الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (28) أحكام اللعب والرياضة: فضل الخيل في الإسلام (تفريغ)
2025-04-16

الجزء (28) أحكام اللعب والرياضة: فضل الخيل في الإسلام (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبيين أحكام اللعب والرياضة، وهذا الدرس آخر درس في أحكام الخيل، ولعل الدرس القادم نتكلم عن سباق الإبل، وبينت لكم إن للخيل في نفوس العرب قبل الجاهلية منزلة عظيمة عندهم، وكذلك عندما جاء الإسلام أصبح كذلك عند المسلمين قديما وحديثا للخيل في نفوسهم مكانة عالية، ومنزلة رفيعة.
فالخيل لأمرها العظيم، ومنزلتها العظيمة فهي عظيمة قبل الإسلام عند أهل الجاهلية، وعظيمة بعد الإسلام، فقبل الإسلام كانوا يهتمون بالخيل وهي جيدة لأمور كثيرة بينا ذلك في الدروس التي سلفت، كذلك بعد الإسلام، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الذي أحب الخيل وأكرمها، وعقد المسابقة بينها كما بينت لكم، وكذلك بين الإمام مسلم في «الجامع الصحيح» له (ج6 ص31).
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- اهتم بالخيل لما لها من الفضل العظيم، فهذا الدرس في (فضل الخيل في الإسلام)، وقد وردت عنه -صلى الله عليه وسلم- عدة أحاديث في فضل الخيل ومن ذلك ما رواه مسلم في «صحيحه»، عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلوي ناصية فرس بأصبعه، ويقول: الخيل معقود بنواصيها الخير إلى قيام الساعة، الأجر والغنيمة)، وبيأتي شرح هذا بعد ذلك.
وحتى إن أهل الجاهلية يرون الخيل مصدر عزة ومنعة ومناط التفاخر والمباهاة بينهم، ومحل رعاية وعناية واحتفاء وإكرام، فما بالك بالمسلمين؟! فهذا الأمر عند أهل الجاهلية، فالمسلمون كانوا يعظمون الخيل من أجل الجهاد، وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- إن الخير في الخيل، وبيأتي شرح هذا الأمر، ويؤيد مكانة الخيل في نفوس العرب، أن هذا الأمر امتد إلى نفوس المسلمين منذ أشرقت شمس الإسلام وأضاءت بنور ربها، وبهدي نبيها -صلى الله عليه وسلم-.
فاهتم الإسلام الاهتمام البالغ بالخيل؛ لأنها كانت نفيسة وغالية وبأموال كثيرة وحتى أن قبل الإسلام يتفاخرون بذلك، كما هو شأن البعض الآن، يتفاخرون بالخيول، خاصة الأصيلة، كما لا يخفى عليكم.
فالمسلمون عندما جاء الإسلام اهتموا بهذا الأمر؛ لأن فيها خير كثير، ولذلك ألفت كتب بذلك ككتاب «الخيل» لأبي عبيدة بن المثنى المتوفى سنة مئتين وأربعة وعشرين هجرية، و«الخيل» لابن الأعرابي المتوفى سنة مئتين وواحد وثلاثين هجرية، و«الخيل» لأبي زرعة العراقي المتوفى سنة ثمان مائة وستة وعشرين، و«فضل الخيل» للدمياطي المتوفى سنة سبعمائة وخمسة هجرية، وهناك كتب كثيرة تكلمت عن الخيل وفضل الخيل، وأصالة الخيل وأجود الخيل وألوان الخيل وكيف تعالج وهي موجودة مطبوعة منها من الكتب المتقدمة، وهناك كتب معاصرة موجودة وانظر الكتاب «سهيل فيما جاء في ذكر الخيل» لابن بشر النجدي (ص12،13).
الآن نذكر لكم فضل الخيل في الإسلام:
فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: )البركة في نواصي الخيل(، أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه».
وعن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلوي ناصية فرس بأصبعه، وهو يقول: الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والغنيمة)، أخرجه مسلم في «صحيحه».
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا واحتسابا لله، وتصديقا بوعده فإن شبعه- يعني يأكل- وريه- يعني يشرب يعني يأكل هذا الفرس ويشرب-، وروثه- يعني الغائط من الفرس- وبوله في ميزانه يوم القيامة)، أخرجه البخاري، حتى البول دي في الميزان موجود فيه أجر له، وهذا يبين ماذا؟ يعني فضل الفرس، حتى إن روثه وبوله وما يشرب وما يأكل في ميزانه يعني الذي قائم على الخيل، القائم على الخيل يحصل هذه الأجور، فأي شيء يفعله الخيل له أجر، فكل هذه الاشياء في ميزان هذا الخيال يوم القيامة.
ويقول المناوي في «فيض القدير» (ج3 ص514): (أي اليمن والبركة، والشقرة من الألوان وهي تختلف بالنسبة للإنسان والخيل والابل فالبركة في نواصي الخيل)، النواصي: هي مقدمة الرأس، لكن عبر بالأجر والغنيمة بذلك، البركة في نواصي الخيل: يعني ما يحصل للخيال والقائم على الخيل من الأجر، والمال الذي يحصله بالغنيمة، فيحصل المسلمون الأجور على الخيول، كذلك يحصلون الغنائم من الأموال، أنواع الأموال، الغنيمة: أنواع الأموال، فهذه بركة الله سبحانه وتعالى جعلها في الخيل، وهذا يدل كذلك على ماذا؟ على فضل الخيل.
وكذلك من أراد الزيادة في شروح هذه الأحاديث يرجع إلى «فتح الباري» لابن حجر (ج6 ص54)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج7 ص20)، وكذلك «فيض القدير» للمناوي (ج3 ص514).
ومعنى حديث «الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة»، معنى هذا الحديث أن الخيل المعدة للجهاد في سبيل الله قد اقترن بها الخير، ولازمها إلى قيام الساعة، فالخيل المعدة للجهاد أو في سبيل الله، فالله سبحانه وتعالى جعل فيها الخير فيها إلى قيام الساعة، وهي في سعيها ذلك لا تخرج عن الأجر والغنيمة، وربما ظفرت بهما معا، يعني في سعيها في هذا الجهاد، وفي سبيل الله سبحانه وتعالى فلا تخرج عن الأجر أو الغنيمة لابد؛ لأن الله سبحانه وتعالى جعل فيها هذا الخير، لابد يكون فيها، فأما الأجر فإنها كلما أكلت أو شربت أو مشت أو حتى بالت، كتب الله لصاحبها أجرا.
انظر إلى عظم الإسلام وكيف الله سبحانه وتعالى جعل الأجور والحسنات حتى في هذه الأشياء، لعل الناس ينظرون إليها ليست بشيء لكنها هي عظيمة عند الله سبحانه وتعالى؛ فلذلك أعطى الله سبحانه وتعالى لصاحبها هذا الأجر، تأكل له أجر، تشرب له أجر، تبول له أجر في هذا البول.
وفي الحقيقة هؤلاء يعني الجهلة العوام الذي لا يعلمون بهذه الأحكام يعني فاتتهم أجور كثيرة بزعمهم يقولون ما في أجر إلا في هذا وما في أجر إلا في هذا وتركوا واجبات، وتركوا فرائض، وتركوا سنن، كله بكلامهم المزعوم هذا، ويأتون يوم القيامة وهم نادمون؛ لأن هؤلاء لابد تصيبهم سنة الأولين، حتى بعد ذلك يقع عليهم الندامة، ويندمون، فلذلك أما طالب العلم فلا يأتيه هذا الوسواس، ويقول حتى لو في قلبه أن هذا ما يحتاج أن نفعله يعني أو افعله، في أجر ثاني بحصل عليه، لا لا يقول هذا هذا قول العوام، وأهل الوسواس والمعرضين عن فضل الله سبحانه وتعالى عليهم في الدنيا.
وانظر إلى المبتدعة الصوفية تركوا كل شيء طيب من اللباس وغيره يقولون عبادة، هؤلاء ما شكروا نعمة الله عليهم، الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى العبد بالملابس الطيبة والأشياء الجديدة وغير ذلك، وله أجر ولا يكون هذا من الترف، كما يقول مشددة، المتشددة يقولون هذا الكلام أن هذا من الترف، لا لا من الترف ولا شيء، بشرط أن تكون نية الشخص في المركب الجديد وفي اللباس الجديد وفي البيت الجديد وإلى آخره أن يشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ويري الله سبحانه وتعالى أنه يعمل بهذه النعمة شكرا له وإن الله أعطاه يتزين بكل شيء لكن تحت ضوابط الشريعة.
ففيه أشياء التي تكون من الترف الزائدة عن الحاجات، فمثلا الآن الضابط هذا العادة والعرف عند الناس، انظر مثلا الملابس الغالب الناس يلبسون الملابس المعروفة وهي جديدة ونظيفة، قل مثلا كم في حدود كم مثلا نقول الثوب؟ خمسة عشر دينار مثلا، يلبس الواحد وإذا ما يعتبر من الترف هذا الحذاء الطيب، فمثل هذا ما في بأس يلبس ولا هذا من الترف ولا شيء، نقول مثلا في أناس مثلا يقول لك البس ثوب خمسين دينار، هذا شنو؟ هذا خالف العرف، فإذا خالف العرف خالف الشرع، فهذا ترف صار الآن أما في هذه الحدود الذي بينا عشرين وخمسة عشر ممكن خمسة وعشرين أو شيء من ذلك فلا بأس أن يلبس وليس هذا من الترف أصلا؛ لأن فيه الأشياء التي من الترف أعلى بهذا بكثير نسمع أمور.
فلذلك وهذا يتبين بالنسبة للمراكب مثلا السيارة الآن ممكن تبلغ عشرة آلاف دينار ليس هذا من الترف أصلا، تسعة آلاف دينار ثمانية آلاف دينار هي جديدة وهذا ليس من الترف هذا الله سبحانه وتعالى يحب ذلك؛ لأن تكون طيبة ما يتعطل الشخص ما يتأذى ما يتضرر منها، أما المركب القديم هاي مشكلة، فلذلك لكن الأمور الأخرى تعرفونها بالنسبة للسيارات، فهذا من الترف أما في هذه الحدود فليست من الترف ما تعتبرها من الترف، ويأتيك صوفي يقول لك لا لا هذه كذا ويركب عربانة، يطوف عليك اتركه يولي، خله يركب عربونه، لذلك وهذا ليس من الإسلام.
وفي البلدان الأخرى، الصوفية يركبون حمير ترى، يركبون حمير عبالهم أن هذه من العبادة.. وهذا ليس من الإسلام أصلا، فيه ناس في بلدانهم يركبون السيارات الطيبة وكذا، ولباسهم الله المستعان التبليغ، فهذا ليس من الإسلام أصلا وليس من العبادة وليس له أجر، له إثم، الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى أثر هذه النعمة على العبد، والعبد يسأل الله سبحانه وتعالى من فضله، حتى لو عنده بعض الأشياء والأموال وكذا فلا بأس يعني ويقول ما لي غنى عن فضلك وبركتك، الله يحب ذلك ويزيدك، ما بيعتبره الله سبحانه وتعالى أن هذا من الترف أو كذا أو كذا أو كذا.
