القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعب والرياضة في الإسلام / الجزء (12) أحكام اللعب والرياضة: تحريم ما يوقع العداوة ويصد عن السبيل ويلهي عن الواجبات (تفريغ)

2025-04-16

صورة 1
الجزء (12) أحكام اللعب والرياضة: تحريم ما يوقع العداوة ويصد عن السبيل ويلهي عن الواجبات (تفريغ)

الحمد رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 وأخذنا في الدرس الذي سلف عن النرد، وبينا بالأدلة وكذلك من أقوال أهل العلم على تحريمه، وهو ما يسمى في هذا العصر بلعبة الطاولة، وهناك يعني بعض الأمور لها صلة بهذا الموضوع، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون* إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون﴾ [المائدة:90-91].

فيبين الله -سبحانه وتعالى- فيما ذكره من الخمر والميسر والأنصاب والأزلام يعني الأصنام والأوثان وكذلك الألعاب واللعب التي يلعبها الناس في كل زمان وفي القديم وفي الحديث حتى في الأمم السالفة، ما دامت هذه الأمور من عمل الشيطان، وكذلك توقع العداوة بين الناس، وكذلك البغضاء وتصد الناس عن ذكر الله -سبحانه وتعالى-، وكذلك عن الصلاة وغير ذلك مما يقع الناس فيه من الأضرار الدنيوية والدينية، فهي محرمة سواء كانت هذه الأمور صريحة بالتحريم كالخمر والربا وغير ذلك، أو ليست صريحة لكن تدل على ما ذكرنا، أنها من عمل الشيطان، كذلك من استنباط أهل العلم لهذه الآيات، وقعدوا بها قواعد تدل على التحريم وبينا هذا في الدروس التي سلفت.

 فأي شيء من عمل الشيطان، وكيف تعرف أنه من عمل الشيطان؟ إذا نظرت على الأشخاص سواء كانت في جماعات أو في أفراد أو دول على مستوى الدول أو البلدان أو الناس إذا وقعت فتنة فيما بينهم بسبب هذه اللعبة أو بسبب اللهو واللعب وبغضاء وعداوات وإسراف أموال، وكذلك تصد عن ذكر الله، ترى أن هؤلاء صدوا فعلا عن ذكر الله، وكذلك يعني الصد عن الصلاة، فاعلم أن هذه اللعبة محرمة، ما دام الناس وقعوا في هذه الأشياء فاعلم أنها محرمة، لأنها من عمل الشيطان ولا نتساهل في هذه الأمور.

 وينظر إلى هذه اللعبة على المستوى الدول والعالم فتعرف حقيقة يعني ما ذكره الله -سبحانه وتعالى- أن هؤلاء الناس يقومون الآن بعمل الشيطان من أنواع اللعب واللهو فلذلك هذا من عمل الشيطان، كذلك لو رأيت الآن تطور آلات الطرب والموسيقى والغناء، تعلم جهل من جوز الغناء والموسيقى وآلات الطرب، وان هذا الشخص ليس على مستوى الدين بل على مستوى الجهل والعامية، وإن كان جعل نفسه من العلماء ومن المجتهدين ومن المفتين، لأن لو نظرت إلى آلات الطرب خاصة في هذا الزمان، والموسيقى والغناء كيف تطور؟ وكيف وقع الناس في الخمر والزنا واختلاط الرجال والنساء والرقص وما شابه ذلك تعلم أن هذا من عمل الشيطان.

 فلو نظر العبد العاقل إلى هذه الأمور لحرم الغنى والموسيقى بدون دليل، فما بالك بالأدلة الواضحة في تحريم الغناء وآلات الطرب في الكتاب والسنة وإجماع العلماء وما شذ إلا ابن حزم، فلو نظرت هذا المدعو القرضاوي هذا وجهله وتجويزة لآلات الطرب والغنى لثبت عندك جهل هذا الرجل، وأنه من فصيلة العوام؛ لأن أي واحد ينظر إلى هذا الأمر يقول إن هذا من عمل الشيطان أوقع الناس في الخمر أي الغنى هذا والزنا واختلاط الرجال والنساء والرقص النساء والبنات وأوقع بين الناس العداوات والبغضاء والصد عن ذكر الله والصد عن الصلاة، فكيف يجوز هذا ويقول بزعمه أن العلماء اختلفوا، والله رأسك اللي اختلف، ولا اختلف العلماء ولا شيء.

 الكتاب عندنا والسنة عندنا، وإجماع العلماء على تحريم الغناء معروف، والسلف أجماعهم على تحريم هذا معروف فلا يلتفت إلى قول ابن حزم ويقول مسألة خلافية من قال لك أنت أصلا؟! فلابد نعرف حقيقة هؤلاء نعرف من العلماء الذين على السنة ويفتون على السنة، ومن علماء السوء وأهل الباطل الذي يفتون بالباطل لابد، فإن أهل السنة هم الطيبون وأهل الباطل هم المجرمون، والله -سبحانه وتعالى- بهذا الرسول الكريم ميز بين الدين الحق وبين الدين الباطل، وميز بين الديانات الباطلة والديانات الصحيحة، وبين وميز بين أهل العلم المعروفين بالورع وبين علماء السوء، واستبان للناس بين المجرمين والطيبين.

 فلا يجهل العبد إلى هذه الدرجة، حقيقة هؤلاء وحقيقة هؤلاء ونقول هؤلاء يعذرون هؤلاء جهال لا هؤلاء مجرمون معهم كيف نعذرهم بجهلهم وظهروا لنا الآن ما يسمى بالعذر الجهل هؤلاء متعاونون مع المجرمين هؤلاء الشهوانية يريدون الشهوة والهوى ويتبعون أهواءهم بغير علم، نقول يعذر هذا بجهله وهذا بجهله، وهم مجرمون، كيف نعذر المجرم؟ حتى لو كان عاميا، لماذا لا يطلب العلم؟ لماذا لا يتبع الحق؟ لماذا لا يسأل عن دينه؟ هؤلاء يتبعون أهواءهم يتبعون هؤلاء المجرمين.

 فهؤلاء العوام الجهلة ألحقهم بالمبتدعة، ولذلك بين ابن قدامة رحمه الله تعالى في مختصر منهاج السنة، بين عن العامي المبتدع الذي يتبع هواه، ومصر ومعاند ويتبع دعاة الضلالة كالقرضاوي هذا يلحق يقول بهم وهو مبتدع، حتى لو كان عاميا حتى لو صلى وصام وحج، فإن هذا العامي مجرم، ألحقه بالمجرمين، لمتى هؤلاء يعذرون وهم الآن انظر دمروا البلدان بهؤلاء العوام يتبعون دعاة الضلالة كعرعور وأشكاله ودمروا كثير من البلدان ببدعهم دمروا المساجد للآن هؤلاء العوام يعذرون هؤلاء مبتدعة أهل غناء وأهل موسيقى وأهل رقص وأهل بلاوى.

 هؤلاء ما يعملون إلا عمل الشيطان فكيف يعذرون إلى الآن؟ والنبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل لإقامة الحجة على الناس ما دام النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل وقام الحجة على الناس انتهى الأمر ما في الآن واحد معذور، ليس عليه إلا أن يتتبع الحق ويسأل ويجتهد لكي يعرف الحق من الباطل وبس، أما أن بيجلس على كرسيه ويلعب طاولة ونرد ونعذره في القهاوي لا هذا غير معذور هذا مهمل في نفسه، فما يريد هذا حق قل له عندنا زكاة في مسجد كذا، شوف يلعب نرد، يلعب نرد هذى؟ لا، أول واحد في الصف، خاصة إذا قالوا بالأرقام بعد، فقل له كم رقمك يقول صفر يايك من الصبح واللي بعده واحد وهكذا يركضون لأجل الأموال والدين لا.

 فلذلك الله -سبحانه وتعالى- أنزل هذا القرآن واستنبط منه أهل العلم قواعد وأصول ما يحتاج يقول لك هذا حرام وهذا حرام وهذا حرام الله -سبحانه وتعالى- حكيم في كل شيء، فلابد أن نعرف هذا القرآن كيف هو فالله -سبحانه وتعالى- يذكر لك الخمر والميسر وقس عليه أشياء أخرى هي أشد من الخمر كالشطرنج هذا الله -سبحانه وتعالى- ما ذكره في القرآن، لكنه إذا رأيت لعبة الشطرنج هذه فهي أشد تحريما من الخمر، فهي تفعل أفعال الخمر والزيادة، واسأل الدول عن ذلك القديمة والحديثة.

فلذلك الله -سبحانه وتعالى- يذكر أمور فعلى الناس أن يقيسوا عليها الأمور الأخرى فلا يقولون والله هذه ما في القرآن وهذا ما في السنة لا القرآن هذا عربي وهؤلاء يدعون العربية فلا بد أن يقرءوا جيدا استنباط أهل العلم من هذه الآيات ومن هذه الأحاديث، فيقيس عليها بقية الأمور، ولذلك ما ترى حديثا في الشطرنج في تحريم الشطرنج إلا ضعيف لكن أجمع العلماء على تحريم الشطرنج، لماذا؟ الاستنباط من هذه الآيات واستنباط من الأحاديث التي ذكرت عن الخمر والميسر والى آخره فإن مادة الشطرنج هذه أشد لهوا وصدا عن ذكر الله وعن الصلاة، وهي من عمل الشيطان.

 كذلك لعبة الورق اللي نسميه أحنا البتة هذه كذلك من عمل الشيطان فالله -سبحانه وتعالى- ما يقول لك لعبة الورق ولعبة كذا ولعبة كذا الله -سبحانه وتعالى- أعظم من ذلك، الله -سبحانه وتعالى- يذكر لك جملة تؤلف فيها مجلد كامل؛ لعظم كلام الله -سبحانه وتعالى-، والسنة تفسر القرآن وأهل العلم يستنبطون فأنت قس، وانظر إلى هذه اللعب التي تلعب، انظر إلى يعني لعبة الورق زنجفه يسمونها كبار السن، والبتة ولها أسماء كثيرة، فلذلك يعني يلعبون فيها بالأموال وبعوض، وأوقات طويلة إلى الفجر، وغالب الدول ألهتهم عن ذكر وعن الصلاة فقسها على الخمر والميسر وعلى النرد وغير ذلك.

 فلا يقال كذلك فيها أشياء أخرى من الصور كما بينت لكم وبيأتي أمر هذه يعني لعبة الورق وكذلك الشطرنج فهذه يعني المسألة، فالمسألة خطيرة جدا، فالله -سبحانه وتعالى- أقام الحجة على الناس ببعثة هذا النبي الكريم، فلا يأتي يوم القيامة يقول يا رب أنا لهيت لعبت كذا وكذا، هذا ليس مذكور في الكتاب وليس هذا مذكور في السنة لا، ما لك عذر في هذا فإن لابد أن تقرأ القرآن وتفهم القرآن تقرأ السنة تفهم السنة تقرأ كلام أهل العلم هناك كتب لأهل الحديث صحيح البخاري صحيح مسلم كتب السنن المسانيد كتب في التوحيد في الاعتقاد بينوا كل شيء الصحيح للناس.

 فعلى الناس الاتباع وقامت عليهم الحجة وانتهى الأمر من يموت على ما هو عليه من الباطل هذا كبر عليه أربعا خلاص انتهى فلا يأتي يوم القيامة يتعذر فإن أعذاره هذه ليست بشيء بل أناس يأتون بأعمال كالجبال ويظنون أن سوف يدخلون بها الجنة، لكن لأفعالهم الباطلة والشرك والبدع والضلالات وعصيانهم واستمرارهم وعنادهم للحق وأهل الحق، الله -سبحانه وتعالى- يجعل هذه الأعمال هباء منثورا، ولا كأنها شيء ﴿كسراب بقيعة﴾ [النور:39]، ليس بشيء وهذا الأمور سوف يطلع عليها الناس يوم القيامة نسأل الله الستر بس، الناس سوف يطلعون على هالاشياء هذى، وعلى هؤلاء الناس فضايح، فلذلك فلا بد أن ننظر بهذا الأمر.

 ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)): (والميسر يدخل فيه النردشير ونحوه)؛ يعني هذه قاعدة الميسر هذا يدخل فيه النرد، لماذا؟ لأن الله -سبحانه وتعالى- حرم الميسر والنرد يدخل فيه الميسر يدخل فيه النرد فيحرم لأنه ممكن يقول لنا شخص والله تحريم النرد هذا غير موجود في القرآن، نقول له والله العلماء يستنبطون هذا الأمر، هو في السنة موجود وأهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره يقولون الميسر يدخل فيهم النرد، ونحوه كذلك وغير ذلك من الأمور التي هي من عمل الشيطان، وتوقع بين الناس البغضاء والعداوة، وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ولا يدرون بطلب العلم ولا شيء.

 اذهب إلى أكثر الناس أنظرهم في لهو ولعب، هذا كله الذي يفعل الآن لهذه الليلة من هؤلاء العوام في كل مكان هاي كلها من عمل الشيطان وصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وانظر إلى الآن يعني بين الناس البغضاء والعداوة مشاجر الآن كل يوم نسمع قتيل نسمع كذا لأن هذه الأمور من عمل الشيطان، وهؤلاء راكبين رؤوسهم فليس لهم إلا الهلاك، ولذلك كذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)) (والميسر المحرم، ليس من شرطة أن يكون فيه عوض)؛ فالميسر المحرم ليس من شرطة أن يكون فيه عوض لا أن يصد عن ذكر الله عن الصلاة يكون بين الناس بغضاء وعداوة ومشاجر، وغير ذلك من عمل الشيطان، فإذا كان بعوض كان أشد حرمة.

 ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في ((الفروسية)): (السلف الذين نزل القرآن بلغتهم سموا نفس الفعل ميسرا لا آكل المال به)، فنفس الفعل هذا ميسير سواء بعوض أو بغيره لأن من عمل الشيطان، هذه اللعبة من عمل الشيطان النرد الورق من عمل الشيطان، فقس على هذه الأمور.

 وذكر أهل العلم العلة من تحريم النرد أنه يحتوي على مفاسد كما بينا:

 أولا: عندنا أن هذه اللعبة من عمل الشيطان.

 ثانيا: توقع بين الناس العداوة والبغضاء.

ثالثا: تصد عن ذكر الله -سبحانه وتعالى-.

رابعا: تصد عن الصلاة.

خامسا: فيها تضييع للأموال.

فقولوا لهؤلاء فهل أنتم منتهون ولا إلى الآن تلعبون؟ وكذلك يعني ذكر أهل العلم أن في علة تحريم النرد أن فيه أخذا بمذهب الجبرية، والجبرية هؤلاء جهمية، الذين يعطلون صفات الله -سبحانه وتعالى-، وأسمائه، ويقولون بخلق القرآن، والجبرية فرقة لا تثبت للعبد فعلا، تقول إن هذا العبد مجبور على أفعاله، كأن الله -سبحانه وتعالى- والعياذ بالله أن الله أجبره على مثلا شرب الخمر يلعب الميسر بس ما له أي فعل، كأن هذا العبد ليس له مشيئة، رغم أن العبد له مشيئة، وله فعل ويفعل الأشياء باختياره كيف ذلك؟ لكن كل شيء بمشيئة الله والله -سبحانه وتعالى- بين للناس طريق الخير وطريق الشر فهؤلاء الناس اختاروا طريق الخير، وهؤلاء الناس اختاروا طريق الشر؛ يعني أهل الخير اختاروا الخير وأهل الخير، وأهل الشر اختاروا فكيف مجبور؟ اختاروا الشر وأهل الشر.

      فتقول للشخص هؤلاء أصحاب مخدرات، فيهم مفاسد بيفعلون فيك كذا وكذا وكذا، مع هذا يصاحبهم يمشي معهم يستعمل المخدرات هل هذا مجبور؟ هاي باختيار نحن نخبره الآن ويدري أن هذا محرم هو الذي ذهب يعني ذهب هذا برجل ثانية أو بجوتي ثاني راح بجوتيه وبرجله ماله إلا أن تأخذ جوتيه وتصفقه به هذا مجبور.... فولي الأمر يوقع عليه العداوة بجوتي أو بغيرها فهذه يعني تحريم النرد أو لعبة النرد هذه من مذهب الجبرية تصل بك إلى مذهب الجبرية وهذا الذي يعني نبينه يعني ليس الأمور كلعب أو مثلا تذهب مع أشخاص تقول أنا أحفظ معهم القرآن أو مثل أعمال خيرية وغير ذلك لا هؤلاء ترى مبتدعة وأنا أقول لك ليس مسألة أعمال خيرية أو تحفظ قرآن عند هذا المبتدع أو غيره أو تجويد لا هذا يوصلك إلى أمور ليس هذا مجرد لعبة لا ترى هاي توصلك إلى الجبر مذهب الجبرية وأنت ما تدري وتصير جبري وأنت ما تدري وتموت على هذا والعياذ بالله.

     فكذلك يعني يقع في الناس في محرمات ومعاصي ولا يشعرون فهذه ليست مجرد لعبة، فلذلك الشارع إذا حرم شيء فاعلم أن خلفه مصائب، توصلك إلى النار والعياذ بالله وأنت ما تدري تقول ما فعلت هذا وما فعلت هذا وما فعلت هذا يوم القيامة لا، هذه الأمور الشارع حرمها فما دام حرم الشارع هذا الشيء فاعلم أن الشارع ما يقول لك يصلك كذا يصلك كذا لا هذا الأمر لابد تعرفه فاعلم أن هناك خلف هذا التحريم أضرار كثيرة عليك فأنت اترك هذا لا تلعب بهذه الأمور.

     كذلك فيه أخذا بمذهب الجبرية وإحياء لسنة المجوس، هذا النرد من لعب المجوس ومن تأسيس المجوس، ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)): (ولهذا قيل الشطرنج مبني على مذهب القدر)؛ يعني القدرية الذي يقولون لا قدر، والله -سبحانه وتعالى- لا يعلم بالشيء إلا بعد وقوعه، والعياذ بالله، وهاي نفس الشيء، الشطرنج مبني على مذهب القدر، والنرد مبني على مذهب الجبر الطاولة هذه، فإن صاحب النرد يرمي ويحسب بعد ذلك يعني كأنما له اختيار ما له اختيار في هذا الشيء يلعب وليس له اختيار كيف ليس له اختيار؟.

وهل مجبور هو على هذا الشيء؟ لا كما بينت لكم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما صاحب الشطرنج فإنه يقدر ويفكر)، يعني القدر منه القدر منه هو الذي يفعل هذه الأشياء من دون الله -سبحانه وتعالى-، يقول: (وأما صاحب الشطرنج فإنه يقدر ويفكر ويحسب حساب النقلات قبل النقل)، قبل النقل، فيحسب الأمور بيفعلها الآن هكذا قبل أن يفعل قبل أن يحرك، هذه الخشب لذلك يعني بين بعض أهل العلم أن هذا الشطرنج مبني على مذهب القدر، والنرد مبني على مذهب الجبر كأنه مجبور، فهذه من العلل.

 والمجوس هؤلاء لا يخفى عليكم عندهم إله النور وإله الظلمة، ولذلك بينت لكم المربعات هذه البيضاء والسوداء، والحمراء البيضاء والى آخره، هاي يعنون الأسود الظلمة، يعني الإله، والأبيض النور الإله، وكما هو في علم سباق السيارات وغير ذلك من الألعاب، فليس هذا مجرد ألعاب وأمور يتسابق عليها الناس، لا هؤلاء يريدون أن ينشرون آلهتهم الباطلة التي يعبدونها من دون الله، وهؤلاء يشاركون هؤلاء يعني أهل الفسق والفجور في هذه الأمور، وينشرون ألهتهم، هذه شركات يعني مشركة لهم آلهة يعبدونهم من دون الله -سبحانه وتعالى-، عن طريق هذه المسابقات وهذه اللعب وكذلك عن طريق الغذاء وعن طريق السيارات وعن طريق التجارات وعن طريق الألبسة وغير ذلك صلبان يضعون صلبان وآلهة وأحيانا تنظر أن هذه شمس للفانيلة أو في أي لباس فالناس عندهم أن هذه الشمس لا هذه يعنون إله أن هذه الشمس إلههم، هاي الشركة تعبد الشمس تعلم بذلك.

 وهكذا الصلبان كثيرة لا تخفى عليكم في السيارات، وفي السجاد وفي اللعب وغير ذلك، هؤلاء الآن داخلين على الناس بسبب جهلهم ورأوا أنهم كل واحد كالأطرش في الزفة، ولا يدري شيء ادخل عليهم شنهو؟ هذه الآلهة الباطلة، فهذا الأمر يعني، ولذلك يقول الزرقاني في ((شرح الموطأ)): من الأسباب تحريم النرد الطاولة هذه، أن واضعه سابور ابن أردشير، على اسمه، أول ملوك ساسان، شبه رقعته بوجه الأرض، الأرضية بوجه الأرض، وفيها شنو؟ الليل والنهار، والتقسيم الرباعي، يعني من هذه اللعبة النرد والتقسيم الرباعي بالفصول الأربعة والتقسيم الرباعي بالفصول الأربعة، المعروفة الصيف والشتاء والخريف والربيع، والشخوص الثلاثين بثلاثين يوما، والشخوص الثلاثين بثلاثين يوما، والسواد والبياض بالليل والنهار، هاي الأرضية، والبيوت الاثني عشر بشهور السنة، والبيوت الاثني عشر بشهور السنة، والكعاب الثلاثة بالأقضية السماوية، بالأقضية السماوية التي تقضي ليس الله -سبحانه وتعالى-، فيما للإنسان عليه من شر وخير، ... هذه الكعاب والليل والنهار والشهور الفصول، وهم على وجه الأرض، والكعاب الثلاثة بالأقضية السماوية فيما للإنسان وعليه وما ليس له ولا عليه والخصال بالأغراض التي يسعى الإنسان لأجلها، يعني الرزق يعني كله يعني مخلوق يسعى شنو خلف مخلوق وبدون شيء، هذه من عبادة شنهو؟ الطبيعة الآن، عباد الطبيعة هذا دين المجوس وهؤلاء يلعبون بهذه اللعبة ولا يدرون شنو هاي اللعبة أصلا وش يلعبون الجهلة العوام في القهاوي ما يدرون بشيء أصلا، يظنون هذه الألعاب لا هاي بلوى وسوف تكون عليهم حسرة يوم القيامة، ما في أن هذا جاهل لا أسأل عن دينك لا تأتي إلا وعارف دينك مو بعارفة هكذا معرفة سطحية لا على علم وبينة وبرهان بالكتاب والسنة والآثار ما تموت إلا هكذا، والخصام بالاغراض التي يسعى الإنسان لأجلها واللعب بها بالكسب يعني واقعين في دين المجوس ولا يدرون وهم يلعبون به الآن.

فصار من يلعب بها حقيقا بالوعيد، في إحياء سنة المجوس المستكبرة عن الله -سبحانه وتعالى-، هذا كلام الزرقاني انتهى، كذلك من علة التحريم في تحريمه سدا للذريعة من اللعب بها على عوض ولذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (أن هذه الملاعب تشتهيها النفوس، وإذا قويت الرغبة فيها أدخل فيها العوض كما جرت به العادة، وكان من حكم الشارع أن ينهي عما يدعو إلى ذلك لو لم يكن فيه مصلحة راجحة)؛ وهذا معنى نبه عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- في لعبة النرد، وهذا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذه اللعب واللهو تشتهيه النفس  وهذا الذي نراه الآن أكثر الناس كبارا وصغارا، رجالا ونساء، أبناء وبناتا في لهو لعب، وإلى الآن بعدما لهوا .... ولعبوا نقول لهم يعني دائما انتوا تلعبون تلهون، يعني مثلا في كل يوم كل ما يصير يعني لازم نلعب لازم نلهو، وكل يوم يلعبون ويلهون، ومع هذا إلى الآن ما العبوا ولا ألهو، إلى أن يظهر الواحد لسانه.

 

 لذلك هؤلاء وقعوا الآن في عمل الشيطان، كل شيء كما بينت لكم بالقواعد الشرعية بالضوابط الشرعية، حتى أن العبادة لابد بالضوابط الشرعية ما في بعد يكون فيها فوضى، إذا العبادة بالضوابط الشرعية كذلك اللهو واللعب بالضوابط الشرعية، فأعطي كل شيء حقه، أما الآن أنتم طغيتم أصلا في اللهو واللعب وأكثر الناس على هذا الأمر، وفرطوا في الدين، ما يعرفون شيئا في دينهم وحتى منهم ما عنده إلا هذه الصلاة، إذا سلم الأمام من صلاة العشاء خلاص انتهى عنده كل شيء، حتى في ناس يروحون يشربون خمر، فلا بد أن ننتبه لهذه الأشياء، كل شيء حتى الأكل هذا الأكل والطعام والعبادة واللهو واللعب كل شيء بضوابط، يفعل العبد بضوابط، ما في شيء كل نفس تشتهي يفعل الشخص.

 ولذلك ابن حجر في ((فتح الباري)): يقول يعني فعل كثرة المباحات إيقاع في الشهوات، حتى المباحات هذه كل شيء بضوابط ولذلك يقولون لك والله أمراض كثيرة الآن ما حدثت من قبل يقول لك هذه بسوء تغذية يعني وهذا يبين لك طلب العلم هذا بكثرة القراءة والمراجعة وكذا وهؤلاء يلهون ويلعبون ولا عندهم شيء من القراءة إلا الجرائد الصبح.

 كذلك الأمر على تحريمه ويبين شيخ الإسلام ابن تيمية نقطة هنا، (وإذا قويت الرغبة فيها) يعني في اللعب والأشياء هذه أدخل فيها العوض لابد، جرت العادة هكذا بني آدم هكذا يقول لك إذا ما يكون فيه عوض إذا ما إذا ما يكون مثلا يلهيك عن الذكر إذا ما يلهيك عن الصلاة لابد ما دام لعبت بدون ضوابط بتدخل في ذي الأمر، فالشارع سد عليك هذا الأمر، لا تقول الآن ما لهان هذا اليوم صليت ولعبت لا، غدا وبعد غد بتترك الصلاة وبتنسى ذكر الله هذا شيء عادة بني آدم هاللون النفوس تشتهي هذه الأشياء أنت أقطع هذا الأمر.

 الله -سبحانه وتعالى- يقول: ﴿لا تتبعوا خطوات الشيطان﴾ [النور:21]، هذا من ذلك فلذلك إذا ما لهى إذا ما لهاني عن الصلاة عن الذكر نقول لك بعد ذلك لا نحتاج اليوم غدا بعد غد لا بعد فترة ولذلك الناس الآن يعني فعلوا هذه اللعب الآن لكن انظر كيف تطورت بالاستمرار وأنفق عليه الأموال وتشجيع الناس ويضع لها ميزان أهمية ويعظمونها ودعايات أنتشرت؟ ولذلك تشوف الناس كلها في لهو واللعب، وإذا قلنا لهم اطلبوا العلم، كأنك تتحجر علينا اللعب وغيره.

 السبب الآخر كما بينت لكم الوقوع في العداوة والبغضاء وصدود القلب عن ذكر الله وعن الصلاة يعني كما بينا شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى عندما ذكر قول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون﴾ [المائدة:91] فنبه يعني الله -سبحانه وتعالى- على علة التحريم وهي ما في ذلك من حصول المفسدة وزوال المصلحة الواجبة المستحبة، فإن وقوع العداوة والبغضاء من أعظم الفساد وصدود القلب عن ذكر الله وعن الصلاة اللذين كل منهما إما واجب وإما مستحب من أعظم الفساد.

 ومن المعلوم أن هذا يحصل من اللعب بالشطرنج والنرد ونحويهما وإن لم يكن فيه عوض وهو في الشطرنج أقوى فإن أحدهم يستغرق قلبه وعقله وفكرة فيما فعل خصمه، إلى آخر كلامه، وهذا كلام واضح، مفسدة في الشطرنج في النرد في الورق، في هذه اللعب فلذلك لا تقربها إلا كما بينا بعض اللعب التي هي للكبار، وبقية اللعب للصغار لا تقربها، الكبير لا يقربها، لأنه تجره إلى أمور، خاصة إذا كانت في الأماكن العامة هذه ومع العوام فتجره من المنزل إلى الطريق، ها هو من الطرق إلى المقاهي من مقاهي إلى النوادي، وبعد ذلك يقول لك اللعبة صارت عالمية، وشوفوا هذا صار عالمي، هاي من بيته، ما تشوفه إلا في الصين وفي اليابان، وما أدري وين في واحد هذه يعني أخبرونا عنه يعني من أقاربه يعني كان كله يخبرونه وانه يعني يصلي ويلتزم بالدين وكذا دايما ينصحونه وكذا لأنه في مرض هو في يوم كان مريض كان مريض يعني مريض يعلمون به، دعوا يعني الذين معه إلى اليابان، يذهبون إلى اليابان، يقولون راح وهو مريض، بالأمس مريض، واليوم مريض وبيموت وذي بعد راح، لو تقول له طلب العلم وغيره أو عمل مثلا في عمل ما راح شوف حق اللهو شوف كيف توصل هذه الأمور الناس.

 فلذلك يعني لابد العبد ينتبه فإن النفس هذه أمارة بالسوء والعياذ بالله، تجر الشخص إلى مهالك فيقع في مفاسد عظيمة، ولذلك يقول ابن حجر الهيثمي في ((كف الرعاع في تحريم يعني النرد)) يعني من كلامه (فيه تخمينا ويؤدي إلى التخاصم والفتن التي لا غاية لها، ففطم الناس عنه حذرا من الشرور التي تترتب عليه)، فالناس ما يرون في هذه اللعب أو في هذا الشيء أو في الخمر مثلا أو الميسر أو شيء من ذلك يعني الآن الضرر.. الآن لا بعد فترة ترى الأضرار من هذه الأمور.

فلذلك لعبة النرد والميسر وغير ذلك هذه هدمت بيوت كثيرة وفرقت الأمم والناس والأزواج والأولاد شتت العوائل ولعل أنتم ترون وتسمعون عن هذه الأمور، ولذلك يعني بعض علماء الشافعية كالرملي في نهاية المحتاج والشربيني في مغني المحتاج والهيثمي في كف الرعاع يعني قاسوا على النرد كل لعبة يعتمد فيها على الحظ التخمين وتوقع العداوة وغير ذلك على التحريم وهذه قاعدة.

 وهذه القاعدة يعني صحيحة، ولذلك يعني يقعد لهذا الأمر المفسر القرطبي في ((جامع أحكام القرآن)) في التقعيد في هذا الأمر، يقول: (كل لهو دعا قليلة إلى كثيريه وأوقع العداوة والبغضاء بين العاكفين عليه وصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو كشرب الخمر وأوجب أن يكون حراما مثله ما دام أنه يوقع العداوة والبغضاء ويصد عن القرآن والسنة والعلم فهو كشرب الخمر)، فذكر الله -سبحانه وتعالى- صراحة بتحريم الخمر واستنباطا يحرم بقية الأمور.

 ولذلك يعني حرم أهل العلم المعاصرين النرد، وقالوا يقاس على لعبة النرد لعبة الورق، يعني على التحريم، ففيها الصد عن ذكر الله وعن الصلاة وإضاعة الأوقات وتفضي إلى الشحناء والعداوة وقد أفتى بتحريمها الشيخ السعدي رحمه الله تعالى، والشيخ ابن باز في الفتاوى والشيخ بن عثيمين في فتاوى الحرم وكذلك اللجنة الدائمة والإفتاء.

 فلذلك من عرف حقيقة هذه يعني اللعب وهذه اللعبة وسبر أحوال الذين يمارسونها عرف أنها لا تخلو من أكثر هذه الأشياء أو شيء منها إلا في النادر والنادر لا حكم له، يعني يحصلون منفعة في هذه اللعب، لكن هاي شيء نادر، لكن المفاسد كثيرة، والعاقل يعني لابد عليه أن يربي نفسه على الكتاب والسنة، ويترك هذه الأمور ويشغلها بما هو أنفع لها في الدنيا وفي الآخرة، هذا الأمر يعني الذي لابد أن يكون عليه المسلم الحق وهذا يعني مسألة النرد، والدرس القادم إن شاء الله تحريم الشطرنج.

   سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan