القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (18) أحكام اللعب والرياضة: حكم الرمي والتدرب على الرماية بالسلاح وغيره (تفريغ)

2025-04-16

صورة 1
الجزء (18) أحكام اللعب والرياضة: حكم الرمي والتدرب على الرماية بالسلاح وغيره (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 وفي هذا الدرس نتكلم عن الرمي، والرمي من الرياضة، «والرمي» أرميت الحجر من يدي، أي القيته، ورمى الشيء رميا، ورمى به، ورمى عن القوس.

والرماء: المراماة بالنبل، ويقال: رميت بالسهم رميا.

والرمي في الاصطلاح: محاولة إصابة أهداف معينة باستخدام آلة أو باستخدام اليد بالإطلاق، مثل الرمي بالسهام والرماح وغير ذلك من الأمور التي يرمى بها. وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج3 ص1740)، و«شرح السنة» للبغوي (ج10 ص381)، و«مشكل الآثار» للطحاوي (ج1 ص270).

 فهذا هو الرمي في اللغة وفي الاصطلاح وهو معروف لديكم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين في السنة جواز اللهو بالرمي بالرماح والسهام وما شابه ذلك، وبينت لكم كثيرا بشرط أن يكون اللهو واللعب والرياضة تحت شروط وأصول الشريعة المطهرة، لا في ذلك من الاختلاط ولا الإسراف في الأموال ولا ضياع الأوقات ولا الصلوات ولا غير ذلك مما يكون في العالم وفي الدول وغير ذلك.

 لكن إذا كان بين المسلمين بعضهم ببعض وبدون عوض، ولا ضياع أوقات ولا صلوات ولا اختلاط ولا غير ذلك مما بينا فيجوز لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين هذا الأمر وبينا أشياء كثيرة من اللهو اللعب والرياضة الجائزة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين هذا الأمر كما في حديث سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-، قال: (مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون يعني يترامون-، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا ارموا، وأنا مع بني فلان قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لكم لا ترمون؟، قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا فأنا معكم كلكم)، أخرجه البخاري في «صحيحه».

وينتضلون: يترامون، والتناضل: الترامي للسبق، كما بين ذلك ابن حجر في «فتح الباري» (ج6 ص91).

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مر على هذه القبيلة وهؤلاء النفر فكانوا يترامون بالسهام، ويلعبون ويلهون فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أقرهم بذلك بهذا السبق، وكذلك تسابق النبي -صلى الله عليه وسلم- معهم وفعل كما يفعلون، وهذا فيما بين المسلمين لا كما يفعل أو يفعل على المستوى العالمي والدولي من ضياع الأموال وغير ذلك فهذا أمر محرم.

 لكن إذا كان المسلمون فيما بينهم وكذلك مراكز التعليم  والمدن والقرى، وصغار السن، أو كذلك بين النساء في مسألة اللعب واللهو وغير ذلك، فيما أباحه الله سبحانه وتعالى فهذا مطلوب شرعا، فهذا لا بأس به، وبينت لكم، لماذا النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج مع الصحابة ومع أزواجه ويفعلون ويقومون بالسبق وما شابه ذلك.

 وكذلك الإمام البخاري بوب في «صحيحه» (ص459)، (باب اللهو بالحراب ونحوها)، فلا بأس عندنا في الشريعة اللهو واللعب والرياضة إذا كان تحت الشريعة؛ لأن هذا كما قلت لكم في انشراح للصدور الرجال والنساء والأبناء والبنات والصغار والكبار، ولابد أن يكون لهم فسحة؛ لأن إذا كان الشخص دائما في العزائم فيمل ويكل، وبينت لكم يعني بعض الأمور التي هي أمثلة من هذا الزمان، كيف الذين انزووا وتركوا اللهو والسبق والرياضة المباحة، ماذا حصل لهم من الأمور.

فلا بد من يعني ترويح النفس في هذا الأمر، ساعة فساعة، وهذا أمر يعني بينه أهل العلم كما ذكرت لكم، كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وشيخنا الشيخ صالح العثيمين، والشيخ ابن باز، وكذلك الصحابة ذكرت لكم الآثار في هذه الأمور، فلابد من تطبيق هذا الأمر لإصابة السنة ويحصل للعبد بعد ذلك في العبادة نشاط، وبقوة، وكذلك القيام بأموره اليومية في حياته اليومية فيؤدي كل أموره بنشاط وبسعادة وإنشراح صدر؛ لأن بني آدم هذا لابد أن يحتاج لهذا الأمر؛ لأن هذا الأمر كتبه الله سبحانه وتعالى عليه، وهذا من سنن الله سبحانه وتعالى في خلقه، فلابد أن يعرف هذا الأمر.

 وبيأتي إن شاء الله الكلام على الحراب، واللعب بها وكيف كان الصحابة يلعبون في مسجده، وهو أفضل المساجد، وفيه الصلاة بألف صلاة، ومع هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- أقر الصحابة باللهو واللعب للصحابة، وذكرنا يعني أشياء كثيرة في هذا الأمر.

 وفي حديث عقبة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من علم الرمي ، ثم تركه فليس منا أو قد عصى)، هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في «صحيحه»، (1919).

 ويبين هذا الأمر كذلك حديث عقبة ابن عامر -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ستفتح عليكم أرضون، ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه)، أخرجه مسلم في «صحيحه».

 فبين النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني اللهو بالنبال ولا بأس بذلك، فلا بأس أن يلهو الناس بالنبال يعني بالرمي والسباق، وبيأتي كذلك يعني سباق النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الصحابة -رضي الله عنهم-.

 والنبي -صلى الله عليه وسلم- يكلم أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل، ومع هذا الصحابة لعبوا، وتسابقوا وتسابق النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو سيد الخلق، فلا يتشدد أحد على نفسه في ذلك، وينظر إن هذا من اللهو المحرم أو اللعب المحرم، ولذلك بين القاضي عياض -رحمه الله تعالى- في «إكمال المعلم» (ج6 ص346)، في مسألة في هذا الحديث (فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه) فبين في جواز المناضلة والمسابقة بالسهام والحض على ذلك، وكذلك المسابقة بالسلاح، والخيل وما شابه ذلك.

 ويقول كذلك -رحمه الله تعالى- وبرياضة الأعضاء بها، فإذا عندنا هذا الأمر من الرياضة الرمي وما شابه ذلك، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك أحيانا، والصحابة أحيانا لترويح النفس، ولعل إن شاء الله يعني نكمل الدرس القادم إن شاء الله في الرامي، وتبين أهل العلم أن يجوز المسابقة بالرمي والخيل وما شابه ذلك بعوض لكن في حدود الشريعة، وبين أهل العلم هذا الأمر لأن فيه الاستعداد للحروب وتدريب الصغار والكبار على الرمي لكن ليس كالعوض هذا الذي يكون في العالم وتضييع الأوقات والصلوات والأموال لا، هذا يكون في حدود الشريعة.

 في أي سؤال؟.

س:...

الجواب: فيعني ليس من السنة وخالف السنة في هذا فيأثم وكذلك ليس على يعني فعله هذا ليس على طريقة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فيأثم بهذا ويعني اللفظ الآخر فقد عصى يبين هذا الأمر أنه يأثم عصى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يكفر بذلك، كذلك نفس الشيء نعم أي ليس على طريقتنا وليس من سنتنا يعني هكذا وليس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يتبرأ منه لا، لأن ليس على طريقتنا وليس على سنتنا، فلذلك على القراء يتغنوا بالقرآن في حدود الشريعة يعني بتحسين الصوت وليس بالتغني المعروف لكن المراد تحسين الصوت هكذا.

   سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan