القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (21) أحكام اللعب والرياضة: الأحاديث الضعيفة في ثواب الرمي (تفريغ)

2025-04-16

صورة 1
الجزء (21) أحكام اللعب والرياضة: الأحاديث الضعيفة في ثواب الرمي (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن احكام الرمي وبينا ذلك، وفي هذا الدرس  سوف نتكلم عن (الأحاديث الضعيفة في ثواب الرمي) والتي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم هي التي ذكرت في الدروس التي سلفت وهي ثلاثة أو أربعة أحاديث في الرمي فقط، وأما الثواب فلا يصح وهي أحاديث كثيرة ونذكرها باختصار، وبعد ذلك نذكر الأحاديث الضعيفة في الثواب في الرمي.

      الحديث الأول: عقبة بن عامر الجهني قال سمعت النبي يقول: (إن الله ليدخل الثلاثة بالسهم الواحد الجنة صانعه يحتسب بصنعته الخير، والرامي به، والعمد به)، وهذا الحديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الطيالسي في «المسند»، وكذلك أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى»، والحديث هذا مختلف في إسناده وفيه كذلك عبد الله الأزرق وهو مجهول، فهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أخرجه الترمذي في «سننه»، وابن ماجه في «سننه»، وابن أبي شيبة في «المصنف»، وأحمد في «المسند» وغيرهم.

الحديث الثاني: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثة انتضالك لقوسك..إلخ)، وهذا الحديث حديث ضعيف أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط»، والحاكم في «المستدرك»، وهذا حديث ضعيف ما يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه سويد بن عبدالعزيز وهو ضعيف، وكذلك الحديث اختلف على ابن عجلان فيه، فهو حديث لا يصح.

الحديث الثالث: حديث خالد بن الوليد رضي الله عنه في يوم اليرموك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أمرنا أن نعلمه -يعني الرمي- أولادنا والقرآن)، فهذا الحديث من قول خالد بن الوليد وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم  بتعليمهم لأولادهم  وهو حديث ضعيف لا يصح، أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»، وفيه علي بن سعيد وهو منكر الحديث والمنذر بن زياد وهو كذلك منكر الحديث.

الحديث الرابع: حديث سعد بن أبي وقاص رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالرمي فإنه من خير لهوكم) هذا الحديث أخرجه البزار في «المسند» والحديث هذا اخطأ فيه عبدالملك بن عمير، ولذلك أختلف في إسناده، فهو حديث منكر.

     الحديث الخامس: حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علموا أبنائكم السباحة والرمي)، وهذا الحديث أخرجه البيهقي في «شعب الايمان»، وهو حديث منكر، فيه عبيد العطار وهو كذاب وقيس بن الربيع ضعيف.

الحديث السادس: حديث بكر بن عبدالله الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علموا أبنائكم السباحة والرماية ونعم لهو المؤمن)، أخرجه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» وهو حديث منكر، قال الذهبي: إسناده منكر وذلك لجهالة سليم بن عمرو وهو منكر الحديث.

الحديث السابع: حديث أبي رافع قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حق الولد على الوالد أن يعلمه كتاب الله والسباحة والرمي)، وهو حديث منكر، فيه الجراح بن منهال منكر الحديث.

الحديث الثامن: حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدخل الجنة بالسهم الواحد ثلاثة الرامي به ...)، هذا الحديث أخرجه ابن الأعرابي في «معجم الشيوخ» وهو حديث منكر لجهالة إبراهيم بن معاوية، وحال الربيع بن صبيح وهو ضعيف.

    الحديث التاسع: حديث أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من مشى بين الغرضين-الغرض يعني الهدف بين هدفين- كان له بكل خطوة حسنه) وهو حديث ضعيف أخرجه الطبراني في «فضل الرمي»، والحديث منكر فيه عثمان بن مطر وهو ضعيف، وعلي بن جدعان ضعيف.

     الحديث العاشر: حديث أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم: (تعلموا الرمي فإنه ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة)، وهو موضوع أخرجه الديلمي في «فردوس الاخبار»، وفيه انقطاع كذلك.

الحديث الحادي عشر: حديث عقبة بلفظ آخر غير الذي مر، وهو حديث ضعيف (كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا رمي الرجل بقوسه)، وهو حديث ضعيف ما يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سلف.

الحديث الثاني عشر: حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب اللهو إلى الله إجراء الخيل والرمي بالنبل ولعبكم مع أزواجكم)، حديث ضعيف أخرجه ابن عدي في «الكامل في الضعفاء»، وفي إسناده محمد بن الحارث وهو ضعيف، ومحمد بن عبد الرحمن وهو ضعيف كذلك.

الحديث الثالث عشر: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة كفرها)، وهو حديث منكر، أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»، وفي «المعجم الاوسط»، وفي «المعجم الصغير»، وفي «فضل الرمي»، وفيه علي بن جبلة البغدادي وهو مجهول، وكذلك الحسن البجلي وهو منكر الحديث، ولذلك قال أبو حاتم في العلل حديث منكر.

-وهناك ألفاظ في الأحاديث التي مرت مثل (من أحسن الرمي ثم تركه فقد ترك نعمة من النعم) هذا كذلك منكر، وكذلك بلفظ آخر: (من ترك الرمي بعد أن يحسنه فقد ترك سنة) هذه كلها أحاديث مناكير.

وبعض أهل العلم في الأحاديث التي ذكرناها يحسنها لكن الحقيقة كلها أحاديث مناكير.

الحديث الرابع عشر: حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحضر الملائكة من لهوكم إلا الرهان والنضال) يعني الرمي بالسهم، أخرجه عبدالرزاق في «المصنف»، وهو حديث منكر لحال عمرو بن عبد الغفار وهو منكر الحديث، ولجهالة أحمد الخياط .

الحديث الخامس عشر: حديث عبدالله بن جراد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرمي من الفطرة)، أخرجه أبو نعيم في «رياضة الأبدان»، وهو حديث منكر لضعف حبيب بن الحسن، وكذلك يعلى بن الأشدق وهو منكر الحديث وله مناكير.

فهذه الأحاديث التي وردت في الرمي كلها ضعيفة ولا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهناك بعض الأحاديث شبيهة بهذا كلها كذلك ضعيفة، فأي شيء فيه ثواب الرمي فهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

   سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan