الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (34) أحكام اللعب والرياضة: ذكر الأحاديث الضعيفة في المصارعة (تفريغ)
2025-04-16

الجزء (34) أحكام اللعب والرياضة: ذكر الأحاديث الضعيفة في المصارعة (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولعل نذكر الأحاديث التي جوز بها عدد من أهل العلم لكنها كلها ضعيفة لكن في الجملة هذه المصارعة لعب بها المسلمون في هذه الحدود يشتبك اللاعبان ثم يحاول كل واحد منهما أن يسقط الآخر ويثبته في الأرض وانتهى الأمر، لا ضرب ولا كذا ولا كذا، ولا أي شيء مما بيناه في هذه الألعاب المحرمة التي فعلها الغرب وأتوا بها عندنا.
لكن هذه الأحاديث فيها المصارعة لكن كلها ضعيفة للفائدة استمع إليها، فعندنا حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (اتحد الحسن والحسين)، يعني تصارعا (عند رسوله -صلى الله عليه وسلم- فجعل يقول هي يا حسن خذ يا حسن، فقالت عائشة تعين الكبير، قال أن جبريل يقول خذ يا حسين)، وهذا الحديث حديث ضعيف لا يصح، أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»، وهذا الحديث فيه عمار ابن أبي عمار وهو يخطئ في الحديث، وبعض أهل العلم صحح هذا الإسناد لكنه ضعيف، كما سمعتم أن هذا الحديث فيه مصارعة الحسن مع الحسين ولم يثبت ذلك، وفيه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- هي يا حسن وكأن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يشجع الحسن على الحسين، ولذلك قالت عائشة هذا، وفي اللفظ هذا أن جبريل يقول خذ يا حسين وأن جبريل يشجع الحسين كيف يكون هذا؟ فهذا حديث منكر لا يصح.
ولذلك لعل يعني ترى أو تسمع مقلدا أو واعظا أو خطيبا يقرأ لك هذا الحديث ويقول حديث صحيح وهو حديث لا يصح، فمعنى هي يا حسن بكسر الها وسكون الياء اسم فعل أمر، يأتي بمعنى الاستزاده، يعني زد في هذا الأمر.
والحديث الثاني: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كان الحسن والحسين يصطرعان- يعني يتصارعان- بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول هي حسن، فقالت فاطمة يا رسول الله لما تقول هي حسن؟ فقال إن جبريل يقول هي حسين)، وهذا الحديث حديث ضعيف لا يصح، أخرجه أبو يعلى في «معجم الشيوخ»، وكذلك أخرجه ابن عدي في «الكامل في الضعفاء»، وابن عساكر في «تاريخ دمشق»، وابن الأثير في «أسد الغابة» هكذا أسد الغابة ليس أسد الغابة؛ لان البعض يقرأ الكتاب هذا بأسد الغابة لكنه أسد الغابة بالجمع، وإسناده فيه عمر بن أبي خليفة وهو منكر الحديث، هذا الحديث كذلك في مصارعة الحسن مع الحسين لا يصح.
الحديث الثالث: حديث أبي جعفر قال: (اصطرع الحسن والحسين- يعني صرع مصارعة- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو حسن، فقالت فاطمة كأنه أحب إليك قال لا ولكن جبريل يقول هو حسين)، هذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة، وهو حديث ضعيف لا يصح، وهو مرسل؛ لأنه من طريق أبي جعفر، وكذلك فيه المطلب بن زياد عنده مناكير في الحديث وفيه كذلك جابر الجعفي وهو ضعيف رافضي وكذلك الحديث مرسل من طريق محمد بن علي تابعي؛ ولهذا قال ابن حجر في «المطالب العالية» هذا مرسل يعني منقطع وضعيف.
كذلك الحديث الرابع في المصارعة وهو حديث ضعيف فيه مصارعة سمرة بن جندب مع رجل وفيه يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (قال فصرعه فصرع الأنصاري، قال فأمضاه النبي)، وهذا الحديث حديث ضعيف أخرجه الروياني في «المسند»، وكذلك أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»، والحاكم في «المستدرك» والبيهقي في «السنن الكبرى» هو حديث ضعيف لا يصح، وكذلك فيه إرسال فجعفر الأنصاري تابعي؛ ولذلك قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» رواه الطبراني مرسلا، وهذا الأنصاري يعني جعفر الأنصاري لم يلق سمرة ابن جندب وهو صحابي وهذا تابعي، لم يلق سمرة، فالحديث ضعيف.
كذلك في الحديث الآخر أخرجه أبو نعيم في «رياضة الأبدان»، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يصارعه فقال قم يا معاوية فصارعه، فقام معاوية فصارعه فصرعه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما علمت أن معاوية لا يصارع أحدا إلا صرعه معاوية)، وهو حديث ضعيف لا يصح، وإسناده ضعيف لأمرين، الأمر الأول: فيه النزال بن عمار وهو مجهول، وكذلك أن النزال بن عمار هذا لم يسمع من ابن عباس فهو منقطع، هذا كذلك الحديث ضعيف.
الحديث الآخر مصارعة النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا جهل، فهذا يعني ذكر ذكرا ولا يوجد لهذه المصارعة إسناد بل يقول الحافظ عبد الغني بن سعيد ما روي من مصارعة النبي أبا جهل لا أصل له، كما ذكر ذلك ابن حجر في «التلخيص الحبير»، وكذلك ذكر هذا المزي في «تهذيب الكمال»، وكذلك علي القاري في «المصنوع في معرفة الحديث الموضوع»، فمصارعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي جهل لم يثبت فيها شيء.
كذلك يعني ذكر السهيلي عن أبي الأشدين الجمحي وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المصارعة، فصارع النبي -صلى الله عليه وسلم- فصرعه كذلك، يعني لا يوجد لها إسناد، فلا تصح هذه المصارعة.
فإذا هذه الأحاديث لم تثبت نهائيا في مصارعة الصحابة -رضي الله عنهم- أو مصارعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأي أحد.
بيأتي كذلك مصارعة ركانة أو مصارعة النبي -صلى الله عليه وسلم- لركانه فكذلك ضعيفة سوف نذكرها في الدرس القادم.
هذه عن المصارعة سواء بعوض أو بغير عوض، بالطريقة التي ذكرناها عن لعب الغرب فلا تصح، والمصارعة يعني التي بين المسلمين بينتها لكم، فاعرف كيفة هذه اللعب ولذلك كثير من المسلمين يجهل هذه الأشياء فيلعب هذه الألعاب المحرمة من الضرب وغير ذلك، ويظن أن هذه شهرة أو ما شابه ذلك، ولا يدري أن هذا يكتب له طول عمره وهو يلعب الآثام التي يندم عليها يوم القيامة، فلا تلعب شيئا إلا مباحا، لأن الآثام تجري على الناس، وكذلك إذا فعلوا مباحات والطاعات تجري عليهم الحسنات، فاعمل الحسنات واترك السيئات.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.