القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (13) أحكام اللعب والرياضة: تحريم لعبة الشطرنج

2025-04-16

صورة 1
الجزء (13) أحكام اللعب والرياضة: تحريم لعبة الشطرنج

الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن لعبة النرد وهي ما تسمى في هذا العصر بالطاولة، وفي هذا الدرس سوف نتكلم عن لعبة ((الشطرنج)).

    والشطرنج معروف لديكم وبين أمر هذه اللعبة ابن منظور في ((لسان العرب))، وكذلك الفيروز آبادي في ((القاموس المحيط))، والزبيدي في ((تاج العروس))، وجاء في ((المعجم الوسيط)): لعبة تلعب على بقعة ذات أربع وستين مربعا، وتمثل دولتين متحاربتين باثنتين وثلاثين قطعة تمثل ملكين ووزيرين وخيالة والقلاع والفيلة والجنود، فهذه لعبة الشطرنج وهي معروفة في كل زمان.

     وفي الحقيقة هناك أحاديث كثيرة في تحريم الشطرنج كأحاديث؛ لكنها هي أحاديث ضعيفة لا تصح، وجميع ما جاء في لعب الشطرنج ضعيفة أي حديث ترى فيه الشطرنج هذا فهو حديث ضعيف.

     نذكر هذه الأحاديث مجملة وبعد ذلك ندخل في الأدلة على تحريم الشطرنج فعندنا حديث حبة بن سلم وهو حديث مرسل وهو ضعيف أخرجه ابن حزم في ((المحلى)) وغيره، وجاءت أحاديث بلفظ صاحب الشاة يعني الشطرنج، والمراد بالشاة أحد أدوات الشطرنج وهو عن الملك فاي حديث فيه كلمة صاحب الشاة ويقصد بذلك الشطرنج فهو حديث ضعيف، فمثل حديث ابن -عمر رضي الله عنهما- عند الطبراني في ((المعجم الأوسط)) وهو حديث ضعيف.

     كذلك من حديث أنس ابن مالك -رضي الله عنه- أخرجه الديلمي في ((مسند الفردوس))، وهو حديث ضعيف وفيه (ملعون من لعب بالشطرنج)، وكذلك حديث واثلة بن الاسقع عند الخرائطي في ((مساوئ الأخلاق))، وابن حبان في ((صحيحه))، وهو حديث ضعيف.

     كذلك حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عند الديلمي في ((مسند الفردوس)) وهو حديث ضعيف، وكذلك عند أحمد في ((المسند))، وابن أبي الدنيا في ((ذم الملاهي))، وحديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عند ابن أبي شيبة في ((المصنف))، وهو حديث ضعيف.

     وكذلك حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- عند الديلمي في ((الفردوس)) وهو حديث ضعيف لا يصح.

    فهذه الأحاديث التي ذكرت في هذا وممكن أن يرجع طالب العلم إلى تحريم الشطرنج للآجري وهو مطبوع، والدليل على تحريم الشطرنج من القرآن، قول الله سبحانه وتعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون﴾ [المائدة:90]، إلى آخر الآية التي بيناها من قبل.

 

     بين ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في ((الفتاوى))، وكذلك ابن القيم -رحمه الله تعالى- وشيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين وغيرهم من العلماء أن الله سبحانه وتعالى حرم الخمر لماذا؟ لأنها توقع العداوة بين الناس، وكذلك تصد عن ذكر الله سبحانه وتعالى، وعن الصلاة والذي في الشطرنج هو كذلك في الخمر، كما بين ابن تيمية وغيره.

     فالخمر والشطرنج كلاهما فيهما مفسدة راجحة عن المصلحة كما سوف يأتي ذكر أقوال أهل العلم في ذلك، فالشطرنج هذه كذلك تصد عن الصلاة وعن ذكر الله ولابد فلا يأتي أحد فيقول إذا ما تصد عن ذكر الله ولا عن الصلاة ولا غير ذلك، بينا من قبل أن مثل هذه اللعب فلابد أن تصد عن الدين وعن ذكر الله، وعن القرآن، وعن الصلاة وعن الدعوة، وعن طلب العلم وغير ذلك.

     فإن ذكر الله ليس الذكر المعروف، إذا أطلق ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن والسنة فيعنى به كل الدين، يعني كل العبادات فيصد عن ذكر الله سبحانه وتعالى وعن قراءة القرآن وعن الصلاة وعن طلب العلم وعن قراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك.

     فالشطرنج هذا يقع منه هذا الأمر، لأن بين شيخ الإسلام ابن تيمية كما ذكرت لكم في النرد لأن هذه النفوس ترغب إليها وتعمى فيها، لازم تعمى فيها تدمن عليها مثل المخدرات وأشد أعطني صاحب مخدرات ما صده هذه المخدرات عن ذكر الله وعن القرآن وعن السنة وعن كل شيء في الدين، ما فيه مدمن ما يستريح يوم ما يفعل هذا الشيء من المخدرات أو لعب الشطرنج أو كذا أو كذا تريد ترى أذهب إلى المقاهي وإلى النوادي وإلى كذا وإلى كذا وهذه الصلاة؛ وانظر كل يوم حتى ما يدري هذا بأهله وأولاده.

     فهؤلاء الذي يلعبون بهذه الأشياء حتى أهلهم وأولادهم لا يدرون بهم، فلذلك فلا يقال إذا ما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، لا نقول لك لابد، وكذلك حتى لو مثلا مثلا بدون عوض، فالحرام حرام، ولذلك الشطرنج هذا حرام بعوض أو بغير عوض ولذلك النرد حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعوض أو بغير عوض؛ لأن لابد أن يلهي لابد هناك مفسدة راجحة، وأكبر دليل أن الآن فيه ألعاب هي أشد من النرد والشطرنج.

     وانظر كيف ألهت العالم كله من هالجمهور والخلق من الناس كافرهم ومسلمهم الكل لاهي في هذه الألعاب ليلا ونهار، حتى من شدة لهو هؤلاء وضع لهم الآن بالأنوار هذه القوية التي تسمى بالكشاف، عشان يلعبون في الليل بعد يلا ما كفاهم النهار عشان بعد يلعبون في الليل يخمدون في النهار فوق رؤوسهم شياطين فإذا استيقظوا لعبوا في الليل إلى نصف الليل، هذا متى يذكر الله هذا؟ متى يقرأ القرآن؟ هاي في الألعاب هذه المعروفة الآن، ولذلك الناس أدمنوا عليها، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، بناتا وأبناء، ليلا ونهار يلعبون في هذه اللعب، من الكورة وغيرها تريد انظر بعد صلاة المغرب إلى الحدائق العامة، كيف يلعبون بالكرة وغير ذلك في الصغار ولا يدخلون في صلاة ولا شيء ولا حفظ قرآن ولا شيء.

       فكيف لا تحرم؟!  وقد صدت جمهور الناس من كبار وصغار عن ذكر الله وعن الصلاة وهذا الدين، لا يدرون بدعوة ولا طلب علم ولا شيء، ولا يلزم أنه إذا صلى هذا ما لهى عن ذكر الله، لان الدين ليس فقط صلاة، الدين أشياء كثيرة كما لا يخفى عليكم من العبادات، ينقر هذه الصلاة وقراءة القرآن، طلب العلم، الذكر، وأشياء كثيرة من العبادات، كيف يؤديها هذا ما يؤدي شيئا فلذلك لا بد ننتبه لهذا، فإذا حرم الله الخمر وهو يلهي لأن العلة بينها الله سبحانه وتعالى هذه الخمر تصد عن ذكر الله وعن الصلاة، والعلة الأخرى تجعل الناس في شحناء وبغضاء وعداوات، نفس الشيء الألعاب الموجودة دول تتقاتل بسبب لعبة.

      وهذه اللعب الآن الكثيرة ما أتت لنا إلا من الغرب، والغرب في عداوات بسبب هذه اللعب الكثيرة، وصرف الأموال، فلذلك ننتبه لهذا الأمر، فلا أحد يأتي يقول ليس في القرآن تحريم الشطرنج والنرد وكذا وكذا لا، قولوا لهذا أنت لابد تفهم، ما تفهم لا تتكلم ولذلك الذي لا يفهمون كثر الآن ما يفهمون القرآن أن أنظر إلى هذا القرآن ما تعرف تعلم إذا ما تعرف أسأل إذا ما تريد أن تتعلم ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ [النحل:43]، وأهل يقعدون قواعد وأصول في هذه الآيات، ولذلك قالوا إذا الله حرم الخمر بهذه العلل، كذلك تأتي في الشطرنج والنرد وغير ذلك، الآن الله سبحانه وتعالى حرم الميسر، القمار، لأن يوقع الناس في البغضاء والعداوات ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة ففي الشطرنج والنرد وغير ذلك فيهم هذه العلل من ماذا؟ من إيقاع العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله وعن الصلاة.

     ولذلك حتى في بعض الأماكن هذه الرياضية بنوا لهم مسجدا ولا أحد يصلي فيه الذي يلعبون يلهون موجودين ويصارخون يأذن المؤذن ما في أحد يصلي، إلا أناس على عدد الأصابع من الألوف المؤلفة، والمسجد ما فيه أحد، إذا المسجد قريب منهم مافيه أحد ذهب إلا كم من واحد، فكيف ما تلهي عن ذكر الله، وعن الصلاة والعداوات هذه تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.

     فإذا الله سبحانه وتعالى حرم الميسر فمن باب أولى الشطرنج لأن الشطرنج هي لعبة فيها ميسر، يعني لعبة وكذلك فيها شنهو؟ ميسر، والله حرم الميسر لوحده فما بالك إذا اجتمع اللهو اللعب ويجلسون على الشطرنج هذا إلى الفجر لو تكلم شخصا من الذي يلعبون ما يسمعك ما يسمعك من شدة الرغبة في هذا الأمر عقله منتهي في هذه اللعبة لو مسسته هكذا ممكن ولا يتحرك ولا شيء ممكن تصطره لشدة الأمر هذه ولا يتحرك لأن إن ألتفت هكذا على اليمين على اليسار الفكرة تذهب على ما قرأت في الكتب هذه التي تكلمت عن هذه الأشياء ولذا ما يأكل شيئا هذا فيه تعذيب نفس وضرر والإسلام كره هذه الأمور وحرم هذه الأمور  شخص يجلس لك للفجر ما يأكل شيئا ما يشرب شيئا فكيف لا تحرم؟! ما في القرآن يقول وهذا تحريم الخمر ماذا؟ وتحريم الميسر ماذا؟ قس على تحريم الخمر والميسر وبقية اللعب فتحرم من باب هذا القياس والاستنباط هكذا أهل العلم يتكلمون.

     ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (والميسر يدخل فيه النردشير ونحوه)، النردشير هذا النرد  كما بينت لكم، ونحوه الشطرنج، كذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)): (والميسر المحرم ليس من شرطه أن يكون فيه عوض)؛ لأنه يلهي عن ذكر الله وعن الدين ويتباغض الناس في ذلك وإلى آخره.

     ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الشطرنج: (الشطرنج مبني على مذهب القدر)، كما بينت لكم في الدرس الذي سلف وأن النرد مبني على مذهب الجبر يعني على مذهب الجبرية الجهمية، والشطرنج فإنه يقدر ويفكر يقدر ويفكر ويقدر أنه بيصير هكذا وهو لا يكون والتقدير من رب العالمين سبحانه وتعالى ليس بتقدير الخلق وما يدري أنه يغلب فلذلك يعني هذه الأمور كما يعني ذكرت لكم تبين تحريم هذا الأمر.

    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية أن تحريم مثل الشطرنج والنردشير وغير ذلك، سدا للذريعة من اللعب به على عوض؛ لأن لابد إذا اشتدت الأمور هذه لابد الشيطان يدخل فيما بين اللاعبين يدخل عليهم العوض ما يسمى بالرهن لأنه إذا اشتد جدل وغير ذلك فيما بينهم يدخل الشيطان على أحدهم ويعلن هذا اللاعب طيب أنا أتحداك الآن بكذا وكذا، وألعب معك بشرط كذا وكذا فيدخلون، ولا يخرجون إلا الفجر وهكذا، سوف يستمرون، إلى أن يموتوا أما إذا تابوا هذا أمر ثاني أما إذا لم يتوبوا يستمرون لأن هذه الأمور يدمن عليها الناس انظر كيف إدمان الناس في الكرة وغير ذلك صغارا وكبارا حتى النسوة حتى البنات يجلسون عند التلفاز عند هذه الدورات لا صلاة ولا شيء ولا عشاء ولا شيء ما في إلا شاي أحمر وسنبل هذه أكلهم اللعب هذا حلال؟ وهذا ما في دليل في القرآن على على تحريمها وفي السنة من قال أنتم الآن تعذبون أنفسكم هذا بس يكفي أن هذا محرم عليكم والأضرار كذلك محرمة، والأوقات تذهب هكذا وفي أناس يموتون على لعبة من اللعب ولا صلاة ولا شيء، كيف لا يكون هذه اللعب محرمة؟.

    فالأنفس تشتهي مثل هذه اللعب كالشطرنج والنرد وغير ذلك، والألعاب الأخرى كما ترون ألعاب للقدم، ألعاب لليد، ألعاب للرأس، ألعاب كذا وألعاب كذا وألعاب في رقص والناس يلعبون كافرهم ومؤمنهم من الجهلة من المؤمنين الجاهلين هؤلاء اتخذوا هذا الدين لعبا ولهوا والعياذ بالله، فكيف لا يكون هذا الأمر محرم؟

فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)): (أن هذه الملاعب تشتهيها النفوس، وإذا قويت الرغبة فيها أدخل فيها العوض، كما جرت به العادة)، لابد ما في ولذلك حتى الغرب أنا قرأت حتى الغرب الكفرة هؤلاء النصارى وغيرهم كان الألعاب التي يلعبون فيها يسيرة كانت يعني في الحي وفي مناطق هكذا حتى شيئا فشيئا استدرجهم الشيطان ووضع لهم إلى أن وصلهم الآن صرف الأموال وهذه الملاعب الكبيرة والناس وأشياء كثيرة تحدث أثناء اللعب وخلق من الناس ممكن ثلثين البلد يناظرون ويلعبون في هذه اللعبة الواحدة وكم في البلد كانت أمور يسيرة وهكذا دخل علينا الأمر أمور يسيرة إلى كما ترون الواحد في البلد يفعل له ملعبا يصرف فيه الملايين الملايين، هذا الأمر يجر إلى أمور أخرى؛ لأن النفوس ترغب في ذلك، وهذا أكبر دليل أن صرف الأموال والبناء والمراكب وغير ذلك هذا يدل على أن النفوس تشتهي هذا الأمر وإلا كيف يصرفون هذه الأموال وجريء الأنفس خلفها والإعلان عنها وإلى آخره.

 إلا الأنفس تريد هذا الشيء، وكما قال هذا في عهد شيخ الإسلام ابن تيمية، كيف لو رأى زماننا ماذا عساه أن يقول؟! فكيف لو رأى هذا الزمان؟ ويبين في زمانه أدخل العوض كما جرت به العادة، وانظر إلى اللعب التي يلعب بها الآن في العالم، كلها أدخل فيها عوض من الأمور نقدية وعينية، ولابد كما جرت العادة في زمانه، كيف لو أتى زماننا ماذا يقول؟ يقول بعد ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكان من حكم الشارع أن ينهي عما يدعو إلى ذلك، لو لم يكن فيه مصلحة راجحة)، فلذلك هذا الأمر معروف.

فعلى المسلم الحق الذي يريد أن يحافظ على دينه ووقته، ويجتهد ويجاهد في دينه ليرضى الله عنه، ويموت على السنة ويدخل الجنة، فلا يدخل في هذه اللعب ولا ينظر إلى كثرة من يدخل فيها، فإن هؤلاء جهلة، فلينظر العبد في هذا لأن إذا دخلت في لعبة يصعب أن تخرج منها، هكذا جرت العادة، والأنفس هكذا تميل إلى الراحة واللهو واللعب وتحب هذه الأمور، حتى يعني من الملتزمين، إذا طلبته في درس في مركز ما يأتي، إذا كان المركز في البر يأتي حق اللهو واللعب، درس ولهو ولعب، فيدلك أن الأنفس ترغب في هذا الشيء، ترغب فلذلك لا تدخل نفسك في اللهو واللعب حتى طلب العلم بتدخل فيه اللهو اللعب إذا ما في ما تطلب العلم وإذا فيه بتطلب العلم كيف يكون ذلك؟! فلينظر الناس في هذا الأمر.

 ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (بسبب في وقوع العداوة والبغضاء وصدود القلب عن ذكر الله وعن الصلاة) واستدل بالآية التي ذكرناها في تحريم الخمر والميسر، ثم يقول: (فنبه الله سبحانه وتعالى على علة التحريم وهي ما في ذلك من حصول المفسدة وزوال المصلحة الواجبة والمستحبة) زوال المصلحة الواجبة هناك عبادات واجبة من صلاة وغير ذلك يلهو الناس عنها فيتركونها، كذلك المستحبات النوافل وغير ذلك، فلا يفعلها الناس؛ لأنهم في لهو ولعب، (وزوال المصلحة الواجبة والمستحبة، فأن وقوع العداوة والبغضاء من أعظم الفساد وصدود القلب عن ذكر الله وعن الصلاة اللذين كل منهما إما واجب وإما مستحب من أعظم الفساد ومن المعلوم أن هذا يحصل في اللعب بالشطرنج والنرد  ونحوهما وإن لم يكن فيه عوض وهو في الشطرنج أقوى)، لماذا يستغرق الناس أوقات كثيرة في الشطرنج ؟ أي من الليل إلى الصباح.

 فيبين شيخ الإسلام ابن تيمية ويستنبط من هذه الآية، إذا الله سبحانه وتعالى حرم الخمر والميسر إلى آخره لأن فيهما مفاسد فكذلك الأمور هذه تقع بسبب الشطرنج والنرد، ويقول: (وهو في الشطرنج أقوى) المفاسد أقوى يقول بعد ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وهو يبين عن مسألة الخمر وكيف يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، (وهذا كما يحصل لشارب الخمر بل كثير من الشراب يكون عقله اصحى من كثير من أهل الشطرنج والنرد)؛ فيبين أن أكثر الذين يشربون الخمر هم أفضل واصحى من كثير من أهل الشطرنج، فشارب الخمر أكثرهم يفهمك ويحس بك وإذا كلمته يتكلم وممكن أن يذهب هنا وهناك ويفعل يعني أشغال بيته أولاده أهله، وبعضهم الذي يشربون الخمر يذهبون يصلون، أما أصحاب الشطرنج لا، ما يحسون بشيء، ولا يفعلون شيء لأهليهم وأولادهم جالسين مثل الأصنام ولا يفعل هؤلاء شيء نهائيا، ولا يفعل الناس شيئا في هذا الأمر، ولا يأكل شيئا حتى أن شارب الخمر يأكل ويشرب من الطعام المباح أما هذا لا.

 فهو يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (يكون عقله أصحى من كثير من أهل الشطرنج)؛ تكلم أهل الشطرنج ما يتكلمون ما يدري ما يسمعك فلذلك هذا كذلك يتبين تحريم الشطرنج من هذه الآية.

 كذلك بالنسبة أن النبي صلى الله عليه وسلم في السنة حرم النرد كما بينت لكم، فقاس أهل العلم كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية تحريم الشطرنج على تحريم النرد، فحرموا الشطرنج بناء على تحريم النرد؛ لأن العلة في النرد والشطرنج واحدة، من إيقاع العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله، وترك الصلاة، وغير ذلك يقع في الشطرنج وهذا ظاهر، فكذلك يعني تحريم الشطرنج بيثبت في السنة قياسا على تحريم النرد.

 ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)) (إذا حرم أو حرم النرد ولا عوض فيه، فالشطرنج إن لم يكن مثله فليس دونها، وهذا يعرف من خبر حقيقة اللعب بها، فإنما في النرد من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة ومن إيقاع العداوة والبغضاء هو في الشطرنج أكثر بلا ريب)، فالعلة واحدة فهذا كذلك تحريم الشطرنج في السنة استنباطا من حديث النرد، بل الشطرنج أشد من النرد ولذلك يعني ترى أن في النرد من الصد عن ذكر الله وعن الصلاة وإيقاع العدو والبغضاء كذلك في الشطرنج.

 ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الشطرنج: (وهي تفعل في النفوس فعل حمي الكؤوس)؛ يعني شرب الخمور فكذلك تدخل هذه الأمور وهذه المفسدة في الشطرنج فلذلك وبين شيخ الإسلام ابن تيمية كذلك فتصد عقولهم وقلوبهم عن ذكر الله وعن الصلاة أكثر مما يفعل بهم كثير من أنواع الخمور والحشيشة وقليلها يدعو إلى كثيرها فلذلك يعني الشطرنج تقع منه هذه المفاسد فبلا شك هذا يعني حرام، ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية بعد ذلك فهذا القول في الشطرنج.

 وذكر كذلك ابن القيم إذا كان من لعب بالنرد عاصيا لله ورسوله مع خفة مفسدة النرد فكيف يسلب اسم المعصية لله ولرسوله عن صاحب الشطرنج مع عظم مفسدتها، وصدها عن ما يحب الله ورسوله، وأخلاق فكر لاعبها واشتغال قلبه وجوارحه وضياع عمره فكيف لا يحرم؟! ما دام الشطرنج يقع منها هذه الأمور فالآن ثبت لنا تحريم الشطرنج من القرآن والسنة من القرآن قياسا على الخمر والميسر وغير ذلك ومن من السنة قياسا على تحريم النرد، وأهل العلم يبينون هذه الأمور.

 وكذلك يعني اجمع السلف على تحريم الشطرنج كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء، وأما المتأخرين إذا كان بعوض بعضهم يجوزه ولا تلتفت إلى اختلافهم لأن المتأخرين اختلفوا كثيرا غالب الأحكام اختلفوا فيها وبينت لكم من قبل عليكم بالسلف، السلف ما اختلفوا إلا في أمور يسيرة، لكن غالب الأحكام وفق الكتاب والسنة والإجماع فيها، فلذلك عليك بالسلف واترك عنك كلام الخلف، هذا أصل عند أهل الحديث، لذلك أهل الحديث يذكرون الآثار يأتون الأدلة من القرآن والسنة يذكرون الآثار التي أجمع عليها السلف ولذلك الآن الإمام عثمان الدارمي في الرد على الجهمية وفي نقض بشر المريسي العنيد ذكر ثبوت الصفات ويذكر إجماع السلف عليها ولا ينظر إلى المتأخرين.

 كذلك اللالكائي في ((الاعتقاد)) يذكرون القرآن والسنة والآثار آثار السلف ولا يعول على الاختلافيات واختلف العلماء ووجه في المذهب ووجهين هذا المذهب وأختلف أصحابنا نحن عندنا قرآن وسنة أنتم تختلفون فهذا راجع لكم عندنا السلف وأهل الحديث أنظر إلى صحيح البخاري من أوله إلى آخره الحكم والترجمة والحديث حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وخلاص ولا اختلف العلماء ولا وجه أصحابنا ولا كذا ولا كذا ويأتي لك بالأدلة انظر إلى كتاب التفسير صحيح البخاري يذكر لك الآيات وتفسيرها والآثار لتفسير السلف لهذه الآيات، انظر إلى صحيح مسلم، سنن أبي داود الترمذي، النسائي ابن ماجه، ما في أدلة، لكن انظر إلى الكتب المتأخرين الفقهاء أختلف العلماء وكذا، فتحتار أنت وتضيع في دنياك فعليك بالقرآن والسنة فإن اختلافهم هذا في اجتهادهم هم يجتهدون ما دون هؤلاء الفقهاء عليهم بالكتاب والسنة ولا يلتفتون إلى شيء من ذلك.

 ولا تلتفت إلى ما يقال في الإذاعات الآن خاصة إذاعات القرآن لا يأتيك شخص سوف ننقل لكم الآن أحكام سجود السهو لفضيلة الشيخ فلان وعلان ويسلم على المستمعين ويذكر لك أحكام سجود السهو أول ما يبتدي والله اختلف العلماء وجه لفلان وجهين لعلان ورواية لفلان وروايتين لعلان وذاك وذي وذي والناس ضايعين سكروا الإذاعة ومشوا إلى متى ينتظرونه لا الحكم وخلاص قال الله قال رسوله وخلاص ما في أحد من الدكاترة هؤلاء اللي يذكر هكذا إذا بيذكر الأحكام لابد انتظر بس ولم نسلم ما نسلم هنا أشياء ولم نسلم لهم هي حرب يلا أحكم لنا الحين بكتاب الله وسنة النبي سلم لهم أو ما سلموا له.

 أحنا نقول لك سلم للكتاب والسنة وخلاص، هذا هو الأصل، فهذا الأمر فيتبين لنا تحريم الشطرنج من القرآن والسنة وإجماع العلماء المتقدمين ولا تنظر إلى اختلاف المتأخرين، ومع هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: (وقل عبد اشتغل بها إلا شغلته عن واجب)؛ يعني الشطرنج.

 ولذلك يعني يقول ابن عبد البر في ((الاستذكار)) (ج8 ص462): (أجمع مالك وأصحابه على أنه لا يجوز اللعب بالنرد ولا بالشطرنج)، فما بالك ببقية العلماء الذين أجمعوا على تحريم الشطرنج، وأنهلا يجوز بعوض أو غير عوض، هذا حكم الله سبحانه وتعالى وحكم النبي صلى الله عليه وسلم، وحكم السلف، وهذا ما عندنا بالنسبة للشطرنج ولعل إن شاء الله نتكلم عن لعبة آخرى.

   سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan