الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (23) أحكام اللعب والرياضة: أحكام ركوب الخيل والسباق به (تفريغ)
2025-04-16

الجزء (23) أحكام اللعب والرياضة: أحكام ركوب الخيل والسباق به (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبيين أحكام اللعب والرياضة وعندنا لعل نتكلم عن أحكام ركوب الخيل والسباق وغير ذلك، وردت هناك أحاديث في فضل ركوب الخيل، وهذه الأحاديث بينتها لكم في الدروس التي سلفت وهي أحاديث ضعيفة لا تصح في فضل ركوب الخيل.
ومن هذه الأحاديث حديث جابر -رضي الله عنه- وفيه: (كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو ولعب)، وفيه: (وتأديب الرجل فرسه)، وهذا حديث ضعيف تقدم تخريجه، وكذلك حديث عقبة بن عمرو الجهني -رضي الله عنه- كذلك فيه ركوب الخيل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ارموا واركبوا) وفيه (وتأديب فرسه)، يعني كل لهو باطل إلا ركوب الفرس وما شابه ذلك، وبينت لكم من قبل أن هذا الأحاديث ضعيفة، وهذا حديث كذلك عقبة حديث ضعيف لا يصح، تقدم تخريجه.
وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثة...) وذكر (تأديبك فرسك)، وهو حديث ضعيف لا يصح تقدم تخريجه.
وكذلك حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهو في ثلاث..) وذكر (تأديبك فرسك) وهو حديث ضعيف تقدم تخريجه.
وكذلك حديث عمر -رضي الله عنه- وفيه: (تعليمه فرسه)، وهو حديث منكر تقدم تخريجه.
وحديث ابن عمر كذلك في ركوب الخيل، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب اللهو إلى الله إجراء الخيل)، يعني السبق والركض بها والرمي بالنبل ولعبكم مع أزواجكم، وهو حديث ضعيف تقدم تخريجه.
وهذه الأحاديث التي في ركوب الخيل وهي أحاديث ضعيفة لا تصح، ولابد أن يعلم أن ركوب الخيل والسبق واللهو بها على الشروط التي ذكرناها من قبل في اللعب والرياضة إذا ما تلهي ويكون أحيانا على الضوابط الشرعية فيجوز، ولو هذا العبد يعني جعل خيله تأكل وتشرب من الأرض وغير ذلك فهذا العبد يؤجر على ذلك، والخيل كذلك في القديم تستخدم في الجهاد في سبيل الله، والنبي صلى الله عليه وسلم سابق كذلك مع الصحابة، فيكون على الضوابط الشرعية فيجوز السبق في الخيل بدون عوض، وإذا كان هذا الأمر كما قلت لكم بين المسلمين بعضهم بعضا، وبين أهل المناطق، وبين مراكز تعليم القرآن ويكون أحيانا فيجوز لفعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.
وكذلك يعني بين أهل العلم كاللجنة الدائمة وغيرها إذا كان يعني تدريب على الخيل والركوب على الخيل للغزوات والجهاد في سبيل الله وغير ذلك فهذا يكون أحيانا واجب، وأحيانا مستحب على حسب الحاجة على يعني على هذه الحاجة لأن كان في القديم يستخدمون الخيل في الجهاد في سبيل الله وفتح البلدان وجهاد أهل الكفر لليهود والنصارى والمشركين، وحماية المسلمين، وحماية الإسلام وغير ذلك فهذه الأمور لا بأس بها.
وأما بالنسبة للسبق واللهو بها أحيانا فلا بأس، فمثلا أحيانا الرجال يركبون فيها أو ركوب الصغار يلهون ويلعبون أحيانا في البر أو في أماكن مخصصة، أما بالنسبة للسباقات هذه العالمية والتي تصرف عليها الأموال والجمهور وإضاعة الصلوات وذكر الله فهذا السباقات لا تجوز لا بالخيول ولا بغير ذلك كما قلنا في الدروس التي سلفت.
فالعبد هذا يؤجر على الخيل كما سوف يأتي فثبت في صحيح البخاري وفي صحيح مسلم، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الخيل لرجل أجر يحصل عليها، ولرجل ستر له، وعلى رجل وزر)؛ أي ثلاثة أشياء يحصل عليها لاعبي الخيل، وهذا حديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم، فهناك خيل يؤجر عليها العبد، وهناك رجل الخيل هذه ستر له، وهناك رجل عليه بخيله وزر، فمن الذي مثلا يلهو ويلعب مطلقا بالخيول كما هو الشأن العامة كل يوم أو أكثر الأسبوع ويضيعون الصلوات وذكر الله وغير ذلك هؤلاء يحصلون بسبب هذا اللهو واللعب وركوب الخيل وزر لهم الذي يسابقون بالخيول ويضيعون الأموال والجمهور وغير ذلك والمسابقات هذه العالمية والدولية هذه يأثمون عليها عليهم في خيلهم وزر.
فلذلك حتى في هذه الأمور لابد على المسلم أن يسأل عن لهوه ولعبه والرياضة والسبق وركوب الخيل، هل يجوز أو لا يجوز؟ لابد من سؤال ما يجوز الشخص يعني هذا المرء أن يفعل أي شيء بدون أن يعرف هل هذا حلال أو حرام؟ وهناك ضوابط للعب والرياضة وهناك رياضة ولعب يؤجر عليها العبد، وهناك لهو ولعب يعني يأثم عليها العبد.
فبين النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، (فأما الذي له أجر رجل ربطها في سبيل الله)، ربط هذا الخيل في سبيل الله، فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيبها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات، فالذي أطال رباطها وجعلها في سبيل الله وفي الأمور المباحة وممكن أن يجعلها يعني للأطفال يلعبون فيها أحيانا ويتشجعون على ذلك ويرفهون عن أنفسهم لان العبد كما قلت لكم يحتاج إلى ترفيه نفسه وغير ذلك مما بيناه، والطول: هو الحبل الطويل، يشد أحد طرفيه بالحروب وفي غير ذلك، فيذهب يعني في الحرب في السباق المباح وما شابه ذلك، فلا بأس بهذا الأمر وهذا في الحقيقة الرجل يعني يؤجر على هذا الأمر، والمرج: الأرض الواسعة ذات النبات الكثير، فتسرح في هذه الأرض وتأكل وتشرب فيحصل له أجر على ذلك، ولا يخفى عليكم الرجل الذي سقى كلبا ودخل الجنة، والمرأة الزانية سقت كلبا ودخلت الجنة، فحتى في الحيوانات في إطعامها وشرابها وغير ذلك لك أجر.
ثم بعد ذلك هذه الخيل تستخدم في سبيل الله في الأشياء المباحة فتحصل على ذلك أجر، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم كانت له حسنات، وعندنا بعد ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم (ورجل ربطها تعففا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فإن في ذلك ستر فله حق) وهذا الحق حق الله سبحانه وتعالى ربطها تعففا ولم ينس حق الله في رقابها فهذا تكون له ستر من النار، وممكن أن هذا يتاجر في الخيول لأن يجوز بيع وشراء الخيول فالنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة كانوا يشترون ويبيعون في الخيول، للحرب للركوب للسقيا لأشياء كثيرة للحرب كان في الزمن القديم يستخدمونها في أشياء كثيرة، فلعله يتاجر فيها فمتاجرة هذا الرجل في الخيول لابد أن تكون عليه في أمواله زكاة، إذا بلغت النصاب وحال عليه الحول سنة فيدفع زكاة هذه الخيول وهذه الخيل فتكون له ستر من النار، وأجر.
ثم الثالث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ورجل ربطها فخرا ورياء لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر)، وأما الذي يفاخر بالخيل وبخيلته وسباقه وأنا وأنا يقول ويفاخر وهذا من الكبر ولا يجوز وهذا من العجب الذي لا يجوز، والكبر مذموم في الشريعة، والعجب مذموم في الشريعة، فمن بين الناس يفاخر فهذا عليه وزر، كذلك الذي يستخدم هذه الخيل في اللهو المطلق ولا يبالي بذكر الله ولا الصلاة ولا غير من ذلك وهذا عليه وزر.
كذلك الذي يطلق خيله للسباقات وخسارات كثيرة وأوقات تهدر ولا يخفى عليكم ذلك هذا عليه وزر في خيله فلذلك لابد على المرء أن يسأل عن هذه الأمور هل هذا يجوز أو لا يجوز وهكذا، وبين ابن عبد البر -رحمه الله تعالى- في «التمهيد» في هذا الحديث من الفقه أن المرء يؤجر على الخيل وكذلك على مرء الوزر هذه الأحاديث وكذلك بالنسبة لما قاله كذلك ابن مفلح في «الفروع» هذا الحديث يقول وهي يعني مسابقة مذمومة إذا أريد بها الفخر والظلم، فإذا كانت المسابقة بالخيول أريد بها الفخر واللهو المطلق وما شابه ذلك وظلم الناس لأنه ممكن شخص ها يسبق شخص ويظلم يجعلون الشخص الآخر هو الذي سبق وهكذا وأشياء أخرى وهذا السبق بالخيول لا يجوز على هذه الطريقة، وغير ذلك.
إذا ما في شيء من المحرمات ولا الظلم ولا الفخر ولا غير ذلك، الأمور الطبيعية مسابقة بدون عوض فهذا بين المسلمين وبين المناطق وبين تعليم القرآن لكي يعني يرفه الناس عن أنفسهم وانشراح صدورهم واطمئنان قلوبهم لأن العبد يحتاج إلى ذلك كما قلت لكم فهذا يجوز وأحيانا ممكن يكون سبق بين الناس بين المسلمين لا السباقات هذه المطلقة لكن فيما بينهم ويعطى يعني هدية أو شيئا فيجوز هذا تشجيعا لهم كما يحصل كذلك للجيوش يعني في الرمي رمي السهام رمي الرصاصة رمي كذا رمي كذا كما قلت لكم التدريبات ويعطون أموالا ويعطون كذا فهذا لكي تشجيع الناس يعني ولي الأمر يشجع الناس على الحرب وعلى التعليم وعلى ما شابه ذلك فهذا يجوز في هذا الحدود.
أما الأشياء العالمية هذه والدولية فهذه لا تجوز، وكذلك يعني بين ابن حجر في «فتح الباري»: ولا يخفى اختصاص استحبابها يعني مسابقة بالخيل المعدة للغزو للغزو...كما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فالمسابقة هذه وتشييع المجاهدين وتشجيع المسلمين في ذلك هذا على سبيل الاستحباب ممكن يكون واجبا لابد أناس يتدربون على ركوب الخيل لابد يكون هناك جنود يحمون المسلمين وديار المسلمين لأن المشركين في القديم كان عندهم خيول وإبل وأشياء كثيرة لابد على المسلمين أن يقابلوا المشركين كذلك بالتدريب على الخيول وشراء الخيول والإبل والسهام والرماح وغير ذلك.
والآن تغير الوضع الآن فيه دبابات وصواريخ وأسلحة وصواريخ تعبر البلدان وإلى آخره فلا بد أن يتعلم المسلمون على هذه الأسلحة الحديثة وهذا واجب وهكذا وبيننا لكم يعني بالنسبة للرمي.. وكذلك ابن عابدين الحنفي يعني بين في حاشيته هذا الأمر يعني إذا قصد التلهي المطلق والفخر ويرى في زعمهم شجاعته، يقول فالظاهر الكراهة لأن الأعمال بالنيات، وكما يكون المباح طاعة بالنية، تصير الطاعة معصية بالنية.
فإذا كان نيته للحرب والغزو وحماية المسلمين كذلك يعني اللهو المباح والرياضة المباحة والترفيه عن نفسه وعن أهله وعن أولاده أو وعموم المسلمين فلا بأس بذلك إنما الأعمال بالنيات على حسب النية، لكن إذا كان نيته للفخر والسباق المعروف لتضييع الأموال وما شابه ذلك فهذا لا يجوز إنما الأعمال بالنيات.
ولعل إن شاء الله نكمل الدرس القادم في يعني السبق على الخيل بدون عوض على التفصيل، فيه أي سؤال؟.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.