القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (29) أحكام اللعب والرياضة: حكم سباق المشي والجري على الأقدام (تفريغ)

2025-04-16

صورة 1
الجزء (29) أحكام اللعب والرياضة: حكم سباق المشي والجري على الأقدام (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن السباق أو السبق على الإبل وتكلمنا في ذلك جملة وتفصيلا، ولعل في هذا الدرس نتكلم عن: السبق على الأقدام بدون عوض، فذكر الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في ((صحيحه)):

 عن عكرمة -وهو ابن عمار- قال حدثنا إياس بن سلمة قال حدثني أبي -الذي هو سلمة- -رضي الله عنه- قال: (وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا، قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟) يعني على الأقدام (هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك. قال: فلما سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريما، ولا تهاب شريفا؟ قال: لا. إلا أن يكون رسول الله ﷺ. قال قلت: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي! ذرني فلأسابق الرجل. قال (إن شئت) قال قلت: اذهب إليك. وثنيت رجلي فطفرت فعدوت. قال: فربطت عليه شرفا أو شرفين أستبقي نفسي. ثم عدوت في إثره. فربطت عليه شرفا أو شرفيني. ثم إني رفعت حتى ألحقه، قال فأصكه بين كتفيه. قال قلت: قد سبقت. والله! قال: أنا أظن. قال: فسبقته إلى المدينة).

 

 فهذا الحديث يبين جواز السبق على الأقدام، وهذا الحديث فيه إقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا الحكم، وأنه يجوز السبق على الأقدام والمشي، وهذا الرجل كان يقول لا أحد يستطيع أن يسابقني في هذا الأمر فسلمة -رضي الله عنه- استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك في هذه الرياضة في هذا السبق ولم يفعل هذا الأمر بنفسه، يعني رأي الرجل يقول مثل هذا الكلام، ألا مسابق إلى المدينة فلم يتصرف سلمة -رضي الله عنه-  من نفسه، فرجع إلى أهل العلم لأن ممكن أن يكون هذا حرام فأراد أن يأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- ويجوز له الرسول -صلى الله عليه وسلم- بهذه الرياضة ويتسابق مع هذا الرجل.

 فأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال له (إن شئت)، فجوز له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمشيئة، وهذا يدل على أمر كذلك أن هذه الرياضة ليست بالمهم في هذه الحياة الدنيا لو كان حكما أو عبادة أو أمرا في الدين لما قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن شئت)، لقال له افعل وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم الصحابة -رضي الله عنهم- ويبين لهم أن في العبادات كان يحثهم ويأمرهم ويوجب عليهم، أما في الأمور هذه الدنيوية فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخيرهم لأن أمر مباح وليس بمهم، والرياضة تكون أحيانا فليس على الدوام، وبيأتي الكلام على الذين خاضوا بالعواطف في هذه الرياضة والسبق واللعب واللهو وتكلمنا هذا عنه كثيرا.

 فالذين دخلوا في هذه الرياضة واللعب واللهو بدون مشاورة أهل العلم ومعرفة الأحكام هلكوا كما ترون وناس كثر، فانظر إلى الصحابة حتى في هذا الأمر مسألة السبق أو الرياضة بالمشي يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم، والذين سألوا العلماء في مسألة الرياضة وبينوا لهم الحدود الشرعية نجوا من العاطفة الجياشة في الرياضة؛ التي أهلكت رجالا ونساء في هذا الأمر.

 فالنبي -صلى الله عليه وسلم- خيره (إن شئت)؛ لأن الأمر ليس بذاك، يعني هذه الأمور اللهو واللعب الذي بيناه من المكملات، ليست غايات في الشريعة المطهرة، وإلا الأصل التوحيد ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ [الذاريات:56]؛ أي يوحدون هذا هو الأصل، أولا تقدم دينك في كل شيء، في الأصول والفروع وتجعل لدينك الأوقات الكثيرة، بعد ذلك تجعل لك أوقاتا لانشراح صدرك في بعض اللعب واللهو وإدخال السرور والتنفس في ذلك على حدود الشريعة التي بيناها وعندكم أكثر من ستة وعشرين جزء في أحكام اللعب والرياضة فاسمعها جيدا وإلا الأصل الآن ماذا؟ الأصل هذا الدين يقدم في كل شيء هذا الدين.

