرجاء من أكثر من تسع سنين فحصل قمع وتكفف من كل مكان، وحرب له من أهل السنة والجماعة في كل بلد أفراد وجماعات، رجال ونساء، حتى أبناء وبنات، أطفال من أهل السنة يشعرون به وبأشكاله، ولذلك انظر جعلوه ما عنده شيء، ومقاله يدل على أن الرجل محتضر، وهذا يدل على أن الإسلام قائم.
وانظر ماذا يفعل ولاة الأمر في المبتدعة بالسلاح في أماكن كثيرة، في الشام وفي اليمن وفي غير ذلك، والكل يقوم على حسب ذلك، فيبين النبي صلى الله عليه وسلم الذين يكيدون؛ فهذا ربيع يكيد لأهل المدينة، وعبيد المكابري يكيد لأهل المدينة، فالله كاد لهم وخذلهم، وهذا عبيد المكابري كان في القديم بزعمه يرد على سفر وعلى عائض، وعلى فلان، ويقول لهم: توبوا وارجعوا، الله امتحنه ووقع في مهلكات وفي إرجاء ومخالفات، ورد عليه وبين أمره ومع هذا لم يرجع، وقال له علماء السنة: تب وارجع، فلم يرجع عبيد المكابري، فالله خذله لأنه يكيد لأهل المدينة، فلذلك لا بد أن نعرف ذلك.
وبين الإمام البخاري رحمه الله تعالى في «صحيحه» على حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء»، وهذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»، واللفظ له، وأخرجه كذلك مسلم في «صحيحه».
وبوب عليه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في «صحيحه»، باب إثم من كاد أهل المدينة. فأي واحد يكيد لأهل المدينة فله الإثم، وانحراف الفرقة الربيعية يدل على أنهم وقعوا في الآثام والبدع، ما استطاع أحد منهم أن يحفظ نفسه من البدع والمخالفات، كلهم سقطوا، فلذلك اعرف هذه العلامات حتى تعرف أهل الباطل، حتى يتقولون على السنة وأهل السنة والإسلام والدين، فهذه العلامات تدل على انحراف هؤلاء.
ولذلك يقول ابن حجر في «فتح الباري» قوله باب إثم من كاد أهل المدينة أراد بأهلها سوء والكيد المكر والحيلة والمساءة. فإذا أراد أي شخص سوء بأهل المدينة، يعلمهم الإرجاء، يعلمهم الإخوانية، يعلمهم التصوف، الرفض، التجهم... وما شابه ذلك، وأي سوء، فالله سبحانه وتعالى يكيد له، ويذوب كما يذوب الملح في الماء، والكيد هو المكر والحيلة.
انظر إلى ربيع كيف يحتال على هؤلاء الذين يأتون من الخارج من أوروبا وخدعهم وكذب عليهم، انظر إلى كيد عبيد المكابري. فلذلك لا بد أن تعرف هؤلاء.
وكذلك يبين القسطلاني في «إرشاد الساري» في هذا الأمر يقول: ويدخل فيه الحرب، من يريد أن يعلن الحرب على أهل المدينة، فالله سبحانه وتعالى يذيبه، كما يذوب الملح في الماء، الله يكيد له، انظر إلى الداعشية يريدون أن يعلنوا الحرب في المدينة، فالله سبحانه وتعالى كشفهم وقمعهم وأهلكهم، كذلك في الحرم المكي الله سبحانه وتعالى فضح الإخوانية هناك –كما لا يخفى عليكم- ولا يستطيع أحد من هؤلاء أن يظهروا أفكارهم الإخوانية إلا إذا وجدوا فرصة هكذا، إذا فعل اليهود في فلسطين شيء قاموا على المنابر، وهم يريدون أن يظهروا مذهب الإخوان ومساعدة حماس الإخوانية وأن الناس يتبرعون لهم، فيظهرون في خفاء وسرية على أن هذا الخطيب يتكلم فقط لفلسطين وهو يقصد الإخوان وحماس، فيظهر، فهكذا يخفون المكر والخديعة، فلم يوفقوا في شيء، ما في توفيق في ذلك.
والحديث الآخر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أراد أهل هذه البلدة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء» أخرجه مسلم في «صحيحه».
وعن سعد بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء» أخرجه مسلم في «صحيحه».
فانظر إلى هذه الأحاديث، وهي موجودة، والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن أشكال هؤلاء سوف يظهرون في المدينة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يتوعدهم، والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر منهم، يحذر من الإخوانية في المدينة، من القطبية، من السرورية، من الرافضية، من الصوفية، من الربيعية، وأشكال هؤلاء الذين يريدون أن يظهروا السوء في المدينة، فالنبي صلى الله عليه وسلم طهرها من الشرك والبدع والخرافات، وكذلك السلف من بدع الجهمية وبدع المعتزلة، هؤلاء يريدون أن يرجعوا هذا السوء إلى المدينة، فكان هؤلاء مستدرجون فقط كالربيعية وأشكالهم، ينشرون تنظيمهم وينشرون بدع الإرجاء وما شابه ذلك، فأتى الله بنيانهم من القواعد، فهذه الأحاديث موجودة أصلا، والله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد، لذلك الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إن ربك لبالمرصاد﴾ [الفجر: 14]، مرصاد للجميع، فلذلك لا بد أن يعرف الناس هذا الأمر.
وهذه الأحاديث دالة على تحريم الكيد لأهل المدينة وبيان عاقبة من يكيد لهم ويريد بهم سوءا، وكذلك يدخل من يكيد للمسلمين في البلدان الأخرى، في الجزيرة وغير ذلك من البلدان الإسلامية، من يكيد لأهل السنة ومن تابعهم من المسلمين فالله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد.
ولذلك يقول القاضي عياض رحمه الله في «إكمال المعلم»: «من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله في النار ذوب الرصاص» (هذا في لفظ لمسلم)، هذا عقاب لهم في الدنيا وعقابهم في الآخرة، فإنهم في نار جهنم، ويبين عن هذا الأمر قوله: (كما يذوب الملح في الماء) قوله باختصار أو يكون ذلك لمن أرادها في الدنيا فالله يمهله. وكذلك بين القاضي عياض: ولا يمكن سلطانه ويذهبه عن قرب، يعني: ما له سلطان. انظر ربيع ما له شيء الآن، حتى الأطفال يردون عليه، الكل يرد عليه حتى أهل البدع، كذلك الإخوانية ما لهم شيء، السلطة عند ولاة الأمر في بلد الحرمين، هؤلاء ما لهم سلطة، حتى لو قلنا شيئا يسيرا من قبل فذهبت والكل يرد على هؤلاء، وهم مخذولون، ما لهم كرامة، فيبين القاضي عياض في إكمال المعلم هذا الأمر يعني يدخل في إذابته كما يذوب الملح كذلك يذهب سلطانه، ما له شيء نهائيا.
وكذلك يقول الحافظ أبو العباس القرطبي في «المفهم»: ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه في النار ظاهر هذا أن الله يعاقبه بذلك في النار. يعني كما يعاقبه الله في الدنيا فكذلك الله سبحانه وتعالى يعاقبه في الآخرة. وكذلك يقول: ويهلكه ويطمس كلمته، يعني لو يتكلم الكل يرد كلامه، ولذلك كلام ربيع ما يساوي شيء، عبيد المكابري... وكل أهل البدع كلامهم لا يساوي شيء، ما في أحد يسمع لهم، إلا هؤلاء الربيعية الهمج.
وبين القرطبي الذين غزوا المدينة من قبل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعل بهم الله سبحانه وتعالى، فهذه عقوبته في الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا هلاكه واضمحلال دعوته وفضح أمره وانعدام توفيقه، هلاك وعدم توفيق فما يتكلم إلا بالباطل، ودعوته تذهب شيئا فشيئا، كما حصل للربيعية والإخوانية وغير ذلك في بلد الحرمين، وكذلك من العقوبة تفريق كلمته، ولذلك انظر بين الإخوان وبين القطبية وبين الربيعية اختلاف، تفريق كلمتهم، كل هذا عقاب، هذا من ذوبان هؤلاء واختلاف وتشتت، جماعاتهم وفشل دروسه وذهاب ريحه، وهيبته، وحرمانه من العلم النافع والعمل الصالح، فهذا الأمر كله لأن هؤلاء كادوا لأهل المدينة، فهلكوا. وكذلك تسليط الأعداء عليهم، لذلك الربيعية الكل يطعن فيهم، حتى أعداؤهم من أهل البدع يطعنون فيهم، ما ترى أحدا إلا على ذلك، ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله﴾ [فاطر: 43].
ويقول الطيبي في «الكاشف»: في قوله صلى الله عليه وسلم: «كما ينماع»: يذوب ويجري، ماع الشيء يميع وإنما ينماع إذا ذاب وسار. فهذا ظاهر في الدعوات الباطلة في المدينة ومكة.
وفي الحقيقة هناك عناد القطبية الربيعية السرورية، ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين﴾ [فاطر: 43]؛ هذه سنة الأولين والآخرين، يعني لا بد على الشخص أن يتعرف على ذلك، فالله سبحانه وتعالى له سنن في أشكال هؤلاء المبتدعة، وأن إذا هؤلاء ينشرون بدعهم في المدينة وغيرها من بلدان المسلمين هذا استدراج، فلا يفرح هؤلاء، المفروض يعرفون أن أمرهم آت طال الزمن أو قصر، لكن هذا يدل على أن هؤلاء في غفلة كالربيعية وأشكال هؤلاء وأنهم لا يفهمون شيء في الدين ولا عندهم علم، وإلا لو كان عندهم علم لانتبه هؤلاء وتابوا وتركوا العناد وانضموا مع أهل السنة، فهذا يدل على أنهم جهال في استمرارهم وعنادهم، وأن لله سبحانه سنن في أشكال هؤلاء، فالله يهلكهم، وأن هذا المكر سيعود إليهم، وسنة الله ما تتبدل، فلا بد يعرفها كل الناس مع سنن الله تعالى ظهرت في الخلق في البلدان للأفراد وللجماعات في الذين يكيدون في بلدان المسلمين، ويكيدون للدين، والله أهلكهم أمامهم وبعد يخرج لك ناس ما يتدبرون، يفعلون نفس فعل هؤلاء، فيمكرون بالدين ويمكرون بالسنة والتوحيدي بلاد المسلمين.
فانظر إلى الإخوانية في تركيا، هؤلاء ما تدبروا في البلدان التي أهلكها الله سبحانه وتعالى وأهلك أهل البدع والإخوانية، نفس الشيء يمكرون في تركيا، وسيأتي أمرهم، هؤلاء لم يفقهوا شيئا يظنون أنهم يحصلون سلطة وما شابه ذلك، وما يدري هذا المسكين وأشكاله أن أمر الله سوف يأتيه، والعقاب سوف يأتيه، ويفر من بلده، واصبروا وستسمعون.
لا بد للشخص ما يكون غبي إلى هذه الدرجة، وغافل لهذه الدرجة، أفراد وجماعات، فيعلمون أن لله سنن، سنة الله لا بد أن تصيب هؤلاء، ما يدرون أنه لا بد أن تصيبهم، فلذلك على الشخص ألا يمكر بأحد، لا بأهله ولا بأقاربه، ولا جيرانه، ولا بأي مسلم، ولا في عمله، من يختلف معه يمكر به، كان كل واحد منهم يبيعون ويشترون مع بعض، ترى الشخص يمكر بصاحبه وهو مشترك معه في البيع والشراء يمكر به، يقول له: ما لك شيء، ما يدري أن الله سبحانه وتعالى سوف يمكر به، هذه سنة الله في الناس، هؤلاء ما يدرون بسنن الأولين، كما فعل الله سبحانه وتعالى في فرعون، قوم هود، عاد، قوم شعيب، كل هؤلاء ما يتدبرون في هؤلاء، ما يتدبرون فيما أمامهم الآن، ماذا الله فعل في أهل البدع في البلدان الإسلامية، وفي البلدان الأخرى، ما يتدبرون ماذا فعل الله سبحانه وتعالى في اليهود والنصارى، والعقاب من الإعصار والأمراض المهلكة وغير ذلك.
انظر إلى هؤلاء المبتدعة الإخوانية في تركيا ماذا يفعلون، وانتظروا، سوف يأتيهم أمرهم، ﴿استكبارا في الأرض ومكر السيئ﴾ [فاطر: 43]؛ يعني هؤلاء ما ينظرون إلى سنن الله سبحانه وتعالى في أشكال هؤلاء، ما يتدبرون، وأتباع ربيع استكبروا عن اتباع الآيات والأحاديث والآثار في الاعتقاد والمنهج، استكبارا في الأرض، فيدخلون في هذه الآية، وهذا الذي أوصلهم إلى أن مكروا بالناس في بالبلدان مكرا سيئا فالله مكر بهم في ليبيا، في الكويت، في المدينة، في مكة، ألا ترون كيف الله مكر بربيع في مكة وفر مثل الفأر منها، وغير ذلك من البلدان، فلا بد للشخص أن يتعرف على سنن الله تعالى.
حتى في المسائل الدنيوية ما يمكر بالناس، ما يخون الناس، ما يسرق أموال الناس، ومسائل النساء يحذر لأن فتنة النساء كبيرة، فيمكر بهذه أو يمكر بهذه كما يحدث الآن من العصاة والمبتدعة، فلا بد على العبد أن ينتبه لأشياء كثيرة في العمل، مسؤول أو غيره، يأخذ أموال، يأخذ أقلام رصاص خل يأتيني باعطيه قلام رصاص، اشتر لك قلم، الموظف هذا يأخذ قلم وهذا الموظف يأخذ مسطرة من العمل... إلخ، ويوقع على شهر ولا حضر، الله مكر بصاحبكم، فلذلك الله له بالمرصاد.
والناس يفعلون أشياء كثيرة في البيع والشراء، يمكرون بهذا ويمكرون ببعض ويظنون أن هذه شطارة، لا، سنة الأولين تأتي له، فلذلك لا بد أن ينتبه الفرد في سوق الخضرة، في سوق كذا، في سوق السمك، يضع الطري فوق والفاسد تحت، ويبيعه ويأخذه المسكين، ويضحك عليه هذا، الله مكر به، ولا مائة فلس، لا تعادي أحد، ولا تمكر بأحد، لا نساء ولا رجال، انظر هؤلاء المجرمين الرافضة كيف يمكرون حتى الحيوانات ما سلمت منهم، الله يمكر بهم، يفرحون لا، تدور عليهم الدوائر، سنة الله ما تتغير في الخلق، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، فلذلك لا بد نتعرف على هذا، ولا تحزن من أفعال هؤلاء، ستأتيهم سنة الأولين، أنت أصلا فقير ضعيف ما تستطيع أن تفعل شيء.
هنا كذلك يبين الله سبحانه وتعالى للناس، فليتفهموا مثل هذه الآيات: ﴿فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا﴾ [فاطر: 43] يعني: في عقاب هؤلاء وأن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد ما تتبدل، لكن أنتم اصبروا وادعوا الله سبحانه وتعالى، وحافظ على العبادة، والناس يحافظون على عبادتهم في بلدانهم، ويتركون هؤلاء لله، فالله سبحانه وتعالى له السنن وكل جماعة من هؤلاء الخونة لها موعد، ليس الأمر متروك هكذا.
س: ما المقصود بالمجتهد المطلق؟.
ج: المجتهد المطلق هو العالم كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، عنده من العلوم متمكن فيها، وممكن لم يتبحر في علم من العلوم فهذا لا ينافي اجتهاده المطلق، وما دون العالم يكون غير مجتهد إلا في جزء من الاجتهاد لأن الاجتهاد يتجزأ، فهناك من يجتهد في مسألة، أو في علم من العلوم، فالمقصد أنه لو أخطأ وهو من الذين يتحرون الكتاب والسنة وما شابه ذلك لو أصاب له أجران وإذا أخطأ له أجر، ولا يؤاخذ، أما دون المتمكن مثل طلبة العلم ومن عندهم قصور في العلم فهذا لو اجتهد وأخطأ مرفوع عنه الإثم وليس له أجر، لكن لو أصاب له أجران لكن يرفع عنه الإثم فقط، أما الذي يخوض في المسائل الفقهية وهو غير متمكن فيها كحال المتعالمين فهؤلاء لو أصابوا أثموا وإن أخطأوا أثموا، لماذا؟ لأن هؤلاء كالحزبية عندنا في الخطابة، في الإمامة، والإفتاء والوعظ في المساجد، هؤلاء آثمون، لو أصابوا أثموا وإن أخطأوا أثموا، لماذا؟ قال الشيخ ابن عثيمين: عقاب لهم، وكما بين ابن القيم كذلك في إعلام الموقعين هذا عقاب لهم، وكذلك الشاطبي في الموافقات قال: عقاب لهم، لأنهم لم يأذن الله لهم أن يتكلموا في الدين، ويقول: الحزب وضعني أو الجمعية الفلانية وضعتني، لا ما يمشي هذا العذر يوم القيامة.
ولذلك انظر الآن في المؤسسات الرسمية ما يضعون واحد إلا بإذن ولي الأمر، ما يدخل إلا بأوراق ويوافقون عليها... إلخ، وبعد ذلك يمارس عمله، فالله سبحانه وتعالى لا أحد يمارس الدين إلا يأذن الله له، وهذا يعرف بعلومه وكتبه وشروحه للتوحيد ويزكى من علماء السنة، هذا يدل على أن الله أذن له، أما أن يأتون بتزكيات من النطيحة المتردية هذا لا يجوز، من زكاهم يحتاج تزكية، كيف يزكون، فلذلك لا بد نعرف الذي يزكي من الذي لا يزكي في هذه الأمور في الدين، والله ما أذن لهم أن يزكوا الناس، لأنه يحتاج تزكية وما عنده علم، فلا بد يعرف الدين، وذكر أمثال هؤلاء من ثلاثين سنة يعلمون –بزعمهم- ويوعظون ويدرسون، من عشرين سنة، من عشر سنوات، أو أكثر أو أقل، ما ظهر من جعبتهم شيء، ولا واحد، ما يظهر إلا جاهل أجهل منهم، فلذلك لا بد أن نرى ثمرات الذين يدرسون، إذا ما لهم ثمرات ولا شيء فاعلم أنهم جهال أصلا، يعلمون الناس البدع ما خرج منهم واحد يرجع الناس إليه في الكتاب والسنة والآثار، أين مؤلفات هؤلاء؟ ما في، أين شروح هؤلاء في السنة؟ إذا تكلم في الدين خبط وخلط، وإذا ألف خبط وخلط، هذه علامات المتعالمين، هؤلاء غير مجتهدين، ولذلك ظهر لنا بعد ذلك من يقول: هؤلاء اجتهدوا وأخطأوا، لا، بل هؤلاء مبتدعة انتهى أمرهم، لا تقل هذا الكلام، هؤلاء لا بد لكل واحد منهم أن ينزوي في بيته ولا يتكلم في الدين، حتى أمور دنياهم وجمعياتهم ما يعرفون فيها شيء أصلا، خبط وخلط وفوضى، فوضى في الأعمال الخيرية وما شابه ذلك كما ترون، فلذلك لا بد أن نعرف هذا الأمر.
س: ما حكم صلاة المرأة بالمكياج؟.
ج: ما في بأس لو كان في وجهها هذه الألوان، لأن هذه لا تبطل الصلاة وليست بنجسة، فلا بأس.
س: ما حكم تحديد اللحية؟.
ج: ما لها تحديد ولا شيء، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أطلقوا- أوفروا)، إطلاق اللحية هذا هو الأصل في اللحية، وبينا هذا كثيرا.
س: هل يجوز أخذ مكان شخص قام وسيعود إليه؟.
ج: ما دام هو الآن موجود هنا مثلا في الحلقة، قام يذهب إلى الحمام وما شابه ذلك لا يجوز أخذ مكانه، لأنه سبق إليه من قبل، أما إذا ذهب بالكلية وخرج من الدرس وبعد ذلك اتصل به أخوه وقال له: أنا أقوم بعملك، أو ذهبت وتأخر شيئا وانتهى عمله ويأتي هذا يؤخذ مكانه، لأن هذا وقت طويل، لكنه فعل شغل وكذا فيرجع فيجلس في أي مكان، أما إذا كان في المسجد يذهب إلى الحمام أو شيء من هذا فهذا لا يؤخذ مكانه لأنه سوف يأتي.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.