الماء ممكن يستخدم الماء الكثير فلا بأس على قدر الحاجة هاي ما يكون من الإسراف، مثل الحزبية يلصقون على مكان الوضوء في المساجد وغير ذلك هذا على حسب شنهو؟ الحاجة ولذلك الآن حتى غسل الثياب يحتاج إلى ماء كثير في الغسالات هذا ليس شنو؟ ليس هذا الإسراف، يأتيك متشدد من الداعشية وغيرهم، صكوا هذه الغسالة، باقي زين باقي الحرمة تقول باقي نص الثياب، لا لا لا بأس خلاص إسراف هذه، هاي تاخذه وتغطسه داخل الغساله وتشغل عليه. هذا ما يعرف شيء ولا يعرف شيء في الإسلام، عصر الملابس يختلف عن في القديم من خمسين سنة ستين سنة مئة سنة، ها يعني العصور القديمة، فكل شيء على العرف وبحسبه.
هذه الملابس الآن تحتاج إلى ماء، ورغم أن الماء كثير، لكنه ما يعتبر هذا يعني في الشريعة أن فيه إسراف، أو تعدى حدود الشرع، لا هذا الآن في حدود الشرع، وهكذا، في وضوءه في أشياء في غسله يختلف، فيه شخص الآن نظيف لكن من العرق الآن يغتسل ممكن يغتسل مرة واحدة ممكن بدون صابونة وشيء من ذلك مثلا فيستخدم الماء كما ترون، فيه واحد لا يحتاج إلى صابون وغير ذلك هذا أكيد بيكثر من شنهو؟ منالماء، أولا بيغتسل ثم صابون ثم ماء، لابد هذا ليس من الإسراف، فهذا في حدود الشرع وهكذا على حسب العرف.
والذي يسرف يعرف ذلك، فمثلا شخص يعني يغسل يده أو كذا وكذا وفيه شيء يترك الماء مثلا شغال ويذهب إلى مثلا التليفون ويطقطق في التواصل المرئي شلون فهذا هذا شنو هذا الإسراف هذا ما عنده حاجه المفروض يسكر هذا ويروح للتليفون ويرفع التلفون ويتحدث وهكذا كل شيء بحسبه.
فلذلك فمسألة الأجر هذا فالخيل هذه كلما أكلت وشربت ومشت وإلى آخرها فالله سبحانه عليك يكتب الأجل لصاحبها، وأما الغنيمة فذلك بالنصر على الأعداء، وأخذ أموالهم، فهذا الخيل فيها فضل عظيم، فالله سبحانه وتعالى ينصر المسلمين على الأعداء بهذه المراكب الطيبة وهي سلاح ومركب قوي للجهاد والركض والسعي تركض هنا وهناك للأعداء لهذا الكافر وهذا وهذا وهذا المبتدع وإلى آخره، فهي جيدة لهذا الأمر وقوة.
فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحث الصحابة على ذلك، على اقتناء شنو؟ الخيول وبين لهم هذا الأمر أن فيها خير كثير فهب الصحابة في تربية هذه الخيل والاعتناء بها وإلى آخره كما لا يخفى عليكم وخاضوا بها معارك كثيرة وفتحوا بلدان فبالنصر على الأعداء وأخذ أموالهم هذا الركوب على الخيل، ويدلك هذا الأمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأخذ أجود الأسلحة والمراكب لقتال الكفار، وفعل الصحابة كذلك هذا الأمر، أفضل الأسلحة يأخذونها لقتال الكفار وقتال المبتدعة كما قاتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الخوارج على الخيول.
وهذا الأمر خلاف ما يفعله الآن الخوارج كالحماسية وغيرهم في الحروب السياسية هذه يقاتلون بزعمهم الكفرة بالحجارة، والأسلحة الخفيفة وإلى آخره، ومنهم يقاتل بدون شيء، وانظر بزعمهم الداعشية، يقاتلون بأسلحة خفيفة، فيأتي الكفار والرافضة وغيرهم يقتلونهم، فلذلك فهؤلاء المبتدعة فشلوا في كل مكان في الحروب السياسية، في الشيشان في أفغانستان فإلى آخره، لأنهم لم يفهموا جهاد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك انظر إلى ولاة الأمر في البلدان الإسلامية عندما اجتمعوا وحاربوا الحوثية الرافضة في اليمن، هزموهم شر هزيم في أماكن كثيرة، واعتنوا بالأسلحة الطيبة القوية فهزموا هؤلاء الرافضة والله سبحانه وتعالى يحب ذلك.
وولاة الأمر الذي قاموا به هذا هو الجهاد الذي بينه الله سبحانه وتعالى في القرآن وبينه النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة، أما هؤلاء الخوارج وغير ذلك في الحروب السياسية فهذه كلها ليست جهاد، والحماسية في فلسطين ليست جهاد، كل هذه أمور خاصة بهم وبيعات خاصة بهم، فلذلك هذا يدل على أن الأمور الجيدة الممتازة لابد أن تستخدم في الحروب، ولا يكون هذا مثلا من الترف أو كذا أو كذا، فليؤخذ أفضل الأسلحة، كذلك حتى عموم المسلمين يأخذون بيوتا أفضل البيوت، الفرش، المراكب، الطعام، الشراب، كل ذلك تقوية على هذه الحياة الدنيا، وتقوية على طاعة الله سبحانه وتعالى، والقيام بها ونشط هذه النفس.
لكن إذا الناس لا تأكل الأشياء الطيبة ولا تركب الأشياء الطيبة، تيأس والعياذ بالله، تيأس ويرى نفسه أنه يعني ليس بمهم في هذه الحياة الدنيا، وأن حياته هذه يعني ليست طيبة، لكن الناس هذه يعني تعطيها هذه الأشياء الطيبة، من طيبات الله سبحانه وتعالى فتتشجع النفس للدين وللدنيا، وهذا أمر معروف ويعني النبي -صلى الله عليه وسلم- بين هذا الأمر وتكلمنا عن هذا من قبل، والله يحب هذا الأمر.
والخيل المراد ما يتخذ للغزو الجهاد، وبين هذا ابن حجر في «فتح الباري» (ج6 ص٥٥).
وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في «شرح رياض الصالحين» (ج5 ص377): (والمراد بالخيل خيل الجهاد، لأنه فسر هذا الخير بقوله الأجر والمغنم، وهذا إنما يكون في الجهاد)، وكذلك يعني بين هذا الزرقاني في «شرح الموطأ» (ج3 ص70)، والمناوي في «فيض القدير» (ج3 ص١٧1).
فهذا الأمر الأصل في هذه الأحاديث أنها في الجهاد، لكن بين أهل العلم كذلك تدخل الخيل الذي تكون في سبيل الله وهي على سبيل العموم سواء في الجهاد أو في غير الجهاد، فمثلا لو قام على هذا الخيل لأجل أن ينفس عن قلبه ونفسه مع عياله مثلا أو على مثلا طلبة القرآن أو طلبة العلم بهذه الخيول فهذا يدخل في هذا الحديث، فإذا أكلت له أجر القائم عليها الذي يربي هذه الخيل مثلا في بلدنا، وإذا شربت له أجر روثه له فيه أجر، كذلك إذا أعدها يعني لعائلته وكذلك لطلبة القرآن، في الأيام الترفيهية فيحصل له الأجر؛ لأن هذا في سبيل الله، لكن أهم شيئا يكون هذا لله سبحانه وتعالى، لا ليحصل الأجر مثلا من الأموال وغير ذلك فقط بدون نية.
لو مثلا جعل هذا الأمر لأهل القرآن وطلبة العلم وأخذ شيئا يسيرا من أجل أن يصرف على هذه الخيول أو هذه الخيل منهم فلا بأس، لكن أن يجعل ذلك للإجار مثلا كما يسمى بدون نية فهذا يأخذ أجره بس، لكنه ليس له حسنات وأجر من الله سبحانه وتعالى.
فيدخل كذلك الذي في سبيل الله، للأمور التي تكلمنا عنها فلا بأس أن يربي شخص خيل ويجعلها له ولأولاده ليلعبون ويلهون بأوقات كما بينا من قبل، وكذلك جيرانه مثلا يسعدهم يسعد طلبة العلم يسعد أهل القرآن فيحصل له الأجر فيحصل له الأجر مثل أجر الذي جعلها للجهاد وهذا على سبيل العموم كما بين شيخنا رحمه الله تعالى، فشيخنا رحمه الله تعالى في «شرح رياض الصالحين» وقال: (على سبيل العموم يدل هذا الأمر، سواء للجهاد أو غيره)، وبين هذا في شرح رياض الصالحين، وبشرط أن يخلص لله سبحانه وتعالى، فيعد مثلا هذه الخيول للأفراح وإسعاد أولاد المسلمين وطلبة القرآن وطلبة العلم للمسابقات أحيانا لتشجيعهم على طلب العلم وحفظ القرآن وما شابه ذلك فهذا في سبيل الله، ويدخل في هذه الأحاديث ويحصل له من البركة والأجر والأموال وغير ذلك.
والله سبحانه وتعالى جعل في هذه الخيل الخير إلى قيام الساعة، فأي واحد يعد خيلا لما بيناه فلابد أن يحصل له الخير، ويقول النووي رحمه الله تعالى في «المنهاج» (ج7 ص69): (فيه يعني الحديث دليل على بقاء الإسلام، والجهاد إلى يوم القيامة)، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال إلى يوم القيامة، وهذا يدل على بقاء الإسلام والجهاد إلى يوم القيامة، وهذا الحديث فيه رد على الخوارج الداعشية واللادينية وغيرهم من المبتدعة الخوارج، الذي يقولون إن بلدان المسلمين عطلوا الجهاد وهم كاذبون في ذلك، بينا أولا أن الجهاد لابد له من عدة ولابد له من اجتماع ولابد له من جيوش وحكام وإلى آخره، فولاة الأمر عدوا هذه العدة كما ترون وخاضوا الجهاد مع الرافضة وأهل الكفر في الخارج وأهل البدع في الداخل، فمنهم من حاربوهم بالسلاح ومنهم من حاربوهم بالكلمة، وهذه الكلمة من الجهاد، في الرد على اليهود والنصارى، والروس وغيرهم هذا من الجهاد، وهم يردون عليهم بالحجج ويدافعون عن بلدان المسلمين، ويدافعون عن المسلمين وعن الإسلام، وهذا هو الجهاد.
أما يقول إن الجهاد معطل، هم في الحقيقة كما بينت لكم هم الذين عطلوا الجهاد لأن جهادهم هذا وهمي أصلا، بلا فائدة تذكر، بل الأضرار تتتابع على المسلمين بسببهم، والمصائب والمحن والفتن، كذلك الأمر الثاني أن الإسلام قائم إلى قيام الساعة، وهذا يدلك ما دام الإسلام باقي لابد أن يكون له قوة، من قال كالإخوانية والحزبية والسياسية أن المسلمين في ضعف، لو كان المسلمون في ضعف لأهل الكفر في الخارج نهوهم كلهم ونهوا شنو؟ الإسلام، وهم يحاولون من قديم على قوتهم وعلى ما عندهم من قوة ما استطاعوا أن يقضوا على الإسلام ويقضوا على المسلمين، من قديم مع هذا البقاء كما ترون للإسلام والمسلمين قائم، وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قيام الساعة.
والنووي يقول دليل على بقاء الإسلام، وأن الإسلام ما فيه ضعف، نعم في ضعف في جهة دون جهة وفي بلد دون بلد هذا على حسب هؤلاء الناس القائمين في بعض البلدان أما على سبيل العموم إن الإسلام قائم والمسلمون قائمون وعندهم قوة وكما ترون خاصة في هذه الأيام في الردود على أهل الكفر وجهادهم بالكلمة والحجة والبيان، وهذا يدل أن عندهم قوة، فأن المسلمين كلهم على بزعمهم مليار غثاء يقولون عنهم وليس لهم شيء ولا غير ذلك هذا من الكذب وهذا الأمر مخالف للكتاب والسنة نعم الإخوانية واتباعهم هم في ضعف وذل إلى قيام الساعة في كل البلدان؛ لأنهم يرون اتباعهم اتباعهم همج ورعاع، أما المسلمون خاصة أمة الإجابة قائمة بالإسلام والسنة والعلم والجهاد بالكلمة وولاة الأمر القائمون بالجهاد بالسلاح ولهم بلدان شاسعة وواسعة في العالم الإسلامي، حتى وصول المسلمين في الغرب وغير ذلك، فكيف يكون في ضعف؟ كيف يكون؟.
إسلام ينتشر هكذا ومسلمون ينتشرون هكذا في الأرض شرقا وغربا وغير ذلك في ضعف؟ كيف يكون ذلك؟ فهؤلاء كالقرضاوي وأشكاله من جهلهم بالإسلام يقولون هذا الكلام، وهذا الكلام غلط لو كان المسلمون في ضعف لنهوهم من قديم الكفرة، الكفرة يريدون ذلك ويتربصون بالقضاء على الإسلام والمسلمين، لو كان كذلك في ضعف لانقضوا على الإسلام والمسلمين ونهوا ذلك، لكن لم يستطيعوا أصلا، بل كما ترون خاصة في السنوات الأخيرة يتوددون الكفرة إلى بلدان المسلمين، فكيف يكون في ضعف؟ ما عليكم من هذا الغجري القرضاوي هذا وأشكاله والإخوانية، ورؤوس الإخوان في القنوات والإعلام وغير ذلك، يبثون اليأس في المسلمين ويقولون هذا الكلام، ويثورون الهمج والرعاع بعض الشعوب لكي يثوروا على حكامهم، هذا هو مرادهم، كأنه يقولون خلاص، هم في ضعف وذل إلى قيام الساعة هؤلاء المبتدعة.
أما المسلمون لا، في عز الحمد لله بالله سبحانه وتعالى ثم بهذا الإسلام، ولله الحمد المسلمون يصلون ويحجون ويصومون ويفعلون كل العبادات التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، هذا يدل على أن المسلمين في قوة وإلا الضعيف ما يستطيع ماذا؟ أن يعبد الله، فانظر في الحج، وانظر في رمضان وانظر وانظر، يحجون في أمن وأمان، ويصومون في أمن وأمان، ويسافرون ويغدون ويدعون إلى الله وتطبع الكتب والقرآن وينشر في كل مكان هذا يدل على أن الإسلام في قوة إلى قيام الساعة نعم يقع في جهة وفي جهل ناس هنا وهناك بالمسلمين هذا ما في أحد ينكره لكن في الحكم العام هذا الذي بيناه أن الإسلام والمسلمين في قوة، فالله سبحانه وتعالى جعل هذا الأمر في الإسلام هكذا إلى قيام الساعة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين هذا الأمر أن الإسلام قائم والجهاد قائم.
إذا لم يقم المسلمون بالجهاد بالسيف قاموا بالجهاد بالبيان، وممكن ما يقومون بالجهاد بالبيان يقومون بالجهاد بالسيف، أو يقومون بالجهاد بالسيف والجهاد بالبيان معا، هكذا كما هو حاصل، قام العلماء قديما وحديثا بهذا الأمر، من قال إن الجهاد معطل، شنو الجهاد عندهم؟ الخوارج الداعشية الجهلة، فلذلك لابد أن ننتبه لهذه الشبهات، هؤلاء الإخوانيين والحزبية هم اليائسون، واتباعهم الغجر والهمج والرعاة هم اليائسون، أما المسلمون لا، صابرون قائمون، رغم إن ما تحفهم من الفتن والمحن، مع هذا صامدون وصابرون، ويجاهدون في الله، أما بالسلاح أو بالحجة والبيان وهذا أمر موجود، فلا بد أن يعرف هذا الأمر.
فإذا سمعت مبتدعا يلقي هذه الشبهة فاعلم أنه من من أهل اليأس والعياذ بالله، ومن أهل الجهل، قل له أنت في ضعف، أما الإسلام والمسلمون فهم قائمون إلى قيام الساعة.
وقد كان للخيل أثر واضح في حركة الجهاد منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، قضى بها المسلمون غمار المعارك الكثيرة، وكانت من أهم العتاد في الجهاد ولا غرابة أن نجد للخيل هذه المنزلة والمكانة فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في آيات من كتابه الكريم تفصح عن ذلك بل تشير إلى أنها من أهم أسباب القوة والعدة والعتاد كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾ [الأنفال:60].
فهذا الآن النص يبين فضل الخيل وأن الله سبحانه وتعالى ذكره في القرآن وأنه قوة، وانظر إلى وجود الآن الأسلحة المعروفة الحديثة، ترهب الأعداء ما يستطيعون الأعداء يدخلون على المسلمين في بلدانهم، كاليهود والنصارى والشيوعيين والمجوس وغيرهم، يعرفون أن المسلمين في قوة، فكيف يقال إن المسلمين في ضعف؟ فليدخل الكفرة ما يستطيعون؛ لأن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الأمر فيه بركة لأن الذين يعني الجيوش التي تخوض بهذه الأسلحة الحديثة في الجهاد مثلا في الحوثية وغيرهم فيحصلون هذا الأجر لهم.
هذا الأجر كذلك في خوضهم في هذا الجهاد يدافعون عن بلدان المسلمين، يدافعون عن المسلمين عن الإسلام، ألا يدخل أحد من أهل الكفر في الخارج، ولا أهل البدع في الداخل، كما فعلوا في الشام كما فعلوا في ليبيا، هؤلاء نقول لك نعم في ضعف بسبب الشرك والبدع، وأنهم أطاعوا القرضاوي المجرم، وسلمان وسفر ومحمد العريفي المجرمين، فالله خذلهم.
والبلدان الذين لما يطيعوا هؤلاء فقط الحمد لله في أمن وأمان وقوة وعندهم الأسلحة الحديثة يخافون أهل الكفر يدخلون فيها خاصة في الخليج، وهذا يدل على أن الإسلام في قوة والمسلمون في قوة جهة هذا أمر معروف، لكن كل الجهات فلا مستحيل هذا يكون، وإلا إذا كل المسلمين وكل البلدان هكذا في ضعف انتهى الإسلام والمسلمين، لكن هيهات هيهات، فلابد أن يعرف.
فالخيل كانت سلاح يخاف منها الأعداء، والله سبحانه وتعالى جعل فيها الخوف، كذلك الأسلحة الحديثة يخافون منها الأعداء في الدخل والخارج، وإلا ما عندنا داعشية ومجرمين، ورافضة وعندهم وعندهم لكنهم يخافون من هذه الأسلحة الله جعل فيها الخوف عند المسلمين إلى قيام الساعة ليس فقط الآن، فاعرف هذه الفائدة وإذا ذكرها أصلا أهل العلم، ولعل هذه المكانة تفسر لنا مدى العناية والاهتمام الكبير بالخيل من الباحثين والمؤلفين قديما وحديثا، فالخيل أمرها عظيم، فلابد الاهتمام بها أو بمثلها.
هذا آخر ما عندنا في فضل الخيل ولعل نتكلم الدرس القادم عن الإبل والتسابق بالإبل.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.