 ولذلك كان الصحابة يأتون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ويبينون له ويسألونه عن دينهم، فكان يحثهم وكان الصحابة يهتمون الاهتمام البالغ في دينهم؛ لأن هذا الأمر هو الأصل أصلا، من خلق الناس ومن خلق الجان، وفي الحقيقة بعد ذلك إذا دخل العبد الجنة يفعل من يشاء من اللهو واللعب وغير ذلك.

 فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يبين هذا الأمر وإن الأمر جائز، وكذلك الأمر الآخر يعني العبد لا يتفاخر بشيء ويقول أنا أفضل منك وأنا أعلم منك وأنا أقوى منك وأنا ألعب منك وغير ذلك، فيتفاخر بذلك فإنه يأتيه رجل ممكن لا يراه شيئا فالله سبحانه تعالى يجعل فيه السبق عليه، فهذا الرجل كان يتفاخر بهذا الأمر وأن لا أحد يسبقه، وكان سلمة -رضي الله عنه- رديفا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنزل له، بعد استئذان النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له قال إن شئت، فسابق فكان من المدحضين، خلاص، نهى أمره، سلمة نهى أمره، فسبقه إلى المدينة كما ترون، وين هذا التفاخر؟ ما في.

 فهذا الحديث فيه فوائد كثير لكن هذا يعني باختصار، فعلى الناس الاتباع، وهناك كلمات في الحديث، فقوله (لا يسبق شدا): يعني عدوا على الرجلين، فهذا لم يكن السبق على إبل ولا على خيل ولا على أي شيء، كان مشيا، وقوله (ألا مسابق): فهذا يطلب السبق، ويتمنى هو أن يسابقه أحد (ألا مسابق) فيتمنى أنه يسبقه أحد، (أما تكن كريما ولا تهاب شريفا): يدل على أنه فهم من قول الرجل، ألا مسابق النفي فكأنه قال لا أحدا يسبقني فلذلك أنكر عليه سلمة بهذا الكلام، أنكر عليه، ولابد من تبيين الذي يفتخر بنفسه يفتخر ببعض الأشياء يبين وينصح في هذا الأمر، (فلأسابق): منصوب بلام كي على زيادة الفاء، فقوله (أذهب إليك وأثنيت رجلي): وكان سلمة هنا راكب خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل الذي قال ألا مسابق، (وأثنيت رجلي): أي نزلت أثنيت رجلي أي نزلت عن ظهر العظباء، يعني ناقة النبي -صلى الله عليه وسلم-، (فظفرت): أي وثبت وقفزت يعني من العظباء التي هي ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، (فربطت عليه): أي حبست نفسي عن الجري الشديد وتأخرت عنه، وهذا بعد ممكن أن لا يستعجل الشخص في السباق يمهل نفسه شيئا ويتأخر ويجعل الذي المسابق الآخر ممكن أن يمشي مثلا أو يجري وبعد ذلك هو إن شاء الله بيسبقه.

 (شرفا أو شرفين): أي شوطا أو شوطين، و(الشرف): ما ارتفع من الأرض يعني شرف الشوط كما الشوط في سبعة أشواط طواف وفي السعي وكذلك في اللعب واللهو يسمونه شوطا وهكذا يعني حتى في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن يسمونه شرف، الشرف هو الشوط، (استبقي نفسي): أتنفس ولكي لا يصيبه ضيق نفس، فلابد على اللاعب أن ينتبه لهذا، فلا يسرع، (ثم إني رفعت): أي زدت في السير حتى الحقه، فاصكه صككته والصك في الضرب حتى وصل إليه وصكه وسبقه، هذا هو يعني الحديث والألفاظ الغريبة فيه.

 فالمقصود الآن أن هذا الحديث دليل على جواز السبق بالرجل والقدم، ولا بأس بذلك لإقرار النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن بينت لكم بالنسبة ما يفعل الآن في النوادي العالمية والداخلية وغير ذلك فهذا لا يجوز بينا فيها تضييع أموال وأوقات وبيأتي لعل الدرس القادم عن مسألة النسوة التي يشتركن الآن في هذه النوادي وفي العالم مسابقات وما شابه ذلك يقولون إن هذه الرياضة مباحة لا، مرادهم هؤلاء الغرب إطاحت بالنساء وإضلال النسوة ويدخلن معهم بعض الأشياء خاصة مثلا الجامعات أو مثلا المدارس أو النوادي يقول لك هذه مجرد رياضة، بينا هذا كثيرا، لا يعني الآن يعني لا يخفى عليكم أن المرأة التي دخلت في الأشياء هذه فلم يكن رياضة ولعب الآن سفور لأن بعد الإيمان يضعف شيئا فشيئا، وخاصة النسوة عندهن عواطف، وتفتتن في هذه الرياضة، فخلاص تنطلق، وانظر كذلك اتباع رقي المحارب، عندها نسوة في الصيف يذهبن في لندن يلعبن وما شابه ذلك.

 الإخوانيات عادي، يقولن إن هذه رياضة فانظر كيف تضيع المرأة بهذا وبين أن لابد أن يكون في حدود الشرع وبيأتي هذا يعني أن استطعتم الصبر نأتي على النسوة بعد ذلك بس شوى نطول إذا لأنه مفيد وان كان تكلمنا عن هذا لكن هذا فيه شيء من التفصيل.

 الحديث الآخر حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: (بينما أنا أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعي رجل ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي بيننا.... إلى أن قال فاستبقت أنا وصاحبي فسبقته وكسرت من النخل عسيبا) يعني مال النخل إلى آخر الحديث وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا حديث يعني القبران الذين يعذبان لكن الحديث ضعيف، وهو صحيح البخاري ومسلم حديث صحيح بدون هذا اللفظ وهذا الحديث أخرجه الطيالسي في ((المسند))، وفيه بحر بن مرار وهذا الرجل بحر بن مرار لم يسمع من أبي بكرة، فهو منقطع وكذلك اختلف على هذا الحديث، وهو حديث ضعيف لا يصح، وأصله في ((صحيح البخاري)) ومسلم فيكتفى بأخذ لفظ البخاري ومسلم، ويعني كذلك بحر هذا ابن مرار مخلط واختلط مع الاختلاف في سنده، وهذا الحديث أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير))، وليس هو على شرطة يعني على شرط الصحيح، والطحاوي في ((مشكل الآثار))، والبيهقي كذلك في ((إثبات عذاب القبر))، وأخرجه أحمد في ((المسند))، وابن ماجه في ((سننه))، واختلف عليه فلا حاجة إلى ذكر هذا الاختلاف وهو ضعيف لأن بحر بن مرار لم يسمع من أبي بكرة فهو حديث ضعيف، وأن يكتفي بماذا؟ يكتفي بالحديث الصحيح الذي مر عليكم في حديث سلمة -رضي الله عنه- فهذا دليل على السبق بالمشي بدون عوض، وإذا كان بعوض بيأتي الكلام عليه في الدرس القادم وهو لا يصح.

 نأتي إلى حديث عائشة -رضي الله عنها أنها قالت: (سابقت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسبقته فلما حملت من اللحم سبقني فسبقني فقال يا عائشة هذا بتلك)، وهذا حديث ضعيف وتبين لي ضعفه وعليه اختلاف كثير ولعل يعني يأتي مثلا كلام عليه بالتفصيل بعد ذلك يعني في جزء، مثلا كأن أبو الحسن عندك؟ أبو الحسن عنده بس موجود لعل بس نسيته.

 فالحديث هذا تبين لي أنه ضعيف وإلى الآن لم أراجع حديث أبو الحسن للآن الجزء ماله، فهذا الحديث أخرجه جدنا الحميدي في ((المسند))، أخرجه الحميدي في ((المسند))، وكذلك من طريقه الطبراني في ((المعجم الكبير))، وأخرجه الترمذي في ((سننه))، والنسائي في ((السنن الكبرى))، وابن ماجه في ((سننه))، وأحمد في ((المسند))، والطحاوي في ((مشكل الآثار))، وابن حبان في ((صحيحه))، والدارقطني في ((السنن))، والبيهقي في ((السنن الكبرى))، كلهم من طريق سفيان بن عيينة، واختلف عليه هذا الحديث اختلافا كثيرا فمن الاختلاف رواه جرير فقال عن هشام أراه عن أبيه أراه عن أبيه وكذلك رواه يونس المؤدب عن حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه وأبي سلمة عن عائشة فقرن عروة بن الزبير الذي هو أبو هشام بن عروة مع أبي سلمه فهذا من الاختلاف.

 كذلك قول جرير أراه عن أبيه، يعني ممكن عن غيره، ورواه يزيد ابن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن القاسم بن محمد عن عائشة فاختلف الآن الراوي عن عائشة فالأول عن عروة بن الزبير عن عائشة، والثاني عروة مقرون بأبي سلمة عن عروة عن أبي سلمه عن عائشة.

 وهذا الطريق الثالث عن القاسم بن محمد عن عائشة، ورواه محبوب ابن موسى ومعاوية وسعيد بن المغيرة عن أبي إسحاق عن هشام عن أبي سلمة لوحده عن عائشة، وهكذا رواه عثمان بن أبي شيبة عن حماد بن سلمة إلا أن محبوبا قرن مع أبي سلمة أبا هشام، ورواه ابن أبي شيبة وابن المثنى عن حماد بن أسامة وأبو معاوية الضرير ويحيى بن زكريا ابن أبي زائدة ثلاثتهم حماد وأبو معاوية ويحيى عنهشام عن رجل عن أبي سلمة عن عائشة اختلف اختلاف كبير الآن، يعني هشام كان يرويه عن أبيه، الآن عن رجل عن أبي سلمة، وهكذا علقه البخاري عن حماد بن سلمة عن هشام، ورواه مالك ابن سعيد عن هشام عن رجل عن عائشة هذا بعد اختلاف كبير، وهذا الاختلاف يضعف هذا الحديث، فهشام كان يروي عن أبي سلمة يروي عن عروة، الآن يروي عن رجل عن عائشة، هذا فيه رجل مبهم.

 وكذلك أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار))، وابن أبي الدنيا في ((المدارات))، من طريق محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة به مطولا، هذا كله اختلاف كذلك يعني هناك طرق أخرى، وهذا يدل على أن مسابقة عائشة -رضي الله عنها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يصح، لكن مع هذا يعني بينا لكم أنه يجوز للمرأة أن تمارس الرياضة واللعب واللهو أحيانا في حدود الشرع، وكذلك حتى الرجال، ما يجوز للرجال أن يمارسوا هذه الرياضة واللهو واللعب بدون حدود الشرع، لابد بحدود الشرع.

أما ما يفعله الآن الناس من العوام والعامة في البلدان وفي العالم كله غلط مخالف للشرع، فأوردهم الموارد المهلكة، ولا يخفى عليكم حتى في كرة القدم منهم من يرمي طفله الصغير في حضنه وهو لا يشعر وهو يهلكه وهو ينظر إلى بزعمه كرة القدم، هكذا وصل هؤلاء يهلكون أنفسهم وأولادهم ويتشاجرون وأشياء كثيرة لا تخفى عليكم، هذه الرياضة لا يجوزها الشارع أصلا، ولا أحد من العلماء يجوزها بهذه الطريقة، ويقولون إن هذه رياضة ولعب وكذا لا، كل شيء في حدود الشرع.

 فكيف تضبط النسوة وكيف يضبط الرجال، اللهو اللعب بالضوابط الشرعية؟ لماذا بينت لكم؟ لكي تؤجر أنت حتى على الرياضة ما دام في حدود الشرع ترفه عن نفسك عن أولادك عن أهلك وما شابه ذلك فلك أجر في ذلك، والرسول -صلى الله عليه وسلم- بينت لكم سابق الصحابة، والصحابة كانوا يلعبون.

 بينا لكم في رميهم للرماح في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان ينظر إليهم، وهذا على الجواز لكن كان الصحابة وأهل الصفة يلعبون في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حدود الشرع، والشرع ما يمنع أحد لا رجال ولا نساء لكن في حدود الشرع، أما أن تخرج النسوة بهذه الطريقة مثل الغرب والأوروبيات، فهذا ليس من الإسلام في شيء ويقولون إنها رياضة، فلذلك المرأة تحذر كذلك هذا الأمر ولا تذهب مع النسوة مع هذه الاشكال فتهلك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan