القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (37) والأخير أحكام اللعب والرياضة:السباحة والأحاديث الضعيفة فيها (تفريغ)

2025-04-16

صورة 1
الجزء (37) والأخير أحكام اللعب والرياضة:السباحة والأحاديث الضعيفة فيها (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين.

 ولعل نتكلم في آخر درس كما قلت لكم من قبل، بالنسبة لي لعب الرياضة عندنا درس من قديم، فلعل ننهيه في هذا الدرس لكي تكون أحكام اللعب والرياضة كاملة، وبينت لكم أن بعد ذلك ما يحتاج طالب العلم إلى أي شيء في اللعب والرياضة في الكتب الأخرى، لأنه في وفي يوم من الأحاديث الضعيفة والفتاوى الضعيفة وكذلك أشياء كثيرة، فهذبت لكم كل ما فيه الأحكام للرياضة، وإلا لو بتقرأ في الكتب الفقهية، وكتب الرياضة، وغير ذلك في أشياء كثيرة مخالفة للشريعة المطهرة، وحشدوا في كتبهم الأحاديث الضعيفة الكثيرة، كما مر عليكم ومنها هذا عندنا بالنسبة للسباحة.

 فالسباحة العوم في الماء، وهو السير على الماء منبسطا، كما ذكر أهل اللغة منهم ابن فارس في معجم مقاييس اللغة، وغيره كذلك من أهل اللغة، فالسباحة العوم، وهناك أحاديث كثيرة في السباحة بيناها عندما تكلمنا عن الرمي، لأن الرمي مدموج مع أحاديث السباحة، وكلها ضعيفة لا تصح ما في شيء يصح في السباحة، لكن سوف نتكلم يعني كما تكلم عنه أهل العلم، وإن في الجملة السباحة تجوز في الشريعة لكن في حدود الشرع، فالحديث الأول حديث جابر ابن عبد الله وجابر ابن عمير الأنصاري وفيه قول النبي- صلى الله عليه وسلم- (كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو ولعب إلى أن قال وتعلم الرجل السباحة)، وهذا الحديث تكلمنا عنه من قبل لكنه باختصار أخرجه النسائي في السنن، وكذلك البيهقي في شعب الإيمان وغيرهما وقد اختلف في إسناده وهو حديث مضطرب لا يصح، فهو حديث ضعيف.

 الحديث الآخر: حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال- قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (علموا أبناءكم السباحة والرمي، والمرأة المغزل)، وهذا حديث ضعيف أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وغيره، وفيه عبيد العطار وهو ضعيف، وكذلك الليث ابن أبي سليم وهو مختلط، وقد اختلف كذلك فيه فهو حديث ضعيف لا يصح، وكذلك حديث بكر ابن عبد الله الأنصاري، قال:- (قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علموا أبناءكم السباحة والرماية...) إلى آخر الحديث، وهو حديث ضعيف لا يصح أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة وغيره، وفي سليم بن عمرو وهو مجهول.

 الحديث الرابع حديث أبي رافع، قال:- (قال النبي- صلى الله عليه وسلم- من حق الولد على الوالد أن يعلمه كتاب الله، والسباحة، والرمي)، وهو حديث ضعيف لا يصح، أخرجه ابن حبان في المجروحين وغيره وفيه الجراح بابن منهال وهو ومتروك.

 

 الحديث الخامس: حديث سليمان التيمي، قال:- (كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعجبه أن يكون الرجل سابحا راميا) وهذا هذا الحديث أخرجه القراب في فضائل الرمي، وهو حديث مرسل لأن التيمي معروف، التابعي معروف، فأرسل عن النبي- صلى الله عليه وسلم- فالإسناد منقطع وهو حديث منكر فلا يصح.

 وعندنا كذلك حديث ابن أبي مليكة وهو تابعي كذلك معروف، وأن النبي- صلى الله عليه وسلم- دخل هو وأصحابه غديرا إلى أن قال ليسبح كل رجل منكم إلي صاحبه، فسبح كل رجل منهم إلى صاحبه، وهو حديث مرسل أخرجه الإمام أحمد في المسند وغيره، وابن أبي مليكة تابعي أرسل عن النبي- صلى الله عليه وسلم- في الحديث منقطع مرسل لا يصح، (ليسبح كل رجل منكم إلى صاحبه).

 وكذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:- (كان النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه يسبحون في غدير، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- يسبح، كل رجل منكم إلى صاحبه)، وهو حديث ضعيف لا يصح، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وغيره، وفيه سليمان الكندي وهو مجهول.

 هذه الأحاديث التي ذكرت في السباحة، وهي موجودة في هذه الأحاديث في كتب الفقه، كتب الرياضة، والكتب الأخرى، ومستدلين بها على مشروعية السباحة، وكلها أحاديث ضعيفة لا تصح، لكن في الجملة يجوز، فهي مباحة السباحة مباحة لماذا؟ لأن الناس يحتاجون إليها، الناس يحتاجون إليها كما سوف يأتي، والسباحة تقوي الجسم وتنمي المهارات الجسمية وتدفع الكسل وغير ذلك، وقد اتفق العلماء على مشروعيتها بلا عوض، كما ذكر ابن عابدين في حاشيته، وكذلك ابن قدامة في المغني وغيرهما، فهي مشروعة لكن بشرط بدون عوض، لا على مال، ولا على تضييع أوقات، ولا الأشياء هذه العالمية ولا غير ذلك.

 فتكون هذه السباحة بين المسلمين مثلا، لكي يتعلموا السباحة لأنهم يحتاجون إلى السباحة في البحر، السباحة في البرك، غير ذلك من الأماكن التي يحتاج إليها الناس أن يلهو فيها في الوقت المناسب، بدون تضييع الصلاة ولا ذكر الله ولا طلب العلم ولا غير ذلك، فأحيانا فلا بأس للمسلمين أن يتعلموا هذه السباحة أو يسبحون أو ما شابه ذلك، كذلك يحتاج إليها الصغار لأنهم يحبون اللهو اللعب، فيتضجرون دون اللهو واللعب، وكذلك تشجيع لهم ها على الدين، فلا بأس أن يتعلموا في البرك مثلا ويعلمونهم مثلا آباؤهم، أو المدرسون القائمين عليهم يعلمونهم الدين وما شابه ذلك، فلا بأس أن يعلموهم هذه السباحة في الوقت المناسب، الذي لا يأخذ هذا الوقت وقت الدين، أو دائما يكون الناس في لهو ولعب كما بينا من قبل.

 وكذلك يعني بين الحنفية والمالكية والحنابلة أن على هذه العوض المعروف، عدم الجواز لكن إذا كان أمور تشجيعية مثلا بعض الهدايا بعض الأشياء التشجيعية للمسلمين للصغار ما شابه ذلك فلا بأس بذلك، وبين كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك ابن القيم- رحمه الله- تعالى في الفروسية، إذا كان مما يعين على الدين فلا بأس لتشجيع الناس، ولكنه ما يكون بهذه المستوى العالمي في تضييع الأوقات والأموال وما شابه ذلك، تضييع الدين كما لا يخفى عليكم في حدود الشرع، ولا بأس بالأشياء التشجيعية مثل هدايا أشياء أخرى مثلا فلا بأس بذلك، وخاصة إذا كانت تعين على الدين لأن الصغار مثلا كيف تجعلون مثلا يحفظون القرآن، وتشجعون على الدين، الصلاة، وأشياء فأمور تشجيعية فيؤخذون إلى مثل برك السباحة كما هي العادة ويعلمونهم وهكذا، لكي يلونوا ويلعبوا مع تعليمهم الدين أما بدون الدين ولهو ولعب هكذا فهذا ما ينبغي للمسلمين، فمن بين المسلمين رجالا، نساء، صغارا، كبارا فلا بأس، وبينا بالنسبة حتى للنساء في الأماكن المستورة وما شابه ذلك البرك وغير ذلك، فلا بأس أن يلهين وكذلك في السباحة وغير ذلك، والبنات والصغار البنات وهكذا بس كما بينا لكم بالشروط الستر ما شابه ذلك، لأن الرجال والنساء يحتاجون إلى الرياضة واللعب وإلى آخره.

 وفي الحقيقة أن هذه الرياضة وما شابه ذلك تعطي الناس مانع من الأمراض، وكذلك تذهب السمنة وأشياء كثيرة، والنساء الآن الذين جلسن مثلا في البيت تصبن بأمراض كثيرة، كذلك على المرأة هذه التي تقول مثلا أنا ما أعرف أخرج، ولا أعرف ألهو، ولا أريد هكذا اجلس لا، لا إظهري شوى، إظهري ليش؟ عشان تظهر هذه العصبيات والأشياء هذه وإلا تكفف في اليهال شله لأنج ما تظهرين روحي لعبي ألهي، الرسول- صلى الله عليه وسلم- خرج مع نسائه، مع الصحابيات، مع الصحابة، لماذا؟ لأجل هذا الشيء، فالمرأة إذا جلست في البيت بهذه المدة سنة وسنتين وإلى آخره بني آدم ضعيف، تمتلأ بالعصبية تمتلئ، فاللهو هذا واللعب يخرج هذه الأشياء، والرياضة وأمهات المؤمنين فعلن هذا، وطلب من النبي- صلى الله عليه وسلم- لماذا النبي- صلى الله عليه وسلم- ما يقول لك إفعل إفعل لكي تحصل على كذا هذا الأمر ينعرف، فلذلك إذا خرجت المرأة وتكون يكون الخروج في  حدود الشريعة، متحجبة مع الأخوات مثلا، مع زوجها، أولادها، وقتا تلو وتلعب الأشياء التي في جسمها تخرج، تأتي البيت تلاطف الأولاد تلعب مع الأولاد مستأنسة، أما إذا تقول لنا أنا ما أعرف أخرج كذا، لا تجابل لك الأولاد وتكفف، ممتلأة وإذا تقابلت مع زوجها حرب، نقول لها يبه إخرجي أحسن، عشان شوى هالأشياء هذه في جسمك تخرج وغيره وغيره وغيره، وهذا أمر معروف والإسلام دعا إلى هذه الأشياء أحيانا فلا بأس، خاصة الزوج يأخذ زوجتي يأخذ أولاده المرأة تخرج مع الأخوات، مع كذا، مع كذا، مع حتى أقاربها إذا كان ملتزمن بالدين وما شابه ذلك، فالأشياء هذه الزوج والزوجة أو الزوجة ترجع إلى البيت منشرحة الصدر الأمور طبيعية عندها كذا كذا، تتشجع على الطبخ، تتشجع على تنظيف البيت إلى آخره.

 فالأشياء هذه يعني جعلها الله- سبحانه وتعالى- للخلق، وكذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- جعلها إلى الخلق وبين النبي- صلى الله عليه وسلم- بعض الأشياء التي في الرياضة، وبينت لكم هناك كتب مسندة بالأحاديث، اسمها الرياضة لأبي نعيم وغيره، وأبو نعيم طبع منه جزء، فلذلك فالرياضة يعني مفيدة للمرأة والرجل، والأولاد والصغار الكبار، فلذلك أفضل يعني للناس أن يفعلوا هذا الأمر من أجل دينهم ومن أجل انشراح الصدر وإلى آخره كما بينا من قبل، وهؤلاء أهل العلم وخاصة أئمة المذاهب الأربعة يتكلمون عن هذه الأشياء ويبينون الجواز وإلى آخره، يعني  يتبين أن هذه الأشياء الرياضية واللهو واللعب مطلوب في الشريعة لكن اجعلوا في حدود الشريعة، وكذلك بين الإمام البهوتي في كشاف القناع هذا الأمر، وكذلك الدردير في الشرح الصغير، والشربيني في مغني المحتاج، وكذلك ابن عابدين في حاشيته، وكذلك كما قال المرداوي في الإنصاف، والصراع، والسبق، والأقدام ونحوها طاعة إذا قصد بها نصر الإسلام وأخذ العوض عليه أخذ بالحق، لكن بالنسبة عن العوض هذه يكون أمر مثل الهدايا، مثل كذا ما يضع عليها أموال طائلة وتضيع الأموال والأوقات لا، وهذا الذي بينه كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية كما نقل عنه المرداوي في الإنصاف وابن القيم في الفروسية، وكذلك الناس يحتاجون في الجيوش، يحتاجون تدريب للسباحة لكي ينقذوا الناس في البحار، أو أشياء حروب تقوم في البحار، فلا بد من أن يتعلموا السباحة فلذلك هذا أمر مطلوب بيكون ومشروع، لكي يدافع هؤلاء الجيش عن الدين وعن المسلمين وعن ديار المسلمين وحراسة البحار حراسة ديار المسلمين وهذا أمر معروف ومطلوب، فهذا يكون أمر مشروع السباحة على ما بينا، وكذلك مشروعة تكون سباحة للجهاد فتتعلم الجيوش السباحة للبحار، يعني حراسة البحار الأنهار البحيرات وما شابه ذلك فهذا أمر مطلوب وبين الشرع هذا الأمر.

 كذلك السباحة الغطس هذا والغوص في الماء الناس يحتاجون، كان الناس في القديم يتعلمون السباحة وغيره ها لأن رزق لهم، فيصطادون الأسماك واللولو وغير ذلك من الأشياء التي كان الناس يفعلونها من أجل المعيشة من أجل الرزق، ما كانت أعمال هكذا فيكون بهذا الأمر هذه السباحة وهذه الرياضة مطلوبة شرعا، فالناس يتكسبون في البحار، المحيطات ويذهبون بالسفن ويغوصون ويأتون باللؤلؤ والمرجان والأسماك وما شابه ذلك، فهذا يكون أمرا مطلوبا ولا يخفى عليكم أن الآن الأسباب الإعداد للجهاد تطورت، وكذلك يعني الأمور للمسلمين تطورت بالنسبة للرياضة وما شابه ذلك، فيحتاجون يلهون يلعبون في البحار، في البرك وهكذا.

 فلذلك الناس يتعلمون هذه السباحة على قدر حاجتهم من أجل دنياهم ومن أجل دينهم فيجمع الناس هذه الأمور، كما فعل النبي- صلى الله عليه وسلم- مع رجال الصحابة مع نساء الصحابيات في هذا الأمر في الرياضة، فيضطر الناس إلى هذه الأمور كذلك فلا بأس أن يلعب المسلمون لعبة الكرة هذه في الماء، مثلا في البركة في البحر، فيلعبون في هذه الحدود ما في بأس بذلك يلهون، والأمور التي في الجسم من التضجر وغير ذلك تخرج بهذا اللهو والرياضة، فيرجعون فرحين منشرحين الصدور في كل مرة لأن بني آدم يحتاج لهذه الأمور.

 فالنبي- صلى الله عليه وسلم- بين لهم، وكما بيننا لكم وتكلم أهل العلم في هذا الأمر كالنووي في روضة الطالبين وغيرهم من أهل العلم وهذا ما عندنا في آخر أحكام الرياضة.

 

   سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan