القائمة الرئيسة
الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (6) أحكام اللعن: لعن المبتدع الـمُعيَّن (تفريغ)

2025-04-16

صورة 1
الجزء (6) أحكام اللعن: لعن المبتدع الـمُعيَّن (تفريغ)

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

وما زلنا في تبيين أحكام اللعن، وخاصة اللعن المعين.

ومن اللعن المعين أهل الحديث كانوا يلعنون من يستحق اللعن، لعداوته للإسلام والمسلمين، ولنشره البدع والمنكرات وغير ذلك، فعند ما ذكر حسين بن الخياط عند ابن معين رحمه الله تعالى وهو إمام من أئمة الجرح والتعديل وإمام من أئمة أهل الحديث، قال الإمام ابن معين رحمه الله تعالى عن حسين بن الخياط: (ما يكتب عنه إلا من لعنه الله وغضب عليه)؛ كما في رواية ابن محرز في «معرفة الرجال» (ج1 ص66)، فهذا ابن معين يلعن من يروي ويكتب الحديث عن حسين بن الخياط، لا يكتب عنه إلا من لعنه الله وغضب عليه. فهذا اللعن وارد في الذين يروون الحديث عن حسين بن الخياط.

وكذلك يبين أهل الحديث أن أحيانا يذكرون الشخص وإن كان معروفا بالعلم، فيبينون أنه لا يحتج به، أو لا يحتج به أصحاب الحديث، رغم أنه إمام، وعلى هذا فلا يعتمد في الدين ولا في نقل الحديث ولا غير ذلك، فعندنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال عنه الإمام ابن معين رحمه الله تعالى: (ليس ممن يحتج به أصحاب الحديث)، كما في رواية ابن محرز في «معرفة الرجال» (ج1 ص73)، فأهل الحديث لا يحابون أحد، ما دام أنه ضعيف لا يحتجون به، ويخلط وحاطب ليل في الدين فيبينون، فهذا عبد الرحمن بن أبي الزناد هو ابن أبي الزناد الإمام المعروف وعلى تحديث عبد الرحمن بن أبي الزناد لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو معروف في هذا العلم ومع هذا أهل الحديث لا يحتجون به، وابن معين ينقل.

كذلك أهل الحديث إذا استحق الشخص اللعن يلعنونه، ما يقولون: لا يجوز لعن المعين مطلقا، ولا يقولون أنه يجوز لعن المعين مطلقا بدون ضوابط شرعية، ولشخص لا يستحق، فإذا استحق فكان أهل الحديث يلعنونه باللعن المعين، فديننا وسط، فعلى الناس أن يتوسطوا في الدين في كل شيء.

وكذلك بالنسبة لتكفير المعين هو أشد من اللعن المعين، فإن ابن المبارك رحمه الله تعالى وغيره من أئمة الحديث كفروا بشر المريسي الجهمي بعينه،  ومنهم من كفره وهو حي موجود، وبشر المريسي هذا جهمي معروف، لأنه يستحق، هو الذي يقول عن القرآن مخلوق، وهو الذي ابتدع بدعا في الأسماء والصفات وغير ذلك في الدين، فاستحق اللعن واستحق التكفير وهو حي، وكذلك بعد موته وأتى الأئمة فكان الأئمة يكفرونه بعينه، رغم أنه يدعي الإسلام. فهناك نصوص ذكرها أهل العلم في تكفير المريسي الجهمي، وهو حي معروف لقوله بخلق القرآن.

وكذلك كفروا الجعد بن درهم، وحفص الفرد، وغير ذلك من دعاة البدع وهم أحياء، وبينت لكم أن تكفير المعين أشد من اللعن المعين، وهؤلاء العلماء يكفرون هؤلاء الذين يستحقون التكفير.

كذلك الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان وغيرهم من العلماء بينوا في التكفير المعين لمن يستحق كمن يطوف على القبور ويشرك بالله سبحانه وتعالى، فيكفرونه بعينه، لأنه يستحق، وهو حي، إذا هذا الرجل أو هذا العبد عبد القبور، فإذا كان أهل العلم يكفرون التكفير المعين فكذلك يجوز اللعن المعين، كما بينا وفصلنا؛ ولذلك المرجئة عند ما قالوا أنه لا يجوز التكفير المعين للشخص أنكر عليهم أهل الحديث وأهل السنة، وبينوا أن هذا إرجاء وبدعة، وأن هؤلاء من أهل البدع، فكيف لا يكون التكفير المعين وهذا التكفير موجود في القرآن وموجود في السنة؟ فابتدع هؤلاء المرجئة بدعا كثيرة فضلوا ضلالا بعيدا، وأهل السنة بدعوهم وأخرجوهم من السنة، فلذلك ننتبه.

عندنا كذلك من هؤلاء الذين لعنهم أهل الحديث اسمه تليد بن سليمان المحاربي قال عنه ابن معين: (دجال لا يكتب عنه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)، كما ذكر الدوري في «تاريخه»، والدوري ينقل عن تاريخ ابن معين في كلامه في الرجال وفي المبتدعة، فهذا رجل اسمه تليد بن سليمان المحاربي هذا عند ما ذكر له لعنه بعينه، وقال عنه دجال، هذا أشد من اللعن المعين، قال عنه: دجال لا يكتب عنه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. في أشد من هذه العبارات، وهذا لأنه يستحق هذا.

وكذلك عندنا رجل اسمه عامر بن صالح قال عنه الإمام ابن معين: (كذاب خبيث عدو الله)، وفي رواية: (عدو لله)، كما في رواية محرز في «معرفة الرجال» (ج1 ص52)، فكذلك يجوز إطلاق على الشخص المعين أنه عدو الله ما دام أنه فعلا عدو لله سبحانه وتعالى، وللرسول صلى الله عليه وسلم، وللمسلمين والإسلام، كرؤوس الإخوانية، ورؤوس القطبية والسرورية والصوفية والإباضية والتراثية، كل هؤلاء عينهم وأطلق عليهم أنهم أعداء الله، لأن هؤلاء فعلا أعداء لله مع كل ما بينه أهل العلم لهم وبمخالفتهم للإسلام والمسلمين، ومع هذا فهؤلاء مستمرون الآن على نشر البدع والكلام في البدع وإضلال الناس، ومع هذا ينسبون هذه الضلالة إلى الدين وإلى الإسلام، فلذلك استحق هؤلاء أن يطلق عليهم ذلك. وذكر أنه كذاب خبيث، فيجوز إطلاق على من هو كذاب وخبيث على الإسلام والمسلمين، يجوز أن تقول لهذا: خبيث، وهذا كذاب، وهذا دجال، وهذا عدو الله، وهكذا، الكل بحسبه، وممكن أن تقول لهذا: ثقة، لأنه ثقة في الدين، وهذا عدل وهذا طيب وهذا كذا وهذا كذا.

ويجوز الذي يستحق لأنه صالح ومتمسك بالكتاب والسنة فيجوز، ولا يقال: هي تزكية كما يقول العامة، كيف تزكي هذا ولا تجوز التزكية، ﴿فلا تزكوا أنفسكم﴾ [النجم: 32]، وما شابه ذلك، فيحتجون بآيات وأحاديث ليست في موضعها، فيأتون بالآيات العامة والأحاديث العامة ويجعلونها على أشياء، فهؤلاء لم يفهموا الكتاب ولا السنة، فلذلك يجوز للمصلحة، حتى بعض أهل العلم يزكي نفسه للمصلحة، وبين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وشيخنا أنه يجوز للعالم أحيانا أن يزكي نفسه في موطن وموضع لكي يجذب الناس إليه، لكي لا يذهبوا لهذا المبتدع ولا هذا ولا إلى ذاك، ولكي يأتوا ويعلمهم العلم والسنة ويقول: أنا أعلم من هذا وهذا مبتدع احذروه، لكي يحضروا عنده، وفعلها عروة بن الزبير، كل شيء بحسب الضوابط والشريعة يجوز، وبعض السلف كابن عباس وابن عمر زكوا أنفسهم لأمور، فلا بأس بذلك، ولذلك إذا كانت للفائدة والمصلحة الدينية ليس لذات الشخص يجوز، ولذلك عندنا أبو هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري ومسلم: «أنا أعلم منكم بصلاة النبي»، قالها لأناس وللتابعين، لماذا؟ لكي يعلمهم، لكي يأخذوا منه، وصلى أمامهم بصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، للمصلحة، فيجوز أن تقول: أنا أعلم منك في كذا لكن بشرط أن تكون أعلم وأن تكون الفائدة الدينية ليس مجازفة أو بالظنون يظن أنه أعلم كحال رؤوس الضلالة والسياسة، يظنون أنهم أعلم من الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وهؤلاء المشايخ كما مسألة سفر وسلمان العودة وعائض القرني ظنوا أنهم أعلم من العلماء في السياسة، فبين الله أمرهم أنهم أضل الناس في السياسة وأجهل الناس في السياسة، وظهر للناس أن علماء السنة كالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين هم أعلم الناس بالسياسة الشرعية، فلذلك ننتبه.

وكذلك عندنا يعقوب بن كاسب قال عنه الإمام ابن معين رحمه الله تعالى: (كذاب خبيث، عدو لله)، في رواية ابن محرز، في «معرفة الرجال» (ج1 ص52).

وكذلك عندنا نصر ابن باب قال عنه الإمام ابن معين رحمه الله تعالى: (كذاب خبيث، عدو لله)، في رواية ابن محرز، في «معرفة الرجال» (ج1 ص56)،  وهذا كذلك يطلق على هؤلاء بأنهم أعداء الله فيجوز أن تطلق على الشخص المعين لمن يستحق أنه عدو لله أو كذاب أو خبيث، أو تقول: لعنه الله، وما شابه ذلك.

وكذلك الحسين بن علي الكرابيسي وهو معروف بسعة علمه وله تراجم في «سير أعلام النبلاء» للذهبي، كذلك «تاريخ بغداد» للخطيب، ويبينون على سعة علمه، وله مصنفات، ومع هذا قال بمسألة اللفظ (لفظي بالقرآن مخلوق)، فالإمام أحمد وعلماء الحديث بدعوه وأخرجوه من السنة ومن أهل السنة، لأنه ابتدع في الدين، ولذلك قام هذا الحسين يتكلم عن الإمام أحمد، ولذلك يقول الإمام يحيى بن معين رحمه الله تعالى وقيل له أن حسينا الكرابيسي يتكلم في أحمد بن حنبل فقال: ومن حسين الكرابيسي لعنه الله؟ إنما يتكلم في الناس أشكالهم، ينطل حسين يعني يسقط- ويرتفع أحمد، وهذا الأثر أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج 8 ص65)؛ بإسناد صحيح، وهجره أصحاب الإمام أحمد على سعة علمه، وهجر، وهجره أحمد، والكرابيسي هذا يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، والإمام يحيى بن معين لعن الحسين الكرابيسي وهو حي موجود، والخلاف قائم بين الكرابيسي وأتباعه وبين الإمام أحمد وأتباعه، وكان حيا ونقل له أن الكرابيسي يقول مثل هذا الكلام فقال:  ومن حسين الكرابيسي لعنه الله؟ فعين الكرابيسي باللعن وهو حي وهو عالم من العلماء، كذلك، وأين هؤلاء الزنادقة والجهلة تحت علم الكرابيسي هذا، فلذلك يجوز.

وصح عن الإمام مالك رحمه الله تعالى قال عن عمرو بن عبيد البصري المعتزلي: لعنه الله، فذكر اسمه وعينه،  وهذا الإمام مالك، وهؤلاء أئمة يعرفون متى يطلقون اللعن ومتى لا يطلقون، ومتى يتلفظون بالعبارات التي ذكرناها كالكذب والخبث وغير ذلك لمن يستحقه.

والإمام يحيى بن معين رحمه الله تعالى قال عند ما ذكر القرآن قال: «كلام الله غير مخلوق، ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله»، أخرجه اللالكائي في «السنة» فيجوز أن تقول: عدو الله بعينه، ولا رحمه الله بعينه، وزنديق بعينه، ومبتدع بعينه، على حسب الضوابط الشرعية والأدلة من الكتاب والسنة والآثار، فكل شيء بالضوابط الشرعية.

بالنسبة لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من غير منار الأرض»، أخرجه مسلم في «صحيحه»، والنسائي في «سننه»، وأحمد في «المسند»، وفي رواية أخرى  عند مسلم في «صحيحه»: «لعن الله من لعن والديه»، وكذلك في حديث علي بن أبي طالب عند الحاكم في «المستدرك»: «لعن الله العاق لوالديه»، فهذا الحديث يبين لنا أن هؤلاء الأربعة لعنوا على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم واقع، لا محال له، ما دام هؤلاء لم يتوبوا واستمروا على ذلك وماتوا على هذا بدون توبة فاللعنة لا بد أن تصيب هؤلاء، لأن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب، وهذا وحي يوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الله سبحانه وتعالى، ويأمره أن يقول هذا، فالذي سوف يستمر ويعصي الله سبحانه وتعالى ويلعن أباه ويلعن أمه فهذا بلا شك ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وفي الشرع، وفعلا أنه ملعون من الله سبحانه وتعالى، وأن الله يوقع عليه هذه العقوبة من اللعن وغير ذلك، فالذي يعق والديه لا بد أن تصيبه اللعنة، فليحذر العبد أن يلعن أباه أو يلعن أمه، لأن اللعنة سوف تصيبه، فليحذر الناس، لأن للأسف الآن كثير من الأبناء والبنات يلعنون آباءهم وأمهاتهم، فيختلفون معهم، فيلعنون آباءهم وأمهاتهم وهؤلاء عاقين بآبائهم وأمهاتهم وما أكثرهم، ولذلك يختلفون معهم كثيرا، ويصل هؤلاء الأولاد إلى لعن آباءهم وأمهاتهم.

وكذلك السب والشتم للآباء والأمهات يقع من هؤلاء الأولاد العاقين، لذلك اللعنة لا بد أن تصيب هؤلاء، ولذلك تسمعون بهؤلاء الأولاد أن الله يعاقبهم في دنياهم قبل آخرتهم، لأنهم عاقين للوالدين، فليحذر العبد، بل على العبد أن يبر والديه وأن يقوم بأمرهما، ويفعل لهما على قدر استطاعته من خدمتهم في هذه الدنيا لأن له أجر فيهما، فعلى الناس أن ينتبهوا.

والثاني: ولعن الله من ذبح لغير الله؛ هذا الثاني لعن المشرك على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بد أن تقع عليه اللعنة، والعقاب إذا لم يتب، كاليهود والنصارى والمجوس والشيوعيين والعلمانيين وغيرهم، فهؤلاء هم المشركون فاللعنة لا بد أن تصيب هؤلاء، فليحذر العبد أن يكفر بالله سبحانه وتعالى ويشرك به، فإن اللعنة سوف تصيبه في دنياه وفي آخرته.

كذلك المشرك المبتدع الذي يعبد القبور، يعبد الأشخاص، كالرافضي، وكالصوفي الذي يعبد قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويشد الرحال بزعمه إلى المدينة إلى قبر الرسول، لأنه يعبد قبر الرسول، فهذا الصوفي المشرك ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعي أنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم.

كذلك الذين يعبدون القبور في البلدان كالسيد البدوي والعيدروس وغير هؤلاء، هؤلاء ملعونون على  لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بد أن تقع عليهم اللعنة والعقاب، وانظر العقابات في البلدان كما بينت لكم كثيرا بسبب الشرك، وتقع اللعنة على هؤلاء، ولا بد أن يقع العقاب، وكما ترون بسبب الشرك، وأن الله سبحانه وتعالى لعن هؤلاء الذين يعبدون القبور، والأصنام وغير ذلك، والذين يعبدون القمر والذين يعبدون النجم أو الشمس والبقر وغير ذلك، فهؤلاء ملعونون، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ولعن الله من ذبح لغير الله»؛ لأن هذا من الشرك، ويدخل كل شرك، الذين يذبحون والذين يعبدون القبور، يدخلون كلهم في هذا الحديث، لأن الذبح لغير الله شرك، فيدخل كل مشرك في أي شيء، ليس فقط الذبح، هذا على سبيل المثال، ولذلك بين أهل العلم كالشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد وكذلك في شروحه كشرح الشيخ عبد الرحمن بن الحسن في فتح المجيد، فلذلك نتبه لهذا الأمر، وما أكثر الذين وقعوا في الشرك ويدعون الإسلام ويعبدون القبور، وما يعبدون الله سبحانه وتعالى، ما يدعون الله ويدعون أصحاب القبر، ما يستغيثون بالله ويستغيثون بصاحب القبر وخاصة الرافضة، فلذلك اللعن وقع على كل مشرك بهذا الحديث، وأدخل العلماء المشركين كلهم في هذا الحديث.

* «ولعن الله من آوى محدثا»؛ وهذا الثالث، فأي واحد يؤوي مجرم أو عاصي أو مبتدع كمرجئ أو سروري أو قطبي أو إخواني أو صوفي أو إباضي، خاصة يأتي به إلى بلدان المسلمين لكي يحاضر؛ يحاضر بالبدع والشرك في المخيمات والمعسكرات والمساجد وغير ذلك، أي جمعية أي جماعة تدخل في اللعن وأن هذا ملعون، وأن هذه الجماعة ملعونة، لأن هؤلاء يؤوون المبتدعة، يبتدعون في الدين يؤوونهم ويحبونهم، ويذكرونهم بالفضل أمام العامة وهم مبتدعة، ويقولون عنهم أصحاب خلق وهم أصحاب خلق سيء ومبتدعة وجهال، ويقولون عنه: عالم، وهو من القصاص ويقولون عنه داعية، فهؤلاء كلهم ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.

والذي يؤوي كذلك العصاة والمجرمين سواء في بيته أو منطقته، أو في أي مكان، فيدخل، يؤوي شارب الخمر، يؤوي مرتكبي الزنا، هؤلاء كلهم داخلون، فلذلك لا تؤوي أي مجرم أو أي مبتدع أو أي عاصي في بيتك، حتى لا تدخل في هذا الأمر، لأنك بهذا تعينهم على ذلك، لأن الغالب أن الذي يؤوي هؤلاء لا بد أن يفعل أفعالهم، إذا كانوا يزنون يزني وإذا كانوا يشربون الخمر يشرب هو الخمر، وإذا كان هؤلاء يسرقون هو يسرق معهم ويتعاون معهم.

وكذلك المبتدعة، انظر إلى المرجئة يؤوون المرجئة لأنهم مرجئة، انظر إلى التراثية تجدهم يؤوون التراثي لأنهم تراثيين، وانظر إلى الإخوانية تجدهم يؤوون الإخواني لأنهم إخوانيين... وهكذا، هؤلاء كلهم ملعونون، وسيأتي تفصيل هذا الأمر.

والرابع: «ولعن الله من غير منار الأرض»؛ يعني: علامات الأرض وبينات الأرض، أرض نظيفة من الأصنام، تجد أناس يضعون أصناما ويضعون كذا ويغيرون هذه المنارة، وأمر الأرض إلى منكرات وأباطيل، أو صور، وأشياء كثيرة -كما ترون- يفعلها الناس محرمة، يأتون بأشياء محرمة ويغيرون المنطقة، منطقة ما فيها أشياء مثل أصنام  وأشياء محرمة يأتون بهذه الأشياء المحرمة ويغيرون منار الأرض وعلامات الأرض، يأتون لهم مثلا بمأثم يبنونه في المنطقة، كنيسة، أصنام، صور يضعونها،  فيغيرون، فيضعون لهم مكانا للدعارة والاختلاط وما شابه ذلك، رغم أن الأرض لم يكن فيها ذلك، فلذلك هؤلاء يدخلون في هذا اللعن.    

فالشخص المسلم لا بد ينتبه، لا يقول بعد ذلك: لا أدري يوم القيامة، وفي قبره: لا أدري، لا بد أن تدري من الآن، وإلا ستدري بعد ذلك، لا بد أن تعرف الحلال والحرام، تعرف البدعة والسنة، الشرك والتوحيد، لا تقول: أنا على التوحيد، هل أنت على التوحيد وأنت على الشرك؟ أنت على البدعة وتقول: أنا على السنة؟ لا بد أن تعرف هذه الأمور، لا يفيدك فلان وعلان ولا الجماعة ولا الجمعية ولا بلدك ولا عائلتك، الأمر خطير جدا، لا بد أن تعرف هذه الأشياء، فهذه الأحاديث التي تجري على يد النبي صلى الله عليه وسلم ليس عبثا هكذا، هذه كلها إقامة الحجة، ويبين لك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام الحجة على الناس، وانتهى الأمر، قرأ الناس أو لم يقرؤوا، عندهم الأحاديث موجودة، اقرأ، تعلم، تثقف، اسأل عن دينك، لكي تعرف الحلال والحرام، تعرف السنة والبدعة، تعرف التوحيد والشرك، تقبل على الأشياء التي أمر الله سبحانه وتعالى بها، وتترك التي حرمها الله سبحانه وتعالى عليك، وإلا لو تأتي يوم القيامة وتقول: لا أدري بهذا حرام وهذا حلال وهذا كذا وكذا ما في فائدة، أو لا تدري أن هذا حرام وأن هذا بدعة وأن هذا شرك، ما في فائدة، فاعرف هذا لكي لا تصيبك اللعنة وأنت ما تدري، تأوي أهل الخمر وأهل الزنا وأهل المعاصي، تغدو وتروح معهم وتقول: طيبين، تصبك اللعنة معهم، تذهب هنا وهناك في السفر وتقول: سياحة، وتخالط أهل الشرك هناك من النصارى وغيرهم وتقول: ما أدري، فالأمر خطير جدا، فلا بد على المسلم أن يتبين قبل موته، ويتفقه في دينه قبل موته وإلا سوف يخسر أشياء كثيرة. 

ولعلنا نكمل إن شاء الله- في الدرس القادم.

س: هل على الإمام والمنفرد بسملة إذا وصل بين سورة وبداية السورة التي تليها في الصلاة، وإذا كان عليه ذلك هل يجهر بها أم يسر؟.

ج: بين السور من السنة لا بد من البسملة، للإمام والمنفرد والمأموم، لكنه إذا انتهى من السورة وأراد أن يدخل في سورة أخرى فلا بد عليه أن يبسمل سرا، لأن البسملة تقرأ في الصلاة سرا، وهذا عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم وكثير من أهل العلم المتأخرين الذين أصابوا أن البسملة تسر في كل صلاة في الجهرية والسرية.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan