القائمة الرئيسة
الرئيسية / الشرح الكبير على بلوغ المرام / الجزء (41) الشرح الكبير على بلوغ المرام: الفقه والآداب واللفظ الصحيح لحديث الأعرابي الذي بال بالمسجد

2025-01-28

صورة 1
الجزء (41) الشرح الكبير على بلوغ المرام: الفقه والآداب واللفظ الصحيح لحديث الأعرابي الذي بال بالمسجد

المتن:

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد، فزجره الناس، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم  بذنوب من ماء؛ فأهريق عليه. متفق عليه.

الشرح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وتكلمنا في الدرس الذي سلف عن حديث أبي قتادة في الهرة، وفي غير ذلك من الأحكام المتعلقة بهذا الحديث، وفي هذا الدرس سوف نتكلم عن حديث أنس وهو في بول الأعرابي في المسجد، وهذا الحديث كما ترون أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه».

ولعل فبل أن ندخل في شرح هذا الحديث، والكلام على الأحكام، فإن هذا الحديث فيه فوائد بالنسبة لكيفية تطهير النجاسة، وسوف نتكلم عن أنواع النجاسات، وكذلك أمور أخرى تتكلم عن أحكام النجاسات، فأولا نخرج هذا الحديث؛ لأن هذا الحديث بهذا اللفظ صحيح، لكن هناك في ألفاظ أخرى شاذة منكرة ما تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ولعل نخرج هذا الحديث حديث أنس، وهناك شواهد لحديث أنس نتكلم عنها في الدرس القادم، فحديث أنس هذا رواه أنس بن مالك رضي الله عنه وله طرق عنه:

الطريق الأول: رواه إسحاق بن أبي طلحة وهو من التابعين قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مه مه" يعني كلمة زجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزرموه» يعني لا تزجروه ولا تمنعوه من أن يبول، رغم أن المسجد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، «لا تزرموه، دعوه» فتركوه حتى بال، ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن»، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا أنس بن مالك يقول هكذا أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو يعني إناء من ماء فشنه عليه، هذا اللفظ يختلف عن اللفظ الذي ذكره الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام؛ لأن في هنا هذا لفظ آخر، جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد، طائفة يعني: في ناحية المسجد، فزجره الناس، صاحوا عليه، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء يعني: إناء ممتلئ من الماء، فأهريق عليه يعني: أهريق صب عليه بذنوب بفتح الذال، إناء في ماء ممتلئ، وذنوب بضم الذال الإثم والسيئات؛ لأن ما في فرق بين هذه الكلمة وهذه الكلمة إلا الحركة بضم الذال الإثم والسيئة، وإذا بفتح الذال الإناء فيه ماء، شيء دلو فيه ماء.

واللفظ الآخر بينته لكم كما قرأت لكم، وبيأتي الكلام على الكلمات الغريبة أثناء شرح هذا الحديث.

والطريق الأول وهو ما رواه إسحاق بن أبي طلحة قال: حدثني أنس بن مالك فذكر الحديث كما ذكرناه، هذا الطريق أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، واللفظ له، فاللفظ الذي ذكره الحافظ ابن حجر يختلف على اللفظ الذي ذكرته لكم، فاللفظ الذي ذكرته لكم فيه تفصيل، وشيء من التفصيل، وهذا اللفظ لفظ الإمام مسلم، فهذا الطريق أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، واللفظ له، وأحمد في «المسند»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»، وفي «مشكل الآثار»، وابن خزيمة في «صحيحه»، وأبو نعيم في «المسند المستخرج»، وأبو الشيخ في «أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم»، وابن حبان في «صحيحه»، والخطيب في «المتفق والمفترق»، وأبو عوانة في «المسند الصحيح»، والبزار في «المسند»، وابن حزم في «المحلى بالآثار»، وابن المنذر في «الأوسط»، وابن الجوزي في «التحقيق في مسائل الخلاف»، والطبراني في «المعجم الأوسط»، والجوزقاني في «الأباطيل والمناكير» من طريق همام وعكرمة بن عمار وغيرهما عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

وفي لفظ عند البخاري في «صحيحه» أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى إعرابيا يبول في المسجد فقال: دعوه حتى إذا فرغ دعا بماء فصبه عليه، ولفظ الإمام البخاري هذا بدون القصة التي ذكرناها في اللفظ الأول؛ لأن القصة ذهب في ناحية المسجد وقام عليه الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «دعوه» وبال وأكمل بوله، وهذا في المسجد، فانظر إلى حكمة النبي صلى الله عليه وسلم، ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم كيف هي، فهذا الأعرابي بال في المسجد وانظر ماذا فعل الصحابة رضي الله عنهم، زجروه وفي رواية صاحوا عليه، أسد الله أكبر، فيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

لكن النبي صلى الله عليه وسلم يبين لهم، أن ليس كذلك، «دعوه» فتركوه، فانظر إلى فعل الصحابة رضي الله عنهم، زجروا هذا الأعرابي، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «دعوه»، ويقول أنس: «فتركوه» ما ماطلوا ولا جادلوا ولا أصروا ولا عاندوا على فعلهم كما حال أهل البدع، وأهل التحزب، والمعاندون، والفرقة اليمنية، واليهودية، وغيرهم، تقول لهم قال الله، وقال الرسول، وأمر الله، وأمر الرسول، الرسول قال لكم كذا، ولا تفعلون كذا، يصرون، ولا بعد مع هذا يقول لك: والله نحن نتبع الصحابة والسلف، ما سلفكم إلا أبو لهب وأبو جهل من المعاندين والمكابرين الذين لا يسمعون الكلام، لو تتبعون الصحابة.

الصحابة انظر شيء يسير أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعوه تركوا الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء الربيعية وهالطقات من المعاندين بدع وضلالات وسفك دماء وتجهم، وإرجاء وبلاوى، العلماء من أهل السنة بينوا لهم، كالشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الفوزان، وغيرهم وغيرهم، ولم ينتهي القول عن هذه البدع، ولم يسمعوا، سمعوا لربيع المخربي، خربهم ودمرهم الآن فليذوق هؤلاء وبال أمرهم وعنادهم من اثنى عشر سنة، وإلا الأمر أصلا عند أهل العلم نهوا أمر هذا ربيع وأتباعه، المفروض يسمعون الكلام.

لأن علماء السنة ينقلون كلام الله سبحانه وتعالىٰ، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس هذا كلامهم، فالمفروض يطيعون ويسمعون، ويتركون هذا ربيع، الآن انشقوا شق عدل ما يرجع نهائيا، وهلاك الدعوة الربيعية أمامهم، هذا بماذا؟ هذا بسبب العناد وعدم سماع كلام الله سبحانه وتعالىٰ وكلام النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام الصحابة يدعون أنهم يتبعون السلف وهم أعداء لمنهج السلف، فلذلك اعرف هذه الأمور جيدا، رغم أن الصحابة تعاظموا هذا الأمر.

رجل يبول في المسجد، مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، أمر عظيم عندهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: «دعوه» سمعوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، وانتهى الرجل من البول، النبي صلى الله عليه وسلم بين له أن هذا المسجد للصلاة وللذكر، لقراءة القرآن، لكذا، لكذا، انتهى الرجل، وانتهى الأمر، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صبوا عليه ماء» فصبوا عليه الماء وانتهى الأمر، طهرت النجاسة، وطهر المسجد، والرجل انتهى، ما فعل ذلك بعد ذلك.

والصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم ويبين لهم، لم يفعلوا الصحابة رضي الله عنهم مع رجل هكذا، إلا في أمور عاند الشخص في ذلك، فهذا الأمر بيأتي بشرحه في فوائد، ليس فقط عن مسألة الطهارة، ومسألة النجاسات، لا، مسألة دعوة، مسألة أدب؛ ولذلك أبو الشيخ أخرج الحديث في كتابه أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث في الطهارة.

لو رأيت الآن لقالوا: ايش دخل هذا الحديث في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر في الطهارة، كتاب الطهارة، في كتب السنن، في كتب الصحاح، لكن أهل الحديث يستنبطون من هذه الآثار المرفوعة والموقوفة أشياء ما يعلم بها أكثر الناس، ويبحثون في كتب أكثر الناس ما يعتقد إن هذا الحديث في هذا الكتاب، أو هذا الأثر في هذا الكتاب، لكن الله سبحانه وتعالىٰ وفق أهل الحديث قديما وحديثا في استخراج واستنباط الأحكام في الأصول والفروع من الكتب، من السير، من المعاجم، من كتب التواريخ، من كتب السنن، من الصحاح.

لعل يقول قائل: ايش دخل الطهارة والصلاة وكذا وكذا في السير، لا، أهل الحديث نقلوا هذه الأحاديث في كتب كثيرة، بس القوم ما يبحثون ولا يدرون، فلذلك لما أعرض كثير من الناس عن معرفة الأحكام في الأصول والفروع وعن العلم، وأخذوا نتف هنا وهناك يسمونها ثقافة، فالله عاقبهم وأحرمهم عن العلم الصحيح، ويظنون إنهم أهلا لذلك.

ولذلك الله سبحانه وتعالىٰ إذا رأى أناس هكذا، أحرمهم من أشياء كثيرة، لماذا؟ عقاب لهم، معرضون عن صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، الله يعاقبهم ويحرمهم عن ذلك، وفي ناس معرضين عن الصلاة بالكلية، ما يصلون، الله يعاقبهم ويحرمهم من الصلاة، فالحرمان من الصلاة عقاب، الحرمان من العلم عقاب، وبين هذا الأمر شيخ الإسلام ابن تيمية، شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين، الإمام ابن القيم في «مفتاح دار السعادة» وغير ذلك.

هذه كلها عقاب، والناس يظنون أن العقاب شنو؟ أمراض، حوادث، حروب، ما أدري شنو، لا، حتى في العبادات عقاب، إذا رأى الله سبحانه وتعالىٰ من هؤلاء الإعراض عن دينه، الله حرمهم من الدين كله، عقاب لهم، لا، فوق هذا معرضون عن العلماء، يعاقب الله الناس ويقبض أرواح العلماء، عقاب لهم، ماذا بعد ذلك؟ الله سبحانه وتعالىٰ يضلهم ويئز عليهم رؤوس الضلالة، «اتخذ الناس رؤوسا جهالا»، رؤوس جهال، هذا الحديث يتكلم عن رؤوس الجماعات الحزبية كلها، يسمعون له ويطيعون له وهو جاهل وحمار، أجهل من حمار أهله، ومع هذا فضيلة الشيخ، والعلامة، وما أدري شنو، ولا يعرف شيء، ويضلهم بديع ما أدري شنهو مرشد الإخوان، وجاهلهم مرشد ما يعرف شيء، الحمار أنفع منه، ومع ذلك يسمعون له ويطيعون.

انظر إلى الضلالة، هذا عقاب من رب العالمين، «فاتخذ الناس رؤوسا جهالا، فأفتوا فضلوا وأضلوا»، هذا الحديث يتكلم على هؤلاء دعاة الضلالة، فاعرف هذه الأمور، فهذه الأحاديث مو بس الطهارة وهي أحاديث للصلاة، وهذا القرآن لليهود، وهذا للنصارى، وهذه الآية للمسلمين، وما أدري كيف، لا لا، هذا الدين على الجميع، القرآن تحتج على الجميع، السنة على الجميع، الأحاديث هذه تستخرج منها أشياء كثيرة وفوائد، ولذلك الآن كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية.

العنف والعصبية وما أدري كيف، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الدين، هذا يقول: ما أحد يعجز عنه، هذه كله يقوم به، النطيحة والمتردية، عادي، لكن الأخلاق والعدل والإنصاف، ما يقوم به يقول به كل أحد، هذا عزيز، الإنصاف عزيز، والعلم عزيز، والأخلاق عزيزة، ومع هذا انظر إلى عنف الإخوان، والكذب والغش للأمة، وبلاوى، ومع هذا يظهر لنا واحد من الإخوان يقول: عليكم بالخلق الطيبة، مالت على خلقك أنت، الخلق الطيبة، انظر إلى رؤوس الضلالة اللي تتبعهم أنت، ولا عندهم شيء من الخلق الحميدة، فأي خلق تتكلم عنها أنت.

وانظروا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: قال كذا، وقال: «دعوه»، أنتم دعوا هذه الأفكار، والبلاوى اللي تفعلونها الآن في بلدان المسلمين قديما وحديثا، أي خلق عندكم أنتم، التراثيين وإلا هذا التراثيات الذئبات غش وكذب وخديعة وبلاوى، متنقبه شعليه، ولا عندهم خلق، أقل شيء يهجرونه، أقل شيء يعنفون، أقل شيء يعني يشوشون على أهل السنة، بلاوى، يؤذون أهل السنة.

وانظر إلى خلق الرسول صلى الله عليه وسلم، من يطبق هذه؟ قليل، ما في إلا عند أهل الحديث فعلا، يصبرون على الناس، يصبرون على هذا، إلا أهل البدع، أهل البدع معاهم الغلظة، أمر الله، أمر الرسول، أما عموم الناس لا، عند أهل الحديث يختلفون، فانظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ماذا فعل، والصحابة كذلك دعوة الصحابة، وترى هؤلاء المتحزبة يقولون عن الصحابة: هؤلاء رجال وهؤلاء كذا، بس يقرون على الناس في الإذاعات وما أدري كيف سير الصحابة.

زين، تطبيق شنو؟ تطبيق أفكار حسن البنا وبلاويه، فاعرف هذه الأمور، وهذه الأحاديث يبي لها تطبيق وبيأتي الكلام عليها بعد ذلك، فهذا الآن الطريق الأول.

الطريق الثاني: رواه حماد بن زيد عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن أعرابيا بال في المسجد فقام عليه بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوه ولا تزرموه»، قال: فلما فرغ دعا بدلو من ماء فصبه عليه، هذا الآن اللفظ آخر يبين الآن هذا اللفظ يبين ليس كل الصحابة قاموا عليه.

الآن يدلنا أن كل الصحابة قاموا عليه، لكن لا في صحابة ما كلموه ولا قالوا له شيء، لماذا؟ ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجود الرسول صلى الله عليه وسلم، مادام الرسول صلى الله عليه وسلم موجود أو العالم موجود فلا أحد يتكلم، موجود يعرف كيف يتكلم بالحكمة، وكيف يعني يتعامل مع هذا الأمر، ويتعامل مع هذا، ويتعامل مع هذا الحادثة، وإلى آخره.

فلماذا؟ يقول: فقام عليه بعض القوم، فليس كل الصحابة، وهذه فوائد ذكر الألفاظ، وجمع الألفاظ، وجمع الطرق، ويتبين لك أمور وأحكام أخرى، لكن رأيت في الحقيقة الذين يشرحون بلوغ المرام كله مرور الكرام، ولا يذكرون هذه الطرق، ولا هذه الألفاظ، ولا شيء، رغم أن هذه الألفاظ الآن تبين لنا في ألفاظ شاذة، مذكورة في كتب الفقه، وكتب الحديث، وهي ليست بصحيحة، ويحكم عليها بأحكام وليست بصحيحة، فهذا يعني طريق حماد بن زيد عن ثابت البناني عن أنس.

الأول الآن عن ابن أبي طلحة عن أنس، هذا عن ثابت البناني عن أنس، واللفظ كما سمعتم، وماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأمر أن يصب الماء، وهذا طريق تطهير النجاسة، تطهير النجاسة لا حاجة إلى الفرك ولا إلى قلب التراب ولا حفر التراب ولا غيره، تصب على البول على النجاسة وانتهى الأمر، طهرت النجاسة، ولا وساوس ولا بلاوي ويأتي الكلام عليها بعد ذلك.

وهذا الطريق طريق ثابت البناني أخرجه البخاري في «صحيحه» في كتاب الأدب باب الرفق في الأمر كله، انظر الإمام البخاري في الطريق الأول ذكره في كتاب الطهارة، وهذا اللفظ ذكره في كتاب الأدب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يبين حق الصحابة كيف يتعاملون مع الناس، فأنت لا تمر عليك هذه الأحاديث وهذه الألفاظ هكذا؛ حتى تتدرب كيف تتعامل مع الناس، تتعامل مع العالم، تتعامل مع طالب العلم، مع إخوانك، مع أبيك، مع أمك، مع أقاربك، مع الجيران، مع عموم الناس في الدعوة إلى الله في دنياهم، في الأعمال، في الطريق، في كذا، في كذا، كل الأشياء بينها النبي صلى الله عليه وسلم للناس.

فانظر إلى فقه الإمام البخاري، ما ذكره فقط في الطهارة، ذكره في كتاب الأدب، فلا بد على المسلم أن يتدرب على الأدب، ويتدرب على الأخلاق، ما يصير محلك سر؛ لأن مثل هذه الحلقات ومثل هذه الأحاديث، وسماع الوعظ للمشايخ الشيخ ابن باز، الشيخ ابن عثيمين، وغيره، وأنت تقرأ كتبهم وشروحهم وكذا، ترى أشياء كثيرة، أنت ماذا تفعل؟ موب فقط فائدة، لا بد تعمل، تعمل في هذه الأحاديث، وتطبقها في الواقع، وتكتم الغيض، وتصبر، متى تتكلم، متى ما تتكلم، متى تنقل الكلام الذي نقل لك عن فلان وعلان إلى من يستطيع أن يبين لهم.

في البيوت مع الزوجات، مع الأولاد، مع الأقارب، مع الجيران، مع جيران الآن، هذا الجار عياله عندهم كنكري وتفلت على الباقي، وذلاك الجيران بعد عندهم كوز وحويت ما أدري وين وتفلت على الجيران الأول، شنو ذي؟ هذه مسلمين ذي؟ وتبطط عيون وراس، وايدين بعد ما فيه لذلك هذا في القديم يعني وهذا ألي يسمونه مرهم فهل هؤلاء جيران مسلمين؟!، وبلاوى، هؤلاء ما يعرفون شيء في ديننا أصلا، اسلام بس جذي، لم يتدربوا على هذه الأحاديث، لم يدرسوا العلم، لم يتأدبوا بآداب الإسلام، ولا الأخلاق الإسلامية.

فلا بد من التدريب، «إنما العلم بالتعلم»، والعجيب أن الأشياء الدنيوية يقولك: لا، روح تمرن، روح ما أدري شنو، روح الجل وبل وما أدري وين، عشان تتدرب ويصير لك عضلات، وما أدري شنو، وشله حق الهواش بس، وبعد في الأمور الدنيوية تدرب على السيكل، تدرب على الموترسيكل، تدرب على ما أدري شنو، انزين والدين ما في.

تدرب على الخلق الزينة الحميدة، على الآداب على كذا، على كذا، فأشياء كثيرة، الآن لو شخص يرى صغار يفعلون شيء، ويسبون يشتمون واحد مثلا، يكلمهم يسبونه، فما يكلمهم، وشله أسوي لي مشاكل مع هالأمة، أمة ضحكت منها الأمم.

فلذلك وين الآن هاللي يقولون عنهم مسلمين، وين الإسلام، هذه الأحاديث موجودة، الصحابة رضي الله عنهم تربوا على الرسول صلى الله عليه وسلم، أي شيء يقول لهم يفعلونه، أي شيء وينتهون، الآن ما في.

فلذلك الآن أشياء كثيرة لا تخفى عليكم في البلدان الإسلامية بين المسلمين، والأدهى وأمر ما أتى به من الأفكار والعداوات والغل والحقد من الجمعيات الحزبية، الجماعات الحزبية، جلبوا أشياء كثيرة في البلدان الإسلامية وضاربوا بين المسلمين، وعلموا المسلمين الذين يأتون إليهم بالحقد والغل على إخوانهم المسلمين، ترى الشخص من أحسن ما يمكن، فإذا دخل من أي جمعية أو جماعة خلاص، انتهى أمر المؤمنين عنده، فيمشي على أفكارهم اللي يقولون له.

فلذلك وبيأتي الكلام بعد ذلك، فهذا الحديث كما بينت لكن أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وفي «المجتبى من السنن المسندة» هكذا اسمه، وهو «السنن الصغرى»، فلا بأس أن يقول بعد أحيانا: أخرجه النسائي في «الصغرى» أو «المجتبى» كاختصار، وأحيانا «المجتبى من السنن المسندة»، وابن ماجة في «سننه»، وأحمد في «المسند»، وابن خزيمة في «صحيحه»، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وابن عبد البر في «التمهيد»، وأبو يعلى في «المسند»، والجوزقاني في «الأباطيل والمناكير»، هذا الآن طريق ثابت البناني عن أنس.

الطريق الثالث: رواه يحيى بن سعيد الأنصاري، هذا يحيى بن سعيد الأنصاري من التابعين، ليس هو يحيى بن سعيد القطان، يحيى بن سعيد بن فروخ القطان، لا، يحيى بن سعيد الأنصاري هذا شيخ ليحيى بن سعيد القطان الإمام، الله أكبر، من أئمة أهل الحديث، معروف يروي عن يحيى، فهو من تلامذة يحيى بن سعيد الأنصاري، فالطريق الثالث رواه يحيى بن سعيد الأنصاري وهو ثقة ثبت إمام معروف، إنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يذكر أن أعرابيا قام إلى ناحية في المسجد، والرواية التي عندكم في كتاب بلوغ المرام في طائفة، الطائفة الناحية.

فهذه الألفاظ تفسر لك هذا الحديث، هذا يفسر هذا، هذا يفسر هذا، أن أعرابيا قام إلى ناحية في المسجد فبال فيها فصاح به الناس، وفي رواية زجره الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوه» فلما فرغ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنوب فصب على بوله، وانتهى الأمر، هذا الحديث أو هذا الطريق أخرجه البخاري في «صحيحه»، ومسلم في «صحيحه»، والترمذي في «سننه»، والنسائي في «السنن الكبرى»، وفي «السنن الصغرى»، وأحمد في «المسند»، وعبد الرزاق في «المصنف»، والشافعي في «الأم»، وفي «المسند»، والخرائطي في «مكارم الأخلاق».

وش دخل هذا الحديث طهارة بمكارم الأخلاق؟ لأن هذا الحديث يبين لكم مكارم الأخلاق في الإسلام، وأن المسلم لا بد يجتهد ويحصل مكارم الأخلاق؛ لأن مكارم الأخلاق والأخلاق والأدب قليل منها أن الشخص يحصل من نفسه، يعني: مكتسب، فمن ولد صاحب خلق، لكن في طائفة من بني آدم لا بد هو يتدرب على الأخلاق والآداب حتى يحصل على الأخلاق، حتى يحصل على مكارم الأخلاق.

فلذلك لا بد من الاجتهاد حتى في هذه الأمور، ويعرف كيف يتعامل مع الجميع، ولذلك هؤلاء المبتدعة حتى منهم الآن في السجون وفي البلاوى ومنهم من قتل، ومنهم من يطارد، وهم السرورية، والقطبية، لماذا؟ لم يتأدبوا مع العلماء، كان هؤلاء من أكثر من ثلاثين سنة وهم يطعنون في العلماء، العودة هذا، وسفر، والقرني، والثور، وما أدري من، هؤلاء ضلوا وعاقبهم رب العالمين؛ بسبب لم يتأدبوا، ما عندهم خلق مع العلماء، بل هؤلاء الذين الله أضلهم لم يتخلقوا الخلق الطيبة مع الله سبحانه وتعالىٰ، ولا مع الرسول، ولا مع دينه.

إذا الله يأمر بشيء، ويعلم به هذا الشخص ويخالف، هذا لم يتأدب مع الله، الله يأمرك بكذا وأنت تخالف، هذا غير متأدب مع الله، الرسول يأمرك بكذا وبكذا تخالف، فأنت لم تتأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فلذلك أكثر الذين ضلوا لم يتأدبوا مع الدين، فلذلك الشخص المسلم لا بد ينظر إلى هذه الأحاديث ويطبقها ويتدرب عليها، يتدرب عليها ما يصير بس طالق هذه النفس تفعل ما تريد، لا بد من التدريب، وكل بني آدم خطاء.

لكن الله سبحانه وتعالىٰ ما بيأخذ هذا الشخص إلا إذا أصر وعاند، إذا تراجع له أجر على ذلك، فأنت تعاني من هذا الأمر؛ لأن الأمر يبي له تدريب وصبر ووقت، الله سبحانه وتعالىٰ يأجرك على هذه الشيء، على هذا الشيء، أنت جلوسك في طلب العلم، جلوسك لك أجر فيه، نيتك أنت تطلب العلم وتطلب العلم طول السنة بس عن طلب العلم أجر لك، هذا خل قراءتك للكتب، وأخذك بالأحكام، وتطبيق الأحكام، هذا شيء ثاني.

المسلم بس اسمه مسلم الأجور تمشي له، خل صلاته، صيامه، وحجه، وكذا، اللي في نيته الدعوة إلى الله، قام بالدعوة إلى الله، ويبين للناس، بس أنه داعية إلى الله له أجر، غير الناس الذي يهتدون على يديه، غير الصبر، غير كذا، غير كذا، فلذلك لا يحرم الشخص نفسه من هذه الأجور، «وإنما الأعمال بالنيات».

وممكن الشخص المسلم يريد يسوي شيء لم يستطع، الله سبحانه وتعالىٰ يكتب له الأجر، ما بالك الذي يفعل، الذي لم يفعل له أجر كامل، ما ينقص، ﴿والله يضاعف لمن يشاء﴾[البقرة:261]، ما بالك الذي يعمل، فلذلك المسلم لا يحرم نفسه من هذه الأمور خاصة طالب العلم، ويعني كذلك أخرجه الخرائطي في «مكارم الأخلاق»، وأبو عوانة في «المسند الصحيح»، والدارمي في «المسند»، والحميدي في «المسند»، وابن المنذر في «الأوسط»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وفي «السنن الصغرى»، وفي «معرفة السنن»، وأبو نعيم في «المسند المستخرج»، وابن أبي شيبة في «المصنف»، وأبو يعلى في «المسند»، والبزار في «المسند»، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»، والطبراني في «المعجم الأوسط»، وابن عبد البر في «التمهيد»، وفي «الاستذكار»، وغيرهم.

ورواه يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري، يعني: الإمام الحافظ يحيى بن سعيد القطان إمام من أئمة أهل الحديث ومن تلامذة يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس بن مالك، هذه رواية الإمام مسلم، وأحيانا في الإسناد يقول لك: حدثنا يحيى بن سعيد، ففي الغالب في هذه الطبقة الغالب أنه يحيى بن سعيد القطان، في كذلك رواة نفس الاسم مثل الاسم يحيى بن سعيد الأموي، هذا من الطبقة الثالثة، وعندك يحيى بن سعيد الأنصاري، هذا من الطبقة الخامسة، وعندك يحيى بن سعيد العطار هذا ضعيف، والباقي كلهم ثقات.

فلا بد تعرف من هو يحيى بن سعيد؛ لكي لا تظن أنه القطان، فرواية يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس ابن مالك هذه رواية الإمام مسلم، ورواه يحيى بن يحيى النيسابوري، وفي يحيى بن يحيى الليثي، من تلامذة الإمام مالك في الموطأ، رواه يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد، هذه كلهم أئمة لا بد طالب العلم أن يعرفهم، هؤلاء هم الذين نقلوا إلينا الأصول والفروع والأحكام والأحاديث، هذه كلها أئمة ثقات.

الله أكبر، قتيبة بن سعيد كلاهما عن عبد العزيز الداروردي عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه سمع أنس بن مالك في رواية مسلم في صحيحه، وقد رواه موصولا كما هنا، وكما ذكرنا عبد الله بن المبارك، كما في رواية الإمام البخاري في صحيحه، ورواه سليمان بن بلال، هذا ثقة ثبت، لا بد نعرفهم أئمة أهل الحديث هؤلاء، سليمان بن بلال، الناس ما يعرفون، ما يعرفون إلا بلال رضي الله عنه، لكن هؤلاء كذلك أئمة، لا بد معرفتهم.

رواه سليمان بن بلال، وسفيان بن عيينة، والقاسم بن معن، وأبو معاوية، ويزيد بن هارون، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، كلهم ثقات هؤلاء، كلهم ثقات، وغيرهم، كلهم موصولا عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك، هذا الآن عندنا الطرق عن أنس، انظر هنا واستمع إلى ما يأتيك الآن.

الآن هؤلاء الثقات حفاظ أثبات، كلهم من أصحاب يحيى بن سعيد الأنصاري، نقلوا الحديث الموصول، الحديث الموصول كيف؟ يعني: عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك، يعني: أنس بن مالك موجود، هو الذي ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا موصول؛ ولذلك هذه الروايات أخرجها البخاري ومسلم وأصحاب السنن، إلا أبو داود، أبو داود لم يروي حديث أنس، بس رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة، أبو داود بيأتي عليه في الدرس القادم حديث أبي هريرة.

الآن عندنا الموصول، وهذه الألفاظ الصحيحة التي ذكرتها لكم هي الألفاظ الصحيحة، ولفظ كذلك الذي ذكره ابن حجر اللفظ الصحيح، استمع وخالف هؤلاء كلهم، الإمام مالك بن أنس فرواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه قال: دخل إعرابي المسجد فكشف عن فرجه ليبول، فصاح به الناس حتى علا به الصوت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتركوه» فتركوه، فبال، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء، فصب على ذلك المكان، هكذا أخرجه الإمام مالك في «الموطأ» من رواية يحيى بن يحيى الليثي مرسلا.

وأخرج هذه الرواية أبو مصعب الزهري في «الموطأ»، والقعنبي في «الموطأ»، وهذه الرواية ضعيفة لإرسالها، الآن الرواية هذه موصولة أو منقطعة؟ منقطعة، الموصولة التي سلفت، هذه الرواية الإمام مالك خالف كل هؤلاء، فهذه الرواية ما تصح، فلذلك الآن عندنا الألفاظ التي غير صحيحة ضعيفة، فكشف عن فرجه فبال، فهذه الزيادة شاذة، لا توجد في حديث الأعرابي، وكذلك حتى علا به الصوت لا توجد في الرواية الموصولة.

فإذن عندنا الآن هذه الرواية لا تصح لإرسالها، لماذا؟ يحيى بن سعيد أسقط أنس، والأصل أن يقول يحيى بن سعيد عن أنس قال، لكن هنا أرسل، يحيى بن سعيد الأنصاري من التابعين لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يدرك الحادثة ولا الأعرابي هذا، فالرواية منقطعة ما تصح، ولذلك هذه الرواية تراها في كتب الفقه، لكن ليست بصحيحة.

استمع إلى الحافظ ابن عبد البر ماذا يقول عن هذه الزيادة، قال الحافظ بن عبد البر المالكي في «التمهيد»: هذا حديث مرسل في الموطأ، يعني: غير موصول، عند جماعة الرواة، وقد روي مسندا متصلا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس من وجوه صحاح، وهو محفوظ ثابت من حديث أنس، ومن حديث أبي هريرة، حديث أبي هريرة بيأتي في الدرس القادم.

الآن الحافظ ابن عبد البر يعل هذه الزيادة وهذا الأثر وهذا اللفظ في التمهيد، والتمهيد هذا شرح الموطأ، وقال الحافظ الدارقطني في كتابه: «الأحاديث التي خولف فيها مالك ابن أنس»، خالفه الثوري وابن عيينة ويحيى بن سعيد القطان، وحماد بن زيد، وعبد الله بن المبارك، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز الداروردي، ويحيى بن سعيد، أو يزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، فرووه عن يحيى بن سعيد عن أنس عن النبي، وهو الصواب.

ومالك بن أنس في الموطأ لم يذكر أنسا، فالصحيح الموصول، والمرسل هذا غير صحيح، فهذا كذلك الدارقطني يعل هذا الحديث، فحديث سفيان بن عيينة أخرجه الحميدي في المسند، وأحمد في المسند وغيرهما، وحديث يحيى بن سعيد القطان أخرجه مسلم في صحيحه، وحديث حماد بن زيد أخرجه البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، عن ثابت البناني عن أنس، وحديث عبد الله بن المبارك أخرجه البخاري في صحيحه، وحديث سليمان بن بلال أخرجه البخاري في «صحيحه»، وحديث عبد العزيز الداروردي أخرجه مسلم في «صحيحه»، وحديث يزيد بن هارون أخرجه أبو عوانة في «المسند الصحيح»، والخرائطي في «مكارم الأخلاق»، وغيرهما.

وحديث جعفر بن عون أخرجه الدارمي في «المسند»، والبيهقي في «السنن الكبرى»، وحديث عبيدة بن حميد الكوفي من رجال البخاري أخرجه النسائي في «السنن الكبرى»، وفي «السنن الصغرى»، وابن عبد البر في «التمهيد».

وبالنسبة عن عبيدة بن حميد، أحيانا يأتيك اسم الرجل بفتح العين عبيدة، وأحيانا عبيدة بالتصغير، فلا بد من الرجوع إلى كتب الرجال لكي يتبين لك هذا بفتح العين أو هذا بضم العين، ورواه أحمد بن حنبل والشافعي وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي والحميدي ومحمد بن يحيى العدني، وعبد الله بن محمد الزهري، كلهم عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك به بدون حفر التراب، هذه زيادة أخرى.

بتأتي الآن أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بحفر التراب، يعني: حفر البول هذا مع التراب، ثم يصبون عليه الماء، هذا اللفظ لا يصح.

الآن هؤلاء الأئمة كلهم رووا الحديث وهو في صحيح البخاري كما بينت لكم، لم تذكر زيادة الحفر، حفر التراب، لكن روى حفر التراب عبد الجبار بن العلاء العطار وهو لا بأس به، عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن إعرابيا بال في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «احفروا مكانه ثم صبوا عليه ذنوبا من ماء»، فاحفروا فالحفر زيادة شاذة، كيف ذلك؟

الآن الإمام أحمد والإمام الشافعي وغيرهم من الأئمة والحفاظ جبال في الحفظ لم يذكروا الحفر إلا عبد الجبار بن العلاء، ولا بأس به هو، فروايته شاذة في الحفر، وهذه الرواية رواية الحفر لم تذكر موصولة لكن ذكرها ابن الجوزي معلقة في العلل المتناهية، وفي التحقيق في مسائل الخلاف، وأعلها ابن حجر وغيره، بيأتي الآن الكلام.

الآن المهم عندنا هذه الزيادة كذلك شنو؟ الحفر شاذة، موجودة في كتب الفقه، لكن لا تحفر ولا شيء، بال شخص على سجاد، على تراب، على كذا، ما عليك إلا شنو؟ لا توسوس ولا شيء، لكن ماذا تفعل أنت؟ تصب على النجاسة الماء وخلاص، فلذلك هذه الأمور ميسرة في الشارع، ما يحتاج إلا صب الماء على التراب أو السجادة، مثلا السجاد، بال الولد، بال كذا مثلا، أو كبير السن ما يدري، السجاد هذه كيف تطهر؟ تصب عليها الماء صبا، ويكفي في طهارة هذه السجادة.

لكن لو تريد أنت مثل الآن الحريم، لا، لازم شامبو وصابون وتفرك فيها، وشعرها يطيرها، ولبه بعد عندها شنهو؟ طهرت هذه الزولية، وإلا يكفي عليها صب الماء، لكن ما في بس، لو أراد الشخص أن يغسلها بالصابون الشامبو أو شيء، ما في بأس، لكن عن الطهارة كيف تطهرها؟ بهذا، على البشار تعرف الأولاد الآن يبولون وهم نايمين على الفرش، على المرقد، فالتطهير هكذا، لكن أنت تريد تغسل النجاسة كذلك بالصابون وهذا شيء ثاني يعني، وبيأتي الكلام على كيفية تطهير النجاسة.

فإذا عندنا الآن الحفر، هذه رواية شاذة، وهذا الحديث ذكره ابن دقيق العيد في كتابه «الإمام»، والزيلعي في «نصب الراية»، وبين الدارقطني رحمه الله تعالى شذوذ هذه الرواية، وعندك ابن عيينة روى الحديث على الجادة بدون الحفر كما سلف في الروايات ذكرناها، هذه الرواية تفرد بها عبد الجبار عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس، وهي رواية شاذة.

يقول الحافظ الدارقطني: وهم عبد الجبار على ابن عيينة؛ لأن أصحاب ابن عيينة الحفاظ رووه عنه عن يحيى بن سعيد فلم يذكر أحدهم الحفر، وإنما روى ابن عيينة هذا عن عمرو بن دينار عن طاووس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «احفروا مكانه» مرسلا، يقول: فاختلط على عبد الجبار المتنان، فتبين الآن أن المتن من رواية طاووس، طاووس تابعي لم يدرك الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه الرواية مرسلة، والدارقطني أعلها.

وكذا قال الحافظ الذهبي في «تنقيح التحقيق»،

وحديث طاووس المرسل: أخرجه عبد الرزاق في «المصنف»، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس قال: بال أعرابي في المسجد، فأرادوا أن يضربوه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «احفروا مكانه، واطرحوا عليه دلوا من ماء، علموا ويسروا ولا تعسروا» هكذا وقع مرسلا فلا يصح، فهي شاذة أيضا.

وهذه الرواية أعلها ابن الجوزي في «التحقيق» بالإرسال.

وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» من طريق معمر عن ابن طاووس عن أبيه، قال: بال أعربي فذكره، ولا يصح لإرساله أيضا، وذكره ابن حجر في «تلخيص التحبير»، وأنكر حفر المكان الدارقطني في «العلل» من طريق يحيى بن سعيد عن أنس، فحفر المكان زيادة منكرة لا تصح.

لذلك قال الحافظ النووي في «المنهاج» باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد وأن الأرض تطهر بالماء من غير حاجة إلى حفرها، فإذن الآن تبين أن الصحيح من رواية طاووس، طاووس تابعي، فالحديث منقطع ما يصح، كذلك الرواية الشاذة: فأرادوا أن يضربوه، هذه رواية شاذة، ولم يضربوه ولا شيء، لكن زجروه.

فإذا عندنا الآن هذه الألفاظ موجودة في الكتب، ومحتجين بها عدد من الفقهاء، لكنها كلها ألفاظ لا تصح، والألفاظ الصحيحة التي ذكرناها لكم ابتداء، فهذا تخريج حديث أنس، ولعل ترونه في جزء، والكلام طويل فيه، لكن هذا باختصار، ولعل نتكلم عن شواهد الحديث في الدرس القادم.

عندنا هنا بالنسبة عن المتفقين في الأسماء الآن، عندنا يحيى بن سعيد بن فروخ القطان وهو الإمام ثقة، إمام معروف، من الطبقة التاسعة من رجال الجماعة، ويحيى بن سعيد الأنصاري من الطبقة الخامسة، ثقة ثبت، وهو يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري، من رجال الجماعة، ويحيى بن سعيد بن العاص الأموي من الطبقة الثالثة ثقة من رجال مسلم، ويحيى بن سعيد بن أبان الأموي من الطبقة التاسعة، صدوق من رجال الجماعة، ويحيى بن سعيد بن حبان الكوفي ثقة، من رجال الجماعة من الطبقة السادسة.

الاسم الصحيح لصحيح الإمام البخاري.

الأمر الأول: أن ما في بأس لطالب العلم أن يختصر أحيانا الكتب، مثلا يقول: أخرجه البخاري في «صحيحه»، أو أخرجه البخاري في «الجامع الصحيح»، لكن الاسم الصحيح اللي أثبته الإمام البخاري في صحيحه هو «الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه»، هذه العنوان الجميل يعني لكتاب الإمام البخاري، كتاب عظيم وعنوان جميل وسبحان الله الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، فهو لم يقتصر الإمام البخاري على السنن بس، لا، تطرق لأيام النبي صلى الله عليه وسلم، وأمور الرسول صلى الله عليه وسلم والرقائق وغيرها.

فلا بد من معرفة فقه الإمام البخاري في هذه الأحاديث وهذا الكتاب؛ لكي يطبق طالب العلم هذا الكتاب في حياته، ويبشر بكل الخير، وعلى البلدان الإسلامية أن يطبقون صحيح البخاري، ويدرسونه على طريقة أهل الحديث، ويدرسون المسلمين، ويبشرون بالأمن وغيره، وإلا كله أعصارات.

الأمر الثاني: الاسم الصحيح لصحيح الإمام مسلم هو «المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»، انظر إلى جمال عنوان هذا الكتاب، لكن ما في بأس للاختصار تقول: أخرجه مسلم في صحيحه، ما في بأس، لكن لا بد طالب العلم يعرف هذه الكتب المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو يطبق صحيح البخاري في البلدان الإسلامية، وصحيح مسلم، لكفى إن الله ينزل الأمن والأمان، وبركة الرزق، والناس يسعدون وإلى آخره، وإلا كما ترون.

كلها تصوف، أفكار تصوف، تنتشر في البلدان الإسلامية، والأفكار الإخوانية، أو الأفكار التراثية، وبلاوى، فلذلك الله سبحانه وتعالىٰ يرفع العذاب عن الناس بتطبيق شرعه، فعلى الناس بتطبيق هذا الشرع.

الاسم الصحيح لسنن الترمذي هو: «الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل»، ولا بأس أن يقول العبد: أخرجه الترمذي في السنن وفي سننه، لكن هذا العنوان الجميل لسنن الترمذي، الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه، ولو قرأت يبين لك الحديث الصحيح، والحديث الحسن، والعلل من الرفع أو الوقف أو الإرسال أو الانقطاع، وما شابه ذلك.

الاسم الصحيح للسنن الصغرى للنسائي هو «المجتبى من السنن المسندة»، فلا بأس أن تقول: أخرجه النسائي في «السنن الصغرى» أو في «المجتبى»، أو «المجتبى من السنن المسندة»، وهذا يعني ما عندنا.

وهذا سؤال هل تجوز الاستخارة من غير صلاة لمن لديها عذر كالحائض.

هذا يعني عذر، فالأصل إذا يعني المسلم أو المسلمة إذا أراد حاجة من الله سبحانه وتعالىٰ أن يصلي صلاة الاستخارة المعروف، والدعاء هنا سواء قبل السلام دعاء الاستخارة أو بعد السلام، الأمر واسع؛ لأن بعض أهل العلم قالوا: الدعاء يكون بعد التشهد قبل التسليم، يدعو دعاء الاستخارة، وبعض أهل العلم قالوا: بعد التسليم.

والأمر هنا واسع من أراد أن يستخير قبل السلام أو بعد السلام له؛ لأن ما في دليل يفصل هذا عن هذا، ولا حاجة إلى رفع اليدين في ذلك، وممكن أن يضع العبد على مكان صلاته دعاء الاستخارة لكي يقرأه إذا لم يحفظه، دعاء الاستخارة إذا صلى فيقرأه ويدعو المعروف ثم يذكر حاجته، أو بعد السلام ممكن يأخذ الورقة هذه، ويقرأ هذا الدعاء.

هذا هو الأصل، لكن إذا مثل الآن المرأة وهي حائض أو الشخص ممكن أنه ما يستطيع على الصلاة مثلا، فله أن يدعو دعاء الاستخارة، وحتى بدون دعاء الاستخارة، يعني السنة هكذا، يدعو بدعاء أي شيء بحاجته؛ لأن الله سبحانه وتعالىٰ قال: ﴿ادعوني أستجب لكم﴾[غافر:60]، دعاء عام بأي شيء، فيدعو ما يشاء من الحاجات، حتى بدون دعاء الاستخارة، لكن الأصل هكذا بالركعتين، لكن إذا المرأة لا تستطيع فبلا صلاة، وبدعاء الاستخارة أو بدون دعاء الاستخارة.

هل أذكار النوم يعني تخص النوم بالليل؟ نعم، دعاء النوم على الأصل، يعني النوم يكون بليل، وهذا هو الأصل، وجميع الناس أصلا ينامون بالليل، لكن هناك أناس في الأعمال في الليل وما شابه ذلك لكن سواء مثلا بيأتي النهار لا بد بينام، عمله في النهار أو أول الليل كما يقولون، لا بد بينام في الليل، يعني كل الناس ينامون، لكن استثناءات لأشياء خاصة وأعمال وكذا، فأذكار النوم تخص الليل، النهار مثلا يريد أن يحفظ نفسه يكون مثلا ذكر الله سبحانه وتعالىٰ أذكار بعد الصلاة، والمعوذتين، وآية الكرسي، يكون قرأ هذه السور.

كذلك أذكار المساء والصباح وقبل أن ينام في النهار يعني يدعو الله سبحانه وتعالىٰ أن يحفظه، والله سبحانه وتعالىٰ حافظ الناس ليلا ونهار.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan