الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (16) أحكام اللعب والرياضة: حكم السباحة (تفريغ)
2025-04-16

الجزء (16) أحكام اللعب والرياضة: حكم السباحة (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبيين أحكام اللعب أو اللعب، من ذلك السباحة، والسباحة: العوم في الماء وهو السير على الماء منبسطا، كما ذكر ذلك ابن فارس في معجم «مقاييس اللغة».
والسباحة أصلها الإباحة، والدين ترك الناس في هذا الأمر يتمتعون ويسبحون ويعومون في البحار، والمحيطات، والأنهار، والبرك، وغير ذلك، خاصة أيام الإجازة والإجازات، وفي ديننا بالنسبة لذلك فسحة، فلا بأس أحيانا أن يعوم الناس في البحار وفي المياه، بشرط ألا يكون اختلاط بين الرجال والنساء، ويجوز للرجال أن يعوموا في البحار والبرك ويغتسلوا خاصة في الصيف، يحتاجون أن يتبردوا من شدة الحر ومن الحر، فالشارع أباح لهم هذا الأمر.
كذلك يجوز للصغار السباحة والإغتسال في البحار وغير ذلك، كذلك يجوز للنساء أن يغتسلن في البرك بشرط أن تكون مستورة وليس وجود أي رجل ولا يجوز الاختلاط كما يفعل العامة الجهلة بين الرجال والنساء في السباحة في البرك، ويزعمون أنهم من الأقارب، أو من الجيران أو غير ذلك، فهذا أمر محرم، لكن إذا كن النساء لوحدهن وهذه البرك مستورة فلا بأس بذلك.
ويجوز كذلك للطالبات في مراكز التعليم القرآن أن يسبحن في البرك المستورة، كذلك الطلبة يجوز لهم أن يسبحوا ويغتسلوا في هذه البرك أو في البحار أو ما شابه ذلك، فديننا في ذلك فسحة، ولذلك لم يأت تحريم السباحة في أي حديث، ولا أثر عن الصحابة والسلف، ولم يأت تحريم ذلك عن أهل العلم.
ووردت أحاديث في السباحة ومشروعية السباحة لكنها كلها ضعيفة لا تصح، كحديث جابر بن عبد الله، وحديث ابن عمر: (علموا أبناءكم السباحة والرمي)، وحديث بكر بن عبد الله: (علموا أبناءكم السباحة والرماية)، وحديث أبي رافع، وحديث ابن عباس: (ليسبح كل رجل منكم إلى صاحبه)، فهذه كلها أحاديث ضعيفة فلا يصح أي حديث في السباحة، فإذا رأيت حديثا في السباحة يعني مشروعية السباحة أو الأمر بها فاعلم أنه حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولذلك يعني بين أهل العلم على أن السباحة هذه مباحة، وقد اتفق الفقهاء على إباحة هذه السباحة بلا عوض، وكما ذكر ابن عابدين في حاشيته، وكذلك الرملي في «نهاية المحتاج»، وابن قدامة في «المغني»، والدردير في «شرح الصغير»، فهؤلاء العلماء يعني بينوا إباحة السباحة بلا عوض، وإذا كانت بعوض كما يفعل الدول في اللعب بإضاعة الأموال والأوقات على هذه الأمور على اللعب فهذا غير مشروع وهذا حرام.
أما إذا كان بين مثلا الطلبة مثلا، أو أهل الحي، أو الأقارب في بركة وما شابه ذلك تشجيعا للصغار أو ما شابه ذلك بهدايا يسيرة، ما يتضرر بها الناس، فهذه لا بأس بها، لكن المقصود بالعوض إنفاق هذه الأموال والقمار والميسر فهذا لا يجوز.
وإذا كانت هذه السباحة والاغتسال في المياه، الأمور الطبيعية كما بينا فلا بأس بذلك، وبين هذا كذلك يعني شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وابن القيم في كتابه «الفروسية»، وخاصة إذا كانت هذه السباحة يعني للجهاد وللتمرين للجهاد أو لمنفعة في الدين، فهذا الأمر لا بأس به، وخاصة كذلك أن هذه السباحة تقوي الجسم، فهذا أمر مطلوب فلا بأس بذلك.
وذكر أهل العلم كالبهوتي في «كشاف القناع»، وكذلك النووي في «روضة الطالبين»، والمطيعي في «تكملة المجموع» (ج15 ص141).
وفي الحقيقة الآن يعني تطورت لعبة هذه السباحة كما ترون أضاعوا عليها الأموال والأوقات، وهذا أمر أصلا ممكن أن يكون للحاجة وأحيانا فلا يكون هكذا، فديننا يعني ديننا فيه فسحة في هذا الأمر على حسب ما بينا، يدخل فيها أشياء محرمة فهو حرام، وإذا دخل فيه شيء مباح فهو مباح، فهذا الأمر فلا بأس به.
فيه أي سؤال عن هذا؟.
سؤال:....
الجواب: هذه كلها أحاديث ضعيفة وكذلك لا بد أن يعني أن يكن مثلا النساء مستورات في السباحة في البرك وما شابه ذلك، كذلك الرجال يعني مستورين ويكون اللباس تحت الركبة، كذلك الصغار من البنات والأبناء، يعني البنات يكن مستورات، والأبناء هم يعني يلبسوا تحت الركبة، فيكون الناس مستورين على حسب العورة المعروفة للرجال والنساء، والأبناء والبنات، كل واحد مستور يعني الرجال مستورين، والنساء يسترن يعني وهكذا، كذلك البنات والأبناء مستورين، فلابد من تطبيق الشرع في هذه السباحة، من ناحية عدم الاختلاط، من ناحية اللباس، من ناحية الستر المكان، فلابد ينظر الناس في هذا الأمر.
فإذا تهيئت هذه الأمور من الستر في المكان في اللباس، عدم الاختلاط ما في أي شيء من المحرمات فهذه السباحة لا بأس بها في شرعنا فلينتبه الناس لذلك.
سؤال: هل تجوز السباحة للصائم؟.
الجواب: لا بأس أن يعوم الصائم ويغتسل في البرك أو البحار أو ما شابه ذلك، حتى لو دخل شيئا من أذنه مثلا أو من عينة، فلا يفطر هذا، وكذلك حتى لو دخل شيء من الماء في معدته بدون اختياره فلا يفطر هذا الشخص الصائم الذي يسبح في البحار.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.