الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (5) أحكام اللعن: لعن الشيطان بعينه (تفريغ)
2025-04-15

الجزء (5) أحكام اللعن: لعن الشيطان بعينه (تفريغ)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
على كل حال، نحن تكلمنا عن لعن إبليس، وممكن نبين شيئًا، فلعن إبليس هذا وارد في القرآن ووارد في السنة ووارد عن السلف، فيعين على ما بينت لكم من قبل، فقد لعن الله سبحانه وتعالى إبليس في القرآن، فقال تعالى: ﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ*﴾ [الحجر: 34- 35]، فالله سبحانه وتعالى لعن إبليس، وعليه اللعنة، وعينه، الله سبحانه وتعالى وهذا إبليس، يأتينا واحد ويقول: ما أذكر اسم إبليس، مثل الزنادقة الذين يأتون إلى نصوص القرآن ويرمون عليها شبهات وأشياء، وأن مراد الله كذا ومراده كذا، وهم كاذبون، وهم المنافقون، وهم كثر في القنوات وفي أماكن كثيرة، فليحذر العبد من هؤلاء.
فالله سبحانه وتعالى لعن إبليس، فيجوز أن نلعن نحن إبليس، لكن ما ينشغل به، لكنه إذا كان في موقف وذكرت إبليس تقول: إبليس لعنه الله، وهذا من السنة، وثابت في القرآن، كيف لا يُلعن؟ لكن الواحد ما ينشغل، ولذلك الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا* لَعَنَهُ اللَّهُ﴾ [النساء: 117- 118]، فالله سبحانه وتعالى لعن إبليس ولعن الشيطان، فيدخل جميع الشياطين من ذرية إبليس، كل شيطان العنه وعينه، سواءً شياطين الإنس والجن، العن فيهم، شياطين الإنس يضلون الناس وهم معروفون بأسمائهم، وهذا المنافق وهذا الشيطان الإنسي معروف باسمه وأنه مفسد مبتدع منافق زنديق، يلعن اللعن المعين، فالله تعالى لعن إبليس، وهذا اتخذه إبليس جند من جنوده وهو من الإنس، وبيَّن الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين أن شياطين الإنس أشد من شياطين الجن، وما أكثرهم الذين يفسدون الناس، وانظر إلى الحزبية يأخذون أبناء المسلمين الصغار والأب عامي ما يعرف شيء، يزعمون أنهم يدرسونه قرآن وهم يدرسونه البدع والضلالات والإرهاب ثم يستخدمونه في إرهابهم في البلدان، فهذا الحزبي انظر كيف يفسد أبناء المسلمين، وهذا من غفلتهم ومن جهلهم، وهذا مفسد وهذا إبليس شيطان إنسي، إبليس الآن يفرح به، يضل أناس يريدون أن يقرؤوا القرآن، يريدون الدين، يريدون الإسلام، الأب فرحان بابنه يظن أنه يقرأ القرآن، وإذا سمع صوت بعد ذلك يقول: هذا ابنك انفجر فيه ناسف، فالأب يرسل ابنه عند أهل البدع فرحان به وبعد ذلك يبكي عليه، يذهب هناك وهناك مع الخوارج والداعشية والمبتدعة، ويسفكون دمه، فلذلك لا بد أن يحذر الفرد، أشكال هؤلاء المفسدون في المساجد يُلعن هؤلاء المبتدعة الحزبية الذين يفسدون الناس، ويذهبون أموال الناس، فشياطين الإنس أو المبتدعة أو الكفرة يدعون الشيطان –والعياذ بالله-، يدعون إبليس على أفكاره، من الذي يفرح الشيطان؟ المبتدعة في البلدان يفرحون الشيطان، فهؤلاء يُلعنون، وما رأينا من هؤلاء من سنين طويلة من رؤوس المبتدعة من تاب، وهذا يبين لك.
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء في «صحيح مسلم» يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: «أعوذ بالله منك –يعني إبليس-، ثم قال: ألعنك بلعنة الله ثلاثًا»، وهذا الحديث أخرجه مسلم. وفي لفظ عند ما قيل عن هذا الأمر: سمعنا صوتًا منك، قال: إنه عدو الله إبليس جاء بشهابٍ من نار ليجعله في وجهي، فلذلك النبي صلى الله عليه وسلم لعنه، ولعن إبليس بعينه، لأنه يستحق، يؤذي الأنبياء ويؤذي الرسل ويؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم، يضرر المسلمين، يؤذي علماء السنة، يؤذي مشايخ السنة، يؤذي طلبة السنة، يؤذي أهل القرآن، يؤذي مراكز تعليم القرآن، فهذا قل: أعوذ بالله منك، ألعنك بلعنة الله ألف مرة، لأنه يستحق هذا الحزبي سواء كان إخواني، تراثي، قطبي، صوفي، إباضي، رافضي، تبليغي، أصناف وأنواع من العصابات، العن فيها، لك أجر في هؤلاء.
وكذلك عدو الله عينه أنه عدو، وهذا أشد من اللعن المعين، أن تقول هذا عدو الله أشد، فإذا جاز أن تقول لشخص بعينه: عدو الله، جاز أن تعين باللعن، لماذا هؤلاء يقولون لا يجوز لعن المعين؟ هذا أشد أن تقول للشخص: عدو الله، إذا كان يستحق ترميه بالعداوة، وإن صلى وصام وقال أنا داعية وما شابه ذلك فإن هذا عدو الله سبحانه وتعالى وعدو النبي صلى الله عليه وسلم وعدو الإسلام، فقل له: أنت عدو الله وهذا يجوز، (لا رحمك الله) هذا يجوز، تصلي على مبتدع مات هل تقول: اللهم اغفر له وارحمه؟ لا، لما تصلي عليه تقول: لا رحمك الله، هكذا دعاء، فلذلك لا بد أن ينتبه الناس، لما يصلون خلف مبتدع، مفسد يفسد الناس، عاش طول عمره مفسد ويدعي أنه داعية وشيخ، ويدعي أنه عالم وخطيب وإمام مسجد، هذا لا تصلي خلف هذا، هو أصلًا لو اجتمع الناس يدعون له ما في فائدة، الله سبحانه وتعالى ما يستجيب لهم أصلًا، المفروض يأخذونه ويفلتونه في أي مكان، السلف فعلوا هذا الأمر، فلذلك لا بد أن ينتبه الناس لهذه الأمور، فتفعل هذه الأشياء لك إثم وتفعل هذه الأشياء لك أجر على حسب الشريعة، لا تقل هذه صلاة جنازة أو كذا، لا، العلماء وأهل الحديث عينوه مبتدع، تأتي أنت وأنت عامي ما تعرف شيء وتقول أن هذا صالح، فلذلك لا بد على الناس أن ينتبهوا، تصلي على هذا المبتدع وتدعو هذا لك إثم، رغم أنك لو صليت على مسلم ودعوت له وهو ميت لك أجر عظيم، تصلي عليه فلك قيراط من الأجر، وهذا القيراط مثل جبل أحد، وإذا اتبعت جنازة هذا المسلم لك قيراط آخر، يعني لك أجر كحجم أحد، وهذا يبين لك أن أجرك عظيم خلف المسلم، لكن تتبع جنازة مبتدع وتصلي خلفه لك إثم عظيم، ديننا هكذا، عدل بين الناس؛ تصلي على هذا لك إثم وتصلي على هذا تحصل على الأجر، فلا بد أن تعرف تصلي خلف من وتصلي على من، وتحضر الدروس لمن، وتمشي مع من، ليس أي واحد، تحضر دروس أهل السنة لك أجر، وتحضر دروس أهل التحزب لك إثم حتى لو فسر القرآن أو يشرح صحيح البخاري أو ما شابه ذلك، جالس أنت وعليك آثام، تكثر سوادهم، الله منع الناس عن ذلك.
ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء: والله لو لا دعوة أخينا سليمان –عليه السلام-، لأن سليمان دعا دعوة لله ألا يعطي بعده ملك، وكان الجن والإنس والطيور مسخرة له، فيبين النبي صلى الله عليه وسلم: «والله، لو لا دعوة أخينا سليمان لجعلته موثقًا يلعب به ولدان أهل المدينة»، وبوب عليه النووي في «المِنْهَاج» (ص131)؛ باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوذ منه، وجواز العمل القليل في الصلاة؛ فيبين النووي وغيره من العلماء أنه يجوز لعن الشيطان، حتى في أثناء الصلاة، فإذا جاز في أثناء الصلاة ففي خارج الصلاة من باب أولى.
ولذلك هؤلاء يستدلون بحديث على ترك لعن الشيطان، حديث أبي مليح عن أبيه قال: قلتُ تعس الشيطان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت»، هذا حديثٌ أخرجه أحمد في «المُسْنَدِ»، وهو حديثٌ ضعيف لا يصح، وهذا الذي يُفتى به الآن الناس، يستدلون بهذا الحديث، فيقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه: لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، رغم أنه ما فيه اللعن، بل فيه تعس، وهم يقولون: لا تلعن، ما قال أنه لعن الشيطان في الحديث، ولم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعن الشيطان، فكيف يأتون هذا بهذا وهو قال: تعس الشيطان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقل تعس الشيطان، فلذلك انتبه لبعض الفتاوى التي تُنشر في القنوات والإذاعات وفي الكتب وفي الجرائد، كلها أحاديث ضعيفة.
وكما في حديث أبي الدرداء في «صحيح مسلم» أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الشيطان في أثناء الصلاة، قال: «أعوذ بالله منك، ثم قال: ألعنك بلعنة الله ثلاثًا»، فهنا النبي صلى الله عليه وسلم لعن الشيطان وهم يقولون لك: لا تلعن. الله سبحانه وتعالى لعن الشيطان في القرآن وأنتم تقولون: لا تلعنوا الشيطان، فالشيطان لعنه الله سبحانه وتعالى في الكتاب وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لعنه في السنة، فيجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة، كالأباليس، والفسقة والمبتدعة والمشركين وما شابه ذلك، فيجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة، هذا أمرٌ معروف في ديننا، فلماذا التغيير والتبديل؟.
س: جاءني سؤال عن نجران، فالمسألة أن أهل بلد أو جماعة أو فرد، إذا كان فيهم مرض، أو نزل بهم صاروخ أو إصابات.
فلا بأس أن يقول العبد: لا بأس على هذه المدينة أو على هذه القرية، وهذه لغة عربية، والمراد ما هو؟ أهل هذه المدينة أو أهل هذه القرية، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا﴾ [يوسف: 82 ]، والأصل: واسأل أهل القرية، بشرط أن يكون هؤلاء مسلمون، ما يكونوا كافرين، إذًا ما في بأس بذلك.
س: مسألة (أبشر):
بعض أهل العلم يرى أن هذا سنة، إذا واحد سأله عن شيء، قال له: أبشر، الأحكام الشرعية هي خمس أحكام منها الإباحة، يعني مباح أن تقول كذا أو تقول كذا، وأبشر هذه من المباحات، لأن العرب كان لهم عادات ولهم لباس ولهم كلام في العادة، فكانوا يتكلمون بأبشر وبعض العبارات، فهذا مباح، ومثل قول الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾، فهنا الله سبحانه وتعالى نزل عليهم هذه الآية لأنهم يتكلمون بمثل هذه الأشياء، يقولون: أبشر، وكذلك التأسف من كلامهم: ﴿يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ [يوسف: 84]، ممكن الشخص يقول: وأسفي على هذا، وأسفى على القوم، مثل أبشر، فهذه من المباحات، ويذكر الله سبحانه وتعالى لغة العرب، لأنهم حتى قبل الإسلام كانوا يتكلمون بهذه الأشياء، مثل قوله تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [الكهف: 6]. يعني: يقول للنبي صلى الله عليه وسلم لا تحزن ولا تتأسف على هؤلاء، فهذا يبين أن العرب كانوا يتحدثون بهذه العبارات.
لكن يبقى عندنا أن الكلمة الطيبة صدقة؛ يعني أنت لما تتكلم بالكلام الطيب لك أجر على هذا، لكن لو كلمك الشخص على شيء وأنت قلت: أبشر، هذه كلمة طيبة وهي صدقة لك فلك أجر، حتى لو كان هذا من المباحات، لأن المباحات أو الكلام المباح إذا اقترن بالنيات الصحيحة أنها تكون لله فإذا قلت بهذا هي كلمة صدقة لك، وعندنا أن الكلام الطيب الذي تقوله للناس ويخرج منك هذا كله لك أجر فيه، لأن الكلمة الطيبة صدقة، أما تبسمك في وجه أخيك صدقة فهذا حديث ضعيف لا يصح، لكن ممكن واحد يقول: أبشر وهو يخادع هذا الشخص، فهذه كلمة كذب، فما له صدقة، فأنت لما يقول لك شخص كذا وكذا تقول له: أبشر وأنت صادق على قدر استطاعتك، ممكن أحيانًا سعيت له في شفاعة وما شابه ذلك، والله سبحانه وتعالى ما أجرى عليك شيء، ما عليك شيء أنت هنا، وهذه لك صدقة وأجر، لكن بالكلية هكذا لا، وأكثر الأشياء التي يصدق فيها الناس التي يساعدون الناس الله يجري على أيديهم التعاون والمعاونة للناس والمساعدة للناس، شيء يسير لأن كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى. فلما نقول: أبشر وغيرها من العبارات مباحة، لكنها في أصلها لك أجر، وهذا هو المطلوب أن تتحصل على الأجر.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.