القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (15) أحكام اللعب والرياضة: حكم تربية الحمام (تفريغ)

2025-04-16

صورة 1
الجزء (15) أحكام اللعب والرياضة: حكم تربية الحمام (تفريغ)

الحمد رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن اللعب بالطيور، وبينا ذلك جملة وتفصيلا، وبينا كذلك لا بأس باللعب بالحمام ووضع الحمام والطيور الأخرى في قفص لكن بشرط إطعام هذه الطيور، لكن هنا الحديث المعروف وهو أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رأى رجلا يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانه) فهذا الحديث حديث منكر، وإليك تخريج هذا الحديث.

 فيقول مسدد في «مسنده» حدثنا يحيى عن محمد بن عمرو، قال حدثني أبو سلمة قال: (رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجل يتبع حمامة فقال شيطان يتبع شيطانه).

 وكذلك أخرجه أبو داود في «سننه»، وابن ماجه في «سننه»، وأحمد في «المسند»، والبخاري في «الأدب المفرد»، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وغيرهم، وهذا فيه محمد بن عمرو، وهو سيئ الحفظ، ويضطرب في الحديث، ولذلك ذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: وكان يخطئ، وقال ابن معين -رحمه الله تعالى- مازال الناس يتقون حديثه، ولذلك قال الإمام أحمد عنه هو مضطرب الحديث، وخلاصة القول فيه كما ذكر ابن حجر صدوق له أوهام، وذكر هذا كذلك المزي في «تهذيب الكمال»، وابن حجر في «تهذيب التهذيب» و«التقريب»، فإذا محمد بن عمرو هذا مضطرب الحديث وسيئ الحديث.

 وكذلك أحيانا يذكر عن أبي سلمة هذا الحديث، وأحيانا يذكر عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، وأحيانا يذكر عن عائشة -رضي الله عنها-، وكذلك يتبين من هذا أن الحديث مرسل وكذلك تفرد به محمد بن عمرو ويروى أحيانا مرسلا وأحيانا عن أبي هريرة وأحيانا عن عائشة ويدل ذلك أن الحديث مضطرب، فالحديث هذا لا يصح مرسلا ولا موصولا فقد اضطرب فيه محمد بن عمرو كما هو ظاهر.

 وذكر يعني بعض أهل العلم لهذا المعنى «شيطان يتبع شيطانه»: أي هذا الرجل الذي يتبع الحمامة شيطانا يتبع شيطانه أي يقف أثارها لاعبا بها وإنما سماه شيطانا لبعده عن الحق وعن العبادة وانشغاله بما لا يعنيه من اللعب بالحمام، كما ذكر المناوي في «فيض القدير» (ج4 ص469).

كذلك هذا الحديث يروى عن عثمان بن عفان قال ابن ماجه في «سننه» حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا يحيى بن سليم الطائفي قال حدثنا ابن جريج عن الحسن بن أبي الحسن البصري عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا ورأى حمامة فقال شيطان يتبع شيطانة).

وهذا الحديث كذلك أخرجه الآجري في «تحريم النرد»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي»، والبخاري في «الأدب المفرد»، وغيرهم، وفي سنده هشام بن عمار وهو يتلقن ويلقن لأنه كبر، وكذلك يحيى ابن سليم الطائفي كما ذكر ابن حبان في «الثقات» أنه يخطئ، وقال أبو حاتم ولم يكن بالحافظ يكتب حديثه ولا يحتج به، وبذلك قال الدارقطني سيء الحفظ، وذكر ذلك ابن حجر كذلك، كما بين هذا الأمر المزي في «تهذيب الكمال»، وابن حجر في «تهذيب التهذيب» و«التقريب».

 وكذلك فيه ابن جريج وهو مدلس وقد عنعن، والحسن البصري لم يسمع من عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، فهو مرسل، فهذا الحديث يتبين أنه لا يصح حديث عثمان.

 وكذلك روي هذا الحديث عن أنس بن مالك، قال ابن ماجه حدثنا أبو نصر محمد ابن خلف العسقلاني قال حدثنا رواد بن الجراح قال حدثنا أبو سعد الساعدي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا يتبع حماما فقال شيطان يتبع شيطانا)، وكذلك هذا الحديث أخرجه الآجري في «تحريم النرد»، والبزار في «المسند»، وهذا الحديث فيه رواد بن الجراح وهو مضطرب الحديث  تغير حفظه في آخر وعمره، وفيه أبو سعد الساعدي وهو مجهول، ويتبين بأن هذا الحديث لا يصح.

 وكذلك هذا الحديث رواه معمر في جامعه من طريق ابن أبي ذئب عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: (رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا أطلق حماما فجعل يتبعه بصره، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- شيطان يتبع شيطانا)، وهذا الحديث لا يصح وذلك لإرساله فمحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان من الطبقة الثالثة وهو من التابعين لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- فحديث مرسل ضعيف.

 وهذا يدل على أن جميع هذه الأحاديث ضعيفة لا تصح، وبعض أهل العلم صحح هذا الحديث من مجموع هذه الطرق وهذه الشواهد، لكنها لا تصح، وهي منكرة كما رأيتم.

 بعد ذلك عندنا الأسئلة كثيرة قلنا نأخذ بعضها، هذه أسئلة مركز الإمام الشافعي.

السؤال: إذا وقع عليك روث الحمام فهل هو نجس؟.

الجواب: روث الحمام ليس بنجس، وأي حيوان أو طير يؤكل لحمه فروثه أو غائطه ليس بنجس، لكن يستقذر فعلى الشخص أن يزيل هذا الأمر.

السؤال: بالنسبة لمناسبات الأفراح والأعياد يلبس الأطفال الأقنعة للتسلية؟.

الجواب: فلا بأس بينا يعني لعب الأطفال أحيانا خاصة في الأعياد في ديننا فسحة وبينت لكم في الدروس التي سلفت.

السؤال: هل يجوز اللعب بالطيور على هيئة مسابقات عرض الحمام وما شابه ذلك؟.

الجواب: يعني بالنسبة ليكون العرض الأمور الطبيعية كما بينا كعرض الحيوانات في الحدائق وغير ذلك يراها الناس يراها الصغار فلا بأس أما مسابقات وغير ذلك فلا يجوز.

السؤال: وهل يجوز شراء تلك الطيور؟.

 الجواب: يجوز شراء هذه الطيور.

السؤال: وأحيانا يعني يصاب الحيوان من حادث أو ما شابه ذلك فيتأثر ساقه فيحقن وما شبه ذلك فيحقن لكي يموت؟.

الجواب: فلا بأس بذلك، لأن علاجه صعب فلا بأس بذلك.

 

   سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan