الرئيسية / أحكام اللعن / الجزء (3) أحكام اللعن: لعن المسلم العاصي
2025-04-13

الجزء (3) أحكام اللعن: لعن المسلم العاصي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
تكلمنا في الدرس الذي سلف عن أحكام اللعن أو فقه اللعن، وبينا اللعن لغة واصطلاحا، وبينا أن معناه الطرد والإبعاد، وكذلك بينا بعض الأحكام في ذلك، ووصلنا إلى لعن الكافر المعين وفيه ثلاثة حالات، ويدخل فيه المبتدع، ويأتي تفصيل هذا الأمر.
الحالة الأولى: لعن من عرف أنه مات على الكفر، مثل فرعون وأبي جهل، وأشكال هؤلاء، وكذلك يجوز لعن الخميني لأنه مات على الكفر، وشابه هذا الطاغوت، يجوز لعنه، وبينا أن الذي يلعن الملعون على الكتاب وعلى السنة وعلى الآثار هذا له أجر، لأنه يطبق أوامر الله سبحانه وتعالى في الخلق، ويطبق هذه السنن التي جهلها كثير من الناس، وبينا في الدرس الذي سلف أنه ما يجوز أن يمشي الشخص ويلعن في الناس ويلعن هذا ويلعن هذا، ويلعن أناس ممكن من العلماء وممكن من المشايخ المعروفين بالصلاح وطلبة العلم وعموم المسلمين، وبينا في الدرس الذي سلف بإجماع العلماء أنه لا يجوز لعن المسلم المصون الصالح المعروف بالصلاح، وبينا هذا الأمر في الذين يلعنون الأطفال، يفعل أي شيء يلعنه، خاصة من النسوة والعجائز، يلعن الأطفال ويلعن الزوج، وبينا في الدرس الذي سلف أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لهم: «ويكفرن العشير»، وهو الزوج، حتى لو نقول مثلا يجوز لعن المعين، لا بد بعد النظر إلى الدعوى وإلى الدين، والعوام إذا يسمعونك تلعن هذا وتلعن هذا فتنفرهم من الدين ومن الدعوة، فلا بد النظر إلى المصالح والمفاسد، فهذه الحالة علمنا أن هذا الشخص مات وهو كافر، مات نصراني، مات يهودي، مات مجوسي، فهذا يجوز أن تلعنه، لأن الله سبحانه وتعالى لعن الظالمين والكافرين، وبينا ذلك على سبيل العموم، فيجوز لعن الكافرين ولعن الظالمين ولعن الفاسقين، ولعن المجرمين، ولعن المبتدعة على سبيل العموم، هذا قسم مر علينا.
وهذا القسم مثلا عرفنا أن هذا مات على المجوسية أو مات يهودي أو مات نصراني، وشيوعي، وكذلك علمنا أن هذا إباضي، أو مات رافضي، مات إخواني على الإخوانية، مات على الجهمية، مات على الاعتزال، هذا يلعن بعينه، لأننا علمنا أنه مات على ذلك، مات على الكفر ومات على البدعة، فاستحق اللعن وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى، لماذا؟ لأن هذا الكافر يحاد الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى أمر بدين، الدين الإسلامي، وهذا ما يريد الدين، وضع له دينا آخر، دين يهودي أو دين نصراني أو دين مجوسي، ومات عليه، فهذا يحاد الله سبحانه وتعالى، والله غضب على هذا، وهو ملعون ومطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى، فاستحق اللعن أن الناس يدعون عليه باللعن، لأننا بينا أن اللعن من الله سبحانه وتعالى هو الطرد والإبعاد من رحمته، ومن الخلق السب والدعاء، وهنا السب الجائز ولك أجر في سب هذا النصراني الذي مات على النصرانية أو اليهودية أو المجوسي، لأن هؤلاء أعداء الله سبحانه وتعالى، لا بد أن تبغضهم وتدعو عليهم باللعنة ولك أجر في ذلك، فهذا كلعن فرعون وأبي جهل، وأشكال هؤلاء.
كذلك المبتدعة الله سبحانه وتعالى وضع دين وشريعة معروفة في القرآن والسنة، بعث النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة أن يبينوا هذه الشريعة، هؤلاء الإباضية والرافضية والإخوانية وغيرهم وضعوا لهم مناهج وأفكار تحاد الله سبحانه وتعالى وتحاد النبي صلى الله عليه وسلم، وتحاد الشريعة والصحابة، ولا يريدون منهج الصحابة ويقولون عنه قديم، بل يريدون منهج عصري على أفكارهم هم الذين وضعوه، ما دام هؤلاء يعاندون فاستحقوا إذا مات أحدهم على هذا المنهج الإبليسي فيجوز أن تلعنه بعينه، مات رافضي أو مات إباضي أو مات إخواني أو جهمي أو معتزلي أو حزبي العنه ولك أجر في ذلك، لأن الناس في الحقيقة جهلوا أشياء كثيرة في دينهم وفي شريعة الله سبحانه وتعالى، وفي شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، فما يدري هؤلاء عن هذا المنهج أنه حق، وللأسف يلعنون أطفالهم، ويلعنون أقاربهم إذا اختلفوا معهم وخاصة إذا الشخص غضب على قريبه أو على زوجته أو على ولده أو على ولد الجار، يغضب فيظهر من عقله، وما يدري ما يقول، ولا يدري ما يخرج من رأسه، يلعن، وفي الحقيقة هؤلاء كثر، فلا بد من ضبط أحكام اللعن.
لا يجوز للشخص أن يلعن مطلقا هكذا بدون ضوابط، ولا يجوز له كذلك أن يسكت عن اللعن ويقول: ما يجوز مطلقا، لا، كل شيء وسط، والله سبحانه وتعالى أنزل هذا الدين وهو وسط، وجعل الله سبحانه وتعالى هذه الأمة وسط في كل شيء، فالوسطية هي الأصل في الدين، ولذلك أخرج أبو نعيم في «حلية الأولياء»؛ بإسناد حسن عن أبي قلابة رحمه الله تعالى: «خير الأمور أوسطها»، فهذا هو الأصل، لا يجوز إطلاق اللعن هكذا كالعوام وأهل البدع، كالداعشية وغيرهم يلعنون، ولا يقال: لا يجوز مطلقا، لأن هذا ثابت في القرآن وثابت في السنة وثابت في الآثار، فإذا كان كذلك فيكون هو في الأصل يجوز، لكن بالضوابط الشرعية، وما دام هو موجود في القرآن فلا بد من تنفيذه، والقول به والعمل به في البلدان، لأن هناك أناس يستحقون هذا الأمر، ولماذا؟ لأن اللعن دعاء وأنت تريد أن يخلص الله سبحانه وتعالى هذا المجرم وهذا المبتدع وهذا الحزبي، فادع عليه باللعنة والله يمحيه لك، وينتهي الأمر، ما تراه على وجه الأرض، فمثل هذه الأدعية لا بد من تحقيقها في مجتمع لأناس يستحقون حتى يزيل الله هؤلاء الفسقة وتزال مفاسدهم، والناس يرتاحون منهم ومن شرهم.
فالدعاء هو كذلك من الأسلحة التي تستعمل في المجتمع، لأننا نقول أن هناك فساق ومجرمين وفجار، لكن لا دعاء ولا شيء عليهم، ومضادة هؤلاء، وقيام الحرب عليهم بالحجة والبيان ما يصير، كيف يزال هؤلاء ويزال فسادهم؟ لا بد، والعجيب من هؤلاء الذين يقولون: ليش تعلن الخميني مثلا، نقول له أنت تلعن ولدك؟ يا اللعان، يعني ولدك يجوز أن تلعنه والخميني لا يجوز تلعنه؟ ما هذه الأمور التي نسمعها من الجهلة، تلعن العلماء من أهل السنة إذا حرموا عليك شيء بالكتاب والسنة؟! فكيف هؤلاء نصراني مات على النصرانية، تقول مسكين، هذه مشكلة مع هؤلاء العوام، أي مسكين، أنت مسكين ما تعرف شيء أصلا في دينك، تروح تصلي في أي مسجد وتخرج ولا تعرف شيء في دينك، هذا حاد الله وهو عدو الله سبحانه وتعالى، ولذلك انظر في الإخوانية يلعنون اليهود والنصارى وبعد ذلك يقفون معهم ضد الإسلام والمسلمين، تلعنونهم يا الملاعين، تلعنون اليهود والنصارى كيف تقفون الآن معهم ضد الإسلام والمسلمين؟ فلذلك هذا يدل أن هؤلاء يلعنون بدون ضوابط وبدون فقه اللعن، فإذا علمنا أن هذا مات كافرا أو مبتدعا فيستحق اللعن، من قال ما يجوز اللعن وبيأتي الآن أدلة وأشياء.
من عرف أنه مات على الكفر أو على البدعة فهذا جائز لعنته ولا خلاف فيه بين أهل العلم، بالإجماع، إذا مات على الكفر أو مات على البدعة هذا بالإجماع، فلذلك يدلك أن أهل الأهواء الذين لا يرضون بذلك إنهم جهال لكن في الحقيقة هم يلعنون بدون ضوابط.
الحالة الثانية: لعن من عاش كافرا وجهل موته على الكفر.
فهذا أيضا جائز لعنه، ونقيد كذلك في حال موته على الكفر، بعض أهل العلم يضعون هذه العبارة على هذا الصنف، وهذا الأمر جائز، لكن ممكن ألا تضع هذه العبارة، لكن بعض أهل العلم يرى هذا، فلا بأس، لكنه لو ما عينا ذلك أنه نعلم أنه عاش كافرا، وجهل موته على الكفر يجوز لعنه بعينه ما دام أنه مات كافرا، فبعض أهل العلم يقول: تقول لعنه الله إن كان مات كافرا، هذا ممكن أن يقال على ناس دون ناس، لكن لو أطلقت يكفي، وهذا الذي بينه ابن كثير في كتابه البداية والنهاية في رجل مات نصراني وكان يؤذي المسلمين فلما مات قال ابن كثير: لعنه الله إن كان مات كافرا، فممكن تستعمل هذه العبارة وممكن لا، فإذا كان شخص يحارب الإسلام والمسلمين ومات على النصرانية فهذا يلعن، لكن ما في بأس أن يقال هكذا، وهذا يدل على أن أهل الحديث يلعنون، كابن كثير فلعن وقال: لعنه الله، وعين هذا النصراني لعنه الله إن كان مات كافرا، هذا إذا مات.
وكذلك المبتدع إذا مات رافضي أو إباضي أو إخواني أو حزبي، أو ما شابه ذلك، فيجوز لك أن تقول: لعنه الله إن كان مات على الرفض، على التحزب، وهكذا، إن مات على هذا الشيء، لعنه الله إن مات على الإخوانية، وما شابه ذلك، ويجوز الإطلاق عليه.
الحالة الثالثة: لعن شخص بعينه ممن هو على قيد الحياة، كقولك: زيد اليهودي لعنه الله، وفلان النصراني لعنه الله، وفلان الإخواني لعنه الله، وفلان الحزبي لعنه الله، وهو حي، يتسوق في سوق القصرية، فهذا الشيء الآن السلف على لعن المعين بإجماع، يلعن ما دام هذا كافر أو يهودي أو نصراني أو مجوسي، شيوعي، دهري، كذلك مبتدع، جهمي، معتزل، إباضي، رافضي، حزبي، إخواني، أحياء يلعنونهم، وسيأتي الكلام على هذا، وهناك أمثلة.
أما المتأخرون فاختلفوا في هذا الأمر، والأصل منهج السلف في هذا الأمر، لكن المتأخرون اختلفوا في لعن اليهودي أو النصراني أو المجوسي أو ما شابه ذلك وهو حي موجود فيما بيننا، فمنهم من منع لعن الكافر المعين، وقالوا: ربما يسلم هذا الكافر فيموت وهو متقرب عند الله سبحانه وتعالى، يعني يتوب ما ندري؟، فكيف نحكم عليه بكونه ملعونا؟ ولذلك استدلوا بقوله تعالى: ﴿إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين﴾ [البقرة: 161]، قالوا: قيد الله سبحانه وتعالى هذه الآية باستحقاق اللعنة بالوفاة على الكافر، فقال: (وماتوا وهم كفار)، بعد ذلك يستحقون اللعنة من الله سبحانه وتعالى ومن الملائكة ومن الناس أجمعين، هذا قول.
أما القول الثاني: جواز لعن الكافر المعين، فقد صرح بذلك ابن العربي في أحكام القرآن، مستدلا بجواز لعنه لظاهر حاله ولجواز قتله وقتاله، وهذا القول هو القول الصحيح من أقوال أهل العلم؛ لأنه موافق لإجماع السلف. والقول الثاني مرجوح بلا شك لأن أصلا ما في فرق بين الكافر النصراني الذي مات على النصرانية أو الكافر النصراني الذي هو حي على النصرانية، ما في فرق بين هذا وذاك، لأن هذا نصراني وهذا نصراني، أما احتمال أنه يسلم هذا عليهم أن يأتوا بدليل أنه سوف يسلم وهذا مستحيل لأن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى، بعد ذلك نقول لهم: لا يجوز لعنه في حياته، والأصل كما بين ابن العربي الحكم على ظاهر حاله، على وصفه أنه نصراني، ويجوز لعن الكافر سواء كان ميتا أو حيا، وإن كان إذا مات تعين عليه ذلك أشد، ووقوع اللعنة عليه والعقاب في البرزخ لكن هذا كذلك يستحق هذا الدعاء، لأنه يحاد الله فالله سبحانه وتعالى أمره بعبادته وهؤلاء يعبدون الأشخاص ويعبدون الصلبان ويعبدون الأصنام، ويعبدون الأوثان، ولذلك لماذا هذا النصراني ما يسلم؟ لكي يسلم من اللعن، والنبي صلى الله عليه وسلم بين له ذلك، وعلماء الإسلام بينوا لهم ذلك، ويعرفون بالإسلام خاصة في هذه الأيام، أنتشر كل شيء، ومعرفة الإسلام والنظر إلى المسلمين ومعرفة دينهم بيسر، وهذه القنوات والإذاعات والتلفاز وصلت كل مكان، يعني الإسلام وصل كل مكان، وينظرون النصارى ومع هذا إلى الآن هؤلاء يحاربون الله ورسوله ويحاربون هذا الدين، والمسلمين، وهؤلاء أعداء المسلمين، كيف لا يجوز تلعين هؤلاء؟ فاللعن الأصل على حاله، أنا الآن العنه، فهذا نصراني موجود وأعلم بدينه، بعد ذلك إذا أسلم انتهى الأمر عند أهل العلم ما يجوز، وسوف لا تصيبه هذه اللعنة، والله سبحانه وتعالى هو رافع اللعنات ويتوب على التائبين، فالله سبحانه وتعالى أعلم بهذا أنه أسلم الآن فالله يرفع عنهم اللعن، لأن هذا اللعن دعاء، وهذا الدعاء بيد الله سبحانه وتعالى إجابته، إن شاء الله أصابه هذا الدعاء وهذا اللعن، وإن شاء لم يصبه، فإذا هو بيسلم والله أعلم به فالله يرفع عنه اللعن، ما يصيبه هذا الدعاء والله يرفع عنه هذا الدعاء، ومنع الإجابة لأن الإجابة بيد الله سبحانه وتعالى، لكن أهل السنة والجماعة يحكمون على ظاهر الناس.
لماذا تحكمون على الشخص بعينه أنه مسلم وتعلمون أن أفعاله أفعال المنافقين؟ هذا بهذا، لماذا أنتم الآن تقولون: لا يجوز لعن المعين؟ لشهرة هذه الفتوى، على الشهرة يمشون، حتى الفقهاء في هذا العصر يقولون: لا يجوز لعن المعين، ويقولون: ما أدراك؟ أنت ترد وتبين بعلم وأدلة، ولذلك نرى هؤلاء يكفرون الشخص بعينه، وإذا سألته: ما حكم لعن المعين؟ يقول لك: ما يجوز، إذا لماذا أنت تكفر الناس والكفر المعين أشد من اللعن المعين؟ اللعن كبيرة من الكبائر كما بينا، والكفر أشد، ولذلك يكفرون أناس كثر بالتعيين على أنهم صلوا أمام القبور أو طافوا حولها، فهؤلاء يستحقون اللعن المعين، كفرتم كل واحد بعينه، يستحقون اللعن، نلعنهم نحن لأنهم مشركون، وإذا قال: ما يجوز قلت: أنت كفرت هذا فنحن نلعنه، أنت اسحب تكفيرك إذا.
كذلك رمي الشخص بعينه بالنفاق، هذا معروف وثابت عن السلف، حتى من هؤلاء الذين يقولون لا يجوز لعن المعين، فترمون بالنفاق بشخص معروف منافق وهو حي موجود، وكذلك الإمام ابن باز رحمه الله تعالى كفر صدام وهو حي بعينه لأفعاله، كفره للحالة التي كان عليها ومستمر عليها، فلذلك بعض أهل العلم المتأخرين يقولون بجواز لعن من ظهر حاله وجواز قتله، فأنا على الحالة التي كان عليها لعنته، لكن بينا ما يكثر الواحد في هذا اللعن وينظر للمصالح والمفاسد والدعوة والدين، ما يأتي أمام العوام ويلعن هذا ويلعن هذا حتى لو كان هذا يستحق وهذا يستحق، لأن العوامما يفهمون، لا بد من مراعاة الدين، ولذلك لا تكن كالداعشية والمبتدعة يحقدون ويغضبون ويلعنون، يلعن الشخص أمام وجهه، لماذا؟ لأن هذا يراعي نفسه وهيجان نفسه وثوران غضبه، فالمسألة تكون شخصية، فهذا ليس له نصيب في الإخلاص، وليس له نصيب في الدين، ولا يراعي دين، فلذلك أحيانا ما تقول للشخص في وجهه، لعلك ترى منه قرائن تبين أنه يريد مذهب أهل السنة ويريد السنة ويريد التوحيد، وإن كان هؤلاء قلة لكن لا بد أن يكون على الأصل في الدعوة، وكذلك ممكن ألا يكون مصلحة لهذا الشخص بل المصلحة لغيره من أقاربه أو أهله أو أولاده، من الجالسين معه، يميلون إلى التدين وحب الدين والسنة، أطفاله يدرسون القرآن، كما الحال الآن هناك رافضة وأولادهم يدرسون القرآن عند أهل السنة، ما تأتي لأب هؤلاء الأولاد وتلعنه أمام عياله، فلعل الله سبحانه وتعالى يهدي على يديك هؤلاء الأطفال أو أقاربه أو زوجته أو ما شابه ذلك، انظر إلى امرأة فرعون وإسلامها وغيرها، والأطفال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والنساء، الزوج مات كافر والزوجة ماتت مسلمة صحابية في الجنة، هذا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوة الصحابة، فلا بد النظر إلى هذه الأمور، حتى لو نقول: يجوز.
ولا بد النظر إلى الزمان، دون زمان، لا بد النظر في هذا الأمر، والآن تبدلت الأمور في البلدان الإسلامية، فلعل عندك دعوة يشوش عليك فيها، هذا يلعن وهذا يكفر وهذا كذا وهم كذابين، المبتدعة يشوشون على أهل السنة، لكن بالرجوع إلى القرآن وبالرجوع إلى السنة والرجوع إلى منهج السلف في الدعوة إلى الله تضبط الأمور أنت، والله سبحانه وتعالى يرزقك الحكمة، بعد ذلك هذا اللعن سوف يكون لك سلاح تستفيد منه في دعوتك، وعلى الناس أن ينتبهوا لهذا الأمر، سوف توفق في دعوتك، وإلا الله سبحانه وتعالى كفر في القرآن، ما دام الله كفر نحن نكفر ولا علينا من الناس، لكن بالضوابط الشرعية، وهذا الذي بينه السلف وأهل الحديث، وهم يقولون لك: لا تكفر، من قال هذا؟ الله سبحانه وتعالى بين هذا في القرآن لكنه تكفير من يستحق التكفير، ثابت تكفيره في القرآن والسنة وإجماع السلف، فعلينا نحن أن نكفره والذي لا يكفره عليه المسؤولية أمام الله، فكيف الله سبحانه وتعالى يكفره والرسول والصحابة وأنت تقول: أتوقف؟ أنت كرابيسي، من أتباع حسين بن علي الكرابيسي، رموه باللعنة، لماذا؟ أهل السنة يقولون: القرآن كلام الله ليس بمخلوق، والجهمية يقولون هو مخلوق، هو يأتي يلعب ويتلاعب في المنهج وفي الدين، يتفلسف على الإمام أحمد وعلى أهل الحديث، فقال: لفظي بالقرآن مخلوق، فقال: تعال، أنت مبتدع، فهجره الإمام أحمد فهجروه الحنابلة، وقيل ليحيى بن معين كما أخرج ذلك الخطيب البغدادي بسند صحيح أنه يتكلم عن الإمام أحمد قال: لعنه الله، أين هو وأين الإمام أحمد؟! والآن أي حزبي وأي مبتدع يلعب على الناس الآن في المساجد وفي كل مكان، هذا قال: لفظي بالقرآن مخلوق، قال: جهمي مبتدع الله يلعنك، وهجر إلى أن مات، ولا يسوى فلس، فهكذا قامت السنة في بلدان السلف، فلذلك هذا الكرابيسي الله سبحانه وتعالى بين في القرآن أن هذا القرآن كلامه وهو يقول: لفظي بالقرآن، والله سبحانه وتعالى كفر الذي يقول إن القرآن مخلوق، وعلى ذلك السنة وإجماع السلف، وهو يقول لا، ما يصير يا الكرابيسي، فلذلك ننتبه.
ولذلك الله سبحانه وتعالى في القرآن لعن، فلا يأتي شخص ويقول: لا يجوز اللعن، من قال هذا؟ الله لعن والرسول لعن والسلف لعن وأنت تقول: لا، كلامك ما يجوز ومحرم، نعم يجوز اللعن بالضوابط والقواعد الشرعية، وبالحكمة يجوز، وكذلك الشخص المنافق يرمى، الله سبحانه وتعالى رمى أشخاص يستحقون النفاق، والرسول كذلك، وأجمع على ذلك الصحابة، كيف تقول لا يجوز أن تقول لفلان أنه منافق؟ يجوز، صل وكن من البيت إلى المسجد ومن البيت للشغل، ومن الشغل للبيت، لا تتكلم في الدين، هذا الأمر لأهل الحديث، كل شيء بالضوابط الشرعية.
ولذلك بعض أهل العلم المتأخرين يقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو في قنوته كما ثبت في صحيح البخاري ومسلم، على قوم من العرب، وفي بعض الروايات على أشخاص بأعيانهم، فنزلت هذه الآية: ﴿ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم﴾ [آل عمران: 128]، فهذا على الأصل، الله سبحانه وتعالى نهاه لأن هذا الأمر ليس بيد النبي صلى الله عليه وسلم، ممكن الله سبحانه وتعالى يستجيب له أو لا، لأن الأمر له سبحانه وتعالى، وليس النهي عن اللعن أصلا، الله سبحانه وتعالى يريد أن يبين له أن كل الأمور بيده سبحانه وتعالى، أنت ممكن تدعو والله ما يستجيب لك وممكن تدعو والله يستجيب لك، لأن هؤلاء العرب في أثناء دعوة الرسول وفي بداية الإسلام فأمره الله سبحانه وتعالى أن يدعو لهم بدون هذا اللعن ابتداء، حتى يستحق هؤلاء اللعن بعد ذلك، ولذلك أسلم من العرب أناس كثر ابتداء، والذين بقوا على الكفر أحياء استحقوا اللعن من الله سبحانه وتعالى ومن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة، وهذا الذي عليه أهل الحديث، هذا كان ابتداء، فلا تؤخذ النصوص العامة وهناك نصوص خاصة، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم حكم على أناس بالكفر وهم أحياء، وحكم على أناس بالنفاق وهم أحياء، والكفر والنفاق أشد من لعن المعين إذا كان الإنسان حيا.
ولذلك الله سبحانه وتعالى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ابتداء ألا يقتل هؤلاء الكفار، إلا إذا تعدوا، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم صلح في الحديبية ومع اليهود ابتداء، لكنه بعد ذلك أمره الله سبحانه وتعالى عند ما حمي الوطيس وقوة الإسلام إما الإسلام أو السيف، إما الإسلام أو الجزية لأهل الكتاب، إما القتل أو الجزية؛ القتل للمشركين والجزية لأهل الكتاب اليهود والنصارى والمجوس، المجوس الله سبحانه وتعالى أدخلهم في الجزية، قبل الجزية ما كان فيه شيء من ذلك، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ترك أناس ابتداء لأنه كان في بداية الدعوة، ابن الأخطل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله عند فتح مكة، وتعلق بأستار الكعبة ظنا منه أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا تعلق سيتركه، قال: اقتلوه، بعينه وهو حي، ما أتى شخص ويقول: ابن الأخطل هذا لعله أسلم، ويأتينا واحد جاهل حزبي بيقول هذا الكلام، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: اقتلوه، كافر، فالقتل هنا أشد من اللعن وهو حي، فلا أحد يقول لنا: لا تلعن، لا، لكن كل شيء بضوابط، ما دام شيء مذكور في القرآن لازم من تطبيقه في المجتمع لكن بالحكمة، أناس يستحقون التكفير، أناس يستحقون اللعن، أناس يستحقون رميهم بالنفاق، وممكن أن تقول لشخص: عدو الله لو يستحق هذا، كذلك ممكن أن تقول: فلان لا رحمه الله بالضوابط الشرعية، والسلف فعلوا هذا، فلذلك لا بد على الشخص أن ينتبه لهذا الأمر.
ومن شبههم يقولون: ترك لعن الكافر المعين لأن العبرة بالنهاية والأعمال بالخواتيم ولا ندري بما يختم لهذا الكافر، هذا هو الإرجاء، كذلك أنت لا تكفر أحدا ما تدري هل يموت على النصرانية أو المجوسية أو اليهودية أو الإباضية أو الإخوانية، أو الرافضية؟ ما تدري، حتى لو مات أنت ما تدري الذي مات عليه، حتى لو مات، فالعجيب أن هؤلاء يقولون: إذا علمنا أنه مات على النصرانية في الظاهر عندهم، تلعنه، ما أدراك أنه مات على النصرانية إذا كان هذا قولك؟ لعله أسلم وقال لا إله إلا الله أسلم، ومات، إذا هذه الاحتمالات عندكم هذا نفس الشيء، لماذا التوقف في الحي؟ نفس الشيء في الميت، إذا قلت نحن نحكم على الظاهر فنحن حكمنا على الظاهر والسلف حكموا على الظاهر، هذا الآن جهمي، وبين له ويعلم بالأدلة ومصر ومعروف، فالسلف لعنوه وهو حي. عمرو بن عبيد معتزلي بين له وكان مصر حتى وصل إلى الطعن في الصحابة وغير ذلك صح عن الإمام مالك أنه لعن عمرو بن عبيد، فكيف تقولون هذا الأمر؟
فلذلك هذه الأمور كلها تخفيف لأهل الكفر في الخارج ولأهل البدع في الداخل، واشتهرت هذه الأشياء الآن: لا تكفروا، لا تلعنوا، وانتشرت في المجتمع المسلم في كل العالم، فلذلك بعض المفتين يمشي على هذا، لشهرة الشيء، وإلا التكفير المعين أشد من اللعن المعين، فلماذا هذا وذاك؟ فلذلك نحن نحكم على الظاهر والله يتولى السرائر، هذا مات وهو نصراني نلعنه على حاله وهو دعاء الله يعلم بنا وبه أنه أسلم، فالله سبحانه وتعالى ما يستجيب لهذا لأن هذا أسلم، والله سبحانه وتعالى يرفع عنه اللعن، لأن اللعن من الله سبحانه وتعالى والطرد من الله، ورحمته منه سبحانه وتعالى، الله يرفع اللعن ولن يستجيب لهذا، لكن هذا حكم على الظاهر، كما هو الشأن في أحكام كثيرة نحكم على الظاهر، وإلا كما ترون الغالب في النصارى أنهم ماتوا نصارى، وهؤلاء الأحياء سوف يموت أكثرهم وهم نصارى، وأهل العلم يحكمون على الظاهر، ولذلك انظر إلى عدد النصارى، وانظر إلى الذين يسلمون تجدهم قلة منهم، وأين اليهود منذ نشأوا إلى الآن من مئات السنين فليأتوا أن يهودي أسلم، أين اليهود الذين أسلموا في هذا الزمان؟ فليخرجوا لنا، فأهل السنة يحكمون على الظاهر. كذلك المجوس كم مجوسي في الهند، وكم الذين يسلمون؟ يعدون على الأصابع، فأهل السنة يحكمون على الظاهر، والقرآن والسنة والسلف بينوا أن أكثر هؤلاء يموتون على الكفر، وكذلك المبتدعة كما بين ابن تيمية وغيره أكثرهم يموتون على البدع المكفرة، وأكثرهم منافقون النفاق الأكبر، وأهل السنة يحكمون على الظاهر.
وبين الشوكاني هذا الأمر، يعني قلة من المبتدعة من تاب، وإلا أكثرهم ماتوا على البدعة، وقل أن يتوب مبتدع، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وكيف يتوب ويعلم أن هذا الذي يفعله من البدع عبادة؟ كيف يرجع عن العبادة؟ هو يظن أن هذه عبادة، ولذلك بين رحمه الله تعالى وقال: أكثر المبتدعة يموتون على النفاق الأكبر، وأكثر المبتدعة منافقون النفاق الأكبر في حياتهم. وهذا ظاهر لنا؛ انظر إلى الإباضية وانظر إلى الرافضة وانظر إلى الجهمية وانظر إلى الإخوانية انظر إلى التراثية، وانظر إلى الصوفية وغيرهم، فليتوب هؤلاء، فلذلك هؤلاء يستحقون اللعن، فإذا تاب ارتفع عنه هذا الدعاء لن يقع عليه لأن هذا دعاء، إن شاء الله سبحانه وتعالى استجاب وإن لم يشأ لم يستجب لك، لكن نحن نحكم على الظاهر كما بين النووي في المنهاج، وغيره من العلماء.
كذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه في «صحيح البخاري» بين ونحن نحكم على الظاهر، والله سبحانه وتعالى يتولى السرائر، مات على الدين الإسلامي أو أسلم الله يعلم به، ما يصيبه اللعن، هذا المبتدع الإخواني تاب مثلا ما يصيبه اللعن، لكننا نرى أن هؤلاء المبتدعة في الداخل تتجارى بهم الأهواء، والكفرة في الخارج تتجارى بهم الأهواء، من أمر إلى أشد، ومن فسق إلى أفسق، ومن بدعة إلى كبرى، ومن كفر إلى أكبر، وهكذا، فكيف يتوب هؤلاء أصلا؟ فلذلك أشكال هؤلاء اللعن يصيبهم ولا بد، حتى لو الناس من دعوا عليهم باللعن، اللعن من الله يصيب هؤلاء، فننتبه لهذا الأمر.
فاللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى، ويكون هذا لمن ختم له بالسوء، ونعوذ بالله من سوء الخاتمة، وهذا الأمر سواء كان حيا فهو سوء وقائم على السوء، وإن مات فهو سوء وقائم على السوء، فلينظر العبد في هذا الأمر.
ولعلنا نأتي إلى المسلم العاصي، المسلم العاصي ليس المبتدع، ولعلنا نجعله في المرة القادمة.
س: هل يجوز إعطاء الزكاة للأيتام؟
ج: نعم يجوز إعطاء الزكاة للأيتام، الأيتام بلا شك أنهم يحتاجون إلى الأموال ولمن يقوم على أمرهم خاصة في هذا الزمان، حتى لو يعطون فلا يكفيهم فلا بأس أن يعطون من الزكاة، لأن هؤلاء في حكم الفقراء والمحتاجين والمساكين، فما دام حالهم هذا ووضعوهم في هذه الدور هذا أكيد ومؤكد أنهم يحتاجون إلى الأموال، فيجوز إعطاؤهم، أما الذين أبوهم غني ومات عنهم وهم أيتام هؤلاء يكون عندهم أموال من أبيهم هؤلاء سوف يبقون في بيوتهم، لكن ما دام نقلوهم إلى دور الأيتام فهم يحتاجون إلى الأموال، فلا بأس بإعطائهم من الزكاة.
س: الاستعاذة والتسمية عند تلاوة القرآن.
ج: هذا من السنة، ليست واجبة.
س: هل يجوز لبس العدسات الملونة بسبب ضعف البصر؟.
ج: إذا كانت العدسة عادية وتكفي لكي تقوي البصر والنظر فتلبس العدسة العادية المعروفة، لكنها إذا غير موجودة مثلا وإن كانت ملونة ويحتاج إليها الناس لتقوية البصر، لأن هناك أناس يضعون هذه العدسات ليجعلوا العيون خضراء أو زرقاء للزينة فهذا ما يجوز نهائيا، فإذا كانت عدسات ليست للزينة وهي ملونة والناس يحتاجون إليها لتقوية البصر وهي أفضل من العادية فلا بأس بشرط ألا تكون هذه الملونة تجعل العين خضراء أو زرقاء، وفي الحقيقة الآن وجدت وسائل ونظارات لتقوية البصر غير هذه العدسات الملونة، فتستخدم هذه وهذا أفضل.
س: هل يلزم الرجل زوجته بالنقاب؟.
ج: أحيانا المرأة تكون عامية وهو عامي وتزوجها من قبل، وممكن فيه عصيان، ثم الله هدى الزوج والزوجة بقيت على هذا الأمر، فهذا الآن لا بد له من الحكمة ومن الصبر لكي تتغير الزوجة، وبعد ذلك إذا ترعرعت في العلم والسنة وطبقت بعض الأمور ورآها أنها متهيئة للنقاب بعد ذلك يأمرها به، وإلا إذا كانت باقية على ما هي عليه تصير مشاكل كثيرة، ولعل يكون عنده بيت وعنده أولاد وارتباطات مع زوجته ومع أولاده في أشياء، ونعرف عوائل كثيرة في هذا الأمر، نقول: لا بد من الصبر على الزوجة، وما دام الشخص مخلص وهي قائمة بالصلاة وتحب الدين وتحب شيء من السنة اصبر عليها سوف تتغير، أقل شيء يتغير ثلثين ويبقى الثلث، فيصبر عليها، وبينت لكم أنه أحيانا يكون في المرأة أشياء طيبة وفيه أشياء غير طيبة فليصبر عليها لأجل هذا الشيء الطيب، ثم يسعى جاد بالدعاء والتبيين لها شيئا فشيئا، ولا بد هنا من الصبر، وما دام هذا الزوج صابر من أجل أن تتدين ويصبح عندها أشياء طيبة خاصة إذا تقر في البيت، يصبر عليها لأجل هذا، لأن نساء كثر ما يجلسن في البيت ولا يردن الدين ولا الالتزام، كثر ليست واحدة ولا اثنتين، فلعله يترك هذه وتأتي إليه أخرى هي أشد من هذه، وهناك أناس للأسف طلقوا الثانية لأنها ما تنفع نهائيا ورجع إلى الأولى، والعجيب أنها وافقت عليه بعد أشياء أخرى.
فلا بد للشخص أن يصبر على هذه الأشياء، وهذه الأمور تكلمنا عنها كثيرا، فليصبر عليها وليأخذها إلى الدروس، أما أنه يتركها في البيت ولا تحضر دروس ولا كذا ففي الحقيقة هذه يصعب أن تلبس النقاب، لأن النقاب لبسه خاصة في هذا الزمان ليس بالسهل، لأن المرأة ترى خلق من النسوة وهن كاشفات الوجه ومتبرجات وخاصة إذا كانت تعمل، فهذه يصعب عليه، فلا بد أن يأخذها إلى الدروس ودعاء الله سبحانه وتعالى حتى تتغير بعد ذلك، ولله الحمد نسوة كثر تغيرن، فلا بد من الصبر على هذه الأمور، لأن الأمر كله بالصبر، والنبي صلى الله عليه وسلم صبر على أناس رجال ونساء كانوا في جاهلية ما بعدها جاهلية، وانظر بعد ذلك النسوة والرجال سادات الأمة إلى قيام الساعة، هذا بماذا؟ بصبر النبي صلى الله عليه وسلم، ضرب وأوذي من هؤلاء حتى هداهم الله سبحانه وتعالى، حتى صار النبي صلى الله عليه وسلم يأمر فقط من أمامه الكل يطبق في نفس الوقت، بل شخص ينقل للرجال أو امرأة تنقل للنساء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كذا مباشرة تطبيق بدون تردد، ويوم أمر الله بالنقاب في المسجد شققن الصحابيات الثياب، قماش الرأس الخمار وتغطين، في نفس الوقت، لكن في هذا الزمان يقلن: إن شاء الله آخر الشهر.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
الدرس الثالث:
لعن المسلم العاصي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وما زلنا في تبيين أحكام اللعن، ووصلنا إلى لعن المسلم العاصي المعين، وذكر ابن العربي في «أحكام القرآن» أنه لا يجوز لعن العاصي المعين، ونقل في ذلك الاتفاق والإجماع على ذلك، وفيه نظر، فالمسألة خلافية، وهذا الأمر يتعين عن ماذا؟ فالأصل أن لعن المسلم لا يجوز الصالح، كذلك لا يجوز لعن المسلم حتى العاصي إلا في حالات وإذا استحق ذلك، أما مجرد أن المسلم يعصي ويفعل المعاصي وممكن أن يتوب عنها وممكن يكون ذلك عن خطأ منه، فهذا في الحقيقة لا يلعن، بل هذا يدعى له بالهداية، لأن الدعاء باللعن يعني طرد هذا المسلم من رحمة الله سبحانه وتعالى وإبعاده، فهذا الصنف من المسلمين الذي يرجى منه وخاصة العوام الذين من الممكن أن يفعلوا المعاصي ويستمروا عليها، وفي الحقيقة ترى فيهم حب الدين والتدين، ويقر أنه على خطأ ويعلم وممكن أن يناصر السنة ويقوم بالسنة لكن يفعل بعض المعاصي فهذا لا يلعن، والنبي صلى الله عليه وسلم بين هذا الأمر فيما رواه البخاري في صحيحه من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جلد رجلا في شرب الخمر، فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: «اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله»، يعني هؤلاء المسلمين الذين على مثل هذا الرجل رغم أنه يشرب الخمر ويتكرر منه، ويتوب ويتكرر منه، ويقام عليه الحد ويتكرر منه، وهذا أمام النبي صلى الله عليه وسلم، وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم بين صفة في هذا الصحابي، فبين أن هذا المسلم يحب الله سبحانه وتعالى ويحب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا تلعنوه، فمثل هذا الرجل لا يلعن، وهذا الرجل من الصحابة، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن لعنه، ومنهم كذلك من زنى، ومنهم كذا وكذا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يبين لهم أنه تاب توبة، وهذه تابت توبة، وهذا كذا، وهذا كذا، كما لا يخفى عليكم، فمثل هذا لا يلعن.
لكن بين أهل العلم كالحافظ ابن حجر أن هناك خلافا وهذا ينقض قول ابن العربي الذي يقول بالإجماع أن المسلم العاصي المعين لا يلعن، هذا على الأصل على مثل ما بينا لهذا الشخص ولهذا المسلم، وذكر ابن حجر في «فتح الباري» أن البلقيني جوز لعن العاصي المعين وغيره من العلماء، وهذا عليه الصحابة، لكن هذا العاصي والفاسق إذا رأينا أن هذا الرجل يفعل المعاصي ويضرر غيره بل بسبب جهله هو مسلم، لكن بسبب جهله يدعو إلى الفسق وإلى المعاصي، وتبين أمره أن ضرره يتعدى إلى الغير، فمثل هذا يلعن اللعن المعين، لأن عصيانه يتعدى إلى غيره، فيفسد الناس، وهذا الفسق كذلك يتعدى إلى الناس، فمثل هذا المسلم هو مسلم لكنه يقع منه هذا الفسق وهذا الإجرام ويتعدى الضرر إلى الغير، فهذا بلا شك يعين، وقد ثبت عن الصحابة هذا الأمر، ولعنوا، ولذلك استدل بعض أهل العلم على جواز اللعن المعين للمسلم العاصي الذي ضرره يتعدى إلى الغير، فيعلم الأحاديث في المنهيات، ومع هذا يفعل، مثل امرأة متبرجة، تظهر هذه الفتنة أمام الرجال وفي الطرقات، فهذا يدل أنها تتعمد هذا الأمر، وإلا كل امرأة تعلم تحريم التبرج، ومع هذا تخرج وإن كانت تصلي وتصوم وتحج، فخروجها هكذا تفتن النساء وتفتن الرجال كما لا يخفى عليكم، فهذه تلعن، وبينت لكم أن ليس كل عاصي تلعنه، أو كل متبرجة، لكن لو لعنت هذه أو هذا المسلم العاصي الذي ضرره يتعدى إلى الغير فلا بأس بذلك، لكن لا يشغلون الناس في الطرقات وفي البيوت وفي الوظائف يلعنون كأنه تكبير، يعني اللعن في حدود الشرع.
مثلا: يذكر لنا رأس من رؤوس الرافضة، أو رأس من رؤوس الإخوانية فلا بأس أن تلعن هذا وذاك، فإن هذا من السنة، ولا يقال: لا تلعن اللعن المعين، فهذه مصيبة عليك أنت، تخاف اللعنة تصيبك، شخص عدو الله سبحانه وتعالى وعدو الإسلام نلعنه، تقول: لا تلعنوه اللعن المعين؟ فهذا يخشى عليك أن تصيبك اللعنة، لأنك تدافع عن عدو من أعداء الله سبحانه وتعالى وأعداء المسلمين، وما شابه ذلك من رؤوس الضلالة وأهل الزندقة، والله سبحانه وتعالى إذا رآنا نبغض أعداءه وأهل الشرك وأهل البدع وندعو عليهم على ما بين الله سبحانه وتعالى في القرآن وبين النبي صلى الله عليه وسلم في السنة فالله يفرح بالمسلمين، ويفرح بكم، لكن إن دافع الناس عن أهل الضلال ورؤوس البدع ويناصرهم فالله سبحانه وتعالى يغضب على هؤلاء الناس، فكل شيء وسط.
كما قال الإمام أبو قلابة رحمه الله تعالى وهو من التابعين كما أخرج ذلك أبو نعيم في «حلية الأولياء»؛ بإسناد حسن: «خير الأمور أوسطها»، وفيه حديث مرفوع لكنه حديث منكر لا يصح، بل هذا الأثر مقطوع على أبي قلابة رحمه الله تعالى، فلذلك كل شيء وسط الله سبحانه وتعالى أمر به، الله سبحانه وتعالى يجوز لك اللعن لكن تكون وسط في ذلك، وفي أشياء أخرى كن وسط.
من الأحاديث التي تجوز اللعن المعين الحديث الذي جاء في المرأة إذا دعاها الرجل إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح، وهذا الحديث أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه».
قال الحافظ: واحتج من أجاز لعن المعين بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما لعن من يستحق اللعن، فيستوي المعين وغيره ما دام على تلك الحالة الموجبة للعن، فالآن المرأة هجرت زوجها في الفراش الملائكة تعلم أن هذه المرأة فلانة وهي عند الملائكة معينة، لأنها هي التي هجرت وهذه معصية وفسق، وهذا الأمر ليس فقط هجر بل يؤدي هذا الأمر إلى مفاسد بين الزوجين، ثم تنتقل بعد ذلك إلى الأولاد خلافيات، ثم تنتقل في البيت خلافيات، ثم إلى الأقارب وهم مسلمون... وهكذا، تصير مشاكل كثيرة تترتب عليها وتقاطع ومشاجرات وممكن تصل إلى القتل، الزوج يقتل زوجته أو الزوجة تقتل زوجها، وهكذا، فالأمر ليس بسهل، فهذا الفساد الذي تفعله هذه الزوجة يتعدى ضرره إلى فساد وأضرار، فلذلك الملائكة تلعن هذه الزوجة بعينها وهي موجودة، فهذا يدل على أن المسلم العاصي الذي يتعدى ضرره إلى الغير ويحدث بسببه المفاسد الكثيرة يجوز لعنه، والدعاء عليه، لكي يهلكه الله سبحانه وتعالى، أو بمشيئته يفعل فيه ما يشاء سبحانه وتعالى، ويبعد شره وفساده عن المسلمين وعنك، فالأمر خطير.
كذلك هذا اللعن لهذه الزوجة أو ما شابه ذلك فيه تخويف لها، تخاف بعد ذلك ترجع إلى زوجها، لكي تنتهي المشاكل والمفاسد العائلية، ولا تظن أن هذا بيت فقط، بل بيوت كثيرة تحدث فيها هذه الأمور، وتصير مفاسد كثيرة في البيوت بسبب هذا.
كذلك المرأة المتبرجة التي لعنها ابن مسعود رضي الله عنه، وأتت إلى ابن مسعود عند ما علمت أن ابن مسعود يلعن فقال: نعم، ألعن من لعنه رسول الله، وهي كانت موجودة وهذه بعينها، ما قال: أنا ألعن في العموم مثل المميعة والحزبية وأصحاب الأهواء، بل ذكر لها هذا الأمر وهي كانت متبرجة، لأن المتبرجة تفسد الناس؛ تفتن الرجال، يعني ضررها يتعدى إلى الغير، فلذلك هذا الأمر عليه الصحابة رضي الله عنهم وبعض المتأخرين على لعن المسلم العاصي الذي يتعدى ضرره إلى الغير، وهذه أدلة تبين هذا الأمر.
لكن عندنا بالنسبة للمسلم العاصي الذي لا يترتب عليه شيء، كالذي شرب الخمر ولعنوه نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك بينا أمر أن يلعن الذي يستحق اللعن في الحالة التي اتصف فيها، فيستوي المعين وغيره ما دام على تلك الحالة الموجبة للعن، فما دام على هذا الفسق وعلى هذه المعصية ويترتب على ذلك أضرار في المجتمع، وما أكثر هؤلاء الذين دمروا الشباب والأبناء والبنات والرجال والنساء، بسبب هذا الفسق، وإن كانوا مسلمين، لكن أضرارهم تتعدى إلى الغير، وانظر إلى المجتمع، وانظر إلى المدن وإلى القرى، وانظر إلى المناطق، وانظر إلى البلدان، كل هؤلاء أهل المعاصي هم الذين أفسدوا الناس في بلدان المسلمين على الرغم أنهم يصلون، ويصومون، ويعتمرون، ومع هذا فهؤلاء مفسدون، فيجوز لعنهم اللعن المعين، ما دام هو يستحق.
لكن المسلم العاصي الذي حاله حال الرجل الذي كان يشرب الخمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويحب الله ويحب الرسول وينصر الدين وينصر السنة، لكن عنده معاصي فهذا لا نلعنه، هذا ندعوه ونبين له، حتى يترك المعصية، حتى ترى رجلا ملتزما بالدين يفعل معاصي هذا لا يلعن، هذا يصبر عليه حتى ينظر أمره، فإذا تعدى ضرره وقام يعادي أهل السنة ويعادي السنة هذا ألحقه مع أهل اللعن والعنه، حتى يتبين أمره.
كذلك امرأة متغطية، ما ترى منها شيئا، تفعل معاصي، وممكن أن تكلمها وتنصحها تتمادى ويمكن تعاديك، وتعادي أهل السنة، حتى لو تأتي عند أهل السنة، لأنها تصبح ذات وجهين، كذلك هذا الرجل يأتي هنا ويذهب هناك، فهذه ما دام تبين أمرها أنها تعادي السنة بعد التبيين لها تلعن حتى لو كانت ملتزمة، هذه عدوه، وهذا عدو، ولا تسأل عن هذا الشكل من الرجال فاعلم أنه بعد ذلك سوف يتبين أمره وتتجارى به الأهواء حتى يتبين أمره لك جيدا أنه من أهل البدع، هذا إذا لم يرجع ويتوب، إذا استمر لا تسأل عنه وسوف تراه مع المبتدعة يوما من الأيام، وكذلك هذه المرأة ما دام هي غير تائبة وواصلة على هذا الأمر تتجارى بها الأهواء، حتى تراها يوما من الأيام مع المبتدعات الحزبيات ولا بد، وممكن أن تكون في الجانب الآخر مع أهل المعاصي والعاصيات، وممكن ترى هذا الرجل مع العصاة، وهكذا، فلينتبه العبد لهذا الأمر ولا يفعل المعاصي ويتهاون فيها، ولا البدع ويتهاون فيها، بل عليه أن يتوب ويترك هذا الأمر، وإلا الشيطان عدو المسلم وعدو المؤمن، فلا بد على العبد أن ينتبه لهذا، وسيأتي لعن الشيطان، يجوز لعن الشيطان ولعن إبليس بعينه، أما الذين يفتون أنه ينتفخ، من قال هذا الكلام أنه ينتفخ ويستعلي ويفرح؟ هذه أقوال فقهاء من حديث ضعيف، أي واحد يقول شيء يتبعوه، بل يحزن ويبكي كما سوف يأتي، إذا لعنت الشيطان وإذا سجدت وإذا صليت وإذا أطعت الله يغضب الشيطان، ويحزن ويبكي، ويموت إذا لعنته، ودعيت عليه، من قال بهذا الكلام؟ وأن هذا ملعون لا حاجة للعنه؟ لا، لعن الشيطان له أمور ويأتي الكلام عليها.
أي شيء وأي أمر من الأوامر والمنهيات بين الله سبحانه وتعالى ذلك في القرآن، والرسول صلى الله عليه وسلم في السنة، افعل هذا الأمر، واترك المنهيات، وأي شيء يأمرك به كاللعن ولعن إبليس فالعن إبليس، من قال ينتفخ ولا ينتفخ ولا شيء، لأن الله سبحانه وتعالى بين لنا ولعنه، لو فيه شيء لبينه الله ورسوله لنا، والنبي صلى الله عليه وسلم لعن إبليس ولا انتفخ ولا شيء، بل ذل، والنبي صلى الله عليه وسلم أمسكه وقال: «لو لا دعوة أخي سليمان لجعلت الصبيان يلعبون به في المدينة»، ولا انتفخ ولا شيء، بل ذل، والنبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا الأمر، أو ما نلعنه لأنه ملعون لا، لأمور:
الأمر الأول: أن هذا أمر الله وتطبيق السنة، أنا أطبق السنة فلي أجر.
الأمر الثاني: في لعن الشيطان يذل ويغضب منك، ولا بد أنت أن تبغض هذا الشيطان.
الأمر الثالث: أنك بهذا الأمر تفرح الله سبحانه وتعالى بذلك، ويتبين منك أنك تبغض الشيطان، وهذه سنة متبعة، أي واحد الله يبغضه أنت تبغضه ولك أجر على ذلك، والله سبحانه وتعالى يمتحن الناس، انظر هناك أناس يحبون الشيطان، أنت ابغضه لأن الله أبغضه، فهذه من السنة ولك أجر، فتجري سنن في هذه الأمور.
ومثل هذا الصحابة رضي الله عنهم، هل الصحابة يحتاجون إلى دعائك؟ تقول: اللهم ارض عن الصحابة؟ ما يحتاجون، لكن مع هذا أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نترضى عليهم، لماذا؟ لأمور:
الأمر الأول: تبين لله سبحانه وتعالى أنك تحب الصحابة، لأن الله يحبهم ولأن الرسول يحبهم، فأنت تبين أنك تحب الصحابة، فلك أجر وزيادة إيمان، والله يحفظك ويثبتك.
الأمر الثاني: النبي صلى الله عليه وسلم دعا للصحابة في مواطن كثيرة، رغم أن الله سبحانه وتعالى رضي عنهم، وهذا كله دعاء، كذلك أنت تدعو للصحابة تزداد إيمان ومحبة واتباع وقدوة، أما إذا معرض لا تترضى عنهم ولا شيء، كيف يتبين الأمر؟
كذلك الشيطان تلعنه فيتبين أنك تبغض الشيطان، تبغض إبليس، ما تحبه، فأنت اتبع الله سبحانه وتعالى بذلك، وتري الله سبحانه وتعالى هذا الاتباع، فهذا الأمر فعله النبي صلى الله عليه وسلم ودعا للصحابة، ولم يقل له الله سبحانه وتعالى: لماذا تدعو لهم أنا رضيت عنهم؟ بل الدعاء للصحابة وللمسلمين سواء احتاجوا أو لم يحتاجوا، لا بد الدعاء لهم، لأن هذا من السنة وهذا أمر الله، فيه زيادة إيمان ومحبة واجتماع وتأليف القلوب وما شابه ذلك، وكذلك لعن إبليس نفس الشيء، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألعنك بلعنة الله، فلعنه وذل، فلذلك انتبه لبعض كلام الفقهاء خاصة في هذا الزمان؛ لأن هؤلاء يجعلون العوام لا يلعنون إبليس ولا الشيطان ولا شيء، لأنه قال كذا وقال كذا، لكن هؤلاء العوام يلعنون المسلمين، يلعن أولاده، يلعن زوجته، لكن إبليس لا، وهذه مشكلة، فلذلك انتبه لهذا الأمر، كلها أحاديث ضعيفة ومنكرة وموضوعة يفتى بها الناس الآن، عليك بمنهج السلف.
س: المرأة التي تكلمت في قصة الإفك هل تلعن؟.
ج: نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الذين صار منهم كلاما في حادثة الإفك، قصة عائشة رضي الله عنها، نهى بعض الصحابة ألا يتكلموا عنهم، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم عليهم الحد، وهذا مثل المسلمين ممكن يفعلون بعض المحرمات ولا يلعنون، لأن هؤلاء كذلك صحابة أو مسلمين في هذا الزمان صالحين، فعلوا بعض الأشياء ما نلعنهم، ولا نبغضهم، فنصبر إلى أن ييسر الله سبحانه وتعالى وأن هؤلاء يتركون هذا الشيء، ويصير ائتلاف واجتماع ويتبين لهم الأمر.
س: هل يجوز ذبح إناث الأنعام في الأضحية؟.
ج: بالنسبة لذبح إناث الأنعام للأضحية وغير ذلك يجوز للأكل، للأضحية، للعقيقة، أنثى أو ذكر من الأنعام، كبقرة أو شاة أو إبل أو ما شابه ذلك يجوز في الأضحية وغير ذلك.
س: هل تجب الزكاة في الذهب المستعمل؟.
ج: بالنسبة للذهب المستعمل للمرأة من الحلي بينا أنه يجب الزكاة من الحلي من الذهب المستعمل للمرأة، وبينت كثيرا بشرطين: أن يحول الحول، وأن يبلغ النصاب والنصاب هو خمسة وثمانين جرام من الذهب، فإذا كان الذهب المستعمل من حلي المرأة خمسة وثمانين جرام فما فوق فيجب فيه الزكاة، فيؤخذ هذا الذهب ويوزن ويخرج منه قيمة المبلغ، بكم هذا الآن؟ بألف دينار، بألفين، ثلاثة آلاف دينار، عند ما وزن هذا الذهب المستعمل، فقلت مثلا: ثلاثة آلاف دينار، يؤخذ هذا المبلغ ويقسم على أربعين وبعد ذلك تخرج الزكاة.
س: أما بالنسبة لحدود تعامل الزوجة مع أخو الزوج.
إذا كانت تعيش معهم في بيت واحد فهذا الأمر لا بد على هذا الزوج أن يجعل أخاه بعيد عن بيته، ويسكن مثلا مع أمه، مع أبيه، أو مثلا مع أقاربه، أو ما شابه ذلك ما دام هذا أعزب، لكن أحيانا ممكن لا يكون ذلك وهذا الزوج يجهل هذه الأمور كما هو حال بعض الجنسيات، يجهلون هذه الأمور فيسكنون الأخ معهم وهو أعزب والزوج مع زوجته، ففي الحقيقة على المرأة ألا تخلو معه نهائيا وتخبر الزوج بهذا الأمر أنه لا يجوز لي أن يكون أخوك في البيت وأنا في البيت وأنت غير موجود، فلا بد أن يكون موجودا، والأفضل إبعاد هذا الأخ من البيت ويسكن في أي مكان، لأن المسألة فتنة، والمرأة في الحقيقة لا يجوز لها أن تتحدث معه أو تجلس معه أو تخلو، أو تلاقيه في المطبخ إذا ذهب يأخذ شيئا، وممكن في بعض الأماكن في البيت، فلذلك ما دام الأخ موجود فالزوج لا بد أن يكون موجود، ولا يجوز له أن يخرج، والشيطان ما ترك أحد، فلينتبه الناس في ذلك، والأفضل إبعاد الأخ من البيت.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.